هذه الرواية للدكتور منذر القباني وتقع في 173 صفحه من القطع المتوسط ، وهي روايه حبكتها رائعة وترابطها مميز للغاية ، وقد بذل الدكتور منذر جهد رائع بلغه سهله رائعة ، وقد بنيت الرواية على افتراضات تركزت حول وجود أشخاص في عدة دول يقومون بتسيير الأمور في العالم اجمع ، وهم ما يعرف "بالماسونية" فهو يرى ان الماسونية عبارة عن حكومة غير واضحة المعالم او الحدود او المسيرين لها ، ولكنها حكومه تتحكم في كل ما يدور في العالم من أحداث ، المشكلة ان في هذا الاقتراض تضخيم في قدرات اليهود على مر العصور ، وربط بعض التنظيمات اليهودية القائمة بعبد الله بن سبأ اليهودي المعروف في التاريخ الإسلامي بنفاقه وكيده للإسلام والمسلمين.
لعل من اهم الأمور المذكورة ايضا هو الإهمال الكبير الذي حظي به العالم العربي من الامبراطورية العثمانية على مر القرون التي حكموا فيها ، ما أصاب المنطقة بالكثير من التخلف والفقر وعدم الاهتمام ببناء المدارس والمشافي والطرق وغيرها من البنى التحتية.
بل ان المأساة كانت في النظرة التركية وبقية الولايات العثمانية للعرب في تلك الحقبه ، حيث ان الرداء العربي كان يعد رمزا للتأخر الحضاري وللجهل والفقر ، وقد شاع وقتها ان العرب رافضين للتحدث والتطور الحضاري.
الرواية ممتعه وأفكارها متسلسلة ومسليه للغاية تجذب القاري على الاستمرار بالقراءة والانتقال بين فصولها الخمسة و الثلاثون دون كلل او ملل ..وهي مشوقه للغايه ونظيفة جدا فلا يوجد فيها أي لقطه خادشه او غير مقبولة دينيا او اجتماعيا ، وهي نموذج للروايات غير المبتذلة ...يشكر الدكتور منذر عليها ...
ورد في الرواية بعض العبارات التي ترغم القارئ على قراءتها اكثر من مره ، والتمعن في معانيها ومنها ما يلي. ...
1.القداسه لله , والحريه هي هبه منه لعباده وليست حقا لهم عليه ..
2.ان الصدفة هي تبرير الجاهل لما لا يفقه.
3.لا تنظر الى الأمور بنظره ضيقه ، والا ستبدو لك وكأنها طلاسم .
4.كن على استعداد لتقبل جميع الاحتمالات مهما بدت غريبة وغير معقولة.
5.يجب ان لا نغلق عقولنا عند جميع الاحتمال، فعدم فهم الأمر لا ينفيه.
6.اذا أردت ان تستقي الحقيقة من أحداث قد جرت ، فعليك ان تتجرد من عاطفتك وتنزع عنك كل فكر مسبق ، وتنظر الى الأحداث بعين مجرده، وتذكر انه لا يوجد حادث بلا مقدمات ...
7.ان استبداد بعض الخلفاء بعد انتهاء الدولة الراشدة هو ما منع الفقهاء من بحث الجانب السياسي في الشريعة ، وأصول الحكم ، والتركيز على جوانب الطهارة وما شابهها ...
محمد بن يحي الجديعي
شعبان 1431هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق