الاثنين، 30 يوليو 2012


المشاركة بالفعاليات الرياضية مشاركة في بناء الحضارة



قبل بداية شهر رمضان الكريم تابعت السباق الدولي الفرنسي للدراجات المعروف بطواف فرنسا ، الذي يدوم 21 يوما ويغلق الشارع الاشهر بباريس الشانزيليزية بسببه ، وللعلم الحركة لا توقف في هذا الشارع الا لسببين ، احتفالات اليوم الوطني الفرنسي او المرحلة النهائية من طواف فرنسا ، المهم انه يشارك دراجين من كل دول العالم الا الدول العربية فلم الحظ أي مشاركة ، هذا العام بدء السباق ب 198 متسابقاً ،ورافق الرئيس الفرنسي "فرنسوا أولاند" المتسابقين في احدى مراحل السباق مما يعكس عمق الاهتمام بهذه الرياضة ...

وبعد مرور اسبوع من هذا الشهر الكريم بدأت فعاليات اولمبياد لندن 2012م ، ولاحظت ان المشاركات العربية لا تتجاوز التمثيل الصوري ، فلا يوجد امال كبيره في تحقيق الكثير ،والسبب برأيي هو الاهتمام بالألعاب الجماعية التي تعاني جميع الدول العربية من ضعف واضح فيها ، ان دولا صغيره في امكانياتها وفي عدد سكانها ابدعت في كثير من الالعاب الفردية التي حققت فيها ميداليات متعددة وكسر رياضيوها ارقاما عالمية واولمبية وسمع عزف النشيد الوطني لدولهم في كل ارجاء المعمورة ...

مشكلة الرياضة في عالمنا العربي هي مشكلة ثقافية في المقام الاول ،فالرياضيون غير لاعبي كرة القدم(مع ان الاهتمام بهم ينتهي باعتزالهم لعب الكره) لا يحضون بالاحترام والتقدير كما يجب ،والاهتمام من القيادات الوطنية بالرياضيين غير موجود او انه محدود للغاية ، لذا لم نشاهد أي مسئول في الاتحادات القارية والدولية من الرياضيين العرب ، بينما نشاهد ونسمع عن مناصب مرموقة يصل لها الرياضيين في الدول الغربية والشرقية .. ولن نشاهد انجازات على مستوى تحقيق نتائج يشار لها بالبنان ...

ولكن طالما ننظر للخسائر بأنها انجازات ما لم تكن فضائحية ،وان كانت فضائحية قلبناها الى انها عثرات سيتم اصلاحها ، وطالما نقلب هزائمنا الى انتصارات كما يحدث لنا في مواجهاتنا العسكرية ،وطالما لا ننظر الى المشاركات الرياضية الى انها مساهمات في رقي وحضارات المجتمعات ،مع ان مساهماتنا لا تتعدى استخدام ما تجود به علينا المجتمعات الاخرى ، طالما الوضع كذلك فان الوضع سيستمر كما هو الى ان يشاء الله ...

محمد الجديعي....10 رمضان 1433هـ