الخميس، 23 يوليو 2009

الانتخابات البرلمانية والرئاسية في الدول العربية والاسلامية


تميزت الفترة الماضية بإجراء عدد من الانتخابات البرلمانية والرئاسية في عدة دول ، ومع اختلاف طريقة إجراء تلك الانتخابات والآليات المتبعة فيها الا أن عالمنا العربي والإسلامي ينفرد بظاهرة عدم قبول الأطراف المهزومة لنتائج الانتخابات ، ولم يخرج من تلك القاعدة سوى المعارضة اللبنانية بقيادة ( السيد حسن نصر الله) الذي كان شجاعاًَ وأعلن بكل صراحة قبوله لنتائج الانتخابات النيابية اللبنانية في حادثة فريدة وعلى غير عادته في كل سياساته الأخرى التي لا اتفق معه فيها .
الجميع يشاهد حالياً ما يدور في إيران البلد الإسلامي الكبير بعد أن شهدت الانتخابات تجاوزات وتزوير وتلاعب كبير في الانتخابات ، وكل يوم تظهر مشكلة كبيرة تكاد تعصف بالرئيس نجاد الذي فقد الكثير من الاحترام من قبل عدد كبير من المراقبين ، كما أن الوضع ليس أفضل حالا في موريتانيا التي جائت الانتخابات بالجنرال الذي قاد الانقلاب على الحكومة الشرعية في الصيف الماضي ، وقد حقق ذلك الفوز بالرغم من أن أحد أقطاب المعارضة هو من يشرف على الانتخابات التي شهدها عدد من المنظمات الدولية والجهات غير الحكومية .
يحدث ذلك في بلدان إسلامية كان يمكن أن تكون نموذجاً للصدق وأكثر احتراماً للذات وللآخرين ، أن أي مراقب أو متابع لتلك الانتخابات سيبدأ في التفكير في الخلفية الثقافية والدينية التي ينطلق منها هؤلاء المتنافسين .
الدين الإسلامي يحرم الكذب ويحذر منه في أي شأن ، أما الدول الإسلامية ومسيروها فإنهم يكذبون على رؤوس الإشهاد ، وعلى مقرات اللجان الانتخابية حول برامجهم وبطولاتهم ، ثم ما تلبث أن تخرج صناديق الاقتراع بكذبات أكبر وأرقام ليس فيها أساس صحيح .
إن ذلك النهج والطريقة الكاذبة تنعكس على طريقة أداء الرئيس أو البرلمان المنتخب حيث يتم الإعلان عن مشاريع وهمية وتطويرات غير ممكنه ، ويستمر المواطن المسكين ينتظر الوعود البراقة التي أطلقت فلا يشاهد إلا سراباً ويستمر الوضع الاقتصادي والاجتماعي والتنموي على حاله أو انه قد يسوء مع الوقت ، ثم تكال التهم إلى جهات غربية أو أجنبية بأنها هي السبب في ذلك التردي وأنها تحيك المؤتمرات لعدم نهوض الأمة ، أو التقدم التكنولوجي والصناعي لرقي تلك المجتمعات .
في فلسطين شقت الانتخابات الصف الفلسطيني وعمقت الخلافات بين الأحزاب المختلفة مما سهل على الإسرائيليين التملص من التزاماتهم السابقة ورفضوا إجراء المزيد من المفاوضات بعذر عدم وجود الممثل الشرعي الحقيقي للفلسطينيين ، خصوصا بعد إعلان حماس في أعقاب فوزها بالانتخابات عدم اعترافها بكل الاتفاقات السابقة وعدم اعترافها بإسرائيل ، واستمر التشرذم الفلسطيني وعدم الاتفاق على الرغم من الجهود الكبيرة التي يبذلها المصرين للم شمل الفلسطين .
الانتخابات في دولنا تعمق الخلافات بين المتنافسين وتتنوع بسببها أصناف العداء بين أبناء الوطن الواحد ، لدرجة أن المواطنين في بعض البلدان يتمنون بقاء أو عوده الديكاتوريه التي تضمن لهم الأمن في حده الأدنى ، والدليل ما حصل في العراق والباكستان .
هناك فاصل زمني كبير يفصل مجتمعاتنا عن ممثلاتها الغربية المتقدمة ولا يمكن أن يتغير الحال طالما طريقة التفكير لم تتغير وطالما وجد مؤثرات أخرى تقوض الإجراءات الديمقراطية وتضعف الأداء الحكومي وتمنع قيام الاجهزه الحكومية بدورها بالشكل الصحيح ، الذي يضمن الشفافية ويفرض نظام القانون .... وأرجوا أن أكون مخطئاً ....

ليست هناك تعليقات: