الاثنين، 11 أبريل 2011

لماذا يدفع المواطن للسياحة خارج بلده ؟



الحلقة الثانية



وأنا استعد لكتابة هذه الحلقة ، وصلني عدة رسائل من عدد من الزملاء والأصدقاء تعليقا على الحلقة الأولى ، وكانت تلك الرسائل تحكي هموما وشجونا مختلفة ، وتشكوا وضعا سيئا للغاية في الخدمات التي تقدم من قبل الجهات ذات العلاقة ، ليس فقط في الأماكن السياحية ولكن على كل الأصعدة ، وتسائل احدهم عن الدور الذي يقوم به أعضاء المجالس البلدية في المحافظات والمدن المختلفة ؟ وأنا في الواقع لا اعرف أي دور يقومون به !! هم مجرد أشخاص تم انتخابهم وكفى ..على كل .. أطرف رسالة وصلتني يقول فيها زميل على الطرف الآخر من مملكتنا الحبيبة .. يا أخي ( احمد ربك ) ..وأنا أقول الحمد لله أولا وأخيرا ...ولكن لماذا أخي الفاضل تستكثر علينا المطالبة بما نستحقه من خدمات ؟ إننا نطالب بما يحافظ على كرامتنا وعزتنا وكرامتنا ، الدولة ولله الحمد أعطت بسخاء ، وحث المسئولين في أعلى الهرم في الدولة على تطوير الأداء ، ووضعت الضوابط لمنع السرقات والفساد ، ولا بد ان نكون عينا للمسئولين ...كذلك فانه ليس من العدل ان ندفع كثيرا مقابل خدمات سيئة ...ومن هنا ابدأ في سرد بعض المشاهدات من مدينة جده ...

جده المكتظة بسياح الداخل ، وضح الضغط الشديد على الخدمات فيها ، كما ان جوانب عده توضح كم عانت هذه المدينة الرائعة من الفساد والفاسدين ؟ وهي لا تزال تعاني ...فالشوارع لم تعد تستوعب السيارات ، ومواقع كاميرات ساهر تختبئ في أماكن غريبة بهدف الإيقاع بالسائقين ، وضعت بأسلوب لا يهدف الا لاصطياد السائقين .. ومن جديد ..أين المجلس البلدي ؟؟ وأين المصلحة الوطنية من هذا الأسلوب ؟؟

بالمناسبة كنت أسير في احد الشوارع الرئيسة في احد الأحياء القريبة من الكورنيش ، وفجأة وجدت ان الشارع الذي كان اتجاهين .. اقفل احد جانبيه .. الذي كنت أسير فيه بفله سكنية ، وعندما استفسرت عن الشارع ماذا حدث له ؟ قالوا لقد جاء شخص يدعى فساد سرقه ومضى ..ولم يترك هنا سوى هذه الفلة التي بقيت شاهدا ضمن الشواهد الكثيرة لما تعرضت له هذه المدينة الرائعة ....

كورنيش جده الرائع ..الذي اعرفه قبل ربع قرن من الزمان هو .. هو لم يتغير ، لكنه عانى أيضا من الفساد والمحسوبية ، فلم يضاف له الا مشاريع ضيقت على مرتادي هذا المكان الجميل ، وفتحت طريقا آخر لملئ جيوب المستثمرين ..شركاء الفساد..فلا تجد دورات مياه ، ولا ألعاب ترفيهية للأطفال ، ولا أماكن مريحة للجلوس ...

كذلك فان الممارسات الشخصية لكثير من الشباب تسبب إزعاجا كبيرا لمحبي هذا المكان الرائع ، فالرقص والموسيقى الصاخبة وغرابة اللبس وقص الشعر كلها تتم بكل بلاده وعدم خوف او حياء ، كما ان رمي النفايات بطريقة لا تنم الا عن إننا لا نزال بعيدين عن الوصول الى مبادئ أساسية في الرقي والتحضر ...وأخيرا في هذه الحلقة فان جميع البائعين على الكورنيش يقررون الأسعار بأنفسهم ، ويحددون المستوى الصحي الذي يطبقونه على ما يقدمونه لهؤلاء السياح المسالمين الذين يقبلون بأي شيء ...

والى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله ....


محمد بن يحي الجديعي

جده (الأحد 06 جمادى الأولى 1432هـ)



ليست هناك تعليقات: