الثلاثاء، 10 ديسمبر 2013

ايام في اسطنبول

خرجت اول يوم لي في أجواء بارده هنا بإسطنبول لأتريض على ضفاف البوسفور ... وعلى الرغم من كثافة حركة السفن على هذا المضيق التي تصل الى ٥٠ ألف سفينه غير تلك القوارب التي تذرع المكان ذهابا وايابا ..الا ان مياهه صافيه نقيه مما يدفع أصحاب السنارات ينتشرون هنا بكثافه كبيره ...استمرت رحلتي مشيا وجريا اكثر من ٦ كم غبطت سكان هذه المدينه على هذا المكان الرائع .. وقد كان لي عدة ملاحظات ومنها .
١. حالة الامن والسكينة التي تعم المكان .. وتتضح من وجود عدد من المحلات مفتوحه دون وجود احد من اصحابها .. ومنها محلات بقاله ومحلات بيع الفواكه والأسماك الطازجه ومستلزمات الصيد وغيرها .
٢. عدم نظافة أماكن سفن وقوارب الصيد حيث يقومون بالتخلص مما لديهم من قاذورات في المضيق وهو عكس ما يشاهد في أماكن أخرى من نفس المكان .
٣. يلاحظ برود كبير في علاقة الأتراك مع بعضهم او غيرهم . لدرجة ان بعضهم بالكاد يرد التحيه .. ولا اعرف سببا لذلك ولكن ربما ان طبيعة الأجواء الباردة هنا قد أثرت على أهل البلد .
٤. اسطنبول مدينه كبيره تعج شوارعها بالماره وبشكل كبير للغايه ..والأتراك هم من يقومون بكل الاعمال ... حتى اني لاحظت ان المرآه تعمل في كل المجالات بما فيها حرث حدائق الشوارع والاعتناء بالأشجار وهي من الاعمال الشاقه التي يقوم بها الرجال عادة ...
٥. الانتشار الكبير للأسواق مما يدفع الى الاعتقاد بان الأتراك يدمنون التسوق على الرغم من غلاء الأسعار وضعف الرواتب للموظفين ..
٦. أعداد كبيره من السواح ومن كل الدول يجوبون الأماكن السياحية المتعدده هنا والتي أحسن الأتراك استثمارها وتنظيمها بشكل مناسب جداً ...
٧. الاترك يدمنون التدخين وشرب الشاي ...كما أنهم شعب متدين فالمساجد تصدح بالاذان باصوات مميزه ، وبه حريات كبيره للمواطنين فقد تشاهد امرأة متغطيه بشكل كبير وأخرى بجوارها تلبس ما قل وستر فقط ...
٨. الأسعار بشكل عام غاليه ولا اعرف كيف يعيشون في هذه الأحوال الصعبه ؟؟ كما ان اسطنبول كما لاحظت مدينه سياحيه وتاريخيه بامتياز ...








قام بن جديع قدس الله روحه صباح اليوم التالي لزيارته اسطنبول وتحرك باتجاه متحف أيا صوفيا ... هذا المتحف الذي كان في الأصل كنيسه تم بناءها في عام ٥٣٢ م واستمرت كنيسه حتى فتح القسطنطينية عام ١٤٥٣ م على يد محمد الفاتح ، ثم تم تحويلها الى مسجدا واستمر لمدة ٤٨٢ سنه ... وبعد سقوط الدوله العثمانيه طالب المسيحيون باستعادة الكنيسةن لكن صدر قرار بان يحول المكان الى متحفاً عام ١٩٣٥ ..كحل وسط ... والمكان يدر الكثير من الأموال على الخزينه التركيه فالتدكره للشخص الواحد في معظم الأماكن الاثريه تزيد قليلا عن ٥٠ ريالا ..إضافة الى مبالغ تأجير أجهزة المعلومات لكن لا يوجد لديه مرشد سياحي وهي من الخدمات الجديده ...

يتم الدخول الى البناء الرئيسي من تسعة ابواب بنيت بطريقة رائعه ،ويدهش الداخل الرسوم والنقوش في مدخل المسجد وفي قبة الجامع التي ترتفع 55.6 متراً و قطرها 32 متراً ، وهذه القبة بنيت على اربع اعمدة يبلغ ارتفاع كل منها 24.3 مترا، سطح الجامع مغطى باحجار الفسيفساء الجميله وجدران الجامع مغطى بالاحجار الملونة او البورسلان اما النوافذ فغايه في الإبداع ...
يلاحظ ان صور سيدنا المسيح عليه السلام وأمه العذراء لا تزال موجوده ، وبعد السؤال والبحث اتضح انه صدر فتوى في تلك الفتره بجواز الصلاه بوجودها داخل المسجد ، كما لوحظ أسماء الخلفاء الراشدين كتبت بطريقه رائعه ... الدور العلوي يمكن الزائر من مشاهدة المسجد بشكل افضل ..يلفت الانتباه وجود ضريح لإحدى الامبراطورات في مدخل المسجد ، وكذلك المكان المخصص للمكتبه ..
لوحظ ايضا بعض أعمال الترميم في بعض الأماكن مما يوحي بان تلك الأماكن قد شاخت ...هذا المكان يعد احد اهم الشواهد التاريخيه لهذه المدينه العريقه والجميلة ...

بعد خروجي من متحف أيا صوفيا اتجهت صوب جامع السلطان احمد او ما يعرف أحيانا بالمسجد الأزرق ، المسجد بني على ربوه مطله اطلاله جميله على البوسفور، وهو قريب من اياصوفيا والذهاب له يتم مشياً على الأقدام حيث تشق طريقك قريبا من نوافير مياه جميله لا يعكرها سوى كثرة المتسولين العرب او البائعين الذين يلحون على السائح لابتياع ما يعرضون ... والمنطقة الفاصله تسمى ميدان السباق البيزنطي القديم ...
بني هذا المسجد عام ١٦١٦ م وصمم من قبل مهندس معماري مشهور وقتها يدعى سيدفكار محمد الاغا وللمسجد ٦ مآذن ، وقيل لنا بان تلك المآذن الست كانت سببا في بناء المئذنه السابعه للحرم الشريف لانه تم انتقاد الخليفة ببناء مسجدا مشابها للمسجد الحرام من حيث عدد المآذن ، فأمر ببناء مئذنه سابعه للمسجد الحرام ...يمكن ان يصلي فيه اكثر من ١٠٠٠٠ مصلي في وقت واحد ، طوله ٧٢ مترا وعرضه ٦٤ متراً ، هو جامع مذهل في عمارته وبناءه المميز ويعد أحد من أهم وأضخم المساجد في تركيا والعالم الاسلامي ..
عند الدخول يلاحظ توزيع اكياسا بلاستيكيه لحمل الاحذيه فيها كما يتم توزيع اغطيه للنساء على رؤسهن ان كانت مكشوفة وكذلك ازارا لهن ان كن يلبسن القصير ... في مدخل المسجد من الداخل يلاحظ أماكن الجلوس للنساء ومصلى ، والغريب أنني شاهدت سائحات غربيات يقمن بحركات الصلاه تقليدا للمسلمات اللاتي يصلين وقتها ... لعل الصور التي سأرفقها تبين جانب الإتقان والجمال لهذا الجامع فالكلمات تعجز عن الوصف ... الدخول للجامع مجاني ولكن من المهم مشاهدت نظام السقيا ووصول المياه الى أماكن الوضوء ففيها إبداع معماري .... بن جديع قدس الله روحه استمتع ومرافقه بالفعل بهذا المكان الشاهد على عصر العثمانيين ...