السبت، 23 فبراير 2013


مفاهيم استراتيجية غيرتها الحرب السوريه

 

يوجد في العالم حوالي 35 دوله تمتلك صواريخ بالستية ، وفي الغالب جميعها تحصل عليها كوسيلة ردع ضد أي تهديد خارجي ، وقد تأتي ضمن سباق للتسلح بين المتنافسين ، وجميع الدول المتحاربة تتردد كثيرا في استخدام تلك الصواريخ نظرا لأنها لا تستخدم الا في حالات معينه لدعم الجهد العسكري بشكل عام ، وقد استخدمت في حرب 1973 ضد القوات الاسرائيلية ، واستخدمها القذافي ضد جزيرة ايطاليه تتواجد بها قوات امريكية في اعقاب قصف الطائرات الامريكيه لليبيا عام 1986م ، كما استخدمها النظام الشيوعي في افغانستان ضد الباكستان عام 1988م ، والجميع يتذكر حرب الصواريخ الطويلة التي كانت بين ايران والعراق في حربهما التي دامت (8) سنوات فيما عرف وقتها بحرب المدن ، وكانت عمليات قصف متبادلة بالصواريخ البالستيه تتم باستمرار على عاصمتي الدولتين وبعض المدن الاخرى ، و قد كان تأثرها التدميري والنفسي على السكان كبيرا خصوصا بعد سقوطها في الطرفين على مدارس بها طلاب ، واطلق العراق في حرب الخليج الثانية (89) صاروخا باليستيا منها (42) على اسرائيل و(47) على السعوديه ....

لم يغير تلك القاعدة (استخدام الصواريخ ضد تهديد خارجي ) سوى النظام السوري الذي يستخدم تلك الصواريخ ضد المدن والمواطنين السوريين ، فقد افادت بعض الانباء عن اطلاق اكثر من (40) صاروخ باليستي على المدن السوريه خلال الشهرين الماضيين ، وبالأمس اطلق عدد من الصواريخ على حلب قتل بسببها (20) مواطنا بشكل مباشر ، كما قتل (33) بسبب انهيار المباني التي تواجدوا بها اثناء سقوط الصواريخ منهم (14) طفلا و(5) نساء ....

هذا الاجراء من النظام السوري يدل على فقدان السيطرة بشكل نهائي على المناطق التي يمطرها بتلك الصواريخ ، كما انه بذلك ينتهك كل القوانين والأعراف المتعلقة بالحرب ، ومع ان تلك المدن قد يكون بها بعض المواطنين الذين يؤيدونه ولكنه دون شك يفقدهم باستمرار ...

يقول ميكافيلي ...لا يمكننا ان نطلق صفة الفضيلة على من يقتل مواطنيه ويخون اصدقاءه ويتنكر لعهوده ويتخلى عن الرحمه والدين ، وقد يستطيع الوصول للسلطة عن طريق تلك الوسائل ،لكنه لن يستطيع ان يصل عن طريقها للمجد ...

يقول ميكافيلي ان هناك وسيلتين للوصول الى الحكم ، اما عن طريق النذالة والقبح او ارتقاء احد ابناء الشعب سدة الحكم من خلال تأييد مواطنيه ...،هل بقي للنظام السوري الكثير من مؤيديه ؟؟
 
محمد بن يحي الجديعي
الرياض 22 فبراير 2013م

الثلاثاء، 12 فبراير 2013


تتواتر الأنباء حول ارتفاع وتيره الاستعدادات الإسرائيلية لشن هجوم على حزب الله ، مستغله زيادة الضغط على سوريا التي تعاني من حرب شوارع في قلب العاصمه ذات المليونين نسمه من السكان ، وقد تمكنت قوات الفرقه الرابعة بقيادة ماهر الأسد من التصدي لهجمات الثوار في شوارع دمشق وتكبيدهم خسائر كبيره ...في الوقت الذي تحاول ايران إشعال المنطقة من خلال تحريض الحوثيون بشن هجوم على جنوب المملكة ..وتدعي إسرائيل انه حان الوقت إلى تقليم أظافر حزب الله بعد ان لوحظ ازدياد وتيرة وصول الأسلحة للحزب من ايران ...وقد تباشر أي من الأطراف إلى مباغتة إسرائيل بهجوم صاروخي ردا على قصف إسرائيل لموقع جمرايا السوري ، لكن إسرائيل كثفت طلعاتها الجويه لطائرات الاستطلاع والدوريات الجويه ، ورفعت درجة استعداد عدد من قواعدها الجويه ...
ارى أننا على أعتاب حرب جديده في المنطقه لكن من غير الممكن توقع كم من الوقت قد تستمر تلك الحرب ..؟؟ وما هي الدول التي ستشارك فيها ؟؟ وهل نرى تدخلا إيرانيا فيها بعد ان أصبحت سوريا قاعدة ايرانيه متقدمه ...؟؟ في هذا الوضع المتوتر زادت عمليات بيع الفتيات السوريات في مخيمات اللاجئين في تركيا ولبنان والأردن مع ازدياد تردي الوضع المعيشي وعدم وجود ما يوحي بقرب نهاية الحرب السوريه ، وهذا من الجوانب المحزنه التي يتعرض لها الشعب السوري جراء حرب طال امدها  ...

محمد بن يحي الجديعي