الجمعة، 20 يناير 2012

حماس والبحث عن التوافق مع فتح




يلاحظ في الآونة الأخيرة تحركات متعددة لحماس وقادتها وبالذات خالد مشعل الذي رغب في القيام ببعض المساعي السياسية لفك الخناق عن حليفة الدائم "النظام السوري" الذي يعاني من انتفاضه عارمة من الشعب السوري ، والحقيقة ان حماس في مأزق كبير لإمكانية تغير موازن القوى في سوريا ، مع أنهم في الحركة وفي أعقاب حرب غزة وصدور قرار مجلس الأمن رقم(1860) لم يعودوا قادرين على لعب ادوار حربية تصرف الأنظار والإعلام عن ما يتم في سوريا من أحداث ، مع ان ايران حاولت ان تقوم بدور ما لنفس السبب ، وأعلنت انها ستقوم بإغلاق مضيق هرمز، ولكنها لم تفلح محاولتها لأن لعبتها مكشوفة ، والدليل هو وصول حاملة الطائرات أبراهام لنكولن الى الخليج العربي في تحد عملي لمعرفة المصداقية الايرانية المعروفة ،وظهرت ابان محاولات فك الخناق عن غزة ..وكذلك كان مصير محاولة مشعل التي لم تفلح أيضا .. والتي أصبح فيها مشعل حامل رسائل بين الرئيس السوري وأمين عام  الجامعة العربية .

حماس بالعودة الجادة الى التوافق مع فتح هي تعي تماما بأنها أصبحت عبئا على نظام يترنح ، وان السوريين والإيرانيين مشغولين بوضعهما داخليا وخارجيا ، وان عجلة التاريخ لن تتوقف ، وما عليهم سوى القيام بجهود معينه لضمان مكان لهم ودور ما ..

أرى ان ذلك النهج الحماسي في التوافق مع فتح هو نهج واقعي بشكل اكبر، وهو محرج لإسرائيل تحديدا التي كانت تتخذ من أعمال حماس عذرا للتملص من التزامها ، كذلك فانها تبعد ولو قليلا عن النهج السوري والإيراني (العاطفي) والذي يعتمد على دفع الآخرين للقيام بإعمال تخدم مصالحهم هم في المقام الأول ، ولا يخرج عن استخدام الإعلام بطريقة أكل الدهر عليها وشرب ...

اتمنى ان تستمر حماس في نهجها التصالحي الجديد ..وان تخرج من تحت العباءة السورانية ...

محمد بن يحي الجديعي
الرياض 20 يناير 2012م

ليست هناك تعليقات: