الخميس، 23 أغسطس 2012

العيد اصبح من غير طعم ولا رائحة ...


 
1.   كل عام وانتم بخير ، العيد لم يعد كما كان ، اصبح عيدا باردا جامدا من غير روح  ، وعندما سألت احد الاصدقاء عن العيد عندهم (هو من سكان الخرج) قال "الخرج ميتا بالعيد" تلك هي الحقيقة للأسف ، ولعل الارقام المهوله للمواطنين الذين يشدون الرحال بعوائلهم لقضاء اجازة العيد خارج الحدود هي الدليل القاطع على خلو اعيادنا من الفعاليات والانشطه التي تجعل من ايام العيد افراح وبهجة وسعادة ...واليكم بعض الارقام الصادرة في صحفنا المحلية ..( نصف مليون سعودي يقضون إجازة العيد خارج المملكة ... http://www.sauress.com/altamauz/15566) ، (70 ألف مسافر يعبرون  يومياً في عيد الفطر.. www.alriyadh.com/2012/08/22/article761936.html ) ..متى تعود اعيادنا كما كانت ؟
 2.   فرح الكثيرين بقرار الغاء الاتاوة التي كانت تفرضها المطاعم على مرتاديها تحت بند "خدمة Service charge " والتي كانت تتراوح بين 10- 30% من قيمة كامل المبلغ ، ولكن الملاحظ ان القرار اعطى فرصه كبيره للمطاعم للتحايل ورفع الاسعار بقيمة تصل الى 40% من القيمه دون ادنى محاسبة ...وكمثال فقط كان سعر وجبة (T bone) 99 ريالا ، والان اصبحت 135ريالا في مطعم (steak house)...وجبة الهامبورجر كانت 25 ريالا والآن اصبحت 45 ريالا في مطعم ( Friday)...من المسئول عن كل ذلك؟
3.   ربما ان السواد الاعظم منا تابع اولمبياد لندن التي انتهت مؤخرا في لندن والتي كان الفشل العربي فيها واضحا وربما انعكاسا للفشل في مناحي متعددة من الحياة ،ولكن بالنسبة لنا كسعوديين كان الجدال واسعا حول المشاركة النسائية اكثر من الجدال حول الاخفاق الكبير لكل الفرق المشاركة ،والأسوأ من ذلك هو الهجوم الشخصي العنيف والقدح الكبير الذي تعرضتا له المشاركتين السعوديتين في الاولمبياد ،والغريب ان المهاجمين هم انفسهم الذين تصدوا للكاتب المعروف محمد آل الشيخ (ناب) الذي كتب عن اهمية توظيف المرأة وضرب مثلا لا اتفق معه في تعميم تلك الحالة فقط ...ما هذا التناقض في النظر الى المواضيع المختلفة ؟؟

كل عام وانتم بخير ..
محمد الجديعي الرياض 05 شوال 1433هـ

الثلاثاء، 21 أغسطس 2012

قصف إسرائيل لسوريا عام 2007


مقال قديم   

تناولت وسائل الإعلام في الفترة الماضية خبر قيام إسرائيل بقصف مواقع في  شمال سوريا ، ولكن ماذا في تفاصيل تلك العملية ؟

قامت إسرائيل في يوم 6 سبتمبر 2007م بشن هجوم جوي على ميناء طرطوس في شمال سوريا ، يدعي الإسرائيليون إن تلك الغارة شنت على مخازن أفرغت فيها حمولة سفينة كانت قادمة من كوريا الشمالية ، بعد 3 أيام من مغادرتها ميناءً في كوريا الشمالية ، وكانت مسجلة شحنة السفينة تحت حمولة "اسمنت" . (الغريب إن كوريا الشمالية لديها أزمت مواد بناء منذ مشكلتها مع الأمم المتحدة ، وهي تستورد تلك المواد من جارتيها {كوريا الجنوبية و الصين} ) ، ولكن التعاون الاستخباري الإسرائيلي والأمريكي كان قد بدأ قبل ذلك بفترة طويلة بعد الاشتباه في نشاطات لبناء منشات نووية في سوريا بمساعدة كورية شمالية ، وقد طلب الرئيس بوش قرائن دقيقه ودامغة عندما طلب منه اتخاذ إجراء حاسم ضد سوريا ، قامت مجموعة من الكوماندوز الإسرائيليين بعملية الاقتحام لمكان تخزين سابق وسرقت بعض المعدات التي تحمل عبارات وإشارات كورية شمالية. وبعد الاطمئنان على توفر الادله اللازمة صدرت الأوامر للقوات الجويه الاسرائيليه بتدمير تلك المخازن ، وقد شنت (13) طائره (اف 15 ، اف 16) الغارة ، حيث كانت خمس طائرات تقوم بعمليات مساندة وحماية ، بينما تولت الثماني طائرات الأخرى عملية القصف باستخدام صواريخ من نوع مافريك الموجه بالليزر والذي يصل وزن الواحد منها الى (300) رطل ، وهو من تصنيع شركة ريثيون ويصل سعر الصاروخ الى (23.000) دولار ، وقنابل أخرى موجهه بالليزر من نوع ( MK82) والتي يصل وزنها الى (500 رطل) وسعرها حوالي (27.000) دولار ، وكانت أمريكا قد زودت إسرائيل بها مؤخرا. وبعد (9) دقائق من تدمير المخازن سمعت أصوات المضادات الأرضية السورية ، وانطلقت طائرات الاعتراض السورية بعد ان كانت الطائرات الاسرائيليه قد دخلت المجال الإسرائيلي .

 أما ما حدث يوم (22) من نفس الشهر ، والذي بسببه انطلقت طائرات الاعتراض الاسرائيليه للتصدي لهدف اختفى من على شاشات الرادار ، خصوصا بعد ما أعلنت سوريا باحتفاظها بحقها في الرد على الغارة الاسرائيليه وقد اعتقد الإسرائيليون أنها عملية تسلل ومحاولة لاختبار أجهزة الكشف الإسرائيلية والمضادات الأخرى ، وقد اتضح فيما بعد بأن الطائرة السورية تحطمت على الجانب السوري من الحدود ، وليس كما كان متوقعا من الغريب أن هذه الغارة تأتي في إعقاب تصريحات لرئيس وزراء إسرائيل متعلقة برغبته في إجراء محادثات سلام مباشره مع سوريا .

الأغرب إن يستمر الصمت السوري على الاهانات والاختراقات الاسرائيليه ، والتي كان منها التحليق فوق قصر الرئيس السوري في الصيف الماضي أثناء الاشتباكات مع حزب الله في جنوب لبنان .

والأكثر غرابة ما يدور في لبنان من إحداث جسيمه بسبب الدور السوري هناك.

هل نرى حرباً قريبة ؟ أو على الأقل غارات متبادلة بين الطرفين في الفترة القريبة .... علماً بأن كل الفرص متاحة ، والإيرانيين يعملون بقوه لخلط الأوراق في المنطقة ، وتحريك عناصر متعددة لصالحها  . . .



محمد بن يحي الجد يعي
14 رمضان 1428 هـ

السبت، 18 أغسطس 2012

رحل رمضان شهر الخير ، رحل ونأمل ان نكون فيه من المقبول صيامهم وصلاتهم ، وحل عيد الفطر السعيد ، سعيد على الجميع بإذن الله ، وارجوا ان يعيد الله عليكم شهر رمضان وانتم بأتم صحة وسعادة ..
عالمنا العربي تضرب الفوضى أطنابها فيه منذ عامين ، والحدث الاكبر في هذه المرحله هو الوضع في سوريا ، والعبث الايراني ،واليقضة الاسرائيلية المميزة ، والواقع الذي أوجده أكراد العراق (بالمناسبة ...في زمن مالكي عراقي الهوية ايراني الهوى ، اتمنى ان ارى دوله كردية في شمال العراق ..مع انها ستكون دولة عنصرية الا انها افضل استراتيجيا لأمن كثير من الدول في المنطقة)، والفوضى الآمنية في لبنان في ظل الضعف الواضح للحكومه المكبله ، الاخوان يتحكمون في كامل المشهد المصري وهو حق ديموقراطي مشروع ، ليبيا دخلت الديموقراطية من الباب الصعب ولكنه واسع ، السودانيون لا يزالون لم يستوعبوا التغيير الذي طرأ عليهم ، تونس تبحث عن اساليب مبتكرة لديموقراطيتها الوليده ، اليمن يحاول التخلص من تبعات الحكم السابق ، دول الخليج هدف لإيران والإخوان وللطائفية وللمتربصين بهم في العراق والشام ، حزب الله والصدريين والحوثيين وغيرهم خناجر مغروسة في خاصرة آلامه العربية ....
الم اقل ان الفوضى مسيطره ؟ المفاهيم تغيرت والرؤى متباينه والرابح الاكبر هي اسرائيل ، الدولة الاكثر تعرضا للاهانات الاسرائيلية هي من ترى انها رمزا للمقاومه والغريب ان اكبر رقعة ارضيه تحتلها اسرائيل هي لذلك البلد (
تمتد هضبة الجولان على مسافة 74 كم من الشمال إلى الجنوب ،أقصى عرض لها 27 كم ومساحتها 1860 كم2
)..
اجمل تحية لكم أيها الاحبه ،عاد عيدكم في أحلى بلد ،مبارك العيد لكل مواطني هذا البلد الرائع، افرحوا بعيدكم ، متعوا أنفسكم وذويكم ...من العايدين ومن الفائزين ودامت افراحكم...محبكم ...محمد الجديعي / الرياض   30 رمضان 1433هـ
 

الاثنين، 13 أغسطس 2012

ابعاد حادث سيناء ...


وردني سؤال من صديق عزيز عن رأيي في الحادث المؤسف الذي حدث في مصر وأودى بحياة 16 فردا عسكريا من المصريين الذين كانوا يتناولون وجبة الافطار عندما هاجمهم مجموعة مسلحة لتستولي على بعض العربات المدرعة وتتوجه بها نحو اسرائيل ؟ والجميع عرف كثير من التفاصيل عن ذلك الحادث لأنه حظي بتغطية اعلامية واسعة ، وبصرف النظر عن الجهة التي تقع خلف ذلك الحادث(يتم حاليا الاشارة الى سلفيين جهاديين من سكان سيناء) الا ان المشكلة ليست في كيفية التنفيذ والتخطيط ، المشكلة بدأت مع بداية الثورة في مصر ، حيث اصبح الجنود والمسئولين العسكريين لا يجرؤون على اتخاذ أي عمل لخوفهم من المحاكمات التي اصبحت سيفا مسلطا على رؤوسهم ،ولعل حادثتي الملعب الشهيرة التي راح ضحيتها عدد كبير على مرأى من الجنود المكلفين بحماية من كان بالملعب ، وقد توقعت وقتها تكرار حوادث مشابهة لعدم وجود قوانين حماية وتحصين لهم ، والحادثة الاخرى كانت مهاجمة مقر وزارة الدفاع في شارع الخليفة المأمون التي كانت تحوي المجلس العسكري الذي حكم الدولة في اعقاب خلو كرسي الرئاسة ،ذلك الحصار هدف الى الحط من قيمة وقدر القوات المسلحة وقياداته في طريق احكام السيطرة على المؤسسات العسكرية والأمنية ....
في يوم الاربعاء 08 أغسطس في اول رد فعل مصري على المجزرة ، هاجمت طائرات مروحية مصرية عدد من المسلحين وقتلت حوالي 20 منهم وجرحت اخرين ،ولعل اهم الدروس المستفادة من كل ما حدث ما يلي :
1.      اهمية الروح المعنوية للجنود المقاتلين ..وهو ما بدأ افراد الجيش المصري البطل يفتقدوه بعد الثورة فلم يعودوا يحضون بالاحترام والتقدير ..وأصبح الخوف من المحاكمات يقيدهم من القيام بواجباتهم في الذود عن بلدهم وحمايته من العابثين بأمنه . 
2.      اهمية وضوح اجراءات الاشتباك ...من الظلم ان يوضع الافراد في مواقع محدده ثم لا يكون هناك وضوح تام في حالات التعامل مع المواقف المختلفة ،وأهمها حالات اطلاق النيران ، ولعل تدمير العربتين من قبل الجيش الاسرائيلي يوضح الفرق الكبير يبين كيفية تطبيق اجراءات وأوامر الاشتباك بين الطرفين ؟ ... هناك حالات كثيرة لا يلزم الرجوع فيها الى القيادات الاعلى للتعامل معها .
3.      اهمية دراسة انعكاسات الحادث بشكل اشمل ...سيكون للحادث انعكاسات على المستوى الامني على الحدود بين مصر وإسرائيل وقطاع غزة ، وكذلك على الوضع الداخلي المصري وما قد ينتج بسببه من اقالات وتغييرات في القيادات العسكرية والأمنية اتى الحادث بتبرير كاف لها ..

السؤال الملح ..هل سنرى الجيش المصري "البطل" يتعرض للكثير من المواقف التي لا يستطيع فيها الدفاع عن نفسه او يحمي بلده كما يحدث للجيش التركي الذي يتعرض للإهانات من اكثر من اتجاه دون القدرة على الرد ؟


محمد بن يحي الجديعي
الرياض 20 رمضان 1433هـ