الكل سمع عن العقاب الذي نفذته فرقة كوماندوز روسية بقراصنة صوماليين سبق ان استولوا على الناقلة الروسية (جامعة موسكو) ، حيث قام الكوماندوز بربطهم في قارب صغير تم تلغيمه بالمتفجرات قبل تفجيره بمن فيه ، وهذا عقاب قديم كان يطبق في القرنين السادس عشر والسابع عشر .
الحقيقة ان القانون الدولي للبحار القديم أعطى الحق لقبطان السفينة (لاحظ للقبطان وليس لجهة أخرى) أعطاه الحق في إصدار الأحكام التي يراها وتنفيذها ، وكانوا في الغالب يحكمون عليهم بالإعدام ولكن بطرق مختلفة ، فكانوا يعلقونهم في المشانق غالبا ولكن في موانئ النزول ليشاهد عملية الإعدام حشد من الناس ، كما كان البعض يصمم صناديق معدنية خاصة بحشر القراصنة فيها وتعليق تلك الصناديق على سارية بالسفينة حتى الموت ، وبعض الصناديق تبقى معلقة لعامين متتالين في حالات كثيرة ، والبعض يقتلهم ويلقيهم بالبحر ...
لكن قانون البحار الصادر من الأمم المتحدة في العام 1958م قنن عملية التعامل مع القراصنة بان يحاكمون في الدول صاحبة المياه الشاطئية ، او في الدولة التي تمكنت من تحرير السفينة ، ومن ثم تنفيذ الأحكام فيهم والتي غالبا ما تكون الإعدام ...
هناك من يصنف القراصنة على أنهم أعداء عسكريين ، ويرى ضرورة تطبيق قانون الحرب ضدهم ، وهو القانون المعروف بقانون جنيف ، لكن تصنيف القراصنة هو الاختلاف الأساس لأنهم لم يتم القبض عليهم كنتيجة لصراع مسلح بين دولتين او أكثر ، بل انه يوجد من يصنفهم بمدنيين قبض عليهم على سفن قد تكون مدنيه ، مما ينفي عنهم صفة العسكريين ، وبالتالي فيجب محاكمتهم امام محاكم مدنية عادية ...
تم تعديل قانون البحار في العام 1982م ، ولم توافق عليه عدد من الدول وأهمها الولايات المتحدة لوجود تفسيرات لها مختلفة حول القانون ، وهذا الاختلاف من أهم الأسباب التي أدت الى عدم اتفاق الدول حاليا لمنع القرصنة الصومالية ...هذا الاختلاف هو ما يجعل الدول حاليا تطبق ما تراه بحق القراصنة ، مع ان المنظمات الإنسانية تضج حول ضرورة التعامل مع القراصنة بشيء من الإنسانية .
بالمناسبة قامت بريطانيا العظمى باحتلال إمارات ساحل الخليج العربي (كان يسمى ساحل عمان) بهدف منع القرصنة في الخليج (كانت القرصنة في الخليج العربي مشكلة عالمية في القرن الثامن عشر ) ، وكذلك منع السفن التي كانت تجلب الرقيق من أفريقيا لبيعهم في دول الخليج والعراق ، ولحماية قوافلها التي كانت تعبر المنطقة من والى الهند(درة التاج البريطاني)....
محمد بن يحي الجديعي ...محايل عسير 13 رمضان 1431هـ 23 أغسطس 2010م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق