الثلاثاء، 14 أبريل 2009

اندونيسيا ذلك البلد الجميل

الحلقة الثالثة (ليالي بونتشاك)


كان من ضمن برنامجي بقاء يومين في إحدى المنتجعات بالجبل ذائع الصيت (Puncak) وتنطق بونتشاك .. ويبعد عن جاكرتا مسافة حوالي (3) ساعات بالسيارة ، حيث تحركت من مقر إقامتي في جاكرتا في تمام الساعة (10,30) صباحا ، وحيث ان مرافقي ومرشدي كان تاجرا بالفطرة فهو((حضرمي)) بما يمتاز به الحضارمة من صدق وأمانه وجدية كاملة في التعامل . فقد رغب ان يرني إحدى المجمعات السكنية في ضاحية قريبة من جاكرتا (45دقيقه من جاكرتا ) ، ودخلت البعض منها .






بداية مدخل المجمع السكني


ولعل ما يلفت الانتباه في ذلك المجمع هو كيفية بناء فلله الراقية ، وشوارعه الفسيحة ، وأسواقه الراقية ، وملاعبه النموذجية ، مع رخص الأسعار نسبيا بالمقارنة بما في جاكرتا مثلا..علما بان هذه الضاحية لا توفر مساكن جاهزة للبيع فقط ، ولكن توجد أراضي للبيع موصله لها جميع الخدمات الأساسية لمن رغب في بناء المنزل بطريقته.



أحدى الفلل داخل المجمع

مررنا بعد ذلك في طريقتنا الى الجبل بحديقة الحيوانات التي يسمح للزائرين بالدخول بسياراتهم ، ومما لفت انتباهي هو حجم تلك الحديقة وحسن التنظيم فيها ... ان إنشاء حديقة بمثل ذلك المستوى فكرة رائعة ومفيدة وتدر أرباحا جيده..وانا استغرب لماذا لا يكون لدينا مثل تلك الحديقة..؟
قبل وصولنا الى المنتجع لاحظت ان لوحات كثيرة كتبت باللغة العربية ، وبالأخص أماكن الصرافة ومطاعم المندي والمضبي وأماكن بيع الأغنام وأماكن بيع بعض المواد الغذائية وكذلك اللوحات التي تعلن عن توفر فلل ومساكن للتأجير ، وعرفت ان هذه المنطقة هي التي يتواجد بها أعداد كبيره من السعوديين .
توجهنا بعد ذلك الى المنتجع الذي يقع مباشرة بعد اعلي نقطه من الجبل ، وهو عبارة عن عدة فلل صغيرة متناثرة على سفح الجبل ، ويحتضن ذلك المنتجع بالإضافة الى الفلل الجميلة ، الأشجار الباسقة ، والجداول المائية الرقراقة ، و تضيف زقزقة العصافير وخرير المياه للمنتجع الروعة وتزيد المكان الجميل جمالا ...





لقطه لإحدى زوايا المنتجع


السكن هنا مريح جدا ولحسن الحظ فان التلفزيون هنا لا يلتفت له نظرا لان الاستمتاع بالأجواء الجميلة الرائعة والمناظر الخلابة اهم بكثير مما قد يشاهد في ذلك التلفزيون..
مع قرب حلول المغرب بدء الضباب يلف المكان فكان المنظر جميلا تتعثر الكلمات عن التعبير عن روعته ، بعد تناول وجبة العشاء عدت الى غرفتي للراحة بعد يوم طويل مضني ، ولرغبتي في الاستمتاع بيوم جديد في الغد ، لم تحل التاسعة الا وقد نمت بعمق ...
لم افق من نومي الا بعد سماع فعاليات صلاة الفجر في الساعة 4.25 ، حيث بدء المؤذن قبل الأذان بتلاوة بعض الأدعية وتشغيل بعض الأشرطة لقراء معروفين بالقراءة الندية للقران الكريم.. صعدت بعد الصلاة الى مكان مرتفع في نفس المنتجع أترقب طلوع الشمس ، التي ما لبثت ان أرسلت خيوطها الذهبية لتغسل أوراق الشجر من بقايا طل في منظر غاية الجمال والشاعرية ، تمنيت وقتها لو اني شاعرا لأوظف موهبتي في وصف تلك المشاهد الرائعة...




عدت بعدها الى شرفة غرفتي متأملا ومستمتعا بلحظات قل ان تتكرر وإذا بي اشاهد قطيعاً من الغزلان يتراقص وتتجول داخل المنتج بفرحه عارمة لا اعرف أسبابها ، ولكن ما يهمني هو انها أدخلت البهجة الى قلبي ....

قضيت ليلتين هادئتين في هذا المكان زادت فيها قناعتي عن أمرين هامين وهما :
1. لطف الشعب الاندونيسي بصفة عامه ، فهم شعب ودود محب للآخرين ، الكل يتعامل بابتسامه وقناعة تامة ، الا ان لغة التواصل قد تتسبب في بعض سوء التنفيذ ، ولكن بالصبر ومحاوله إيصال المطلوب بوضوح هو الحل لتصحيح الأخطاء التي ترتكب دون سوء نيه دون شك .
2. عرفت ان المسلمين هنا باختلاف مذاهبهم (الأغلبية سنه) يؤدون شعائر واحده ويصلون مع بعضهم البعض دون حزازيات او تفرقات ، وهذا انعكاس لروح المحبة والتسامح للشعب الاندونيسي مختلف الأعراق واللغات والديانات ايضا .

انتهي ....ويليه الحلقة الرابعة ....................

الأحد، 12 أبريل 2009

اندونيسيا ذلك البلد الجميل

اندونيسيا ذلك البلد الجميل

الحلقة الثانية


من أهم المعالم التي تزيد زيارة جاكرتا بهجة ومعرفة بالتراث الاندونيسي الكبير هو زيارة منطقة تسمي اندونيسيا الجميلة (Beautiful Indonesia ) وهي منطقة تحتل رقعة كبيرة من الأرض مبني عليها ملاهي وألعاب للكبار والصغار كما بني نماذج كبيرة لأنواع المنازل في الأقاليم المختلفة ، مع وجود أشخاص يمارسون بعض الأعمال التراثية لتلك المناطق ، وهي شبيهة إلى حد بعيد بالجنادرية لدينا ولكن المساحة اكبر بكثير وكذلك أنها مفتوحة على مدار العام ، تشاهد فيها الرقصات الشعبية المختلفة يومياً عند حلول المساء .






هيئ في المكان عربات معلقة لمشاهدة المكان من الأعلى مرورا على البحيرة الكبيرة التي تتوسط المكان ، وكذلك عربات قطار تجوب المكان وتتجول بصفة شبه دائمة . وكذلك تتواجد عشرات المطاعم المختلفة لخدمة مرتادي هذا المكان الجميل .
من أهم معالم هذا المكان متحف بني على رقعة واسعة ويتكون من ثلاث طوابق كبيرة المساحة ، ضم بين أجنابة الكثير من الأزياء التي تستخدم في المناسبات المختلفة والأدوات الخاصة ببعض الأعمال المنزلية أو الحرف الصناعية والزراعية ، كذلك يضم المكان أدوات موسيقية قديمة وبعض الحلي والأوراق النقدية ، زيارة هذا المتحف ضرورية لمن كان في المنطقة لمعرفة الكثير عن هذه الشعب اللطيف .
بعد يوم طويل وتجول في المنازل المختلفة من حيث الشكل والتصميم الداخلي ، فإن تناول وجبة في مطعم على ضفاف هذه البحيرة يعد أمراً ممتعاً ومريحاً للغاية .






ثم كانت زيارتي الى متحف الرئيس الراحل سوكارنو الذي جمع فيه جميع المقتنيات والاوسمه والصور والتحف والهدايا التي قدمت له اثناء فترة حكمه ، لقد بني المتحف بطريقة فنية جميله قسم فيه الى اجنحة ،انه لا يوجد شيئ اكثر لفتا للنظر فجميع المعروضات ملفته بالفعل ، ولكبر حجم المتحف وكثرة الموجودات فيه فانه يمكن بقاء يوم كامل في جنبات ذلك المتحف والمكتبه الملحقة به .



هذا مجسم يوضح المتحف واقسامه

كذلك فإن زيارة معرض الفنون الجميلة في جاكرتا يعد تجربة لا تنسى نظراً لما يحتويه المكان من جداريات ومشغولات فنية جميلة وبأسعار مناسبة جداً ، وهذا المكان يوجد في أعلى طابق من أحد الأسواق الكبيرة الحجم في جاكرتا ، والأسواق في جاكرتا متنوعة نوعا وحجما وبكل الماركات التجارية العالمية المعروفة . كذلك يعد التسوق من أهم الأشياء التي يمكن أن يقوم بها الشخص هنا ، بكل متعة وراحة نظراً للتجهيز الجميل والعرض الرائع للبضائع . كما أنني أنصح أي زائر لهذه المدينة بزيارة مكانيين ممتعين وهما :
1 . حديقة الفواكه : هذه الحديقة الجميلة لا تبعد كثيراً عن جاكرتا ، وزيارتها فرصة للتعرف على كثير من الأشجار والفواكه التي لا تتواجد إلا في شرق آسيا مثل اندونيسيا وماليزيا والفلبين ، كما أن الترتيب الجميل لهذه الأشجار يزيد من روعة المكان .
2 . بندر جاكرتا : هذا المكان يبعد قليلاً عن وسط جاكرتا وهو ميناء ومكان للترفية العائلي حيث بنيت عدة أماكن ترفيهية ومطاعم متعددة منتشرة على المكان المنظم جيدا ، في هذا المكان يمكن تذوق ألذ أطباق الأسماك والمأكولات البحرية في أجواء جميلة تجوب فيها القوارب بالمنتزهين ويلعب الأطفال كما يحلوا لهم ، كما يوجد بالمكان عدد من المطربين المبتدئين الذين يعزفون أفضل الألحان ويشاركهم فيها عدد من مرتادي هذا المكان الرائع .
يتواجد في جاكرتا عدد من المطاعم العربية التي تقدم المندي والمضبي وغيرها من الوجبات المعروفة لنا هنا ، وقد زرت (3) منها إلا إنها على الرغم من جودة الأكل الذي تقدمه لا تتعامل بإحترافية مع مرتاديها ، وتختفي وداعة وابتسامة الاندونيسيين المعتادة في هذه الأماكن ، ولا أعرف سبباً لذلك إلا أنني قررت أن لا أعود إليها ، حيث كانت زيارتها بالنسبة لي تجربة وكفي !!

الثلاثاء، 7 أبريل 2009

اندونيسيا بلد التنوع الجميل

الحلقة الأولى



في زيارة هي الأولى لي لاندونيسيا هبطت بنا الطائرة التي أقلتنا من الرياض في مطار جاكرتا الدولي ، وقد لاحظت للوهلة الأولى دقة العمل والترتيب الجيدين للقادمين بدءً من مكتب تقديم تأشيرات الدخول لمن لم يحصل عليها قبل ذلك ( يمكن لمواطني 53 دوله الحصول على تأشيرة دخول اندونيسيا من منافذ الدخول ومن ضمن أولئك المواطنين السعوديين) ثم حسن الأداء من قبل موظفي الجوازات ، وأخيرا سرعة استلام الحقائب ، كل تلك الإجراءات تتم بسلاسة كبيرة ، وعندما خرجت من بوابة المطار التي تجمهر عندها عدد كبير من مستقبلي أقاربهم أو أولئك الذين يقدمون خدمات التوصيل لاحظت ان الوجوه مبتسمة رغم شظف المعيشة ، مما يعكس الرضا بما قسم لهم الله من خيرات رغم قلتها ، فمن اللحظة الأولى ترى الطيبة وحسن معشر الاندونيسيين ... فهم مثلا يعرضون عليك الخدمات دون إلحاح وإزعاج ، وبعد الخروج مباشرة استقبلتنا أجواء رائعة حيث كان الغيم يضلل المنطقة وزخات المطر تتساقط والنسائم العليلة لا تنقطع ، ونظرا لطول ساعات السفر فقد ذهبت لمكان النزول في الفندق دون القيام بأي نشاط سوى الراحة و الاسترخاء .
قمت في اليوم التالي بطلب برنامج اخترته من ضمن تلك البرامج المتعددة التي تعد للسياح وقد بدء البرنامج بوصول السائق و المرافق المختص في الثامنة والنصف صباحا حيث بدأنا برنامجنا كالتالي:






1- زيارة المتحف الوطني .....


لا يبعد كثيرا المتحف الوطني عن مكان الفندق الذي انزل به ، وهو أيضا قريب من منطقة القصر الرئاسي و النصب الوطني التي سأتحدث عنه لاحقا ، وقد بدا بناء هذا المتحف في العام 1778م على أيدي الهولنديين الذين كانوا يستعمرون اندونيسيا ، ويحتوي المتحف على عدد من الأجنحة المختلفة وقد ملئ مدخل المتحف بمجموعات خزفية ومجسمات نحتت لتحكي جزء من تاريخ الاندونيسيين وبعض الأساطير الشعبية المعروفة هناك ، وقد كان للقرب من ماليزيا تأثر في وجود بعض المحتويات حيث اهدي أجزاء كثيرة من الماليزيين .
كذلك يوجد جناح كبير خصص للأزياء المختلفة التي كان وما يزال يلبسها الاندونيسيين في مختلف المناطق .
في المتحف عرفت ان اندونيسيا تتكون من حوالي (17,508) جزيرة (6000) جزيرة منها بها سكان متعددي الأعراق ، ويبلغ عدد سكان اندونيسيا حاليا حوالي(240) مليون نسمة 86% منهم مسلمون "سنة " من جميع المذاهب كما انه يوجد عدد قليل من المذهب الشيعي ، ويوجد 8.6% مسيحيين ( 5.6% بروتستانت ، 3% رومان كاثوليك) ، وبقية السكان مختلفي الديانات والمذاهب .


في المتحف جناح مليء بالأواني التي استخدمت في الطبخ قديما ، وهي في الغالب مصنوعة من الخزف كما انه يوجد جناح كبير يعرض فيه أنواع البيوت و التصاميم المستخدمة في نماذج تعطى الزائر فكرة كاملة عن بناء المنازل في المناطق والأقاليم المختلفة ، وقد كان لكمية الإمطار التي تهطل بكثرة تأثير كبير على كيفية بناء الأسطح تحديدا .
ثم مررنا بجناح الاسلحة والمعدات الحربية التي استخدمت قديما ثم الأدوات الموسيقية التي يمكن مشاهدتها في بعض المناطق المهتمة بالتراث الاندونيسي حيث لا تزال البعض منها تعزف .
قبل الخروج من المتحف تلفت الانتباه خارطة جميله لاندونيسيا تبين فيها التقسيمات العرقية والدينيه والمذهبية لهذا البلد الكبير .
بجانب المتحف شيدت المكتبة الوطنية المكان الذي يرتاده الباحثين وطلاب الجامعات في مكان مميز ومكان لا يتمنى محبي الكتب والقراءة غيره
.


2. النصب الوطنى ( The National Monument "Monas") ....









من أهم معالم جاكرتا وقد بدأ بناء هذا المعلم المميز (سأسميه لاحقا بالمسلة لأني لا أحب اسم نصب) في العام 1961م في عهد الرئيس سوكارنو ، ولم ينتهي بناؤه الا في العام 1975م في عهد الرئيس سوهارتو ، ويرتفع هذا المعلم الى 137 متر ، تعلوه شعله برونزيه كبيره تزن (14.5) طن ، طليت بـ(35) كجم من الذهب ، تحيط بهذا المعلم مساحه شاسعة خضراء يرتادها الكثير من المتنزهين للاستمتاع بأوقات جميله .

يستغرق صعود المصعد حوالي دقيقه وبعض الثواني في طريقه الى الأعلى ، ومن تلك النقطة العالية يمكن مشاهدة عدة مبان هامه وضعت على الجوانب الأربعة لهذه المنطقه حيث يشاهد المبنى الرئاسي ومبني البرلمان وقياده القوات المسلحة والمسجد الكبير الجميل جدا وكذلك الكنيسة الكبرى وعدد من الوزارات مثل المالية والداخلية وغيرها .




منظر للمسجد الكبير التقطت من أعلى المسلة

في الحلقة القادمة سأستكمل الجولة في منتزه اندونيسيا الجميلة (Beautifull Indonesia) وهو مكان يشبه الى حد ما الجنادرية ولكن على مدار العام ....الى اللقاء