الاثنين، 28 سبتمبر 2009

القنوات الإخبارية ( بين السبق الإعلامي وخدمة الإرهابيين )





تفاجأ الكثير من المشاهدين بعرض كامل للرسالة التي وجهها الإرهابيون إلى الجهات التي يطلبون منها دعمهم مالياً على بعض القنوات الفضائية ، بالأخص القنوات العربية التي تقدم خدمات كبيره لبث أفكار ورغبات الإرهابيين إلى مناصريهم مختصرين عليهم عناء إيصال ما يرغبونه من معلومات أو طلبات أو رسائل إلى الجهات المعنية.



هناك مشكله كبيره لدى مسيرى تلك القنوات في كيفية إيجاد توازن بين السبق الإعلامي الذي يميزهم عن غيرهم من القنوات ، وبين تقديم خدمات مجانية بإعطاء مساحات إعلامية وإعلانية مجانية لهؤلاء القتلة .. إن الكثيرين من المتابعين لم يعرفوا بوجود تلك الرسائل إلا من خلال القنوات الفضائية ، ربما يعود ذلك الى عدم وجود مستشارين أمنيين لتلك القنوات ، بحيث يقدمون النصح حول المواد التي يمكن عرضها أو تلك التي قد يكون لها انعكاسات أمنية خطيرة .



منظمات إرهابيه كالقاعدة خطرها كبير وممتد ولا يستثنى أحدا , ولا يجب إن تكون بعض القنوات منبرا لتمرير أفكارهم ورؤاهم وخططهم لخلاياهم المختلفة ..خصوصا انه ربما يكون لبعض الرسائل شفره معينة لتلك الخلايا للقيام بأعمال إرهابية في أماكن معينة .



إن الحرية الإعلامية مطلوبة والتنافس القوي يزيد من قدرة الوسائل الإعلامية على الوصول إلى الأخبار لإشباع رغبات المشاهدين وجعلهم في مجال ودائرة الأحداث , لكن الاحترافية الإعلامية تحقق تلك المتطلبات دون تقديم أي خدمات لدى جهات تؤثر على الامن الوطني للدول المختلفة ، الغريب أن إحدى القنوات كانت تدعى حصولها على الرسالة الالكترونية لزعيم الإرهابيين باليمن ، ولكنه يتضح أن الإرهابيين ليسوا حريصين على سرية تلك الرسالة ، بل إنهم ربما يرغبون في إيصالها إلى اكبر شريحة ممكنه لذا مكنت تلك القناة من الحصول على الرسالة لبثها وإرسالها بسرعة كبيره إلى إعداد اكبر بكثير من إمكانيات التوزيع الأخرى للرسالة .



القنوات الإعلامية الإخبارية بحاجه ماسه إلى خبراء مستشارين أمنيين وسياسيين واستراتيجيين لتقديم النصائح والتحاليل اللازمة للمواقف المختلفة ، بناء على الأدوات المتوفرة لديهم والخبرات ، لتحقق لتلك القنوات التميز في نقل الأخبار والمصداقية ، كما أنها تضمن حرمان الارهابين والجهات الداعمة لها من التواصل باستخدام تلك القنوات لأغراضها ، وبالتالي تساهم في تحقيق أمن البلاد والعباد .




السبت، 19 سبتمبر 2009

الاسبوع القادم ..اسبوع الاحتفالات والافراح










كل عام وانتم بخير بمناسبة عيد الفطر السعيد ، كل عام ووطننا بخير وامن وسلام بمناسبة اليوم الوطني


مناسبتين عزيزتين على قلوبنا جميعا ، سيعم الفرح والاحتفالات جميع ارجاء بلدنا الغالي ....كل عام والجميع بخير ..كل عام وقيادتنا برئاسة المليك المفدى وولي عهده الامين بخير ...كل عام وجميع الاحبة والاهل و الاصحاب بخير ...كل عيد وطني وانت بأمن وعز وسلام ياوطني .....يا احلى بلد
قد تكون من الحالات التي لن تتكرر كثيرا ان تحل المناسبتين في اسبوع واحد ، وذلك بسبب الاختلاف في التقويمين الهجري والميلادي ...ارجوا من الله العلي العظيم ان يديم علينا وعلى وطننا الغالي الافراح والمناسبات السعيده ...

مع الاسف ... لاحظت في الاسبوع المنصرم زيادة المقالات التي تنشر بعض الفتاوى حول مشروعية الاحتفال باليوم الوطني ، كما لاحظت زيادة المطالبين بالغاء الاحتفالات في بعض المدن وبالاخص في الرياض ....ولا أعرف لماذا يقوم البعض بذلك ...؟؟ الاحتفالات ليست الزامية ، ولم اسمع انه سيتم احضار الناس من منازلها للاحتفال ...ليس هناك الزام لحضور مسرحية الزئبق الاحمر ....لماذا البعض يمارس محاولات ارغام الاخرين بوجهة نظره ...

الدوله ستحتفل والاجهزه الاعلامية ستغطي تلك الاحتفالات ...والكثيرين سيحتفلون او يشاركون في الاحتفالات ...لما لا والمناسبتين هامتين وغاليتين لدينا ؟

كنت في الولايات المتحده في مناسبتين شاهدت فيهما احتفالات الامريكيين بيومهم الوطني في الرابع من يوليو سنويا ، وشاهد ابنائي المسيرات المزينه بالاعلام ، والمنازل التي ارتفعت عليها الاعلام وعلقت عقود الزينه والانوار بتلك المناسبة ، وبعد نقاش وجدال طويل بيننا تركز على احقية اغلى واحلى وطن بمثل تلك الاحتفالات ، اصبح الاحتفال على المستوى الشخصي عادة يخطط لها وينفذها ابنائي في بيتنا اولا ، ثم بالمشاركة في الفعاليات الاخرى في المدينه التي نتواجد فيها ...



كل عيد فطر وانتم بخير ...وكل عام ووطننا بخير واهله وابناءة ، وفوق هام السحب.....






السبت، 5 سبتمبر 2009

اليوم الوطني



The national day





في الثالث والعشرين من سبتمبر كل عام ، تحل ذكرى اليوم الوطني العزيزة علينا جميعا في وقت الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط ملتهبة ، حيث تلوح في الأفق نذر الحرب ضد إيران بسبب برنامجها النووي ،وتقوم بجهود كبيره لتصدير مشاكلها الى دول الجوار وبالاخص بعد ازمة الانتخابات وتنصيب نجاد رئيسا بعد عمليات تزوير كبيره ، وفي العراق الحالة الأمنية غير مستقرة على الرغم من التحسن الكبير ، وفي لبنان وسوريا تجري حوارات متعددة منها الناعم ومنها الخشن ، وإسرائيل تتربص بالجميع دون تفريق وتزيد ضغوطها السياسية والعسكرية على الفلسطيني الذين فرقتهم السياسة ومزقتهم الديمقراطية ، أما في السودان فمشكلة دارفور تصعب موقف الحكومة يوما وراء الآخر، والحالة مع الجنوب ومع الدول المجاورة ليست على ما يرام ، في الصومال والقرن الإفريقي نيران تحت الرماد ، في اليمن لا تزال مشكلة الحوتيين قائمة بدعم ايراني كبير التي حركتهم في الوقت الذي يخدمها ويلهي الاعلام عن متابعة ما يدور فيها ، وإذا توسعنا قليلا في منطقة الشرق الأوسط فالأوضاع الباكستانية غير مستقرة في وادي سوات ومع طالبان الباكستان ، مع جمود الوضع في كشمير ، والمشكلة الأفغانية لا أمل قريب في الوصول إلى طاولة المفاوضة لإيجاد حلول سياسية للوضع الداخلي هناك ، أما تركيا فلديها مشاكل متعددة بدءً من الأكراد مروراً بما يدور داخل الحكومة من مماحكات سياسية ، وأخيرا رغبتها الجادة للانضمام الى الاتحاد الأوربي.

هذه الأجواء هي مشابهه لما كان الوضع عليه في منطقة الشرق الأوسط ، قبل أن يبدأ الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود (رحمه الله ) مسيرة استعادة الملك ثم البناء لهذه الدولة المباركة ، حيث كانت الامبراطوريه العثمانية تحضي بنفوذ ما داخل الجزيرة العربية ، وبتواجد قوي على طول ساحل البحر الأحمر وفي الإحساء وبعض المناطق في شرق البلاد .
كما ان بريطانيا العظمى كانت لا تزال البلاد التي لا تغيب عنها الشمس ، ويقع تحت حكمها مناطق شاسعة من العالم أهمها شبه القارة الهندية ، وكانت رحلة اللورد كيرزون الى الخليج عام 1902م مجرد تأكيد للقوى الكبرى حينها بمدى اهتمامها وحرصها على بسط نفوذها في المنطقة ، مع وجود قوى كبيره مثل الإمبراطورية الروسية ، وألمانيا القوية التي تحالفت مع الإمبراطورية النمساوية - المجرية في وقت لاحق ، مع التواجد المكثف للفرنسيين في بعض مناطق العالم .






مناطق تواجد الدولة العثمانية


كما ان الوضع الأمني الداخلي كان متدهورا بدرجة كبيرة ، حيث النهب والسلب والاختطاف وانتهاك الحرمات ، وكانت بعض الدول والإمارات على طول ساحل الخليج تحت حماية الإمبراطورية البريطانية ( الإمارات, قطر،البحرين,الكويت) [1]، وبدت ترتيبات ما قبل الحرب العالمية الأولى والتحالفات المختلفة مستمرة ، وكان من أهمها تحالف الإمبراطورية العثمانية مع الألمان .
مع ذلك فإن النظرة الإستراتيجية بعيدة المدى لدى الملك عبد العزيز كانت هي العامل الحاسمة في أن يتخذ "رحمه الله" القرار بعقد تحالف مع البريطانية من خلال مندوبها الدائم في الكويت وذلك في العام (1913م)
[2]. والتحالفات من أهم المقومات اللازمة للحفاظ على الأمن الوطني للدول ، ودرء كثير من المخاطر ، ولكن اختيار الحليف المناسب هي عملية صعبه ومعقدة ، والدليل ما حدث للدولة العثمانية عندما تحالفت مع الألمان ، حيث سعت ألمانيا من خلالها تحالفها ذلك إلى التخفيف من الضغط على قواتها في شرق أوربا وبالذات ضد روسيا وما تلي ذلك التحالف من سقوط مدوٍ للإمبراطورية العثمانية.
الحرب العالمية الأولى بدأت قبل أن يرسي المؤسس (رحمه الله) دعائم الحكم على كامل الجزيرة العربية ، كما أنها انتهت ولا يزال يسعى جاهدا إلى تحقيق أهدافه
[3]، سواء في الداخل حيث كانت الأحداث الأمنية غير مستقرة بعد ، كما أن تشكيل الدول في المنطقة يتم على قدم وساق ، بعد أن حلت بريطانيا وفرنسا مكان الدولة العثمانية ، وبدء توقيع اتفاقية (سايكس- بيكو) السرية [4]، التي تم الاتفاق عليها في قصر "فرساي" بفرنسا عام 1916م ، ومع ذلك فإنه استطاع "رحمه الله" أن يوجد التوازن بين ضرورة إرساء الأمن داخليا ، وتوضيح المعالم الرئيسية للدولة أمام العالم الخارجي ، مع إن أول دولة عظمى تعترف بالكيان الجديد كانت روسيا في العام 1926م.

كان يواجه الملك عبد العزيز "رحمه الله" مشكلة أخرى تتعلق "بالإنسان" ذلك العنصر الهام الذي يحتاج إلى أن يبدأ مسيرة اللحاق بركب الأمم المتقدمة ، وقد كانت طبيعية الحياة بدوية معتمدة على التنقل بحثا عن الماء والمرعى ، وكان يوجد أماكن لتجمعات قليلة من أولئك الذين يشتغلون بالزراعة والتجارة , فسعى إلى تحفيز الجميع إلى الانضمام بالتجمعات التي أمر بإنشائها ، وفتح المراكز والمدارس التي تهتم بشؤونهم .



وكمثال على الإشكالات الجمة التي واجهها الملك عبدالعزيز( رحمه الله) في بدايات رحلة التأسيس هو التعليم ، الان يوجد بالمملكة عدد (24) جامعة و (20) كلية مختلفة ، عوضاً عن المعاهد والمراكز المتخصصة ، أما التعليم الأولي فقد نشر في جميع الأرجاء في المملكة على الرغم من الصعوبات التي واجهها التعليم في بداياته الأولى ، وبالأخص فيما يتعلق بتعليم الفتاة ، لقد وقف الملك عبد العزيز (في وجه جميع المحاولات الجادة لمنع افتتاح مدارس تدرس مبادئ العلوم الحديثة واللغات الأجنبية والرسم حيث أن الرسم يعتبر تصويرا والتصوير محرم قطعا واللغات الت قد تكون ذريعة للوقوف على عقائد الكفار وعلومهم الفاسدة ، وكانت الجغرافيا منكره لأنها تبحث في كروية الأرض ودورانها والكلام عن النجوم والكواكب مما أخذ به علماء اليونان وأنكره علماء السلف)
[5]


اليوم الوطني مناسبة تدعونا إلى دراسة البيئة الإستراتيجية التي أنشئت الدولة ضمنها ، حيث كانت الأوضاع داخليا وخارجيا بحاجة إلى رؤية واضحة لكل العوامل التي تؤثر في القرارات التي يتم اتخاذها ، ومن أهم الأفكار الإستراتيجية التي يتم تذكرها في هذا اليوم المجيد "اليوم الوطني" ما يلي:
1. وضوح الهدف لدى الملك عبد العزيز (رحمه الله) ، والتركيز على تحقيقه باستخدام الوسائل المتاحة.
2. أهمية التحالفات مع الدول الفاعلة ... أو التي يمكن أن يكون لها تأثير ما على الساحة الدولية ، كما حدث مع بريطانيا أولا ، ثم مع الولايات المتحدة فيما بعد ، حيث كان لذلك اثر كبير في ترسيخ وتثبيت الحدود والأمن الوطني بشكل كبير. وبناء علاقات راسخة مبنية على المصالح المشتركة ، لا نزال نتمتع بها إلى الآن .
3. الاهتمام الكبير بالأمن الوطني ....كان أمر تثبيت الأمن الداخلي واستقراره من أهم الأمور التي اهتم بها الملك عبدالعزيز(رحمه الله) ، فاصدر التشريعات التي تحافظ على الحقوق والممتلكات والتي تضمن امن وحرية وكرامة المواطنين ، كما سعى الى تهيئة الأجواء الآمنة للكسب والعيش الحلال ، وهي من الأسس اللازمة لتحقيق الأمن الوطني .
4. الاستخدام الصحيح للوسائل المتاحة ، بعدة طرق (المفاهيم الإستراتيجية) في بيئة إستراتيجية معقدة ، وذلك للوصول الى النهايات المرسومة ، في ظل مخاطر خارجية وداخلية متعددة .

دمت يابلد الخير ..وعاش ابنائك في خير



[1] Collins atlas of world history( borders press, 8th edition, phoenix USA ,2003(p.228).
[2] جون غلوب باشا (حرب الصحراء) ترجمة صادق الركابي (الأهلية للنشر والتوزيع الأردن ، 2004م ) ص 58.

[3] بدأت الحرب العالمية الأولى بتاريخ 28/7/1914م ، وانتهت في 21/10/1918م .

[4] هو اتفاق سري تم بين فرنسا وبريطانيا وصادق علية الروس ، وذلك بوضع العراق والشام تحت الانتدابين البريطاني والفرنسي ، وقد تشكلت بناء عليه بعض الدول مثل (سوريا , لبنان ، فلسطين ، الأردن ، العراق والكويت) .

[5] نهاد ابراهيم باشا ( المجتمع الطموح والتنمية الاقتصادية والتحول الاجتماعي في مجتمع إسلامي على ضوء التجربة السعودية ، بيروت ، الطبعة الأولى ، 1985م ) ، ص369 .

اليوم الوطني


The national day



في الثالث والعشرين من سبتمبر كل عام ، تحل ذكرى اليوم الوطني العزيزة علينا جميعا في وقت الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط ملتهبة ، حيث تلوح في الأفق نذر الحرب ضد إيران بسبب برنامجها النووي ، وفي العراق الحالة الأمنية غير مستقرة على الرغم من التحسن الكبير ، وفي لبنان وسوريا تجري حوارات متعددة منها الناعم ومنها الخشن ، وإسرائيل تتربص بالجميع دون تفريق وتزيد ضغوطها السياسية والعسكرية على الفلسطيني الذين فرقتهم السياسة ومزقتهم الديمقراطية ، أما في السودان فمشكلة دارفور تصعب موقف الحكومة يوما وراء الآخر، والحالة مع الجنوب ومع الدول المجاورة ليست على ما يرام ، في الصومال والقرن الإفريقي نيران تحت الرماد ، في اليمن لا تزال مشكلة الحوتيين قائمة ، وإذا توسعنا قليلا في منطقة الشرق الأوسط فالأوضاع الباكستانية غير مستقرة مع جمود الوضع في كشمير ، والمشكلة الأفغانية لا أمل قريب في الوصول إلى طاولة المفاوضة لإيجاد حلول سياسية للوضع الداخلي هناك ، أما تركيا فلديها مشاكل متعددة بدءً من الأكراد مروراً بما يدور داخل الحكومة من مماحكات سياسية ، وأخيرا رغبتها الجادة للانضمام الى الاتحاد الأوربي.

هذه الأجواء هي مشابهه لما كان الوضع عليه في منطقة الشرق الأوسط ، قبل أن يبدأ الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود (رحمه الله ) مسيرة استعادة الملك ثم البناء لهذه الدولة المباركة ، حيث كانت الامبراطوريه العثمانية تحضي بنفوذ ما داخل الجزيرة العربية ، وبتواجد قوي على طول ساحل البحر الأحمر وفي الإحساء وبعض المناطق في شرق البلاد .
كما ان بريطانيا العظمى كانت لا تزال البلاد التي لا تغيب عنها الشمس ، ويقع تحت حكمها مناطق شاسعة من العالم أهمها شبه القارة الهندية ، وكانت رحلة اللورد كيرزون الى الخليج عام 1902م مجرد تأكيد للقوى الكبرى حينها مدى اهتمامها وحرصها على بسط نفوذها في المنطقة ، مع وجود قوى كبيره مثل الإمبراطورية الروسية ، وألمانيا القوية التي تحالفت مع الإمبراطورية النمساوية - المجرية في وقت لاحق ، مع التواجد المكثف للفرنسيين في بعض مناطق العالم .





مناطق تواجد الدولة العثمانية



كما ان الوضع الأمني الداخلي كان متدهورا بدرجة كبيرة ، حيث النهب والسلب والاختطاف وانتهاك الحرمات ، وكانت بعض الدول والإمارات على طول ساحل الخليج تحت حماية الإمبراطورية البريطانية (الإمارات,قطر،البحرين,الكويت)
[1]، وبدت ترتيبات ما قبل الحرب العالمية الأولى والتحالفات المختلفة مستمرة ، وكان من أهمها تحالف الإمبراطورية العثمانية مع الألمان .
مع ذلك فإن النظرة الإستراتيجية بعيدة المدى لدى الملك عبد العزيز كانت العامل الحاسمة في أن يتخذ "رحمه الله" القرار بعقد تحالف مع البريطانية من خلال مندوبها الدائم في الكويت وذلك في العام (1913م)
[2]. والتحالفات من أهم المقومات اللازمة للحفاظ على الأمن الوطني للدول ، ودرء كثير من المخاطر ، ولكن اختيار الحليف المناسب هي عملية صعبه ومعقدة ، والدليل ما حدت للدولة العثمانية عندما تحالفت مع الألمان ، حيث سعت ألمانيا من خلالها تحالفها ذلك إلى التخفيف من الضغط على قواتها في شرق أوربا وبالذات ضد روسيا وما تلي ذلك من سقوط مدوٍ للإمبراطورية العثمانية.
الحرب العالمية الأولى بدأت قبل أن يرسي المؤسس (رحمه الله) دعائم الحكم على كامل الجزيرة العربية ، كما أنها انتهت ولا يزال يسعى جاهدا إلى تحقيق أهدافه
[3]، سواء في الداخل حيث كانت الأحداث الأمنية غير مستقرة بعد ، كما أن تشكيل الدول في المنطقة يتم على قدم وساق ، بعد أن حلت بريطانيا وفرنسا مكان الدولة العثمانية ، وبدء توقيع اتفاقية (سايكس- بيكو) السرية [4]، التي تم الاتفاق عليها في قصر "فرساي" بفرنسا عام 1916م ، ومع ذلك فإنه استطاع "رحمه الله" أن يوجد التوازن بين ضرورة إرساء الأمن داخليا ، وتوضيح المعالم الرئيسية للدولة أمام العالم الخارجي ، مع إن أول دولة عظمى تعترف بالكيان الجديد كانت روسيا في العام 1926م.

كان يواجه الملك عبد العزيز "رحمه الله" مشكلة أخرى تتعلق "بالإنسان" ذلك العنصر الهام الذي يحتاج إلى أن يبدأ مسيرة اللحاق بركب الأمم المتحدة ، وقد كانت طبيعية الحياة بدوية معتمدة على التنقل بحثا عن الماء والمرعى ، وكان يوجد أماكن لتجمعات قليلة من أولئك الذين يشتغلون بالزراعة والتجارة , فسعى إلى تحفيز الجميع إلى الانضمام بالتجمعات التي أمر بإنشائها ، وفتح المراكز والمدارس التي تهتم بشؤونهم .
وكمثال على الإشكالات الجمة التي واجهها الملك عبدالعزيز( رحمه الله) في بدايات رحلة التأسيس ، يوجد بالمملكة الآن عدد (24) جامعة و (20) كلية مختلفة ، عوضاً عن المعاهد والمراكز المتخصصة ، أما التعليم الأولي فقد نشر في جميع الأرجاء في المملكة على الرغم من الصعوبات التي واجهها التعليم في بداياته الأولى ، وبالأخص فيما يتعلق بتعليم الفتاة ، لقد وقف الملك عبد العزيز (في وجه جميع المحاولات الجادة لمنع افتتاح مدارس تدرس مبادئ العلوم الحديثة واللغات الأجنبية والرسم حيث أن الرسم يعتبر تصويرا والتصوير محرم قطعا واللغات ذريعة للوقوف على عقائد الكفار وعلومهم الفاسدة وكانت الجغرافيا منكره لأنها تبحث في كروية الأرض ودورانها والكلام عن النجوم والكواكب مما أخذ به علماء اليونان وأنكره علماء السلف)
[5]


اليوم الوطني مناسبة تدعونا إلى دراسة البيئة الإستراتيجية التي أنشئت الدولة ضمنها ، حيث كانت الأوضاع داخليا وخارجيا بحاجة إلى رؤية واضحة لكل العوامل التي تؤثر في القرارات التي يتم اتخاذها ، ومن أهم الأفكار الإستراتيجية التي يتم تذكرها في هذا اليوم المجيد "اليوم الوطني" ما يلي:
1. وضوح الهدف لدى الملك عبد العزيز (رحمه الله) ، والتركيز على تحقيقه باستخدام الوسائل المتاحة.
2. أهمية التحالفات مع الدول الفاعلة ... أو التي يمكن أن يكون لها تأثير ما على الساحة الدولية ، كما حدث مع بريطانيا أولا ، ثم مع الولايات المتحدة فيما بعد ، حيث كان لذلك اثر كبير في ترسيخ وتثبيت الحدود والأمن الوطني بشكل كبير. وبناء علاقات راسخة مبنية على المصالح المشتركة ، لا نزال نتمتع بها إلى الآن .
3. الاهتمام الكبير بالأمن الوطني ....كان أمر تثبيت الأمن الداخلي واستقراره من أهم الأمور التي اهتم بها الملك عبدالعزيز(رحمه الله) ، فاصدر التشريعات التي تحافظ على الحقوق والممتلكات والتي تضمن امن وحرية وكرامة المواطنين ، كما سعى الى تهيئة الأجواء الآمنة للكسب والعيش الحلال ، وهي من الأسس اللازمة لتحقيق الأمن الوطني .
4. الاستخدام الصحيح للوسائل المتاحة ، بعدة طرق (المفاهيم الإستراتيجية) في بيئة إستراتيجية معقدة ، وذلك للوصول الى النهايات المرسومة ، في ظل مخاطر خارجية وداخلية متعددة .


[1] . Collins atlas of world history( borders press, 8th edition, phoenix USA ,2003(p.228).
[2] . جون غلوب باشا (حرب الصحراء) ترجمة صادق الركابي (الأهلية للنشر والتوزيع الأردن ، 2004م ) ص 58.

[3] . بدأت الحرب العالمية الأولى بتاريخ 28/7/1914م ، وانتهت في 21/10/1918م .

[4] . هو اتفاق سري تم بين فرنسا وبريطانيا وصادق علية الروس ، وذلك بوضع العراق والشام تحت الانتدابين البريطاني والفرنسي ، وقد تشكلت بناء عليه بعض الدول مثل (سوريا , لبنان ، فلسطين ، الأردن ، العراق والكويت) .

[5] . نهاد ابراهيم باشا ( المجتمع الطموح والتنمية الاقتصادية والتحول الاجتماعي في مجتمع إسلامي على ضوء التجربة السعودية ، بيروت ، الطبعة الأولى ، 1985م ) ، ص369 .

National day



في الثالث والعشرين من سبتمبر كل عام ، تحل ذكرى اليوم الوطني العزيزة علينا جميعا في وقت الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط ملتهبة ، حيث تلوح في الأفق نذر الحرب ضد إيران بسبب برنامجها النووي ، وفي العراق الحالة الأمنية غير مستقرة على الرغم من التحسن الكبير ، وفي لبنان وسوريا تجري حوارات متعددة منها الناعم ومنها الخشن ، وإسرائيل تتربص بالجميع دون تفريق وتزيد ضغوطها السياسية والعسكرية على الفلسطيني الذين فرقتهم السياسة ومزقتهم الديمقراطية ، أما في السودان فمشكلة دارفور تصعب موقف الحكومة يوما وراء الآخر، والحالة مع الجنوب ومع الدول المجاورة ليست على ما يرام ، في الصومال والقرن الإفريقي نيران تحت الرماد ، في اليمن لا تزال مشكلة الحوتيين قائمة ، وإذا توسعنا قليلا في منطقة الشرق الأوسط فالأوضاع الباكستانية غير مستقرة مع جمود الوضع في كشمير ، والمشكلة الأفغانية لا أمل قريب في الوصول إلى طاولة المفاوضة لإيجاد حلول سياسية للوضع الداخلي هناك ، أما تركيا فلديها مشاكل متعددة بدءً من الأكراد مروراً بما يدور داخل الحكومة من مماحكات سياسية ، وأخيرا رغبتها الجادة للانضمام الى الاتحاد الأوربي.

هذه الأجواء هي مشابهه لما كان الوضع عليه في منطقة الشرق الأوسط ، قبل أن يبدأ الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود (رحمه الله ) مسيرة استعادة الملك ثم البناء لهذه الدولة المباركة ، حيث كانت الامبراطوريه العثمانية تحضي بنفوذ ما داخل الجزيرة العربية ، وبتواجد قوي على طول ساحل البحر الأحمر وفي الإحساء وبعض المناطق في شرق البلاد .
كما ان بريطانيا العظمى كانت لا تزال البلاد التي لا تغيب عنها الشمس ، ويقع تحت حكمها مناطق شاسعة من العالم أهمها شبه القارة الهندية ، وكانت رحلة اللورد كيرزون الى الخليج عام 1902م مجرد تأكيد للقوى الكبرى حينها مدى اهتمامها وحرصها على بسط نفوذها في المنطقة ، مع وجود قوى كبيره مثل الإمبراطورية الروسية ، وألمانيا القوية التي تحالفت مع الإمبراطورية النمساوية - المجرية في وقت لاحق ، مع التواجد المكثف للفرنسيين في بعض مناطق العالم .





مناطق تواجد الدولة العثمانية

كما ان الوضع الأمني الداخلي كان متدهورا بدرجة كبيرة ، حيث النهب والسلب والاختطاف وانتهاك الحرمات ، وكانت بعض الدول والإمارات على طول ساحل الخليج تحت حماية الإمبراطورية البريطانية (الإمارات,قطر،البحرين,الكويت) [1]، وبدت ترتيبات ما قبل الحرب العالمية الأولى والتحالفات المختلفة مستمرة ، وكان من أهمها تحالف الإمبراطورية العثمانية مع الألمان .
مع ذلك فإن النظرة الإستراتيجية بعيدة المدى لدى الملك عبد العزيز كانت العامل الحاسمة في أن يتخذ "رحمه الله" القرار بعقد تحالف مع البريطانية من خلال مندوبها الدائم في الكويت وذلك في العام (1913م) [2]. والتحالفات من أهم المقومات اللازمة للحفاظ على الأمن الوطني للدول ، ودرء كثير من المخاطر ، ولكن اختيار الحليف المناسب هي عملية صعبه ومعقدة ، والدليل ما حدت للدولة العثمانية عندما تحالفت مع الألمان ، حيث سعت ألمانيا من خلالها تحالفها ذلك إلى التخفيف من الضغط على قواتها في شرق أوربا وبالذات ضد روسيا وما تلي ذلك من سقوط مدوٍ للإمبراطورية العثمانية.
الحرب العالمية الأولى بدأت قبل أن يرسي المؤسس (رحمه الله) دعائم الحكم على كامل الجزيرة العربية ، كما أنها انتهت ولا يزال يسعى جاهدا إلى تحقيق أهدافه [3]، سواء في الداخل حيث كانت الأحداث الأمنية غير مستقرة بعد ، كما أن تشكيل الدول في المنطقة يتم على قدم وساق ، بعد أن حلت بريطانيا وفرنسا مكان الدولة العثمانية ، وبدء توقيع اتفاقية (سايكس- بيكو) السرية [4]، التي تم الاتفاق عليها في قصر "فرساي" بفرنسا عام 1916م ، ومع ذلك فإنه استطاع "رحمه الله" أن يوجد التوازن بين ضرورة إرساء الأمن داخليا ، وتوضيح المعالم الرئيسية للدولة أمام العالم الخارجي ، مع إن أول دولة عظمى تعترف بالكيان الجديد كانت روسيا في العام 1926م.

كان يواجه الملك عبد العزيز "رحمه الله" مشكلة أخرى تتعلق "بالإنسان" ذلك العنصر الهام الذي يحتاج إلى أن يبدأ مسيرة اللحاق بركب الأمم المتحدة ، وقد كانت طبيعية الحياة بدوية معتمدة على التنقل بحثا عن الماء والمرعى ، وكان يوجد أماكن لتجمعات قليلة من أولئك الذين يشتغلون بالزراعة والتجارة , فسعى إلى تحفيز الجميع إلى الانضمام بالتجمعات التي أمر بإنشائها ، وفتح المراكز والمدارس التي تهتم بشؤونهم .
وكمثال على الإشكالات الجمة التي واجهها الملك عبدالعزيز( رحمه الله) في بدايات رحلة التأسيس ، يوجد بالمملكة الآن عدد (24) جامعة و (20) كلية مختلفة ، عوضاً عن المعاهد والمراكز المتخصصة ، أما التعليم الأولي فقد نشر في جميع الأرجاء في المملكة على الرغم من الصعوبات التي واجهها التعليم في بداياته الأولى ، وبالأخص فيما يتعلق بتعليم الفتاة ، لقد وقف الملك عبد العزيز (في وجه جميع المحاولات الجادة لمنع افتتاح مدارس تدرس مبادئ العلوم الحديثة واللغات الأجنبية والرسم حيث أن الرسم يعتبر تصويرا والتصوير محرم قطعا واللغات ذريعة للوقوف على عقائد الكفار وعلومهم الفاسدة وكانت الجغرافيا منكره لأنها تبحث في كروية الأرض ودورانها والكلام عن النجوم والكواكب مما أخذ به علماء اليونان وأنكره علماء السلف)[5]


اليوم الوطني مناسبة تدعونا إلى دراسة البيئة الإستراتيجية التي أنشئت الدولة ضمنها ، حيث كانت الأوضاع داخليا وخارجيا بحاجة إلى رؤية واضحة لكل العوامل التي تؤثر في القرارات التي يتم اتخاذها ، ومن أهم الأفكار الإستراتيجية التي يتم تذكرها في هذا اليوم المجيد "اليوم الوطني" ما يلي:
1. وضوح الهدف لدى الملك عبد العزيز (رحمه الله) ، والتركيز على تحقيقه باستخدام الوسائل المتاحة.
2. أهمية التحالفات مع الدول الفاعلة ... أو التي يمكن أن يكون لها تأثير ما على الساحة الدولية ، كما حدث مع بريطانيا أولا ، ثم مع الولايات المتحدة فيما بعد ، حيث كان لذلك اثر كبير في ترسيخ وتثبيت الحدود والأمن الوطني بشكل كبير. وبناء علاقات راسخة مبنية على المصالح المشتركة ، لا نزال نتمتع بها إلى الآن .
3. الاهتمام الكبير بالأمن الوطني ....كان أمر تثبيت الأمن الداخلي واستقراره من أهم الأمور التي اهتم بها الملك عبدالعزيز(رحمه الله) ، فاصدر التشريعات التي تحافظ على الحقوق والممتلكات والتي تضمن امن وحرية وكرامة المواطنين ، كما سعى الى تهيئة الأجواء الآمنة للكسب والعيش الحلال ، وهي من الأسس اللازمة لتحقيق الأمن الوطني .
4. الاستخدام الصحيح للوسائل المتاحة ، بعدة طرق (المفاهيم الإستراتيجية) في بيئة إستراتيجية معقدة ، وذلك للوصول الى النهايات المرسومة ، في ظل مخاطر خارجية وداخلية متعددة .


[1] . Collins atlas of world history( borders press, 8th edition, phoenix USA ,2003(p.228).
[2] . جون غلوب باشا (حرب الصحراء) ترجمة صادق الركابي (الأهلية للنشر والتوزيع الأردن ، 2004م ) ص 58.

[3] . بدأت الحرب العالمية الأولى بتاريخ 28/7/1914م ، وانتهت في 21/10/1918م .

[4] . هو اتفاق سري تم بين فرنسا وبريطانيا وصادق علية الروس ، وذلك بوضع العراق والشام تحت الانتدابين البريطاني والفرنسي ، وقد تشكلت بناء عليه بعض الدول مثل (سوريا , لبنان ، فلسطين ، الأردن ، العراق والكويت) .

[5] . نهاد ابراهيم باشا ( المجتمع الطموح والتنمية الاقتصادية والتحول الاجتماعي في مجتمع إسلامي على ضوء التجربة السعودية ، بيروت ، الطبعة الأولى ، 1985م ) ، ص369 .

الجمعة، 4 سبتمبر 2009

اليوم الوطني



في ذكرى اليوم الوطني (23 من سبتمبر كل عام) تتزاحم الكلمات وتتنوع للتعبير عن الأحاسيس والمشاعر التي تعكس صدق الانتماء والحب لهذا البلد الغالي علينا ، ولكن هناك بعض التساؤلات التي تدور بذهني حول هذا اليوم المجيد ...

ما دورنا في ترسيخ مفهوم انتمائنا الوطني ؟ لأبنائنا وبقية المواطنين ...
كيف يمكن لنا المساهمة في احتفالات بلدنا باليوم الوطني ؟
كيف يمكن لكل منا التعبير عن ما يجول بخاطره في هذه المناسبة الخالدة ؟

من حق هذا البلد علينا أن نحب كل ذرة تراب منه ، والذود عنه بكل ما نملك ، من حق المواطنة علينا جميعاً عدم المزايدة على الآخرين في صدق الانتماء والإخلاص .
محبة الوطن هي محبه متكاملة ، فحب جزء منه يجب أن لا يتعارض مع حب الكل .
من المواطنة أن أي منا لا يكحجم الخطره جزء منه ، ولا يبغض بعض أهله مهما كانت الأسباب التي قد يتعلل بها البعض .
حبك لمنطقتك أو مدينتك يجب أن لا يطغى على حب البلد بكامله . . ففيه ولدنا وتربينا وتعلمنا ، ومن خيراته ننهل ونعيش ، وله ومن اجله نعمل ونجد ونجتهد .
المبدعين من الشعراء لديهم قدرة كبيره للتعبير عن صدق مشاعرهم الجياشة بحب أوطانهم ، ولعلنا نتذكر دائما قول أمير الشعراء أحمد شوقي في بيت يردد دائما لروعته .

وطني لو شغلت بالخلد عنه...... نازعتني إليه في الخلد نفسي


وقال شاعر آخر ...اسمه حسن الزهراني أبيات جميله .....ومنها


فتحت عيني فكنت النور يا وطني ... شربت عشقك في مهدي مع اللبن
فما أنا غير جزء منك تحملني ........ بكل عطف وأنت الروح في بدني


ولعل من أحدث ما سمعت من شعر بديع ، بل ومن أجمله وأصدقه إحساساً ، جزء من قصيده من الشعر الشعبي للشاعر السعودي / بندر بن محيا العتيبي ، الذي شارك في إحدى المسابقات الشعرية مؤخراً ، حيث قال فيها…
داري مرابط خيل وسيوفٍ رهيفـات وصهيـل
داري سعوديـه .. خليجـيـه .. ولله الكـمـال
صبٌو لهـا دمـي وكفـي دون غاليهـا صقيـل
صدري لها درعٍ حصينٍ ما يهد ولا يـزال
رأسٍ ما يعشق موطنه لو ارتفع يبقـى ذليـل
وقلوب ما تنبض بحب أوطانهـا فيهـا اعتـلال


نحن نعرف أن جميع بلدان العالم تحتفل بيوم الاستقلال أو اليوم الوطني أو يوم التحرير أو غيرها من المسميات ، ففي فرنسا مثلا يوم 14 يوليه هو اليوم الوطني ، وفي أمريكا يوم الرابع من شهر يوليه....وفي روسيا اليوم الوطني هو يوم 12 من يونيه ، وتقام لها الاحتفالات الكبيرة والاستعراضات العسكرية سنويا ،وتطلق الألعاب النارية الجميلة ، وتنظم الرقصات الشعبية ليلاً ، مما يرسخ حب الوطن والانتماء إليه ، ويرفع من مستوى الفخر والاعتزاز لدى مواطني تلك البلدان .
نحن لا نرغب في المزايدة على حب بلدنا ، وهو الجدير بذلك لا شك فهو البلد الذي يحوي أقدس الأماكن . ونحن فخورين بأننا أبناء هذا البلد .
ما يميز اليوم الوطني لدينا حاليا أمرين :
1. الإجازة التي أقرت قبل عامين .
2. التكثيف الكبير من وسائل الإعلام للبرامج الخاصة بهذا الحدث الهام .

ولكن لماذا لا تضيف قواتنا المسلحة بصمه خاصة وطابعا مختلفاً لهذا اليوم ؟
لماذا لا تقام الاستعراضات العسكرية تلبس فيها أحلى الملبوسات العسكرية ؟
لماذا لا توضع معدات رمزية يدعى لمشاهدتها المواطنين ، ويسمح لهم بالاقتراب منها وإجابة تساؤلاتهم عنها ؟
لماذا لا يخصص شارع رئيسي في الرياض تمنع فيه الحركة العادية فترة الاستعراضات على المركبات والخيول والأقدام ؟
لماذا لا يكون في مكان ما إنزال مظلي ...مثلاً ؟ واستعراض جوي بالطائرات ؟

لذا أتمنى من المسئولين في وزارة الدفاع والطيران ، وفي رئاسة هيئة الأركان العامة إجراء دراسة حول كيفية المشاركة والتفاعل مع هذا الحدث الهام ، وعمل برنامج لزيارة المواقع التي لا تستطيع التمتع بإجازة اليوم الوطني ، وتسجيل مشاعرهم وهم يقومون بخدمة أحلى بلد ....


وكل يوم وطني وأنت بخير يا وطني