تم في يوم الخامس من هذا الشهر (ابريل 2011م) اختبار حقيقي لصواريخ 'القبة الحديدية' في عملية قتالية لأول مرة ، حيث تم اعتراض صاروخ غراد أطلق من قطاع غزة ، وقد قامت بطارية من مشروع 'القبة الحديدية' المتمركزة بالقرب من عسقلان ( هذا الموقع هو واحد من اثنين من مواقع تم نشرها مؤخرا في شمال النقب لحماية التجمعات السكانية من الهجمات الصاروخية) ، وفي يوم الجمعة قامت نفس الوحدة باعتراض ناجح لثلاثة من صواريخ غراد أطلقت على نفس المدينة ، وقد قامت القوات الجوية الإسرائيلية فيما بعد بمهاجمة قواعد الإطلاق في قطاع غزة مما أوقف عملية إطلاق الصواريخ من قطاع غزه .
المهم انه يلاحظ ان عملية الدفاع الصاروخي تتكون من عدة مهام مع بعضها ، ففي هذه المهمة رأينا عملية هجومية قامت بها القوات الجوية على قواعد الإطلاق ، وكان هذا الأسلوب قد بدء استخدامه في حرب تحرير الكويت ، حيث ذكرت القوات الأمريكية انه تم تدمير (150) صاروخ سكود عراقي وهي على منصات الإطلاق .
كما ان الجانب الدفاعي قد تم تنفيذه من خلال اعتراض الصواريخ وإسقاطها ، والحكومة الإسرائيلية كانت قد قررت الاستمرار في مشروع القبه الحديدية بعد حرب 2006 في جنوب لبنان ، حيث قتل (44) من الإسرائيليين من جراء إطلاق اكثر من 4000 صاروخ منوع من قبل حزب الله ، وهو ما جعل الملايين من الإسرائيليين يلزمون الملاجئ لفترة طويلة من الزمن ....والمشروع عانى في بداياته من نواحي فنية وتقنية ، وكذلك نواحي سياسية بسبب عدم موافقة الكنيست على صرف مليارات من الدولارات للتصدي لصواريخ لا تكلف عشرات الدولارات ، لكنه حاليا يتكون من حوالي (7) كتائب من نظامي (ارو الإسرائيلي ) و (البيتريوت الأمريكي) ...
النهج الإسرائيلي رائع جدا في الوصول الى أهدافهم وتعزيز أمنهم الوطني ، حيث ان لديهم شفافية مطلقة في متابعة الصرف على المشاريع ذات الأهمية ، كما ان الشركات الصناعية تقوم بادوار هامه في الحصول على التقنيات اللازمة من الشركات الصناعية الكبرى ..
محمد بن يحي الجديعي
جده (08 جمادى الاولى 1432هـ)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق