الجمعة، 30 ديسمبر 2011

أهمية الصدق للحاكم ؟ السياسيين السوريين نموذجا ...



عندما يتابع احدنا الإعلام السوري ، يلاحظ لغة فجه وألفاظ معيبة يتفوه بها من يتم تسميتهم بالمحللين السياسيين السوريين ، فيتم استخدام أقذع الألفاظ ضد من استعدوهم من القادة والسياسيين الآخرين في العالم اجمع ، وبنفس الطريقة استخدام معجم جميل لوصف السياسيين الإيرانيين ، وعند تمعن مدى تخصص هذه الفئة في المجال السياسي يتضح انهم ابعد الناس عن ذلك التخصص ...

المهم هل ذلك القاموس يسدي نصيحة مخلصه للقادة السوريين ومسيري الأمور هناك ؟ ان الصدق والإخلاص هما أفضل الطرق لإخراج سوريا من مأزقها الحالي ، ولهجة الإعلام السوري الحالية هي نفسها التي استخدمها العرب قبل حرب 67 والتي توارت بعد الكارثة المريعة التي حلت بكل العرب ، وخسر معها السوريين أنفسهم مرتفعات الجولان التي لا تزال ترزح تحت الاحتلال الإسرائيلي ونسيها هؤلاء السياسيين ..وهي نفس اللهجة والطريقة التي استخدمها الإعلام العراقي قبل وبعد احتلال الكويت وفي فترة ما قبل احتلال العراق ، ذلك الاحتلال الذي لا يزال العراقيون يعانون ويلاته ...وليس عنا ببعيد الإعلام القذافي ...

هذا الإعلام جعل من ايران والعراق قوى عالمية عظمى ، واستعدى قوى قادرة في المنطقة أهمها تركيا ، والكل يعرف ان ايران تعاني الأمرين خارجيا وداخليا ، وان العراقيين لديهم من الإشكالات الداخلية ما يكفيهم ، وما يقوم به بعض السياسيين العراقيين هو مجرد تنفيذا للرغبات الإيرانية ليس الا ...

من سوء حظ هؤلاء السياسيين ان الفضاء أصبح مفتوحا ، وشبكة الانترنت وتقنية الاتصالات تجاوزت ما يتوقعونه ، ولم يعد المواطن العربي يلقي بالا للإعلام الأبيض ...وخلاص سوريا من أزمتها يبدأ من الصدق في نقل الأحداث على الأرض ، واحترام قادتهم بعدم الكذب عليهم ...



محمد بن يحي الجديعي

الرياض 30 ديسمبر 2011م










زيارة مزارع تبوك




في زيارة سريعة لمزرعتين في تبوك ( استرا .. وتادكو) .. سعدت كثيرا بمشاهداتي السريعة لما تحتويه تلك المزرعتين من إمكانيات هائلة ، ففي الأولى قابلنا مدير العلاقات العامة التي قام مشكورا بتعريفنا بما تحتويه تلك المزرعة العملاقة من حيث المساحة التي تبلغ 3200 هكتار ، أو من حيث عدد العاملين البالغ عددهم 1850 عامل منهم 125 امرأة ، او من حيث تنوع الإنتاج من الورود والخضروات والفواكه , وكما يعرف الجميع فان إنتاج المملكة من ورد القرنفل تحديدا يعد الأجود عالميا وهو والجوري بجميع ألوانه الرائعة أهم وردتين يتم إنتاجهما بكثرة وتوزعان داخليا وخارجيا, إما الخضروات والفواكه فهي متنوعة ويتم استخدام احدث الأساليب الزراعية في إنتاجها, ان ما تم مشاهدته في هذه المزرعة التي يوزع أنتاجها على نطاق واسع يعد عنصرا هام في تأمين الغذاء على المستوى الوطني ، لقد أخذنا مرشدنا في الزيارة إلى عدة أقسام من هذه المزرعة العملاقة داخل البيوت الزجاجية الكثيرة او خارجها ، وكانت نهاية المطاف في منطقة التنظيف والتغليف ثم النقل إلى المناطق الأخرى .

إما الزيارة الأخرى فقد كانت لمزرعة تادكو (شركة تبوك للتنمية الزراعية) التي تعد من اكبر الشركات الزراعية في منطقة الشرق الأوسط حيث تبلغ مساحة مزارعها أكثر من 35 الف هكتار ، وتنتج طيف واسع ومتعدد من الأعلاف والزيتون والفواكه والخضار .

فمثلا يوجد أكثر من 90 ألف شجره زيتون بأنواعه المختلفة ، ويتم في المزرعة استخلاص زيت الزيتون بجوده عاليه جدا ، كما يتوفر بالمزرعة أكثر من 300 ألف شجره عنب تنتج 7 أنواع مختلفة من الأعناب ، والشركة بشكل عام تنتح من الفواكه ما يلي..المشمش 2600 طن متري سنويا ، 60 طنا متريا من التين ، اما العنب فينتج 3300 طن متري سنويا ، و 380 طن متري من النيكتارين ، اما الخوخ فينتج 4000 طن متري سنويا ، وينتج من الكمثرى 2600 طن متري سنويا ...وكنت اتمنى انني كنت اعرف رئيس مجلس ادارتها قبل زيارتها لأبين له مدى سعادتي بتلك المساهمه الوطنية في تحقيق جانب مهم من امننا الوطني ، فقد كان بجانبي بالطائرة في طريقي الى تبوك وتجاذبنا اطراف الحديث المتنوعه ...وعند زيارتي عرفت ان من قدم لي كرته هو رئيس مجلس الادارة ...فله ولكل معاونيه كل التحيه والاحترام ... 

ان ما شاهدته في هذه المزرعة هو مفخرة وطنيه ومساهمه رائعة في امننا الغذائي على المستوى الوطني ، وأتمنى ان نشاهد نماذج أخرى في بقية مناطق المملكة تهتم بإنتاج أنواع أخرى من غذائنا ...

محمد بن يحي الجديعي
الرياض 30 ديسمبر 2011

الاثنين، 19 ديسمبر 2011

الدعم الروسي للنظام السوري مستمر



الدعم الروسي لسوريا يتواصل ، وهو دعم مبرر لكل المختصين الاستراتيجيين ، لأن روسيا لم تفق من الصدمة الكبيرة التي أصابتها بسبب الحرب في ليبيا وتغيير النظام هناك ، حيث تحولت الأنظار الليبية الى الغرب الذين ساعدوا الثوار بمباركة روسية ، وليبيا كانت ولفترة طويلة من الزمن مجالا حيويا لروسيا ، ولكن قطف الثمار الليبية في نهاية الحرب كان من نصيب فرنسا ثم الولايات المتحدة ، وخرجت روسيا خالية الوفاض ...

مؤخرا قامت روسيا (16 ديسمبر) بتسليم سوريا (72) صاروخ متطور من نوع (ياخونت) الذي يطلق من الشاطئ على الأهداف البحرية ويصل مداه 300 كم ، وذلك تحسبا لأي هجوم بحري قد تتعرض له سوريا من قبل تركيا او الدول الغربية ، كما أرسلت روسيا (3 ملايين) من الأقنعة والكمامات الواقية لسوريا تحسبا لاستخدام أي اسلحة كيميائية او جرثومية ضدها..

وكانت روسيا في فتره سابقة قد أرسلت حاملة طائرات وعدد من السفن الهجومية الى ميناء طرطوس السوري ، كما أعلنت ان القصر الجمهوري في سوريا يعد خطا احمر يمنع المساس به ...والحقيقة ان روسيا قد استغلت الازمة السورية بطريقة تخدم مصالحها الوطنية بشكل جيد ، وسارعوا في اتخاذ إجراءات عاجلة تحسبا لأي قرار سوري قد يقلب الأمور لغير صالح روسيا ، وذلك بعد لاحظ الروس ليناً في اللهجه السورية باتجاه الرضوخ لرغبات الجامعة العربية التي ألمحت الى إمكانية تدويل الأزمة ان لم توقع على البرتوكول الخاص بحل الازمة ... مع ان الكثير من المراقبين يرون تعامل سوريا مع الجامعة ليس الا لكسب مزيداً من الوقت لتمكين آلة القتل من انهاء حياة المزيد من المواطنين ...

الغريب في هذه الازمه هو ان المسئولين العراقيين أصبحوا مراسلين للإيرانيين ، فهم يعرضون افكار ايران لسوريا ويقدمون مقترحات لحل الأزمة ، ولا اعرف سببا لذلك (الا اذا كان بحثا عن دور ما للعراق ) ، فعلاقات ايران وسوريا لا تحتاج لتلك المساعي ، بل ان ايران تستطيع فرض ما ترغبه على النظام السوري ..لكن الواقع يقول بان العراق أصبح يمثل الحديقة الخلفية لإيران ..

محمد بن يحي الجديعي

الرياض 19 ديسمبر 2011م