الثلاثاء، 15 مارس 2011

الجزر في الخليج العربي وأهميتها الإستراتيجية



1.عام .

قبل البدء في الحديث عن الجزر في الخليج العربي وأهميتها الأستراتيجيه. سيتم التطرق بايجاز عن الوضع القانوني"للجزر" بشكل عام .وذلك حسب ما جاء في القانون الدولي للبحار.الذي واجه كثير من المصاعب منذ بداية مؤتمر لاهاي عام 1930م وحتى اتفاقية الأمم المتحده عام 1982م. بسبب مواقف بعض الدول الصناعيه التي لاتزال كثير منها لا تعترف بالأتفاقيه وذلك لعدة أسباب أهمها أمنيه وأقتصاديه. وعلى رأس تلك الدول الولايات المتحده الأمريكيه. بسبب ضغوط كبيره من البنتاغون والشركات الصناعيه الكببيره التي تجوب البحار بحثا عن المعادن والثروات المغموره تحت المياه.مستغله ضعف وعدم قدرة كثير من الدول على استغلال ثروات بلادهم.

أما بالنسبه للمملكه العربيه السعوديه فقد وقعت على الأتفاقيه عام1984م .وصدر مرسوم ملكي كريم عام 1416هـ بالموافقه على تلك الأتفاقيه.

2. الجزر. الجزيره هي رقعه من الأرض متكونه طبيعيا ومحاطه بالماء وتعلو عليه في حالة المد.

وحيث أن للجزر بحر اقليمي ومنطقه أقتصاديه خالصه وجرف قاري مما يزيد من المساحه المائيه التي تسيطر عليها الدوله الساحليه ذات السياده على الجزيره.

وتظهر أهمية الجزر نظرا للفوائد الأمنيه والأقتصاديه وأزدياد الأهميه السياسيه والأستراتيجيه للدوله الساحليه.حيث أن الإنفتاح على العالم يزيد من الثقل السياسي للدول.

والجزر في الخليج العربي لها أهميه كبيره نابعه من أهمية الخليج نفسه والذي أكتسبها بدوره نتيجه لعدة اعتبارات لعل من أهمها ما يلي :

أ.الموقع الجغرافي . نظرا لتوسط الخليج بين الشرق والغرب وكونه نقطة وصل بين القارات الثلاث( اسيا- اوروبا-افريقيا) فقد كان طريقا هاما للملاحة والتجارة وزادت الأهمية بعد الكشوف الجغرافية والعلميه وازدياد الصراع بين القوى الكبرى للسيطرة عليه لتأمين الملاحة فيه. وقد كان مسرحا لصراعات عسكرية وسياسية بين قوى مختلفة بدا من البرتغاليين والهولنديين في القرنين السادس عشر والسابع عشر ثم البريطانيين والفرنسيين ودخل بعدها السوفيت والأمريكيين إدراكا منهم لأهمية الخليج الاستراتيجية وقد استطاعت بريطانيا منذ حملتها الاولى على الخليج عام (1819هـ) فرض هيمنتها على الخليج لأنها كانت تعتبره بوابة الدفاع المتقدم عن درة التاج البريطاني في ذلك الوقت( الهند) وحتى تضمن تامين مصالحها وطرق مواصلاتها.ولم تكن هذه إلا من الأعذار والحجج التي ادعتها بريطانيا لفرض هيمنتها على الخليج حتى أنها جاءت بمفاهيم جديده تعززت في مرحلة الحرب الباردة وبعد خروج بريطانيا في أواخر السبعينات ومن تلك المفاهيم (أمن الخليج). وقد زاد من تكريس هذا المفهوم المطامع الأيرانيه ومحاولاتها الدائمة لزعزعة أمن المنطقه خلال وبعد حربها الطويله مع العراق.وجاءت الكارثه الأكبر والتي جعلت المنطقه تكتظ بالأساطيل العسكريه، وما جّرت ورائها من مصاعب على دول المنطقه.وهي كارثة الغزو العراقي للكويت.

ب . الثروة البترولية. بعد اكتشاف البترول لأول مرة في ايران عام( 1908م)في بئر سليمان وقد كان احتمال وجود البترول على الطرف الآخر من الخليج كبيرا نظرا لتشابه التضاريس والظروف وحيث ان البترول بدأ في ذلك الوقت يأخذ أهمية كبيره بتقدم الصناعات في الدول الغربية وحرص تلك الدول على الحصول على هذا المعدن الثمين فقد سعت تلك الدول إلى إيجاد أي موطئ قدم لها في الخليج وتنافست الشركات الكبيرة للبحث عن النفط في دول الخليج العربي .وتحولت الصراعات الدولية الكبيرة في مناطق مختلفة من العالم بين الدول العظمى الى منطقة الخليج فاصبح ميدان للتنافس العسكري والسياسي والاقتصادي وحاولت كل دولة ايجاد مجالا حيويا جديدا لها في الخليج خصوصا بعد ان اصبح يحتوي على فائض كبير من احتياطي النفط العالمي.والذي يقدر حاليا ب(60%) من احتياط النفط العالمي.

3.الصراع الدولي.

لقد دخل الخليج العربي دائرة الصراع الدولي للاسباب المذكورة آنفا فقد كان الصراع بين القوى العظمى مستمرا في المنطقة ولكن المحاولات السوفيتية المستميتة للوصول الى المياه الدافئة في الخليج والرفض القاطع من الولايات المتحدة لأي محاولة سوفيتية وبالاخص بعد سقوط شاة ايران الحليف القوي في المنطقه للولايات المتحده الأمريكيه.ثم الغزو السوفيتي لافغانستان والذي اعتبر محاولة جادة للوصول الى الخليج بالقوة العسكرية وافغانستان لم تكن الا مرحلة أولى ، فقد انتقل الصراع الدولي من اوربا الى منطقة الخليج وقد اعتبر الخليج جزءا من مسرح سياسي واستراتيجي بالنسبة للولايات المتحدة يشمل تركيا وباكستان وذلك لمواجهة المد الروسي مما جعلها منطقة تصادم وارتطام بين الدول العظمى.لدرجة أن الولايات المتحدة الأمريكية أنذرت الاتحاد السوفيتي السابق من محاولة التدخل في شئون الخليج فاعتبرت ذلك يهدد الأمن القومي الأمريكي.مما يعني أنها على استعداد تام لخوض معارك طاحنه لمنع السوفيت من الدخول للخليج.

ومن اهم مميزات الخليج العربي كثرة جزره والتى ترجع في نشأتها الي اكثر من عامل طبيعي حيث يمكن ملاحظة ما يلي:

(1) جزر تكونت عن طريق الرواسب النهرية مثل جزر بوبيان ووربة .

(2) جزر تكونت عن طريق رواسب تيارات بحرية ومنها الجزر التي تمتد على طول ساحل الامارات ما بين دبي ورأس الخيمة.

(3) جزر تكونت بواسطة اشجار المنجروف مثل التي تقع في مضيق هرمز على طول ساحل الامارات.

(4) جزر عبارة عن كتل جبليه انفصلت بفعل المجاري المائية والامواج البحرية وبالاخص الجزر عند جزيرة مسندم.

(5) جزر تكونت بفعل الحركات الأرضية كالبحرين مثلا التي هي عبارة عن جزيرة طويلة الشكل محورها شمالي جنوبي مواز لمحور الجزيرة الكبرى التي كونت شبة جزيرة قطر.

(6) جزر كانت عبارة عن قمم لسلاسل جبلية كالجزر الطولية الممتدة جوار الساحل الإيراني. حيث كانت قمم لجبال زاجروس ثم هبطت تحت ماء البحر بفعل حركات القشرة الأرضية والبعض نشأت نتيجة إلى اندفاع تكوينات الملح من الطبقات السفلى في قشرة الأرض .

ونظرا لما لهذه الجزر من أهميه إستراتيجية أدركتها بريطانيا أثناء فترة تواجدها المكثف بالخليج العربي فقد كونت لجنه لتحديد تبعية كل جزيرة من جزر الخليج لأي دوله تعود. دون الرجوع لتلك الدول، واللجنة تكونت مما يلي:

(أ) مكتب الحكومة الهندية.

(ب) السلطات في الخليج العربي.

(ج) الخارجية البريطانية.

(د) البحرية .

ولكن ذلك التقسيم واجه معارضه وعدم اعتراف على بعض أجزاءه من بعض الدول مثل المملكة العربية السعودية وايران وكذلك الخارجية البريطانية نفسها. كما أن كثيرا من المشاكل القائمة في الخليج على بعض الجزر تعود في الأساس الى ذلك التقسيم.ومع ذلك فان الاتفاقات الثنائية بين الدول تحل كثير من تلك الإشكاليات.فعلى سبيل المثال اتفاقيه( المملكة وايران) (والمملكة والبحرين).

وتكمن أهمية الجزر الإستراتيجية في الخليج العربي في عدة جوانب من أهمها ما يلي:
أهميه جغرافية سياسيه:

ان امتلاك جزر يعني زيادة البحر الأقليمي لتلك الدوله،وزيادة المساحه المائيه التي تخضع مباشره الى سيادة الدوله، تلك ميزه لها فوائد كثيره منها الأمنيه والأقتصاديه حتى أنها تساهم في الأمن الغذائي للدوله.
أهميه عسكرية:

ظهرت هذة الاهمية بشكل كبير خلال الحرب العراقية الايرانية والتي حققت البحرية الايرانية تفوقا ملحوظا على العراق وذلك لطبيعة الساحل العراقي وعدم وجود جزر ذات اهمية للعراق في فوهة الخليج مما جعل العراق يفكر في استئجار او الحصول على جزر كويتية لزيادة مجاله البحري لأغراض عسكرية ،كما ان السيطرة على الجزر الواقعة فيى مدخل مضيق هرمز يتحكم في حركة السفن وبواخر نقل النفط والذي يعد شريان الحياه المعاصره. والعمود الفقري لاقتصاد دول المنطقه. خاصه اذا عرفنا أن عرض المضيق ( هرمز )لا يتجاوز 10كم.وهي مسافه يمكن تغطيتها بالنيران من أي جزيره قريبه منه. كما أنه يمكن استخدام الجزر غير الصالحة للاستيطان البشري لأغراض المراقبة ونصب أجهزة مراقبه وفنارات إرشاد للسفن .ويمكن انشاء منصات للأبحاث العلميه ومواني مؤقته.

أهميه اقتصاديه:

نظرا لما حبا الله منطقة الخليج من ثروات نفطيه هائله وامكانية تواجد النفط في أي جزيره فان ذلك يعطي أهميه كبيره لها بصرف النظر عن حجمها أو نوع تضاريسها.كما أن بعض الجزر من واقع تكوينها تحتوي على بعض المعادن الفلزيه المهمه كما هو الحال في الجزر التي احتلتها ايران ( الطنب الكبرى، الطنب الصغرى وأبو موسى) حيث تحتوي على كميات هائله من أكسيد الحديد الأحمر . وهو هدف جوهري من وجهة النظر الأيرانيه. حيث يمكن استغلال هذه المعادن بصوره تجاريه.

كذلك ونظرا لضحالة عمق المياه في الخليج العربي حيث يصل الى (90متر ) في الجنوب،و(70متر) في الوسط،و(30متر)في رأس الخليج.فان ايجاد موانئ طبيعية صعب للغاية فعلى الرغم من طول سواحل الخليج البالغة (1357كم) في الساحل الشرقي و(860كم) في الساحل الغربي الا أنه لا يوجد سوى (32) ميناءا رئيسيا وثانويا.

ومما يجدر ذكره في النهاية أنه يوجد للمملكه العربيه السعوديه عدد (20) جزيره في الخليج العربي لها حق السيادة المطلقة. وعدد(2) جزيرتين سيادة مشتركه.

وللمملكه في البحر الأحمر عدد يزيد قليلا عن (800) جزيره البعض منها تتمتع بدرجه كبيره من الجمال الطبيعي من مياه نقيه صافيه، ورمال بيضاء ناعمه، وأشجار وارفه ومناظر طبيعيه خلابه. يمكن لها أن تكون مناجع سياحيه تضاهي مثيلاتها في بحار ومحيطات العالم. ولكنها لم تستغل حتى القوت الحالي.


محمد بن يحي الجديعي. ...(01 ذو الحجه 1419هـ)






 
 

ليست هناك تعليقات: