السبت، 9 أبريل 2011

لماذا يدفع المواطن للسياحة خارج بلده ؟



الحلقة الاولى



الوضع الأمني والاستراتيجي في منطقة الشرق الأوسط ليس مريحا ، ولا يسمح للكثير من العوائل التي كانت تشد الرحال في الإجازات الى بعض الدول ، وتلك العوائل معذورة تماما في تفكيرها بالخروج لقضاء إجازاتها خارج بلدنا الغالي في قلوبنا ، والغالي في السياحة الداخلية دون مقابل مجزي ...ولعلي أتطرق لبعض النقاط المتعلقة بهذا الموضوع الذي اشبع طرقا ....ولكن لا حياة لمن تنادي ....

بدأت رحلتي الداخلية من وجود أسباب عمليه تضطرني للسفر الى جده في الأسبوع الذي يلي إجازة الربيع القصيرة ، فقررت ان اصحب العائلة الى هذه المدينة الرائعة التي اندفع إليها الكثيرين ممن لم يجدوا حجوزات في فنادق وشقق دبي بعد ان صعب السفر الى البحرين ومصر وسوريا واليمن ولبنان وتونس لأسباب أمنية ، فكانت أول مشكلة هو في عدم وجود حجوزات على الخطوط السعودية التي يزداد فشلها يوما بعد يوم ، وذلك لعدم قدرتها على تلبية متطلبات تنقل المواطنين داخليا ، وهي الخيار الجوي الوحيد الممكن استخدامه على الرغم من سوءه ...

السفر من الرياض برا الى جده معاناة كبيره ، ولعل بعض المشاهدات تحكي واقعا مرا نتكبدها في أسفارنا الداخلية ، وكان منظر ذلك المسافر السوداني الذي جلس القرفصاء تحت أشعة الشمس الحارقة بجانب حقيبته على الأرض بعد ان يئس من توقف أحدا لإركابه الى وجهته تحكي قلة توفر وسائل المواصلات البرية كما هو الحال في الجوية ، كما أن رد ذلك العامل في إحدى المتاجر الصغيرة حول توفر صحف يحكي بعدا أخر من المشكلة حيث قال "الى الآن لم نصل الى مرحلة وجود صحف في هذه المنطقة " ، كذلك فان استمرار المشكلة الأزلية المتعلقة بعدم وجود استراحات نظيفة او أماكن لقضاء الحاجة ، او حتى مطاعم مناسبة لا تزال مشاكل تزيد من معاناة المسافرين ، وعدم توفر دورات مياه في كورنيش جده الجميل غريب وعجيب ، وكأن مرتادي هذا المكان يختلفون عن بقية البشر الذين لهم حاجات إنسانية أساسية ..

في الفترة التي سبقت السفر حاولت الحجز لشقة عن طريق التلفون وعن طريق إرسال مندوب عانى الأمرين ، ولكن باءت كل المحاولات بالفشل ، فنحن في بلدنا غير موثوق بنا ومتهمون سلفاَ ، ويمكنك حاليا الحجز في أي مكان من دول العالم عن طريق الاتصال او الانترنت الا في مدننا الكبيرة التي يشعرونك فيها بأنك غير مرحب بك !! بل ان الغريب ان الأسعار مختلفة بدرجة كبيره ، فقد وجدت حجزا بعد جهد جهيد لغرفتين فقط بسعر (850 ريالاً ) لليلة الواحدة ، ووجدت أخرى لا تبعد عن الأولى الا حوالي (30) مترا وهي بنفس المستوى والتصنيف ولكن ب ( 800 ريالاً) لثلاث غرف ، او (600 ريالاً ) لغرفتين ، وبعد السؤال عن هذا التباين الكبير عرفت بان المالك هو من يقرر ويحدد السعر ، ولا اعرف حقيقة ما الأدوار الذي تقوم به بعض الجهات المعنية مثل هيئة السياحة ووزارة التجارة وغيرها من الأجهزة الحكومية ..

في الحلقة القادمة سنرى مزعجات جمة في شاطئ جميل (كورنيش جده) ...



محمد بن يحي الجديعي

جده (05 جمادى الأولى 1432هـ)



ليست هناك تعليقات: