الجمعة، 4 سبتمبر 2009

اليوم الوطني



في ذكرى اليوم الوطني (23 من سبتمبر كل عام) تتزاحم الكلمات وتتنوع للتعبير عن الأحاسيس والمشاعر التي تعكس صدق الانتماء والحب لهذا البلد الغالي علينا ، ولكن هناك بعض التساؤلات التي تدور بذهني حول هذا اليوم المجيد ...

ما دورنا في ترسيخ مفهوم انتمائنا الوطني ؟ لأبنائنا وبقية المواطنين ...
كيف يمكن لنا المساهمة في احتفالات بلدنا باليوم الوطني ؟
كيف يمكن لكل منا التعبير عن ما يجول بخاطره في هذه المناسبة الخالدة ؟

من حق هذا البلد علينا أن نحب كل ذرة تراب منه ، والذود عنه بكل ما نملك ، من حق المواطنة علينا جميعاً عدم المزايدة على الآخرين في صدق الانتماء والإخلاص .
محبة الوطن هي محبه متكاملة ، فحب جزء منه يجب أن لا يتعارض مع حب الكل .
من المواطنة أن أي منا لا يكحجم الخطره جزء منه ، ولا يبغض بعض أهله مهما كانت الأسباب التي قد يتعلل بها البعض .
حبك لمنطقتك أو مدينتك يجب أن لا يطغى على حب البلد بكامله . . ففيه ولدنا وتربينا وتعلمنا ، ومن خيراته ننهل ونعيش ، وله ومن اجله نعمل ونجد ونجتهد .
المبدعين من الشعراء لديهم قدرة كبيره للتعبير عن صدق مشاعرهم الجياشة بحب أوطانهم ، ولعلنا نتذكر دائما قول أمير الشعراء أحمد شوقي في بيت يردد دائما لروعته .

وطني لو شغلت بالخلد عنه...... نازعتني إليه في الخلد نفسي


وقال شاعر آخر ...اسمه حسن الزهراني أبيات جميله .....ومنها


فتحت عيني فكنت النور يا وطني ... شربت عشقك في مهدي مع اللبن
فما أنا غير جزء منك تحملني ........ بكل عطف وأنت الروح في بدني


ولعل من أحدث ما سمعت من شعر بديع ، بل ومن أجمله وأصدقه إحساساً ، جزء من قصيده من الشعر الشعبي للشاعر السعودي / بندر بن محيا العتيبي ، الذي شارك في إحدى المسابقات الشعرية مؤخراً ، حيث قال فيها…
داري مرابط خيل وسيوفٍ رهيفـات وصهيـل
داري سعوديـه .. خليجـيـه .. ولله الكـمـال
صبٌو لهـا دمـي وكفـي دون غاليهـا صقيـل
صدري لها درعٍ حصينٍ ما يهد ولا يـزال
رأسٍ ما يعشق موطنه لو ارتفع يبقـى ذليـل
وقلوب ما تنبض بحب أوطانهـا فيهـا اعتـلال


نحن نعرف أن جميع بلدان العالم تحتفل بيوم الاستقلال أو اليوم الوطني أو يوم التحرير أو غيرها من المسميات ، ففي فرنسا مثلا يوم 14 يوليه هو اليوم الوطني ، وفي أمريكا يوم الرابع من شهر يوليه....وفي روسيا اليوم الوطني هو يوم 12 من يونيه ، وتقام لها الاحتفالات الكبيرة والاستعراضات العسكرية سنويا ،وتطلق الألعاب النارية الجميلة ، وتنظم الرقصات الشعبية ليلاً ، مما يرسخ حب الوطن والانتماء إليه ، ويرفع من مستوى الفخر والاعتزاز لدى مواطني تلك البلدان .
نحن لا نرغب في المزايدة على حب بلدنا ، وهو الجدير بذلك لا شك فهو البلد الذي يحوي أقدس الأماكن . ونحن فخورين بأننا أبناء هذا البلد .
ما يميز اليوم الوطني لدينا حاليا أمرين :
1. الإجازة التي أقرت قبل عامين .
2. التكثيف الكبير من وسائل الإعلام للبرامج الخاصة بهذا الحدث الهام .

ولكن لماذا لا تضيف قواتنا المسلحة بصمه خاصة وطابعا مختلفاً لهذا اليوم ؟
لماذا لا تقام الاستعراضات العسكرية تلبس فيها أحلى الملبوسات العسكرية ؟
لماذا لا توضع معدات رمزية يدعى لمشاهدتها المواطنين ، ويسمح لهم بالاقتراب منها وإجابة تساؤلاتهم عنها ؟
لماذا لا يخصص شارع رئيسي في الرياض تمنع فيه الحركة العادية فترة الاستعراضات على المركبات والخيول والأقدام ؟
لماذا لا يكون في مكان ما إنزال مظلي ...مثلاً ؟ واستعراض جوي بالطائرات ؟

لذا أتمنى من المسئولين في وزارة الدفاع والطيران ، وفي رئاسة هيئة الأركان العامة إجراء دراسة حول كيفية المشاركة والتفاعل مع هذا الحدث الهام ، وعمل برنامج لزيارة المواقع التي لا تستطيع التمتع بإجازة اليوم الوطني ، وتسجيل مشاعرهم وهم يقومون بخدمة أحلى بلد ....


وكل يوم وطني وأنت بخير يا وطني

ليست هناك تعليقات: