الثلاثاء، 7 أبريل 2009

اندونيسيا بلد التنوع الجميل

الحلقة الأولى



في زيارة هي الأولى لي لاندونيسيا هبطت بنا الطائرة التي أقلتنا من الرياض في مطار جاكرتا الدولي ، وقد لاحظت للوهلة الأولى دقة العمل والترتيب الجيدين للقادمين بدءً من مكتب تقديم تأشيرات الدخول لمن لم يحصل عليها قبل ذلك ( يمكن لمواطني 53 دوله الحصول على تأشيرة دخول اندونيسيا من منافذ الدخول ومن ضمن أولئك المواطنين السعوديين) ثم حسن الأداء من قبل موظفي الجوازات ، وأخيرا سرعة استلام الحقائب ، كل تلك الإجراءات تتم بسلاسة كبيرة ، وعندما خرجت من بوابة المطار التي تجمهر عندها عدد كبير من مستقبلي أقاربهم أو أولئك الذين يقدمون خدمات التوصيل لاحظت ان الوجوه مبتسمة رغم شظف المعيشة ، مما يعكس الرضا بما قسم لهم الله من خيرات رغم قلتها ، فمن اللحظة الأولى ترى الطيبة وحسن معشر الاندونيسيين ... فهم مثلا يعرضون عليك الخدمات دون إلحاح وإزعاج ، وبعد الخروج مباشرة استقبلتنا أجواء رائعة حيث كان الغيم يضلل المنطقة وزخات المطر تتساقط والنسائم العليلة لا تنقطع ، ونظرا لطول ساعات السفر فقد ذهبت لمكان النزول في الفندق دون القيام بأي نشاط سوى الراحة و الاسترخاء .
قمت في اليوم التالي بطلب برنامج اخترته من ضمن تلك البرامج المتعددة التي تعد للسياح وقد بدء البرنامج بوصول السائق و المرافق المختص في الثامنة والنصف صباحا حيث بدأنا برنامجنا كالتالي:






1- زيارة المتحف الوطني .....


لا يبعد كثيرا المتحف الوطني عن مكان الفندق الذي انزل به ، وهو أيضا قريب من منطقة القصر الرئاسي و النصب الوطني التي سأتحدث عنه لاحقا ، وقد بدا بناء هذا المتحف في العام 1778م على أيدي الهولنديين الذين كانوا يستعمرون اندونيسيا ، ويحتوي المتحف على عدد من الأجنحة المختلفة وقد ملئ مدخل المتحف بمجموعات خزفية ومجسمات نحتت لتحكي جزء من تاريخ الاندونيسيين وبعض الأساطير الشعبية المعروفة هناك ، وقد كان للقرب من ماليزيا تأثر في وجود بعض المحتويات حيث اهدي أجزاء كثيرة من الماليزيين .
كذلك يوجد جناح كبير خصص للأزياء المختلفة التي كان وما يزال يلبسها الاندونيسيين في مختلف المناطق .
في المتحف عرفت ان اندونيسيا تتكون من حوالي (17,508) جزيرة (6000) جزيرة منها بها سكان متعددي الأعراق ، ويبلغ عدد سكان اندونيسيا حاليا حوالي(240) مليون نسمة 86% منهم مسلمون "سنة " من جميع المذاهب كما انه يوجد عدد قليل من المذهب الشيعي ، ويوجد 8.6% مسيحيين ( 5.6% بروتستانت ، 3% رومان كاثوليك) ، وبقية السكان مختلفي الديانات والمذاهب .


في المتحف جناح مليء بالأواني التي استخدمت في الطبخ قديما ، وهي في الغالب مصنوعة من الخزف كما انه يوجد جناح كبير يعرض فيه أنواع البيوت و التصاميم المستخدمة في نماذج تعطى الزائر فكرة كاملة عن بناء المنازل في المناطق والأقاليم المختلفة ، وقد كان لكمية الإمطار التي تهطل بكثرة تأثير كبير على كيفية بناء الأسطح تحديدا .
ثم مررنا بجناح الاسلحة والمعدات الحربية التي استخدمت قديما ثم الأدوات الموسيقية التي يمكن مشاهدتها في بعض المناطق المهتمة بالتراث الاندونيسي حيث لا تزال البعض منها تعزف .
قبل الخروج من المتحف تلفت الانتباه خارطة جميله لاندونيسيا تبين فيها التقسيمات العرقية والدينيه والمذهبية لهذا البلد الكبير .
بجانب المتحف شيدت المكتبة الوطنية المكان الذي يرتاده الباحثين وطلاب الجامعات في مكان مميز ومكان لا يتمنى محبي الكتب والقراءة غيره
.


2. النصب الوطنى ( The National Monument "Monas") ....









من أهم معالم جاكرتا وقد بدأ بناء هذا المعلم المميز (سأسميه لاحقا بالمسلة لأني لا أحب اسم نصب) في العام 1961م في عهد الرئيس سوكارنو ، ولم ينتهي بناؤه الا في العام 1975م في عهد الرئيس سوهارتو ، ويرتفع هذا المعلم الى 137 متر ، تعلوه شعله برونزيه كبيره تزن (14.5) طن ، طليت بـ(35) كجم من الذهب ، تحيط بهذا المعلم مساحه شاسعة خضراء يرتادها الكثير من المتنزهين للاستمتاع بأوقات جميله .

يستغرق صعود المصعد حوالي دقيقه وبعض الثواني في طريقه الى الأعلى ، ومن تلك النقطة العالية يمكن مشاهدة عدة مبان هامه وضعت على الجوانب الأربعة لهذه المنطقه حيث يشاهد المبنى الرئاسي ومبني البرلمان وقياده القوات المسلحة والمسجد الكبير الجميل جدا وكذلك الكنيسة الكبرى وعدد من الوزارات مثل المالية والداخلية وغيرها .




منظر للمسجد الكبير التقطت من أعلى المسلة

في الحلقة القادمة سأستكمل الجولة في منتزه اندونيسيا الجميلة (Beautifull Indonesia) وهو مكان يشبه الى حد ما الجنادرية ولكن على مدار العام ....الى اللقاء




ليست هناك تعليقات: