الاثنين، 28 سبتمبر 2009

القنوات الإخبارية ( بين السبق الإعلامي وخدمة الإرهابيين )





تفاجأ الكثير من المشاهدين بعرض كامل للرسالة التي وجهها الإرهابيون إلى الجهات التي يطلبون منها دعمهم مالياً على بعض القنوات الفضائية ، بالأخص القنوات العربية التي تقدم خدمات كبيره لبث أفكار ورغبات الإرهابيين إلى مناصريهم مختصرين عليهم عناء إيصال ما يرغبونه من معلومات أو طلبات أو رسائل إلى الجهات المعنية.



هناك مشكله كبيره لدى مسيرى تلك القنوات في كيفية إيجاد توازن بين السبق الإعلامي الذي يميزهم عن غيرهم من القنوات ، وبين تقديم خدمات مجانية بإعطاء مساحات إعلامية وإعلانية مجانية لهؤلاء القتلة .. إن الكثيرين من المتابعين لم يعرفوا بوجود تلك الرسائل إلا من خلال القنوات الفضائية ، ربما يعود ذلك الى عدم وجود مستشارين أمنيين لتلك القنوات ، بحيث يقدمون النصح حول المواد التي يمكن عرضها أو تلك التي قد يكون لها انعكاسات أمنية خطيرة .



منظمات إرهابيه كالقاعدة خطرها كبير وممتد ولا يستثنى أحدا , ولا يجب إن تكون بعض القنوات منبرا لتمرير أفكارهم ورؤاهم وخططهم لخلاياهم المختلفة ..خصوصا انه ربما يكون لبعض الرسائل شفره معينة لتلك الخلايا للقيام بأعمال إرهابية في أماكن معينة .



إن الحرية الإعلامية مطلوبة والتنافس القوي يزيد من قدرة الوسائل الإعلامية على الوصول إلى الأخبار لإشباع رغبات المشاهدين وجعلهم في مجال ودائرة الأحداث , لكن الاحترافية الإعلامية تحقق تلك المتطلبات دون تقديم أي خدمات لدى جهات تؤثر على الامن الوطني للدول المختلفة ، الغريب أن إحدى القنوات كانت تدعى حصولها على الرسالة الالكترونية لزعيم الإرهابيين باليمن ، ولكنه يتضح أن الإرهابيين ليسوا حريصين على سرية تلك الرسالة ، بل إنهم ربما يرغبون في إيصالها إلى اكبر شريحة ممكنه لذا مكنت تلك القناة من الحصول على الرسالة لبثها وإرسالها بسرعة كبيره إلى إعداد اكبر بكثير من إمكانيات التوزيع الأخرى للرسالة .



القنوات الإعلامية الإخبارية بحاجه ماسه إلى خبراء مستشارين أمنيين وسياسيين واستراتيجيين لتقديم النصائح والتحاليل اللازمة للمواقف المختلفة ، بناء على الأدوات المتوفرة لديهم والخبرات ، لتحقق لتلك القنوات التميز في نقل الأخبار والمصداقية ، كما أنها تضمن حرمان الارهابين والجهات الداعمة لها من التواصل باستخدام تلك القنوات لأغراضها ، وبالتالي تساهم في تحقيق أمن البلاد والعباد .




ليست هناك تعليقات: