الثلاثاء، 21 أغسطس 2012

قصف إسرائيل لسوريا عام 2007


مقال قديم   

تناولت وسائل الإعلام في الفترة الماضية خبر قيام إسرائيل بقصف مواقع في  شمال سوريا ، ولكن ماذا في تفاصيل تلك العملية ؟

قامت إسرائيل في يوم 6 سبتمبر 2007م بشن هجوم جوي على ميناء طرطوس في شمال سوريا ، يدعي الإسرائيليون إن تلك الغارة شنت على مخازن أفرغت فيها حمولة سفينة كانت قادمة من كوريا الشمالية ، بعد 3 أيام من مغادرتها ميناءً في كوريا الشمالية ، وكانت مسجلة شحنة السفينة تحت حمولة "اسمنت" . (الغريب إن كوريا الشمالية لديها أزمت مواد بناء منذ مشكلتها مع الأمم المتحدة ، وهي تستورد تلك المواد من جارتيها {كوريا الجنوبية و الصين} ) ، ولكن التعاون الاستخباري الإسرائيلي والأمريكي كان قد بدأ قبل ذلك بفترة طويلة بعد الاشتباه في نشاطات لبناء منشات نووية في سوريا بمساعدة كورية شمالية ، وقد طلب الرئيس بوش قرائن دقيقه ودامغة عندما طلب منه اتخاذ إجراء حاسم ضد سوريا ، قامت مجموعة من الكوماندوز الإسرائيليين بعملية الاقتحام لمكان تخزين سابق وسرقت بعض المعدات التي تحمل عبارات وإشارات كورية شمالية. وبعد الاطمئنان على توفر الادله اللازمة صدرت الأوامر للقوات الجويه الاسرائيليه بتدمير تلك المخازن ، وقد شنت (13) طائره (اف 15 ، اف 16) الغارة ، حيث كانت خمس طائرات تقوم بعمليات مساندة وحماية ، بينما تولت الثماني طائرات الأخرى عملية القصف باستخدام صواريخ من نوع مافريك الموجه بالليزر والذي يصل وزن الواحد منها الى (300) رطل ، وهو من تصنيع شركة ريثيون ويصل سعر الصاروخ الى (23.000) دولار ، وقنابل أخرى موجهه بالليزر من نوع ( MK82) والتي يصل وزنها الى (500 رطل) وسعرها حوالي (27.000) دولار ، وكانت أمريكا قد زودت إسرائيل بها مؤخرا. وبعد (9) دقائق من تدمير المخازن سمعت أصوات المضادات الأرضية السورية ، وانطلقت طائرات الاعتراض السورية بعد ان كانت الطائرات الاسرائيليه قد دخلت المجال الإسرائيلي .

 أما ما حدث يوم (22) من نفس الشهر ، والذي بسببه انطلقت طائرات الاعتراض الاسرائيليه للتصدي لهدف اختفى من على شاشات الرادار ، خصوصا بعد ما أعلنت سوريا باحتفاظها بحقها في الرد على الغارة الاسرائيليه وقد اعتقد الإسرائيليون أنها عملية تسلل ومحاولة لاختبار أجهزة الكشف الإسرائيلية والمضادات الأخرى ، وقد اتضح فيما بعد بأن الطائرة السورية تحطمت على الجانب السوري من الحدود ، وليس كما كان متوقعا من الغريب أن هذه الغارة تأتي في إعقاب تصريحات لرئيس وزراء إسرائيل متعلقة برغبته في إجراء محادثات سلام مباشره مع سوريا .

الأغرب إن يستمر الصمت السوري على الاهانات والاختراقات الاسرائيليه ، والتي كان منها التحليق فوق قصر الرئيس السوري في الصيف الماضي أثناء الاشتباكات مع حزب الله في جنوب لبنان .

والأكثر غرابة ما يدور في لبنان من إحداث جسيمه بسبب الدور السوري هناك.

هل نرى حرباً قريبة ؟ أو على الأقل غارات متبادلة بين الطرفين في الفترة القريبة .... علماً بأن كل الفرص متاحة ، والإيرانيين يعملون بقوه لخلط الأوراق في المنطقة ، وتحريك عناصر متعددة لصالحها  . . .



محمد بن يحي الجد يعي
14 رمضان 1428 هـ

ليست هناك تعليقات: