الجمعة، 4 مارس 2011

حمى الله بلدنا مما يحاك له ومن كل سوء ...


لاحظت ان الصحفي الذي كتب الخبر الخاص بالتظاهر في القطيف لم يذكر اي شيئ عن مطالب المتظاهرين الشيعة في المنطقة الشرقية، ليتم تحديد ما اذا كان تظاهرهم مبررا ام لا ؟؟ مع التأكيد على ان اصحاب هذا المذهب هم في الاساس مواطنين مثلهم مثل اي مواطن آخر في اي بقعة من بلدنا الغالي .... مع التذكير بان المواطنه لها حقوق وعليها واجبات .. والارتماء في احضان الغير يعد خيانه وطنية تستحق اشد العقوبات ....

لكن لا شك ان التظاهر غير مرغوب فيه لما في ذلك من اشاعة للفوضى واخلال بالامن واتلاف للممتلكات ، وبصرف النظر عن اي جهة تقوم بالتظاهر ، وعن مدى احقية ومشروعية المطالب والشعارات التي يرفعونها ، فانه يبدوا انه لا يوجد لدينا آليات واضحة يتبعها اصحاب المظالم لرفعها الى الملك او المسئولين في الدولة ،بل ان ديوان المظالم مثلا لا يتحرك لرفع الظلم الا وفق آليات محدده ، يدخل من خلالها الفساد والمحسوبية فتضيع المظلمات في دهاليز البيروقراطية وصلف القضاه المعنيين بالنظر في القضايا المرفوعة لهم ....(انظروا مثلا .. لقضايا النساء المطلقات اللاتي يرفعن مظلماتهن الى القضاء او الى ديوان المظالم ...انها تغيب قسريا في دهاليز الجور والظلم والبيروقراطية) .

ان من اهم الخطوات التي اتخذت مؤخرا هو ما قام به رئيس الديوان الملكي الاستاذ خالد التويجري باطلاق صفحته الخاصه باستقبال المظالم والشكاوى ، وهي خطوه رائعة بالفعل..آمل ان يتمكن الاستاذ خالد من عرض تلك المظلمات بالطريقة المناسبة لخادم الحرمين ..كما آمل ان يحذوا رئيس ديوان المظالم ورئيس القضاء حذوه ...

اي جماعات عرقيه او مذهبية يجب النظر بواقعية لمطالبها ، ومهم جدا عدم التصادم معهم لدفعهم الى قوى اجنبية اخرى يهمها استغلال الوضع المتأزم مع السلطات المركزية ..مما ينشط المنظمات الدولية ودول اخرى تبحث عن مصالح لها ، وبالتالي فانه سيتم الاضرار حتما بالامن الوطني ...واذا لم نتعض مما حصل في العراق والسودان واليمن ولبنان والبحرين فاننا ربما ننزلق في نفس الطريق الذي سارت فيه تلك الدول ...

مهم جدا ان يهدأ كل من يدعوا الى التصادم ، وان تختفي كل الكتابات الانفعالية ، والخطب المتحمسة عالية الادلجة ، وان تكون المصلحة العليا للدولة فوق كل اعتبار ...حفظ الله بلدنا من كل ما يحاك له ...ونطلب من الله ان يلهم قادة بلدنا الحكمه في معالجة مثل هذه القضايا الحساسة للغايه ...
 
حماك الله يادارنا ...ووفق ابنائك لكل خير ...
 
              محمد بن يحي الجديعي (الجمعة  29 ربيع الأول 1432 هـ)

ليست هناك تعليقات: