الخميس، 3 مارس 2011

مشهدا يتكرر سنويا ...اضحك علينا العالم




من يصدق ان هذا المشهد من داخل معرض الكتاب ؟


في كل معرض كتاب تحدث فوضى عارمه ومهازل لا توجد عند غيرنا من البشر، بل إنني تتبعت التعليقات في أكثر من موقع على الخبر المتعلق بما حدث من البعض في معرض كتاب 2011م ، فوجدت ان الردود توضح الى حد نحن مأزومين ، الى أي حد نخاف من الفكر والكتاب ، حتى ان البعض من التعليقات لا تليق بمن يرغب في حماية المجتمع !!! ما هذا التناقض الغريب في الاقوال والاعمال ؟؟ كما إنني أراهن ان أكثر المحتجين لم يقرأ احدهم كتابا واحدا من تلك التي يعترضون عليها ، ثم انه يوجد قنوات رسمية متواجدة بأرض المعرض لتقديم اي اعتراض او ملاحظه قد يراه المعترض انها غير لائقة ، اما إشاعة الفوضى والعبث وإزعاج زوار المعرض والعارضين والجهات المعنية بالمعرض فهو غير مطلوب بل ومرفوض تماما (حرية التعبير يجب ان يكون حقا مشروعا للجميع ..ولكن الأسلوب يجب ان يتغير )، الغريب ان ذلك يتكرر سنويا من أناس ليس لهم أي سلطه او ليسوا جهات اختصاص ...والسبب في نظري هو عدم وجود جزاءات رادعة لمن سبقوهم من الذين جاءوا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا في اعوام ومناسبات سابقة ، كما ان البعض يراها فرصة لخروجه في بعض وسائل الإعلام بهدف الشهرة ، حتى ولو كانت تلك الشهرة تأتي على شاكلة "خالف تعرف" ..وسيستمر الوضع في سنوات قادمة ان لم يتم وضع آليات تعلن للجميع عن كيفية التعامل مع مثيري الشغب والفوضى في كل المعارض ...الى متى ونحن فرجة لكل البشر ؟؟ الى متى ونحن نعادي الكتاب والفكر ...؟؟ اين الاحتجاج على الفساد الإداري والمالي والاختلاسات ؟؟ اين الاحتجاج على المحسوبية والبطالة والظلم والجور ؟؟

لماذا نضحك على بعضنا بحيث نفتح عيوننا واسعة على معرض الكتاب فقط ؟؟ الذي ساهم في زيادة الإطلاع والمعرفة وفتح نوافذ فكرية ومعرفية أغلقت علينا عقود طويلة ، لقد كنا نشد الرحال الى مختلف الدول لقراءة إنتاج مفكرينا وكتابنا الى ان رفع سقف الحرية من خلال هذا المعرض ، ثم إننا شعب لا يقرأ ونعرف نسبة القراء لدينا جيدا، فلماذا اذا المزايدات حول ما يعرض من كتب ؟؟ كثير من المعترضين لا يمتلك مكتبة في بيته ولا يرتاد مكتبة عامه للإطلاع والقراءة الا فيما ندر ، هو سمع ان هناك فرصه للاحتساب فهب لدعم آخرين مثله ، المحركين الأساسيين لهم لا يأتون الى المعرض الا خلسة ، فهم يزجون بهم في أتون معركة يرونها خاسرة ، وبقوا هم بعيدا يراقبون النهاية ويتابعون النتائج ...

من يعلق الجرس ؟؟ ويغلق ستارة ضحك علينا العالم  من خلالها كثيرا ....




محمد بن يحي الجديعي .....الرياض 28/3/1432هـ


هناك 3 تعليقات:

|| صقيوي || يقول...

ساتطفل بترك تعليقي ..

منذ سنواتي الدراسية الاولى وحتى الجامعية لم اجد مدرسا يشجعني على قراءة كتاب ثقافي اجتماعي ... بل كان الجميع ينصحني بقصص الماضي والتاريخ الاسلامي وقصص الاطفال ..

دخلت الى مكتبة المدرسة فوجدت كتبا رائعة لمن هم دون الابتدائية لانها جميعها قصص اطفال بينما انا ادرس الثانوية .. وعندا طلبت استعارة احد الكتب العلمية واجهني مدرس مادة المكتبة بقوله (( والله تبطي تقراه )) فاعدته الى مكانه ..

تخرجت لادخل الجامعة واذا بها مليئة بالكتب ولكن كتب المنهج الدراسي اولى من غيرها وقريبا ساتخرج من الجامعة ولم اوفق لقراءة كتب جيدة تفيدني في مجتمعي ..

اذا هاكذا تربيت وهكذا نشأت .. مدرسي حطمني .. ومكتبة مدرستي طفولية .. وتشجيعي منعدم .. وجامعتي قتلت وقتي بمناهجها .. والكتاب عدوي ..

فكيف تريد مني ان اعشق واحب معرضا تجتمع فيه كتب لم يسبق لي ان قرات مثلها ولن يمكنني قراءتها ...؟

هكذا بنيتني .. فلا تمنعني من الهدم .. 

محمد بن يحي الجديعي mohammed algedaiai يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
محمد بن يحي الجديعي mohammed algedaiai يقول...

السلام عليكم ...اشكرك على التواجد على ضفاف مدونتي ، واقول سبحان مخرج الحي من الميت (دعابة ليس الا ..الوالد جدا عزيز على قلبي)المهم ...انني اتفق معك تماما حول انعدام ثقافة الكتاب لدينا ..سأورد لك حادثة توضح الفرق بين مجتمعنا الكارة تقريبا للكتاب والثقافة وغيرنا من المجتمعات ...عندما كنت بامريكا كان يوجد بحينا مكتبة عامه ، وكان ابنائي يستمتعون بالذهاب اليها والبقاء ساعات طويلة فيها ، لأنهم يجدون الاهتمام الكبير من القائمين عليها ، وكانوا يوجهونهم لأفضل الطرق للوصول الى المعلومه ، واذا كان الكتاب المطلوب غير موجود يبحثون له في جميع مكتبات الولايه ويحضرونه ، هل تصدق ان الاعارة تتم بدون اي قيود ، وانك اذا رغبت اعادة الكتاب في اوقات خارج اوقات الدوام الرسمي فما عليك الا الذهاب الى المكتبه حيث وضعت نافذه صغيره تدخل الكتب من خلالها، ولا شيئ غير ذلك ...
لا تيأس فالكتاب متعة ..وحاول ان تحبه ..فهو خير صديق تجلس معه ...تحياتي لك ولأبيك ...