الثلاثاء، 24 أغسطس 2010

شجون وخواطر في رمضان الكريم





أصدرت محكمه بادنبره (اسكتلندا) حكما على سعودي متقاعد ، يناهز 64 عاما من العمر ، وعمل لفترة طويلة كمربياً للأجيال كمعلم ، وقد غرم بدفع 1000 جنيه إسترليني ، وكان متواجدا هناك برفقة بناته الجامعيات ، والمشكلة هو في سبب الغرامة ، حيث كان يتعرى في بلكونة شقته أمام بنات صغيرات لبعض جيرانه لاظهار فحولته...ذكرني ذلك بشاب سعودي مبتعث للدراسة بالولايات المتحدة صعد في أتوبيس طلاب مدرسة ثانوية وبدء يتحرش بالبنات .

هم وغيرهم الكثيرين كانوا ضحية الثقافة الداخلية لدينا التي تزرع الكثير من المفاهيم الخاطئة عن المجتمعات الغربية ، فقد صور للناس لدينا بأنه لا وازع ديني ولا قيم ولا تقاليد ولا حتى أنظمة تمنع بعض الممارسات الخاطئة ، صحيح ان تلك التصرفات الفردية عار على من قام بها فقط بعيدا عن المجتمعات التي يتبعون لها ، ولكننا بحاجه الى وقفه تصحيحية لواقع القيم الاجتماعية في الدول الغربية ، إذ أن الحريات التي يتمتع بها الأفراد ليست مفلوتة تماما ، بل انها منضبطة بالقانون الذي يمنح الحرية على ان لا يتم تجاوزها الى الاعتداء على قيم المجتمع او حريات الغير ...، كما ان الغريب ان يحدث مثل تلك التصرفات في زمن زادت فيه المعلومات عن الشعوب والثقافات الأخرى من خلال القنوات الإعلامية المختلفة ...هل نستفيد بالفعل من تلك الوسائل لزيادة وعينا بغيرنا من الشعوب وعدم الاصطدام بالقوانين في تلك البلدان ؟ ماذا لو قام بنفس الفعل الفاضح بين أظهرنا ...ما عقابه ؟ ما رأيكم انتم ؟

أقامت بلدية غرب اسطنبول بتركيا مائدة إفطار جماعية زاد طولها عن 10 كيلومتر ، وضمت حوالي 70 الف شخص للإفطار ، والهدف كان تسجيل رقما في قائمة جينيس للأرقام القياسية ليس الا ...يتم ذلك في وقت تتسابق فيه دول العالم لإغاثة المنكوبين الباكستانيين بسبب الفيضانات ، وقد تبرع الأتراك بـ 11 مليون دولار كمساعدات للباكستان في كارثة تسابق بقية الدول الزمن لمنع تفاقم الكارثة الإنسانية الكبيرة ، وتركيا تحاول جاهده ان تكون لها الريادة والزعامة في العالم الإسلامي بعد أن أدارت لها أوروبا ظهرها ، بالمناسبة رئيس منظمة المؤتمر الإسلامي تركي الأصل ...رمضان كريم !!!

قام متبرع سعودي بإهداء الشعب الباكستاني بأكبر كرتون تمر في العالم ، والذي كان قد شراه في مزاد التمور ببريده بسعر 100 الف ريال ، وعلى الرغم من ان العمل الذي قام به إنساني يشكر عليه ، لكن المشكلة هي في بحثنا الدائم للفوز بأمور غريبة لا احد يهتم بها من شعوب الأرض ، انظروا لما يحدث في الإمارات حاليا ، حيث تقام مسابقة (مزاين الرطب) ..بعد مزاين البعارين ومزاين التيوس وغيرها من المزاين ...تأتي فكرة مزاين الرطب ...ويقال ان أكثر من 3000 مزارع لعرض تمورهم لكسب جائزة (مزاين الرطب)، وقد تم وضع بعض المعايير للاختيار مثل المذاق وضخامة الحجم وصفاء اللون ...الم اقل لكم انه لا يوجد شعوب تماثلنا في أفكارنا الغريبة ؟؟ رمضان كريم .

فقط لمن له وجهة نظر على مسلسل القعقاع ...لا تجزع فان تاريخنا فيه من التزييف الشيئ الكثير فما بالك بمسلسل تاريخي ؟ هذا المسلسل كلف اكثر من 90 مليون دولار ...هل تتوقع بعد ذلك ان يتم تحري المصداقية ..؟ رمضان كريم ..


محمد بن يحي الجديعي ...محايل عسير 14 رمضان 1431هـ 24 أغسطس 2010م





ليست هناك تعليقات: