الخميس، 19 مايو 2011

منع الحجاب في فرنسا يثير حفيظة الكثيرين





في مداخله مملوءة بالغيرة والحماس والغضب لزميل عزيز على القرار الفرنسي بمنع الحجاب في فرنسا على هامش لقاء في وزارة الخارجية الفرنسية الأسبوع الماضي ، يتضح الى مدى فُهم القرار الفرنسي الداخلي المعتمد على أسس علمانيه بحته ، وكذلك تم إبلاغنا بان القرار اتخذ لمنع هيمنة أطراف وأحزاب سياسية حاولت اتخاذ التشديد الديني نهجا لها في خوضها الحروب السياسية الداخلية ، وقد اتضح بأن أكثر من يطبق عليه هذا القرار هو مواطنات فرنسيات أصيلات ، ولم يتم تطبيقه على أي سائحة قادمة إلى فرنسا الى الآن ، وهذا قد يفسر إلى عده أمور ومنها :

1- إن عدد كبير من السائحات المسلمات إلى الدول الغربية غير مكترثات أساسا بالحفاظ على حجابهن الذي كن يرتدينة لأسباب قد تكون عادات وتقاليد أو تطبيقا لأنظمه قائمه في مجتمعات أخرى.

2- التأثير الكبير لقرارات داخليه في دول أخرى على عدد كبير من المتعاطفين عندنا ، غير العارفين بالإبعاد الحقيقيه لتلك القرارات ، وهل محاولات البعض إيصال عدم الرضا بمثل تلك القرارات يعد تداخلا في شأن داخلي لدوله أخرى ؟ وماذا لو حاول الآخرين التدخل في شؤوننا الداخلية بنفس الذريعة؟؟

القرار الفرنسي من حيث المبدأ يعارض قيم ديمقراطية أصيله في هذا البلد ، بل ان العلمانية التي جاءت بها الثورة الفرنسية تفصل الدين عن الدولة ، والدولة بالفعل لا تصرف سنتا واحدا على أي منشأه او مدرسة او كتاب ديني ، والغريب ان هناك حريات غريبة تمنح للأفراد ينبذها المجتمع الفرنسي نفسه ، وما حدث في موضوع الحجاب هو مناقض تماما للحريات المعطاة ، ولمبادئ العلمانية ....

لكن المسلمين الفرنسيين هم المعنيين بهذا الموضوع في المقام الأول ، وعليهم طرق المعابر الدستورية للمطالبة بحقهم في ممارسة شعائرهم ، اما المطالبين الآخرين من خارج فرنسا فانهم يفتحون الباب واسعا لفرنسا او غيرها بالتدخل في شئونهم ..وهو تهديد امني خطير ....



محمد بن يحي الجديعي

الرياض 19 مايو 2011م

ليست هناك تعليقات: