الخميس، 23 يوليو 2009

سويسرا بلد الطبيعة الخلابة



سويسرا أحد أجمل البلدان التي زرتها على الإطلاق، ولا يتعلق جمالها فقط بطبيعتها الخلابة ومناظرها الساحرة ، إنما يزداد جمالها بحسن أخلاق أهلها وحبهم للغير وعدم نفورهم من الأجانب ، وغالباً ما تكون تلك الصفات من أهم أسباب توجه الكثيرين إليها لقضاء إجازاتهم السنوية للتمتع بأجوائها الرائعة .






المواطنون هناك يتحدثون أربع لغات رسمية (الألمانية 63% ، الفرنسية 19% ، الإيطالية 8% ، الرومانش 1%) وهناك لغات أخرى غير رسمية (9%) وهذا التعدد يعد من أهم أسرار العلاقة الجيدة بين المواطنين والإتحاد السياسي القوي لكامل الدولة .
عندما زرت متحف التاريخ في مدينة (لوزان) لا حظت أن السويسريين تاريخياً ، وربما لتواجدهم بين دولتين كبيرتين (ألمانيا وفرنسا) كانو دائماً يقفون على الحياد في الحروب التي دائماً كانت تدور بين الدولتين ، أو أن بعض المواطنين السويسريين يحاربون "كمرتزقة" مع أي منها ، ولم تدخل سويسرا في حرب مع اي دوله لتحقيق مصالحها الوطنيه ، ومع ذلك فقد قامت باتخاذ إجراءات دفاعيه لحمايتها من اي اعتداء محتمل ، فقد تشاهد المجسمات الخرسانية والدشم ومواقع حماية الجسور والأنفاق ، كما انه تم إنشاء بعض المصانع العسكريه داخل الجبال وفي مناطق شديدة الوعورة ، علما بان الجيش السويسري هو عباره عن ميليشيا يتم تدريبهم لمدة اسبوعين فقط كل عام .
ذكر لي مرشدنا بالمتحف أن أبنا ء القرية الواحدة قد يتقاتلون فيما بينهم نيابة عن الدول التي تدفع لهم ، وعندما تضع الحرب أوزارها يعودون لقراهم بالخبرات التي حصلوا عليها والأفكار المختلفة والثقافات الأخرى مما ساهم في رقي وتطور سويسرا.


لسويسرا حدود برية مع كل من (ألمانيا 334 كم ، فرنسا 573كم ، النمسا 164كم إيطاليا 740كم ، ليخشاين 41كم) وهذه الحدود تسمح دائماً بهجرة الثقافات والمواد خلالها مما زاد من نسبة التسامح وحب الآخرين لدى السويسريين .
سأتطرق هنا إلى أهم النقاط الملفتة للإنتباه أثناء الزيارة وسيكون طرحي لها في حلقات حسب مكان تواجدنا في هذه الدولة الرائعة .












في مدينة جنيف المعروفة كمقر لبعض المنظمات الدولية وأهمها الصليب الأحمر الدولي والتي غطت شهرتها على العاصمة الرسمية للدولة (بيرن) يمكن التمتع بالسير على ضفاف نهر (الرون) المشهور ومشاهدة السياح وهم يقفون أوقاتاً ماتعة أمام نافورة المياة المشهورة أو التسوق في المراكز التجارية ذات البضايع العالمية المشهورة غالية التكلفة .

وبالمناسبة فإن المعيشة في سويسرا غالية جداً مقارنة بمثيلاتها من المدن الأوربية وذلك لأنها وعلى مدار السنة يزورها أعداد كبيرة من السياسيين والدبلوماسيين ورجال الأعمال والأغنياء من السياح ، وقد كانت إقامتنا في فندق يسمى (الرون) ويقع على ضفة النهر ويمكن مشاهدة الثلوج على قمم الجبال القريبة في منظر رائع وجميل ، ولم يكن يضم البرنامج المعد لنا أي زيارة إلى أي منظمة دولية أو لمقر البعثة الدبلوماسية السعودية هناك ، ولكن طلب من الشركة المعنية تنظيم زيارة للصليب الأحمر وقد كان حيث تجولنا واستمعنا لشروح تبين بدايات عمل وتشكيل المنظمة والأعمال التي تقوم بها ، ثم قمنا بجولة في داخل المتحف الخاص بالمنظمة ، كما أن مقر المنظمة كان قريباً من مقر الأمم المتحدة في جنيف والذي لم يتسنى لنا الدخول إليه .

قمنا كذلك بزيارة للمركز الإسلامي في جنيف وهو المكان الذي يجمع المسلمين ويوحدهم مع اختلاف مذاهبهم وجنسياتهم وخلفياتهم الثقافية ، وقد لوحظ ازدحام المسجد بالمصلين وكثافة الحركة في المنطقة المحيطة بالمركز.
أخيراً فإني لاحظت حسن الإدارة لدى السويسريين حيث يمكن ملاحظة ذلك من خلال البنية الصناعية العسكرية التي تعتمد على الألمان أو البريطانيين أو الفرنسيين أو حتى الكنديين الذين ينفذون الأفكار والمخططات السويسرية لإنتاج أسلحة ومعدات عسكرية ومدنية متميزة ، ولا انسى الشوكولاته والساعات السويسرية الاكثر شهرة عالميا.


ثم انتقلنا براً إلى المدينة المنتجع الرائع والجميل جداً مونترى التي سيكون الحديث عنها لاحقاً . ــ إنشاء الله ــ






ليست هناك تعليقات: