سألني زميل قبل فتره عن رأيي في قضية بناء المسجد الذي أصبح قضية رأي عام في أمريكا ، وقد قلت إنني أرى أن القضية حق كفله الدستور الأمريكي ، ويدعمه الجاني الحكومي بشكل مطلق سواء من حكومة الرئيس أوباما او من عمدة نيويورك ، ولكنني كنت اتمنى لو بحث عن مكان آخر خصوصا بعد ان اتضح عدم رضا أكثر من 71% من الشعب الأمريكي عن مكان البناء وليس عن البناء نفسه ..
كنت فجر اليوم أتابع مقابلة مباشره في السي ان ان مع الامام فيصل عبدالرؤوف الذي يتصدى للمشروع بمساعدة زوجته ديازي خان المدير التنفيذي للمركز ، ولاحظت الإصرار على البناء في نفس المكان كحق دستوري ، كما انه يرى ان البناء هنا سيساهم في التغلب على المتشددين من كل الديانات ، وسيفتح باب الحوار والنقاش حول المبادئ الانسانية التي تهم كل الديانات بعدا عن تفسيرات المتشددين داخل تلك الديانات ...المشروع يكلف 100 مليون دولار وسيكون المركز 13 طابق ، واعتقد ان مشروع بهذه الضخامة ستكون الفائدة منه اكبر لو بني في مكان آخر ...والحادثة التي سيرتكبها احد القساوسة المتشددين في فلوريدا بحرق القرآن الكريم تأتي ضمن هذا السياق .
ولكن مشاهدة التعليق الذي اعقب تلك المقابلة وشارك فيه عدد من المهتمين والكتاب ومنهم فريد زكريا ، اظهر كيف ان المواطن الأمريكي العادي غير المؤدلج وغير المهتم بالجوانب السياسية يتمنى ان لا يقام ذلك المبنى في ذلك المكان ... واعتقد انه سيتم النظر في الأسباب التي طرحت لرفض البناء ، ففيها الكثير من المنطق ...
دعوني افترض انه يوجد جماعة من عرق او مذهب ما قاموا بمحاولة تدمير او تخريب أي مبنى عام في أي مدينه عربيه او إسلامية ، ثم حاولت مجموعة أخرى ولكن من نفس العرق او المذهب ان تبني مركزا ثقافيا او اجتماعيا او دينيا قريبا من المكان السابق ...هل سيسمح لهم بذلك ؟ الإجابة واضحة تماما ....
أتمنى ان يعاد التفكير في مكان بناء ذلك المركز ، حتى وان وافق عمدة نيويورك على إنشاء المركز ...ونيويورك ممتلئة بالمساجد والكنائس والمعابد ...وأمريكا واسعة وبها أماكن كثيرة محتاجة لمثل ذلك المركز ...تقبلوا تحياتي .
محمد بن يحي الجديعي ......30 رمضان 1431هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق