في عاده سنوية يقوم مجموعه من الأصدقاء برحله لمده يومين الى منطقه من مناطق بلدنا الرائعة ، وليس من العادة ان يخرج الجميع وهم يحاولون الاقتصاص من المضيف (سلطان ) الذي اعتدى بطريقه غير حضاريه (ولكنها محببة للجميع) على (مداوى) الذي اقسم أغلظ الأيمان ان يقتص منه ولو بعد حين ، لكن نحمد لله ان سلطان رضخ للأمر الواقع ويرغب في تسليم رقبته "للفرنك" الذي نصب لرد المظلمة ، المهم ان الجميع بدا التوافد على منتجع شاطئ نصف القمر الجميل مساء الأربعاء 19 محرم 1433هـ ، حيث وصل من الرياض (إبراهيم وعبيد محمد وصالح) تم لحق بهم (مداوى) بعد ان وصل (عبد الله والفرنك) ثم جاء من حفر الباطن (عبد الله) بمعية الوفي الرائع (سليم) الذي قطع مسافة تزيد على 1000كم لحضور هذه المناسبة ، وأعطانا مشكوراً نبذه عن طريقة تضيير النوق ..وهو مصطلح لم نكن نعرفه قبل تلك الليلة ، وكان قد سبق الجميع (شلوان) الذي جاء من تبوك بالطائرة في بادره غير غريبة عليه ، مع انه كان سببا في تأخر كتابه هذا التقرير عن الرحلة حيث وعدني بقصيده حول الرحلة التي بالفعل غسلت هموم وأحزان عام كامل ، وأعادت الجميع الى الوراء عشرات السنين ...
كانت الليلة الاولى حافلة بالأحاديث و النكات التى شرفنا فيها بوجود (على القحطاني) الذي تجشم عناء الوصول الى هذا المكان واستمر معنا الى الثالثة صباحا ،تم بدء الاستعداد للنوم الذي كان زاخرا بسيمفونيات متعددة للمشخرين بقياده المايسترو (عبيد) والمساعد الأول (سلطان) وكانت النكات وتسجيل الأصوات هي السائدة وبالذات من صالح الذي تخصص في تسجيل اهم اللحظات ، استمر الوضع كذلك الى ان صدح مداوي بالأذان لصلاة الفجر وذلك في الخامسة صباحا مما يعني عدم النوم لأكثر من ساعتين ، ثم استمرت التعليقات والنكات الى طلوع الشمس الذي كان مؤذنا لان يخرج البعض في رحله قصيرة مشيا على الأقدام على هذا الشاطئ الرائع ، ثم جاء الإفطار في الثامنة استمر بعدها الجميع في تجاذب أطراف الحديث الى ان قرر الجميع البحث عن قارب للسير في البحر لبعض الوقت ، لكن للأسف يتضح ان مفاهيم السياحة لم تكتمل لدينا ، وكذلك تجهيزاتها لا تزال ناقصة ، وعندما وجدنا المكان الوحيد الذي يؤجر بعض القوارب الصغيرة وجدنا ان الركوب في القارب الوحيد الكبير غير ممكن لأنه مخصص للعائلات فقط ، مع ان أصغرنا عمرا يزيد عن 48 سنه ، اما القوارب الأصغر فقد كانت غالية جدا ومع ذلك تم رفض ان يخرج الجميع في قارب واحد ، وهو ما يفقد الرحلة أهم أهدافها ، فكان القرار بعدم ركوب البحر..ولكل منا تساؤلات عن السياحة الداخلية مالها وما عليها .؟ وهل لدينا سياحة داخلية بالفعل ؟
عدنا مباشره الى مقهى ستاربكس المعروف ، واحتسينا فيه أقداحا من القهوة اللذيذة كل حسب اختياره ، تم عدنا بعدها الى مقر توجدنا بعد ان تم حجز مكانا للجميع في منتجع "هوليدي ان" لتناول وجبه العشاء ، وقد كان الاهتمام من منسوبي المنتجع رائعا ، مع ان المنتجع مخصص للعوائل ولكنهم قبلوا الجلوس بالمطعم بعد ان شاهدوا ان الجميع يتحلون بالأخلاق والاحترام ، وأثبتت التجربة الى مدى هو محترم السيد "توماس" مدير المنتج الذي اشكره وكل مساعديه ...وبالذات مدير المطعم تلك الليلة ...
عدنا بعد وجبة عشاء رائعة إلى المنتجع مع إن البعض ذهب للتسوق في مجمع الراشد الرائع ، لكن الجميع وصل إلى المنتجع وبدأت إحداث الليلة الثانية التي لم تختلف كثيرا عن الأولى ، إلا إن شلوان والفرنك أضافوا رونقا ومتعة بفاصل من مشاحنات الأصدقاء التي غالبا ما تنتهي بردا وسلاما وهكذا كان ، المهم استمر الوضع كذلك إلى الساعة الثالثة صباحا كالليلة السابقة ، ولكن المؤذن هذه المرة كان عبد الله الذي بدأ الأذان في الخامسة صباحا عاد البعض ليأخذ قسطا من الراحة ، ولكن صالح وعبد الله وشلوان استمروا في الأحاديث ومعهم محمد الذي حاول جاهدا إن يحثهم للعودة إلى النوم لكن دون فائدة ، استمر الوضع كذلك إلى إن وصلت وجبة الإفطار التي استمر الجميع في الأكل والكلام لفترة طويلة ثم بدأ الجميع للتهيؤ للمغادرة ولكن "مداوي" كان في حلقة غصة من "سلطان" واستمرت القضية من خلال الرسائل النصية لفترة طويلة ...وما أعاد المياه لمجاريها كان نتيجة التقرير الطبي "الافتراضي" الذي اكد عدم تأثر رقبة مداوي من ذلك العدوان الغاشم ...الذي شنه المتمرد سلطان ..
اتفق الجميع على إن تكون الاجتماع القادم في اندونيسيا لفترة بين (7-9) أيام ، وقد كلف محمد بإلاعداد لذلك وستكون تلك الرحلة مصوره وبتقرير مطول بإذن الله
بعد العودة وبسبب قلة النوم والإرهاق عانى البعض من ارتفاع بدرجة الحرارة والتهاب الحلق وغيرها من الأمور التي تجري لكبار السن (الله المستعان)....
محمد بن يحي الجديعي
الرياض 10 صفر 1433هـ
