الثلاثاء، 10 ديسمبر 2013

ايام في اسطنبول

خرجت اول يوم لي في أجواء بارده هنا بإسطنبول لأتريض على ضفاف البوسفور ... وعلى الرغم من كثافة حركة السفن على هذا المضيق التي تصل الى ٥٠ ألف سفينه غير تلك القوارب التي تذرع المكان ذهابا وايابا ..الا ان مياهه صافيه نقيه مما يدفع أصحاب السنارات ينتشرون هنا بكثافه كبيره ...استمرت رحلتي مشيا وجريا اكثر من ٦ كم غبطت سكان هذه المدينه على هذا المكان الرائع .. وقد كان لي عدة ملاحظات ومنها .
١. حالة الامن والسكينة التي تعم المكان .. وتتضح من وجود عدد من المحلات مفتوحه دون وجود احد من اصحابها .. ومنها محلات بقاله ومحلات بيع الفواكه والأسماك الطازجه ومستلزمات الصيد وغيرها .
٢. عدم نظافة أماكن سفن وقوارب الصيد حيث يقومون بالتخلص مما لديهم من قاذورات في المضيق وهو عكس ما يشاهد في أماكن أخرى من نفس المكان .
٣. يلاحظ برود كبير في علاقة الأتراك مع بعضهم او غيرهم . لدرجة ان بعضهم بالكاد يرد التحيه .. ولا اعرف سببا لذلك ولكن ربما ان طبيعة الأجواء الباردة هنا قد أثرت على أهل البلد .
٤. اسطنبول مدينه كبيره تعج شوارعها بالماره وبشكل كبير للغايه ..والأتراك هم من يقومون بكل الاعمال ... حتى اني لاحظت ان المرآه تعمل في كل المجالات بما فيها حرث حدائق الشوارع والاعتناء بالأشجار وهي من الاعمال الشاقه التي يقوم بها الرجال عادة ...
٥. الانتشار الكبير للأسواق مما يدفع الى الاعتقاد بان الأتراك يدمنون التسوق على الرغم من غلاء الأسعار وضعف الرواتب للموظفين ..
٦. أعداد كبيره من السواح ومن كل الدول يجوبون الأماكن السياحية المتعدده هنا والتي أحسن الأتراك استثمارها وتنظيمها بشكل مناسب جداً ...
٧. الاترك يدمنون التدخين وشرب الشاي ...كما أنهم شعب متدين فالمساجد تصدح بالاذان باصوات مميزه ، وبه حريات كبيره للمواطنين فقد تشاهد امرأة متغطيه بشكل كبير وأخرى بجوارها تلبس ما قل وستر فقط ...
٨. الأسعار بشكل عام غاليه ولا اعرف كيف يعيشون في هذه الأحوال الصعبه ؟؟ كما ان اسطنبول كما لاحظت مدينه سياحيه وتاريخيه بامتياز ...








قام بن جديع قدس الله روحه صباح اليوم التالي لزيارته اسطنبول وتحرك باتجاه متحف أيا صوفيا ... هذا المتحف الذي كان في الأصل كنيسه تم بناءها في عام ٥٣٢ م واستمرت كنيسه حتى فتح القسطنطينية عام ١٤٥٣ م على يد محمد الفاتح ، ثم تم تحويلها الى مسجدا واستمر لمدة ٤٨٢ سنه ... وبعد سقوط الدوله العثمانيه طالب المسيحيون باستعادة الكنيسةن لكن صدر قرار بان يحول المكان الى متحفاً عام ١٩٣٥ ..كحل وسط ... والمكان يدر الكثير من الأموال على الخزينه التركيه فالتدكره للشخص الواحد في معظم الأماكن الاثريه تزيد قليلا عن ٥٠ ريالا ..إضافة الى مبالغ تأجير أجهزة المعلومات لكن لا يوجد لديه مرشد سياحي وهي من الخدمات الجديده ...

يتم الدخول الى البناء الرئيسي من تسعة ابواب بنيت بطريقة رائعه ،ويدهش الداخل الرسوم والنقوش في مدخل المسجد وفي قبة الجامع التي ترتفع 55.6 متراً و قطرها 32 متراً ، وهذه القبة بنيت على اربع اعمدة يبلغ ارتفاع كل منها 24.3 مترا، سطح الجامع مغطى باحجار الفسيفساء الجميله وجدران الجامع مغطى بالاحجار الملونة او البورسلان اما النوافذ فغايه في الإبداع ...
يلاحظ ان صور سيدنا المسيح عليه السلام وأمه العذراء لا تزال موجوده ، وبعد السؤال والبحث اتضح انه صدر فتوى في تلك الفتره بجواز الصلاه بوجودها داخل المسجد ، كما لوحظ أسماء الخلفاء الراشدين كتبت بطريقه رائعه ... الدور العلوي يمكن الزائر من مشاهدة المسجد بشكل افضل ..يلفت الانتباه وجود ضريح لإحدى الامبراطورات في مدخل المسجد ، وكذلك المكان المخصص للمكتبه ..
لوحظ ايضا بعض أعمال الترميم في بعض الأماكن مما يوحي بان تلك الأماكن قد شاخت ...هذا المكان يعد احد اهم الشواهد التاريخيه لهذه المدينه العريقه والجميلة ...

بعد خروجي من متحف أيا صوفيا اتجهت صوب جامع السلطان احمد او ما يعرف أحيانا بالمسجد الأزرق ، المسجد بني على ربوه مطله اطلاله جميله على البوسفور، وهو قريب من اياصوفيا والذهاب له يتم مشياً على الأقدام حيث تشق طريقك قريبا من نوافير مياه جميله لا يعكرها سوى كثرة المتسولين العرب او البائعين الذين يلحون على السائح لابتياع ما يعرضون ... والمنطقة الفاصله تسمى ميدان السباق البيزنطي القديم ...
بني هذا المسجد عام ١٦١٦ م وصمم من قبل مهندس معماري مشهور وقتها يدعى سيدفكار محمد الاغا وللمسجد ٦ مآذن ، وقيل لنا بان تلك المآذن الست كانت سببا في بناء المئذنه السابعه للحرم الشريف لانه تم انتقاد الخليفة ببناء مسجدا مشابها للمسجد الحرام من حيث عدد المآذن ، فأمر ببناء مئذنه سابعه للمسجد الحرام ...يمكن ان يصلي فيه اكثر من ١٠٠٠٠ مصلي في وقت واحد ، طوله ٧٢ مترا وعرضه ٦٤ متراً ، هو جامع مذهل في عمارته وبناءه المميز ويعد أحد من أهم وأضخم المساجد في تركيا والعالم الاسلامي ..
عند الدخول يلاحظ توزيع اكياسا بلاستيكيه لحمل الاحذيه فيها كما يتم توزيع اغطيه للنساء على رؤسهن ان كانت مكشوفة وكذلك ازارا لهن ان كن يلبسن القصير ... في مدخل المسجد من الداخل يلاحظ أماكن الجلوس للنساء ومصلى ، والغريب أنني شاهدت سائحات غربيات يقمن بحركات الصلاه تقليدا للمسلمات اللاتي يصلين وقتها ... لعل الصور التي سأرفقها تبين جانب الإتقان والجمال لهذا الجامع فالكلمات تعجز عن الوصف ... الدخول للجامع مجاني ولكن من المهم مشاهدت نظام السقيا ووصول المياه الى أماكن الوضوء ففيها إبداع معماري .... بن جديع قدس الله روحه استمتع ومرافقه بالفعل بهذا المكان الشاهد على عصر العثمانيين ...

الأحد، 20 أكتوبر 2013


تقرير مؤسسة ( راند   Rand) الأمريكية

 
 
صدر عن مؤسسة ( راند ) الأمريكية المشهورة تقريراً بتاريخ  26 مارس 2007م ، وقد سمي ذلك التقرير " إنشاء شبكات مسلمه معتدلة " ومؤسسة " راند " التي تتبع في الأساس القوات الجوية الأمريكية ، يعمل بها أكثر من (1600) شخص ، وتبلغ ميزانيتها السنوية أكثر من (150) مليون دولار ، وهي إحدى المؤسسات والمراكز التي تنظر لها الحكومة الأمريكية ولتقاريرها بعين الجدية ، ويشاركها في ذلك حوالي  (5) مراكز دراسات رئيسية من مجموع (76) مركز للدراسات الإستراتيجية توجد في الولايات المتحدة ، ومؤخراً أنشئت فرعاً لها في دوله قـطر ، ومهمته الرئيسية " هو التأثير على صناعة القرار في المنطقة " وهو ثامن فرع لمؤسسة "راند" التي يوجد لها أيضا فرع داخل مقر الكونجرس الأمريكي .

تكون التقرير من (217) صفحة يحتل التقرير منه (145) صفحة ، والبقية عبارة عن ملاحق وتوصيات مختلفة ، وقد أعده (4) باحثين من أهم الباحثين والكتاب عن الإسلام والشرق الأوسط والإرهاب وقضايا المرآة وغيرها ، ومنهم السيدة " شارلي بيرد " وهي زوجة سفير أمريكيا السابق في العراق وممثل  أمريكا حالياً في الأمم المتحدة " خليل زاه " وهي نمساوية ولها أبحاث متعددة ، وكذلك السيد " انجل راياسا  " وهو دكتور وباحث في معهد اليوت للعلاقات الدولية بجامعة جورج واشنطن وله أبحاث متعددة عن العالم الإسلامي والإرهاب .

استغرق إعداد التقرير (3) سنوات وتكون من (10) فصول وهي .

1 . مقدمه .

2 . الحرب  الباردة (تجربه)

3. مقارنة الحرب الباردة بالتحديات في عالم اليوم .

4. جهود الحكومة لوقف المد الراديكالي .

5 . خارطة الطريق لبناء شبكات مسلمة معتدلة .

6. الدعامة الأوروبية للشبكة .

7. جنوب شرق آسيا التابع للشبكة .

8 . عنصر الشرق الأوسط .

9 . العلمانيون المسلمون ...المنسيون في حرب الأفكار .

10 . استنتاجات وتوصيات .

 

التقرير قارن بين الوضع الحالي للولايات المتحدة إمام العالم الإسلامي ، والوضع مع الدول الشيوعية  في عهد الحرب الباردة ، وكيف أن الولايات المتحدة نجحت في محاربة الشيوعية بالبدء من أطراف المركز الرئيسي للشيوعية ، وذكر بان نجاح الولايات المتحدة تعزز بسبب وجود مناصرين لها من الداخل  ، وهو ما يتوفر أيضاً في العالم الاسلامي ، ولكن بشرط أن تكون البداية من الأطراف أيضاً ، وذلك لان  منطقة الشرق الأوسط هي المركز الرئيسي والثقل الذي تستمد منه بقية الأطراف قوتها .

وأكد التقرير على أهمية إيجاد الدعم المالي الكافي لدعم الجهات التي ستساعد في نجاح المشروع  ومنها الجهات التالية :

1.    الليبراليين والعلمانيين .

2.    المشايخ الجدد .

3.    الكتاب والصحفيين .

4.    النشطاء السياسيين ومنظمات المجتمع المدني .

5.    المجموعات النسائية الفاعلة .

 

وهذه الجهات تستطيع القيام بدور ما إذا ما توفر لها الدعم المالي ، نظرا لأنها لا تملك المال حالياً  مثل الجماعات الاسلاميه التي يتوفر لها الدعم المادي والمعنوي .

كما أن التقرير قام ببعض التعريفات والتصنيفات التي تخدم أغراض التقرير مثل وصف المعتدين المطلوبين ، والمعتدل حسب التقرير هو :

1.    من يرى عدم تطبيق الشريعة الإسلامية .

2.    يؤمن بحريات متعددة للمرآة .

3.    يؤمن بحق الأقليات في تولي مناصب عليا .

4.    يدعم الليبرالية بتياراتها المختلفة .

5.    يؤمن بتباين دينين رئيسيين " اليسار التقليدي "  رجل الشارع العادي " والصوفية " وأن يعارض كل طرح "وهابي " .

كما أن التقرير صنف " المعتدلين " إلى ثلاثة أصناف وهي :

1 . العلماني الليبرالي الذي لا يؤمن بدين .

2 . أعداء المشايخ " مثل الأتراك والتونسيين " .

3 . الإسلاميون الذين لا يرون مشكلة في تعارض الديمقراطية مع الإسلام .

في التقرير أيضاً تم ذكر عدد من المراكز الرئيسية التي يمكن دعم جهودها لإيضاح " الإسلام الحقيقي " وجميعها توجد في خارج الشرق الأوسط .

التقرير عبارة عن دراسة عميقة للعالم الإسلامي جميعه ، وحدد أيضاً خطوات يجب إتباعها وتنفيذها للوصول إلى الهدف ، كما أنه عمل بطريقة ممتازة ويوجد تسلسل منطقي للأفكار فيه .

 

ما الحل إذاً ؟

هـناك رؤى متـعددة وأحياناً عدم مبالاة بالقضية ، فالبعض يعتـقد أن الـموضوع مـوجه تحديداً للمملكة " ، وهذا تبسيط كبير لهدف التقرير ، والبعض الآخر يعتقد بفشل الخطة برمتها لأسباب ربما  أنها عاطفية وحسب .

ولكني أعتقد أن الحاجة ماسة إلى اتخاذ عدد من الخطوات ومنها :

1 . الاتصال بالمعاهد والمراكز التي تحظى بقبول في الأوساط الغربية لطرح قضايانا وأفكارنا .

2 . أهمية توحيد الصف الداخلي واحتواء الجماعات التي يمكن أن تقف على الطرف الآخر ، ويلزم جعلهم يقفون ضد الاختراق .

3 . أهمية إنشاء مراكز دراسات إستراتيجية وتخصيص مسئولين وباحثين ذوي قدرات عالية وتقديم الدعم المالي اللازم لتقوم بمهامها على الوجه الأمثل .

4 . ضبط الفتاوى في القضايا السياسية والإستراتيجية نظراً لأن بعضها تُتخذ كذريعة أو شاهد على موقف ما ..... وبالمناسبة فإن أحد الملاحق عبارة عن مقال طويل للرئيس الإندونيسي " وحيد " بمسمى " الإسلام الصحيح والإسلام الخطأ " وهو عنوان غريب لكن محتواه كان ردة فعل بسبب فتوى صدرت من أحد المشايخ حول كارثة تسونامي التي قتل فيها أكثر من (240) ألف نسمة في إندونيسيا ...والآن نرى ان المسلمين يرون إن هناك إسلام خطأ وآخر خطأ ...وربما ان القصد التطبيق وليس المضمون .

5 . ضرورة تجاوز الخلافات المذهبية والعرقية والتقسيمات للمجتمع المسلم حتى لا تكون تلك  الخلافات أرض خصبة تساهم في تنفيذ المشروع .

6 . البعد قليلاً عن الغرور والثقة بالنفس المفرطة والاستهانة بمثل تلك التقارير فعالمنا  الإسلامي  ومجتمعاتنا اليوم ليست بقوة وصلابة الدول الشيوعية ،ونعرف ماذا يحدث في تلك الدول اليوم .

7 . يجب معرفة حقيقة هامة أن العالم الإسلامي يزيد عن المليار نسمة ، ليسوا جميعهم يسمعون بعض الأصوات التي تعتقد  خطأً أنها تخاطبهم ، ثم يتخذها المفكرون والسياسيون الغربيون أساسا  لبناء خطط وأفكار قد تنعكس سلباً على مجتمعاتنا .

8 . أخيراً فنحن هنا في المملكة يجب التفكير بحجم التغيرات التي حصلت داخل مجتمعنا خلال  العشرين سنة الماضية ومقارنتها بما قبلها ... كيف تم ذلك ؟ وما هي الأسباب ؟

تحياتي للجميع ،،،

 

 

                                                         محمد بن يحيى الجديعي

                                    29ربيع الأول 1428هـ  

السبت، 18 مايو 2013

المساجد في إسطنبول ...( القسطنطينيه ثم إسلام بول سابقا)

 
اليوم الجمعه 17 مايو 2013م في إسطنبول كان استثنائيا ، فقد زرت ٣ مساجد تاريخيه ، وعدد المساجد هنا بشكل عام يزيد على ٣١١٣ مسجدا تميزها عمارتها الاسلامية الجميله ومآذنها شاهقة الارتفاع وزخارفها الفريدة والمميزه ، المسجد الأول صليت فيه وهو قريب من سوق شعبي هنا يسمى سوق المصريين ، وهذا السوق يرتاده السياح بصفة دائمه وتشاهد فيه كل الجنسيات ، وبجانبه يقف المسجد التاريخي بكل شموخ ، قبل الدخول للمسجد يلاحظ كثرة المتسولين السوريين الذين يلحون في الطلب من خلال التذكير بالحرب القائمه في بلدهم ...المسجد انتهى بناءه عام ١٦٦٥م ، وجميع المساجد الاثريه تتميز بقبب عاليه مزخرفة بإتقان كبير ، تبلغ ارتفاع قبته الرائعة ٣٨ مترا ، وله باحه كبيره حيث توجد مناطق الوضوء ....
 
 
 
 
 
 
 
كما زرت في هذا اليوم مسجد السلطان احمد ويسمى كذلك "المسجد الأزرق" الذي بني عام ١٦١٦ م وله ٦ مآذن ويمكن ان يصلي فيه اكثر من  ١٠٠٠٠ مصلي في وقت واحد ، هو جامع مذهل في عمارته وبناءه المميز ويعد أحد من أهم وأضخم المساجد في تركيا والعالم الاسلامي ..
 
وكذلك مسجد أيا صوفيا وهما في منطقه شاسعة تسمى السلطان احمد ، ... مسجد أيا صوفيا استخدم مبنى كنيسه قديمه بنيت عام ٥٣٧ م ، واستمرت كنيسه حتى تحويلها لمسجد عام ١٤٥٣م ، واستمر الوضع كذلك الى عام ١٩٣٥ حيث حولت الى متحفا بسبب ضغط المسيحيين الى أعادهة المسجد الى كنيسه ، وكان الحل هو ان يكون متحفا ... المنطقه جميعها جديره بالزيارة ... ويباع كتب للتعريف بهما جدير بعضها بالاقتناء ....
 

 
 
لدى بن جديع ملاحظه قدس الله سره ... هذه الملاحظة سبق ان شاهدتها أيضاً في جامع الملك الحسن الثاني بالمغرب ... وهي توفير أكياس بلاستك لأي شخص يهم بالدخول لوضع الاحذيه به وحمله داخل المسجد ووضعها في رفوف وضعت بالداخل امام المصلين ، لقد عانينا ولا نزال من مشاكل ضياع الاحذيه في مساجدنا ... بل انه في الحرمين يرميها عمال النظافة الى الخارج مما يعني استحالة الحصول على الاحذيه الشخصيه مره أخرى .... لماذا لا تطبق فكرة الأكياس البلاستيك هذه ؟؟
 
بن جديع غفر الله له ....

الجمعة، 29 مارس 2013

 
طلبت رئيسة وزراء استراليا جوليا جيلارد من أسمتهم "المتعصبين" للشريعة الإسلامية التي لا تتوافق مع التقاليد الغربية والثقافة الاسترالية مغادرة الأراضي الاسترالية فورا.. وقالت جوليا :"أنت متعصب للشريعة الإسلامية لماذا لا تسكن في السعودية... او ايران؟ ولماذا غادرت دولتك الإسلامية أصلاً؟!!".

تتركون دولاً تقولون باركها الله بنعمة الإسلام وتهاجرون إلى دولٍ تقولون ان الله اخزاها بالكفر من أجل حرية.. عدل.. ترف... ضمان صحي... حماية إجتماعية...مساواة امام القانون... فرص عمل عادلة ... مستقبل للأطفال... حرية التعبير، او ربما من أجل التعصب الإسلامي! لأن كل هذا في ارض الإسلام بحاجة إلى ولاء حزبي وموافقة حكومية، بينما في استراليا فحرية التعبير أفضل واسطة".

يقول بن جديع غفر الله له ... تعد الدول الغربيه مكانا آمنا لكثير من الناس ، ومع ذلك اعتبرها أحدهم وهو (ابوحمزه المصري)  كالمرحاض ( أكرمكم الله) يستخدمها للحاجه لها ليس الا وذلك قبل تسليمه للولايات المتحده ..وقام البعض منهم باستخدم  قوانين حرية التعبير والقنوات الاعلاميه لمهاجمة بلدان يبعدون عنها آلاف الكيلومترات ..بل ان بعضهم يهاجم ويحرض على نفس الدوله التي يعيش فيها ...
 
لقد تأمل بن جديع قدس الله سره كثيرا مقوله لمشرفه في الجامعه بامريكا وكان من اصل هندي (سيخي ... يحافظ على عاداته وزيه السيخي المعروف ) حيث قال... اننا نحن الأمريكيين افضل البشر وانقاهم جمعنا الله في أفضل مكان على الارض ... امريكا ...نعيش ونتعايش مع بعضنا بأمن وسلام في ظل سيادة القانون ، ونستمتع بخيرات بلدنا المعطاء ...يا ترى ما تلك الافضليه ؟ وهل هناك مجال لمقارنة المكان والناس بغيرهم ؟ وما هي المعايير التي يمكن تطبيقها ...؟؟ وهل من بينها ما ذكرت السيده جوليا أعلاه ....؟؟ اخيرا ما رأيكم في دعوة رئيسة وزراء استراليا ...تحياتي للجميع ...
 
 
محمد بن يحي الجديعي
الرياض 29 مارس 2013م

الاثنين، 25 مارس 2013

شركات تأمين السيارات تعيث بنا فسادا ....


 

قام سائق حافلة مدرسية بصدم سيارتي قبل 10 ايام عامداً متعمداً وفر من الموقع  ، وبعد مطاردة قصيره تم القبض عليه وأقرت الجهة المعنية مسئوليته الكاملة عن الحادث ، وان على شركة التأمين دفع تكاليف اصلاح الاضرار الجسيمه التي حلت بسيارتي كاملة ، وأطلق سراحه وبات في سكنه قرير العين ، وبدأت معاناتي التي لم تنتهي حتى الان ، اولا من ضرورة مراجعة المرور لأخذ خطاب لورش الاصلاح وقطع الغيار لتقدير التكاليف ، ثم المعاناة مع تلك الورش ومع موردي القطع (مطلوب التقدير من 3 ورش و 3 محلات لقطع الغيار) ، فمنهم من يعتذر والبعض ينظر في باحتقار لأني سأطالب بحقي المشروع ...

ثم بدأت المعاناة الكبرى مع شركة التأمين(الوطنيه) التي بدأت تماطل في استلام الطلب والوثائق اللازمة ، (معظم الشركات تسقط حق المطالب ان لم يسلمها الوثائق خلال 24 ساعة ) .. مره بداعي عدم وصول البلاغ الاساس من المرور ، وأخرى بسبب عدم وجود الموظف المختص ، وتتكرر الاعذار بطريقه مستفزه للغاية ، وبعد عشره ايام تم تستلم الشركه الطلب لأنه تم توثيق انهم هم اسباب التأخير ، ثم تطلب من المراجعه بعد 21 يوماً (مع انه يلزم نظاما وحسب تعليمات وزارة الداخلية التعويض خلال 15 يوماً)  ....

يلاحظ ان السيارة ستتوقف عن العمل 31 يوماً بالإضافة الى ايام الاصلاح التي قد تستغرق 4 ايام ، ومع توقفها تعطلت الكثير من الاعمال والمصالح ...وبعد البحث القصير في انظمة التأمين في عدد من الدول(الامارات ، بريطانيا ، كوريا الجنوبيه ، الولايات المتحدة) ، لاحظت ان شركات التامين ملزمه بتوفير سيارة بديله للمتضرر حتى ينتهي اصلاح سيارته التي تشرف عليها هي ...

لدينا ...الجاني مرتاح لا يبذل أي جهد ، اما المجني عليه فانه يخسر مالا وجهدا ومماطلة وتتعطل اعماله ومصالحه دون أي تعويض ..اذ ان المبالغ التي ستدفعها شركات التامين هي اقل التقديرات ، ولا تعويض غيره ولا استئجار بل ن امكانية استلام المبلغ فيه شك كبير ...
من هي الجهة المعنية عن هكذا حالات ؟ وكيف يمكن حماية المواطن من هذه الشركات ؟ 
 
محمد بن يحي الجديعي
الرياض 25 مارس 2013م

الخميس، 21 مارس 2013

لمسة وفاء استفزت اصدقائي ...


اليوم الاربعاء (8 جمادى الاولى 1434هـ) ذكرى يوم زواجي ، ٣٠ سنه من العطاء والجهد مع ذاتي ، في صراع مع الشيطان والنفس الامارة بالسوء... النتيجة ولدين واربع بنات تركت بعضهم اليوم بالبيت ، وأنا الآن في فندق الفصول الأربعة (four season) .. من الدور 46 يمكن مشاهد طريق الملك فهد (جنوب) وهو يعج بالسيارات وكذلك شارع العليا العام ، والفندق جميل جدا في ترتيب الغرف بأناقة ملفته لكن اسعاره جدا غالية خصوصا في الوجبات والخدمات التي يقدمها ...

لاحظت في هذا الفندق ان التنافس الاعلامي بين مجموعة قنوات روتانا التي يملكها مالك الفندق ، ومجموعة قنوات (MBC) ألغى قنوات أم بي سي من فندق الفور سيرن تماما... بل انه حتى قناة العربية الاخبارية غير موجودة ضمن قوائم القنوات ...مع انه توجد قنوات بكل اللغات ..وكل الاذواق .. شيء غريب ...

 ولان هذه المناسبة خاصة بزوجتي التي عاشت معي سنين طويلة عانت وكابدت وصبرت علي وعلى طبيعة عملي المتعبه ،فقد قررت ان تكون ليله استثنائية لها ، لذا أنزلتها سوق المملكة الملتصق بالفندق وكان التجول به ممتعا وجميلا ...

لقد كان لتعليقات الزملاء علي تأثيرا مباشرا مما حتم علي اقتطاع بعض الوقت للرد على افكارهم ورؤاهم ، فالبعض يرى انني اقوم ببعض الاعمال لتذكيري بشبابي بعد ان عملت السنين اعمالها ، والبعض يرى انني ابتدعت شيئا جديدا خلاف الهدايا وبعض المشتريات الخاصة بمثل هذه المناسبات... وفي الصباح الباكر استعرضت مداخلات البعض ممن أشغل نفسه بي ونسي ان يفكر في القيام بعمل مماثل لزوجته التي عانت منه الامرين ...على كل ...حسبت ذلك من باب الغبطة او الأمنيات او غيرها من الأسباب ، وذكرتهم بانه لو لم اكن جديرا بهكذا احتفال لما قمت به من الاساس ، خصوصا ان احد الاصدقاء يدعى ابو عمر يقوم دوما بالتهرب من مسؤولياته امام أهله بالسكن بمدينة الخرج اعزباَ لدواعي عمليه كما يقول ، الغريب ان لديه أفكارا ونصائح لأمثالي ونسي ان يطبقها على نفسه وهو في الواقع بحاجه ماسه لها ... لكن ...يقول الشاعر ...

 

وعــجوز تـمنت أن تـــكون صبية
وقــد يبس الجنبان واحدودب الظهر
تــروح الى العطار تبغى شبابها
وهــل يصـلح العطار مـا افسـد الدهر

 

المشكله لم تكن في صديقي ابو عمر فقط ، ولكن كانت في المطبلين خلفه والمندفعين تصديقا له ولافكاره وهم صالح (ابو نايف) وعبدالله (ابو تركي)..ويطل برأسه من فتره لأخرى علي(ابو محمد) وابو احمد ، ولكنني استنتجت انهم ربما يعانون من نفس المشكله (اعانهم الله).. وأكاد اجزم بان نشاطهم وحيويتهم انتقلت إلى السنتهم ... واقترحت عليهم الاستفادة من زميل لنا يسكن في تبوك يدعى (ابو عبدالله) حيث تزرع نبته يستخرج منها زيت يدعى(سمن البان ) يستخرج من شجره هناك قد يساعدهم لتجاوز مشاكلهم ... ونبهتهم بان امكانية حل مشاكلهم قد تكون صعبه ، لان ذلك الدهن قد يساعد من به سقمٌ.. ولكنه دون شك لا يحيي الموتى .. وجميعهم استقبلوا التعازي من زمن طويل...

 
كم كنت امل ان يقوم صديقي ابا عمر ومناصريه بعشر معشار ما اعمل من لمسات الوفاء لزوجتي العزيزه...واتمنى من الاصدقاء (ابو الوليد وابو خالد وبن دواري ، بن برقان ، وبن شفلوت ، ابو هاشم ، ابو هيثم ، ابو فيصل ) ان لا يلقون بالا بما يهرطق به ابو عمر وابو محمد وابو نايف ...الغريب ان ابو نايف جاء بالامس لنفس الفندق كما يقول ، ولم تتضح الاسباب الى الان ...

اجمل تحية لكي زوجتي الغالية ، واشكرك على بقائك بجانبي كل تلك المده ، والفضل لله اولا ثم لكي لأنك كنت دائما سندي في يسري وعسري ....
 
محمد بن يحي الجديعي
الرياض 21 مارس 2013م

الاثنين، 18 مارس 2013

ازدواج شخصيتنا ..الواقع مرير...



في صباح يوم الخميس (2/7/2009م) نزلت كعادتي الى المطعم الذي يجمع بين كل نزلاء الفندق لتناول طعام الافطار في العاصمه الاندونيسية (جاكرتا) ، وبينما كنت ادور بين الطاولات التي تحمل اصناف متعدده من الطعام والشراب ، لاحظت أن بجانبي عائلة سعودية مكونه من الزوجين وابنتهما الصغيره التي لا يزيد عمرها عن 4 سنوات ، وكانت المرأه غاية في الاحتشام والوقار ، حيث كانت ترتدي عبائتها وتغطي وجهها بشكل كامل عدى عينيها ، وكانت تتحرك بأدب وتهمس لزوجها همساً ، وعلى الرغم من ان الكثيرين ركزوا انظارهم عليها ، الا انها وزوجها لم يكترثان بتلك النظرات..مع انهما صغيرين في سنهما حيث لا يتجاوزان (في رأيي ) الثامنه والعشرين من العمر لكل منهما ، كما ان لبس الرجل كان محترما وانيقا دون تكلف .....

في نفس اللحظه سمعت شخصا آخر وهو يتأسف لأنه نسي نظارته الشمسية (الجو كان غائما) ، وهو كبير في السن (ربما) تجاوز الخمسين قليلا ، وعرفت من لهجته انه (سعودي) ولم اكن لأعرف ذلك لو انه لم يتحدث ، اذا انه كان يلبس شورتا قصيرا جدا ، لا يحق لأمثاله القيام بذلك وفي مكان عام ، وكانت الفانلة التي يرتديها ملطخة برسومات مزعجه وغير مفهومه ، اما زوجته فقد لبست بنطالا قصيرا (تحت الركبة بقليل) وفانيله بيضاء قصيره (بدى من تحتها خطا دائريا من جسمها يفصل بين اسفل الفانلة واعلى البنطلون) ...كما انها نفشت شعرها بطريقة غريبه ...ويسمع كلامهما من مكان بعيد ودون خجل . هما لم يلفتا نظر الكثيرين هنا لأن الوضع ربما غير ذلك ...ولكن بالنسبة لي كان واضحا تماما الفرق الشاسع بين عائلتين سعوديتين اختلفت طريقتهما في ممارسة حياتهما ، بعد ان غادرتا حدود مملكتنا الحبيبة ......

أي منها يعكس واقعنا الحقيقي ؟ هل الالتزام التام بكل المبادئ والقيم والعادات والتقاليد اهم في ظل امكانية لفت الانظار وتركيزها بشكل مزعج ؟ ام انه يجب الانفلات من كل ما سبق ومواكبة المجتمع المتواجدين به ولو كان بشكل مقزز ؟....ام انه يوجد حالة وسط بين هذا وذاك ؟ وما هي تلك الحالة ؟

لماذا يقوم البعض بمجرد مغادرة الحدود بأعمال تتنافى مع الدين والاخلاق والقيم ؟ ويظهر البعض بشخصية مغايرة لما كان عليه الوضع قبل الخروج ... بل ان البعض يتخلى عن اسمه وجنسيته تماما ...

تواجدت في معلماً هاما في مدينه تبعد مسافة (50) دقيقة بالطائره عن جاكرتا وتدعى جوقجاكرتا يدعى قصر السلطان ، ويبعد عن هذا المكان بمسافة ساعة بالسياره المعلم العالمي المشهور بوربادور (Borobudur) ، يزر ذلك القصر عشرات الالاف من الزائرين يوميا ، لأهميته التاريخية والسياسية في هذا البلد لأنه كان مقرا لأحد السلاطين ، لكن المرشد ذكر لي بأنها المرة الاولى التي يلتقي فيها بسعودي في هذا المكان الذي يعمل به منذو اكثر من 20 سنه !!!! وسألني ما السبب في رأيك ؟؟ ولا تعليق لدي على ما ذكره ....مع انه ليس بالضرورة ان يرى ذلك المرشد كل من زار هذا المكان ...

والله انني لا استطيع ان اقول لكم ما قال لي سائق التاكسي اثناء نقلي من المطار الى الفندق  ...وما هي العروض التي قدمها لي؟ ولكن اكتفي بالقول بانها من النوع الذي يندى لها الجبين ...ويعف اللسان عن ذكرها ...وعندما شكرته على عرضه غير المحترم ....سألني فلماذا جئت اذا ؟ ولكنه اردف قائلا اعذرني هي تلك رغباتكم وطلباتكم ....ايها السعوديين في هذه البلد !!!   ....ولا تعليق أيضا.

من المسؤول عن ازدواج الشخصية لدينا ؟ هل ركزت مدارسنا ومساجدنا على العبادات وتركت الاخلاق والمعاملات ؟ ام انه يوجد تقصير في جوانب أخرى ؟

الى متى ونحن على هذه الحالة ....؟؟؟ تساؤلات لا أجد لها الاجابات ...ولكن الامل أن يستشعر كل منا ونحن على أبواب الاجازات ...كيف يمكن نقل صوره حسنة عنا  ؟؟...بل كيف نلغي الصور السيئة التي عرفتنا بعض المجتمعات بها ...وانها من صنعنا ....؟؟ 

اجازة سعيدة وممتعة للجميع ....

السبت، 23 فبراير 2013


مفاهيم استراتيجية غيرتها الحرب السوريه

 

يوجد في العالم حوالي 35 دوله تمتلك صواريخ بالستية ، وفي الغالب جميعها تحصل عليها كوسيلة ردع ضد أي تهديد خارجي ، وقد تأتي ضمن سباق للتسلح بين المتنافسين ، وجميع الدول المتحاربة تتردد كثيرا في استخدام تلك الصواريخ نظرا لأنها لا تستخدم الا في حالات معينه لدعم الجهد العسكري بشكل عام ، وقد استخدمت في حرب 1973 ضد القوات الاسرائيلية ، واستخدمها القذافي ضد جزيرة ايطاليه تتواجد بها قوات امريكية في اعقاب قصف الطائرات الامريكيه لليبيا عام 1986م ، كما استخدمها النظام الشيوعي في افغانستان ضد الباكستان عام 1988م ، والجميع يتذكر حرب الصواريخ الطويلة التي كانت بين ايران والعراق في حربهما التي دامت (8) سنوات فيما عرف وقتها بحرب المدن ، وكانت عمليات قصف متبادلة بالصواريخ البالستيه تتم باستمرار على عاصمتي الدولتين وبعض المدن الاخرى ، و قد كان تأثرها التدميري والنفسي على السكان كبيرا خصوصا بعد سقوطها في الطرفين على مدارس بها طلاب ، واطلق العراق في حرب الخليج الثانية (89) صاروخا باليستيا منها (42) على اسرائيل و(47) على السعوديه ....

لم يغير تلك القاعدة (استخدام الصواريخ ضد تهديد خارجي ) سوى النظام السوري الذي يستخدم تلك الصواريخ ضد المدن والمواطنين السوريين ، فقد افادت بعض الانباء عن اطلاق اكثر من (40) صاروخ باليستي على المدن السوريه خلال الشهرين الماضيين ، وبالأمس اطلق عدد من الصواريخ على حلب قتل بسببها (20) مواطنا بشكل مباشر ، كما قتل (33) بسبب انهيار المباني التي تواجدوا بها اثناء سقوط الصواريخ منهم (14) طفلا و(5) نساء ....

هذا الاجراء من النظام السوري يدل على فقدان السيطرة بشكل نهائي على المناطق التي يمطرها بتلك الصواريخ ، كما انه بذلك ينتهك كل القوانين والأعراف المتعلقة بالحرب ، ومع ان تلك المدن قد يكون بها بعض المواطنين الذين يؤيدونه ولكنه دون شك يفقدهم باستمرار ...

يقول ميكافيلي ...لا يمكننا ان نطلق صفة الفضيلة على من يقتل مواطنيه ويخون اصدقاءه ويتنكر لعهوده ويتخلى عن الرحمه والدين ، وقد يستطيع الوصول للسلطة عن طريق تلك الوسائل ،لكنه لن يستطيع ان يصل عن طريقها للمجد ...

يقول ميكافيلي ان هناك وسيلتين للوصول الى الحكم ، اما عن طريق النذالة والقبح او ارتقاء احد ابناء الشعب سدة الحكم من خلال تأييد مواطنيه ...،هل بقي للنظام السوري الكثير من مؤيديه ؟؟
 
محمد بن يحي الجديعي
الرياض 22 فبراير 2013م

الثلاثاء، 12 فبراير 2013


تتواتر الأنباء حول ارتفاع وتيره الاستعدادات الإسرائيلية لشن هجوم على حزب الله ، مستغله زيادة الضغط على سوريا التي تعاني من حرب شوارع في قلب العاصمه ذات المليونين نسمه من السكان ، وقد تمكنت قوات الفرقه الرابعة بقيادة ماهر الأسد من التصدي لهجمات الثوار في شوارع دمشق وتكبيدهم خسائر كبيره ...في الوقت الذي تحاول ايران إشعال المنطقة من خلال تحريض الحوثيون بشن هجوم على جنوب المملكة ..وتدعي إسرائيل انه حان الوقت إلى تقليم أظافر حزب الله بعد ان لوحظ ازدياد وتيرة وصول الأسلحة للحزب من ايران ...وقد تباشر أي من الأطراف إلى مباغتة إسرائيل بهجوم صاروخي ردا على قصف إسرائيل لموقع جمرايا السوري ، لكن إسرائيل كثفت طلعاتها الجويه لطائرات الاستطلاع والدوريات الجويه ، ورفعت درجة استعداد عدد من قواعدها الجويه ...
ارى أننا على أعتاب حرب جديده في المنطقه لكن من غير الممكن توقع كم من الوقت قد تستمر تلك الحرب ..؟؟ وما هي الدول التي ستشارك فيها ؟؟ وهل نرى تدخلا إيرانيا فيها بعد ان أصبحت سوريا قاعدة ايرانيه متقدمه ...؟؟ في هذا الوضع المتوتر زادت عمليات بيع الفتيات السوريات في مخيمات اللاجئين في تركيا ولبنان والأردن مع ازدياد تردي الوضع المعيشي وعدم وجود ما يوحي بقرب نهاية الحرب السوريه ، وهذا من الجوانب المحزنه التي يتعرض لها الشعب السوري جراء حرب طال امدها  ...

محمد بن يحي الجديعي


الأحد، 27 يناير 2013

من روائع الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله ...




نظرت في التقويم فوجدت أني أستكمل اليوم (23جمادى الأولى 1379هـ) اثنتين وخمسين سنة قمرية، فوقفت ساعة أنظر فيها في يومي وأمسي، أنظر من أمام لأرى ما هي نهاية المطاف، وأنظر من وراء لأرى ماذا أفدت من هذا المسير.


وقفت كما يقف التاجر في آخر السنة ليجرد دفاتره ويحرر حسابه، وينظر ماذا ربح وماذا خسر. وقفت كما تقف القافلة التي جُنّ أهلوها وأخذهم السُّعَار، فانطلقوا يركضون لا يعرفون من أين جاؤوا ولا إلى أين يذهبون، ولا يهدؤون إلاّ إذا هدّهم التعب فسقطوا نائمين كالقتلى!

وكذلك نحن إذ نعدو على طريق الحياة؛ نستبق كالمجانين ولكن لا ندري علامَ نتسابق، نعمل أبداً من اللحظة التي نفتح فيها عيوننا في الصباح إلى أن يغلقها النعاس في المساء، نعمل كل شيء إلا أن نفكر في أنفسنا أو ننظر من أين جئنا وإلى أين المصير!

وجردت دفاتري، أرى ماذا طلبت وماذا أُعطيت.

* * *
طلبت المجد الأدبي وسعيت له سعيه، وأذهبت في المطالعة حِدّة بصري وملأت بها ساعات عمري، وصرّمت الليالي الطِّوال أقرأ وأطالع، حتى لقد قرأت وأنا طالب كتباً من أدباء اليوم مَن لم يفتحها مرة لينظر فيها! وما كان لي أستاذ يبصرني طريقي ويأخذ بيدي، وما كان من أساتذتي مَن هو صاحب أسلوب في الكتابة يأخذني باتّباع أسلوبه، ولا كان فيهم مَن له قدم في الخطابة وطريقة في الإلقاء يسلكني مسلكه ويذهب بي مذهبه( ) . وما يسميه القراء أسلوبي في الكتابة ويدعوه المستمعون طريقتي في الإلقاء شيء مَنَّ الله به عليّ لا أعرفه لنفسي، لا أعرف إلاّ أني أكتب حين أكتب وأتكلم حين أتكلم منطلقاً على سجيتي وطبعي، لا أتعمد في الكتابة إثبات كلمة دون كلمة ولا سلوك طريق دون طريق، ولا أتكلف في الإلقاء رنّةً في صوتي ولا تصنّعاً في مخارج حروفي.

… وكنت أرجو أن أكون خطيباً يهز المنابر وكاتباً تمشي بآثاره البرد ( ) ، وكنت أحسب ذلك غاية المنى وأقصى المطالب، فلما نلته زهدت فيه وذهبت مني حلاوته، ولم أعد أجد فيه ما يُشتهى ويُتمنّى.

وما المجد الأدبي؟ أهو أن يذكرك الناس في كل مكان وأن يتسابقوا إلى قراءة ما تكتب وسماع ما تذيع، وتتوارد عليك كتب الإعجاب وتقام لك حفلات التكريم؟ لقد رأيت ذلك كله، فهل تحبون أن أقول لكم ماذا رأيت فيه؟ رأيت سراباً… سراب خادع، قبض الريح!

وما أقول هذا مقالة أديب يبتغي الإغراب ويستثير الإعجاب، لا والله العظيم (أحلف لكم لتصدقوا) ما أقول إلاّ ما أشعر به. وأنا من ثلاثين سنة أعلو هذه المنابر وأحتل صدور المجلات والصحف، وأنا أكلم الناس في الإذاعة كل أسبوع مرة من سبع عشرة سنة إلى اليوم، ولطالما خطبت في الشام ومصر والعراق والحجاز والهند وأندونيسيا خطباً زلزلت القلوب، وكتبت مقالات كانت أحاديث الناس، ولطالما مرت أيام كان اسمي فيها على كل لسان في بلدي وفي كل بلد عشت فيه أو وصلت إليه مقالاتي، وسمعت تصفيق الإعجاب، وتلقيت خطب الثناء في حفلات التكريم، وقرأت في الكلام عني مقالات ورسائل، ودرَس أدبي ناقدون كبار ودُرّس ما قالوا في المدارس، وتُرجم كثير مما كتبت إلى أوسع لغتين انتشاراً في الدنيا: الإنكليزية والأردية، وإلى الفارسية والفرنسية… فما الذي بقى في يدي من ذلك كله؟ لا شيء. وإن لم يكتب لي الله على بعض هذا بعضَ الثواب أكُنْ قد خرجت صفر اليدين!

إني من سنين معتزل متفرد، تمر عليّ أسابيع وأسابيع لا أزور فيها ولا أزار، ولا أكاد أحدّث أحداً إلاّ حديث العمل في المحكمة أو حديث الأسرة في البيت. فماذا ينفعني وأنا في عزلتي إن كان في مراكش والهند وما بينهما مَن يتحدث عني ويمدحني، وماذا يضرني إن كان فيها من يذمني أو لم يكن فيها كلها مَن سمع باسمي؟

ولقد قرأت في المدح لي ما رفعني إلى مرتبة الخالدين، ومن القدح فيّ ما هبط بي إلى دركة الشياطين، وكُرِّمت تكريماً لا أستحقه وأُهملت حتى لقد دُعي إلى المؤتمرات الأدبية وإلى المجالس الأدبية الرسمية المبتدئون وما دُعيت منها إلى شيء، فألفت الحالين وتعوّدت الأمرين، وصرت لا يزدهيني ثناء ولا يهزّ السبُّ شعرةً واحدة في بدني.

أسقطت المجد الأدبي من الحساب لما رأيت أنه وهم وسراب.

* * *

وطلبت المناصب، ثم نظرت فإذا المناصب تكليف لا تشريف، وإذا هي مشقة وتعب لا لذّة وطرب، وإذا الموظف أسير مقيِّد بقيود الذهب، وإذا الجزع من عقوبة التقصير أكبر من الفرح بحلاوة السلطان، وإذا مرارة العزل أو الإعفاء من الولاية أكبر من حلاوة التولية. ورأيت أني مع ذلك كله قد اشتهيت في عمري وظيفة واحدة، سعيت لها وتحرّقت شوقاً إليها… هي أن أكون معلماً في المدرسة الأولية في قرية حرستا( ) وكان ذلك من أكثر من ثلاثين سنة، فلم أنلها فما اشتهيت بعدها غيرها.

وطلبت المال وحرصت على الغنى، ثم نظرت فوجدت في الناس أغنياء وهم أشقياء وفقراء وهم سعداء.

ووجدتني قد توفي أبي وأنا لا أزال في الثانوية، وترك أسرة كبيرة وديوناً كثيرة، فوفّى الله الدين وربى الولد وما أحوج إلى أحد، وجعل حياتنا وسطاً ما شكونا يوماً عوزاً ولا عجزنا عن الوصول إلى شيء نحتاج إليه، وما وجدنا يوماً تحت أيدينا مالاً مكنوزاً لا ندري ماذا نصنع به، فكان رزقنا والحمد لله كرزق الطير: تغدو خِماصاً وترجع بِطاناً.

فلم أعد أطلب من المال إلاّ ما يقوم به العيش ويقي الوجهَ ذلَّ الحاجة.

وطلبت متعة الجسد وصرّمت ليالي الشباب أفكر فيها وأضعت أيامه في البحث عن مكانها، وكنت في سكرة الفتوة الأولى لا أكاد أفكر إلا فيها ولا أحن إلاّ إليها، أقرأ من القصص ما يتحدث عنها ومن الشعر ما يشير إليها. ثم كبرت سني وزاد علمي، فذهبت السكرة وصحّت الفكرة، فرأيت أن صاحب الشهوة الذي يسلك إليها كل سبيل كالعطشان الذي يشرب من ماء البحر وكلما ازداد شرباً ازداد عطشاً، ووجدت أن مَن لا يرويه الحلال يقنع به ويصبر عليه لا يرويه الحرام ولو وصل به إلى نساء الأرض جميعاً.

ثم ولّى الشباب بأحلامه وأوهامه، وفترت الرغبة ومات الطلب، فاسترحت وأرحت.

* * *

وقعدت أرى الناس، أسأل: علامَ يركضون؟ وإلامَ يسعون؟ وما ثَمّ إلاّ السراب!

هل تعرفون السراب؟ إنّ الذي يسلك الصحراء يراه من بعيد كأنّه عينٌ من الماءِ الزّلال تحدّقُ صافية في عينِ الشّمس، فإذا كدّ الرِّكاب وحثّ الصِّحابَ ليبلغه لم يلقَ إلاّ التراب.

هذه هي ملذّات الحياة؛ إنّها لا تلذّ إلاّ من بعيد.

يتمنّى الفقير المال، يحسب أنّه إذا أعطي عشرة آلاف ليرة فقد حيزت له الدّنيا، فإذا أعطيها فصارت في يده لم يجد لها تلك اللّذة التي كان يتصوّرها وطمع في مئة الألف … إنّه يحسّ الفقر بها وهي في يده كما يحسّ الفقر إليها يوم كانت يده خلاءً منها، ولو نال مئة الألف لطلب المليون، ولو كان لابن آدم واديًا من ذهب لابتغى له ثانيًا، ولا يملأ عينَ ابن آدم إلاّ التراب( ).

والشاعر العاشق يملأ الدنيا قصائد تسيل من الرّقة وتفيض بالشّعور، يعلن أنّه لا يريد من الحبيبة إلاّ لذّة النظر ومتعة الحديث، فإذا بلغها لم يجدهما شيئًا وطلب ما وراءهما، ثمّ أراد الزّواج فإذا تمّ له لم يجد فيه ما كان يتخيّل من النعيم، ولذابت صور الخيال تحت شمس الواقع كما يذوب ثلج الشّتاء تحت همس الرّبيع، ولرأى المجنون في ليلى امرأةً كالنساء ما خلق الله النساء من الطين وخلقها (كما كان يُخيّل إليه) من القشطة، ثمّ لَمَلّها وزهد فيها وذهب يجنُّ بغيرها!

ويرى الموظّفُ الصغيرُ الوزيرَ أو الأميرَ ينزل من سيارته فيقف له الجندي وينحني له الناس، فيظن أنّه يجد في الرياسة أو الوزارة مثل ما يتوهّم هو من لذّتها ومتعتها لحرمانه منها، ما يدري أنّ الوزير يتعوّد الوزارة حتّى تصير في عينه كوظيفة الكاتب الصغير في عين صاحبها. أوهام … ولكننا نتعلّق دائمًا بهذه الأوهام!

* * *

وفكرت فيما نلت في هذه الدنيا من لذائذ وما حملت من عناء طالما صبرت النفس على إتيان الطاعة واجتناب المعصية، رأيت الحرام الجميل فكففت النفس عنه على رغبتها فيه، ورأيت الواجب الثقيل حملت فحملت النفس عليه على نفورها منه ، وطالما غلبتني النفس فارتكبت المحرمات وقعدت عن الواجبات، تألمت واستمتعت، فما الذي بقي من هذه المتعة وهذا الألم؟ لا شيء. قد ذهبت المتعة وبقي عقابها وذهب الألم وبقي ثوابه.

ولم أرَ أضلَّ في نفسه ولا أغشَّ للناس ممّن يقول لك: لا تنظر إلاّ إلى الساعة التي أنتَ فيها، فإنَّ ما مضى فاتَ والمؤمّل غيبٌ ولكَ السّاعةُ التي أنتَ فيها

لا والله؛ ما فات ما مضى ولكن كُتب لك أو عليك، أحصاه الله ونسوه. والآتي غيب كالمشاهَد.

وما مَثَل هذا القائل إلاّ كمَثَل راكب سفينة أشرفت على الغرق ولم يبقَ لها إلاّ ساعات، فما أسرع إلى زوارق النجاة إسراع العقلاء ولا ابتغى طوق النجاة كما يبتغيه من فاته الزورق، ولكنه عكف على تحسين غرفته في السفينة الغارقة يزين جدرانها بالصور ويكنس أرضها من الغبار، يقول لنفسه: ما دامت السفينة غارقة على كلّ حال فلِمَ لا أستمتع بساعتي التي أنا فيها؟ يُفسد عمرَه كله بصلاح هذه الساعة، وإذا عرض له العقل يسفّه عملَه فليضرب وجه العقل بكأس الخمر التي تعمي عينيه فلا يبصر ولا يهتدي، وإنّ من الخمر لخمرة المال وخمرة السلطان!

هذا مثال من يجعل هذه الدنيا الفانية أكبر همّه ويزهد في الآخرة الباقية، ولو عقل لزهد في الدنيا. لا يحمل ركوته وعصاه ويسلك البراري وحيدًا، ولا يقيم في زاوية ويمد يده للمحسنين؛ فإن هذا هو زهد الجاهلين، وهو معصية في الدين. إنّ الزهد الحق هو زهد الصحابة والتابعين، الذين عملوا للدنيا واقتنوا الأموال واستمتعوا بالطيّبات الحلال وأظهروا نِعَم الله عليهم، ولكن كانت الدنيا في أيديهم لا في قلوبهم، وكان ذكر الله أبدًا في نفوسهم وعلى ألسنتهم، وكانت الشريعة نبراسهم وإمامهم، وكانت أيديهم مبسوطةً بالخير، وكانوا لا يفرحون بالغنى حتى يَبطروا ولا يحزنون للفقر حتى ييأسوا، بل كانوا بين غنيٍّ شاكر وفقيرٍ صابر. ومَن يحصل المال وينفقه في الطاعة خيرٌ ممّن لا يحصل ولا ينفق بل يسأل ويأخذ، ومن يتعلّم العلم ويعمل به خيرٌ ممّن يعتزل الناس للعبادة في زاويةٍ أو مغارة، ومن يكون ذا سلطانٍ ومنصب فيقيم العدل ويدفع الظلم خيرٌ ممّن لا سلطان له ولا عدل على يديه …وليست العبادة أن تصفّ الأقدام في المحاريب فقط، ولكن كلّ معروفٍ تسديه إن احتسبته عند الله كان لك عبادة، وكلّ مباحٍ تأتيه إن نويت به وجه الله كان عبادة؛ إذا نويت بالطعام التقوّي على العمل الصالح وبمعاشرة الأهل الاستعفاف والعفاف وبجمع المال من حِلّه القدرة به على الخير، كان كلّ ذلك لك عبادة، وكلّ نعمة تشكر عليها وكلّ مصيبة تصبر لله عليها كانت لك عبادة.

والإنسان مفطورٌ على الطمع، تراه أبدًا كتلميذ المدرسة؛ لّما بلغ فصلاً كان همّه أن يصعد إلى الذي فوقه. ولكن التلميذ يسعى إلى غاية معروفة إذا بلغها وقف عندها، والمرء في الدنيا يسعى إلى شيءٍ لا يبلغه أبدًا؛ لأنه لا يسعى إليه ليقف عنده ويقنع به بل ليجاوزه راكضًا يريد غايةً هي صورةٌ في ذهنه ما لها في الأرض من وجود!

وقد يُعطى المال الوفير والجاه الواسع والصحة والأهل والولد، ثمّ تجده يشكو فراغًا في النّفْس وهمًّا خفيًّا في القلب لا يعرف له سببًا، يحسّ أنّ شيئًا ينقصه ولا يدري ما هو، فما الذي ينقصه فهو يبتغي استكماله؟

لقد أجاب على ذلك رجلٌ واحد؛ رجلٌ بلغ في هذه الدنيا أعلى مرتبة يطمح إليها رجل: مرتبة الحاكم المطلق في ربع الأرض فيما بين فرنسا والصين، وكان له مع هذا السلطان الصحة والعلم والشّرف، هو عمر بن عبد العزيز الذي قال: “إنّ لي نفسًا توّاقة، ما أُعطيت شيئًا إلاّ تاقت إلى ما هو أكبر: تمنّت الإمارة، فلمّا أعطيَتها تاقت إلى الخلافة، فلمّا بلغتها تاقت إلى الجنّة”!

هذا ما تطلبه كلّ نفس؛ إنّها تطلب العودة إلى موطنها الأوّل، وهذا ما تحسّ الرغبة الخفيّة أبدًا فيه والحنين إليه والفراغ الموحِش إن لم تجده.

فهل اقتربتُ من هذه الغاية بعدما سرت إليها على طريق العمر اثنتين وخمسين سنة؟

يا أسفي! لقد مضى أكثر العمر وما ادّخرت من الصالحات، ولقد دنا السّفر وما تزوّدتُ ولا استعددت، ولقد قَرُبَ الحصاد وما حرثت ولا زرعت، وسمعت المواعظ ورأيت العِبَر فما اتّعظت ولا اعتبرت، وآن أوانُ التوبة فأجّلت وسوّفت.


نقله لكم اعجبا واقتناعا بما ورد به
محمد بن يحي الجديعي