الثلاثاء، 10 أغسطس 2010

القنوات الفضائية الموجهة





في قائمة القنوات الفضائية المتعددة التي يعج بها فضائنا ، يوجد عدد من القنوات موجهه إلى العالم العربي "باللغة العربية" وهي جميعها تحمل رسائل وأفكار تخدم الدول التي قامت بتوجيهها ( الأمريكيين والبريطانيين والفرنسيين والألمان والروس والصينيين والأتراك والإيرانيين والاتحاد الأوربي) يتسابقون لإدخال ثقافاتهم وأيديولوجياتهم وسياسيات بلدانهم الى بيوتنا وعقولنا ، بينما لا نجد أي قناة موجهه الى أمه من الأمم تنقل ثقافاتنا وأفكارنا إليهم.

كان الاحتلال العسكري للأتراك والفرنسيين والبريطانيين والبرتغاليين في فترة ما والايطاليين والأمريكيين والإسرائيليين يتواجد في الأراضي العربية ، وذلك لتوفر الثروات او لأهمية تلك المناطق المحتلة لخدمه استراتيجيه ما ، او لتنفيذ خطط عسكريه (هل تصدقون ان الالمان انتهكوا حرمة اراضي الدول العربيه رغبة في الوصول الى روسيا بالعبور من شمال افريقيا فالشام والعراق باتجاه ايران ثم الى روسيا)  ، او لتأمين تجارة ، او لحماية تنقل البضائع من الى تلك الدول من مناطق متفرقة من العالم كما كانت تفعل بريطانيا .

ثم جاءت الهيمنه التجارية والصناعية والسياسية التي فرضت على كافه الدول العربية ، ورسخت معها التخلف التقني والصناعي والعسكري ولا تزال الدول العربية تسعى الى اللحاق بركب تلك الدول ، ولكن على الرغم من وجود ثروات طبيعة هائله الا انها لم تتمكن من الوصول الى مساعيها نحو التقدم والنمو...

القنوات الفضائية الموجهة هي نوع من أنواع الاحتلال ، او هي اداه لتكريس الهيمنة السياسية والإستراتيجية والصناعية والتقنية ، وجميعها تحمل توجهات معينه ، ويصرف عليها مبالغ طائلة لتحمل تلك الرسائل او لنشر قيم معينه ، ولو تم النظر لكل قناة بشكل مستقل لعرف ما تهدف إليه...

اما القنوات العربية التي تهيمن عليها البرامج الترفيهية والأغاني والقنوات الشعبية ، فانه لا يوجد بينها الا قنوات تعد على أصابع اليد الواحدة لها رسالة واضحة وأهداف محدده تسعى لتحقيقها ، كما انه لا يوجد اي قناه تم توجيهها بلغة قوميه معينه او الى دوله ما ، لأنه ببساطه لا يوجد لدينا خطط لزرع مفاهيم او قيم معينه عند الغير ، او على الأقل تحسين الصور الخاطئة التي رسمت في أذهان المجتمعات الأخرى عنا ، وقد تم ذلك من ايام الدوله العثمانية ، التي كانت تهمل الدول العربيه عمدا لاعتقاد السلاطين في ذلك الحين بأن العرب هم رمز للتخلف وزعماء مقاومه التجديد واللحاق بالحضارة ...(من ايام الحكم العثماني المصلحة الشخصية للمسئولين العرب مقدمه على المصالح العامه ..والجانب التجاري يغلب على المحطات العربيه ...فرسالتها الاولى هو جمع المال )..

هناك من يرى ان مشاكل عالمنا العربي تبدأ من التعليم .. وتنتهي معه ... ولكني أرى ان مشاكلنا متعددة ولا حصر لها ولله المستعان......

ليست هناك تعليقات: