الاثنين، 30 أغسطس 2010

الشماغ ...كيف وصل لنا ؟ ولماذا أجوده انجليزي ؟




كنت اتابع برنامج خواطر للمبدع احمد الشقيري ، وقد بدأ الحلقة بجوله في لندن يبحث عن أي شخص يرتدي الشماغ بحكم ان الانجليز هم من يصنعه ، ثم قام بجوله في بعض الدول الخليجيه يسألهم عن سبب ارتدائهم للبس يصنعه الانجليز ؟ وكانت الإجابات مشابهه لأي أسئلة تطرح على أناس لا تقرأ شيئا ...وشاهدوا البرامج المخجلة التي يقدمها حامد الغامدي ومحمد الشهري ...

كنت أتمنى انه تطرق لأصل لبس الشماغ نفسه ، وكيف ان البعض "البعض" يرى انه رمزا وطنيا ؟ بينما هو في الأساس كان مجرد قطعة قماش يفرشها الرحالة الانجليز الذين كانوا يجوبون المنطقة لاستكشافها ودراسة المجتمعات والتعرف على الثروات ، كانوا يفرشونها كسفره للطعام ، يهدونها بعد الفراغ منها لمرافقيهم العرب الذين كانوا يقدمون لهم خدمات تعريفهم بالطرق وحمايتهم والطهي لهم ، وكان الأعراب بدورهم يضعونها على رؤوسهم للاحتماء من درجات الحرارة وضربات الشمس ...

اما الرحالة أنفسهم فقد كانوا يستأجرون جمالا وادلاء للوصول الى أهدافهم ، وكذلك يستأجرون طاه للطبخ وخادم ، وكانوا يشترطون بناء "هودج صغير" يكفي لأن يجلس عليه الرحالة ليرى بشكل أفضل ويدون ملاحظاته دون عناء كبير، وأيضا فقد كان الهودج يحميه من الشمس الحارقة ....

عندما لاحظ شخص يدعى (شماغر) الاستخدام المزدوج لغطاء السفرة من قبل العرب ، قام بشراء كمية كبيره من انجلترا واحضرها معه للاستفادة من ثمن بيعها ، لأن الصرف على تكاليف الرحلة كان يتم من مبالغ تصرف من الحكومة البريطانية (أحيانا) ، ولكن في الغالب كان يقوم الرجالة ببيع بعض المقتنيات التي يحضرونها معهم لهذا السبب عندما تنفذ نقودهم او تشارف على النفاذ ، فكان البعض يحضر كتبا ، او أدوية ،او بعض الاطعمه كالبسكويت مثلا وغيرها ، والبعض كان يمارس مهنته كطبيب عام او متخصصا في العيون او الأسنان او خلافه ...

تفنن الانجليز بعد ذلك في تحديد هوية العرب كما يرغبون ، فأعطوا الفلسطينيين نوعا معينا وكذلك الأردنيين والخليجيين ...وسميت كوفيه او عمامه او شماغ او مصر كما يقال لها في عمان ...وفيما بعد قاموا برسم الحدود وإعطاء مسميات للدول كما رغبه هم وليس كما رغب أصحاب الشأن ...

عرفتم كيف وصل لنا الشماغ ...؟ تذكروا هذا كلما شاهدتم دعاية للشماغ ...التراث الذي تتوارثه الاجيال ...

رمضان كريم ...محمد بن يحي الجديعي     الرياض...20رمضان 1431هـ

ليست هناك تعليقات: