الأربعاء، 2 يوليو 2008

تحليل الأخبار



تحليل الأحداث عملية معقدة جداً ولا تتبع نظام موحد وثابت ، وحيث أن جميع المعلومات المسموعة والأحداث المشاهدة تتكون في الغالب من حقائق كاملة وأنصاف الحقائق وأكاذيب وأحداث ملفقة . لذا فأن عملية استخلاص الحقيقة أو الوصول إلى المصادر النزيهة الصادقة أمر غير ميسر و صعب .

ما هو المصدر الذي يمكن الاعتماد عليه ؟

غالباً أي صحفي أو كاتب يكتب وهو لا يملك المواد الأساسية التي يكتبها ،إلاّ إذا كان شاهد عيان هو نفسه ، ونظراً لصعوبة تواجده في مكان الحدث دائماً فأنه لا بد من وجود مصدر ما يمده بالمعلومات ، وحالياً في العالم المؤسسات الإعلامية هي التي تقوم بعملية جمع المعلومات وتحليلها ، وما على القارىء إلا قراءه العناوين الرئيسية أو متابعة أخبار المساء والصباح ليعرف كل جديد .
كثير من الناس يعتقد أنه بقراءاته السريعة للعناوين يعرف كل شي ، ولكن الحقيقة غير ذلك ، حيث أن الكاتب أو الصحفي يقوم أحيانا بحذف بعض العبارات والتفاصيل لأسباب قد تتعلق بالمدة أو المكان المسموح له أو رغبة منه في تغيير وجهه نظر القارىء ، أما بإقناعه بفكره أو إلغاء أخرى من عقله ، لذا يلزم دائماً البحث من مصدر موثوق للأخبار التي يتلقفها .
لكن السماع لأخبار الساعة التاسعة مساءً مثلاً ( بتوقيت في المملكة ) ، تجد أن الأخبار متشابهة إلى حد بعيد في العناوين الرئيسية ، ولكن أثناء تفصيل الأخبار تظهر الفوارق بين المحطات المختلفة ، حيث تقوم كل منها بوضع بصمتها وتوجهاتها في ثنايا الخبر . حتى أنك تستطيع أن تحدد توجه تلك المحطات من عبارات المذيع أو المراسلين .
أن قراءة العناوين الرئيسية في صحفنا اليومية والصحف الأخرى مثل (الحياة ، الشرق الأوسط ) تكاد تكون متشابهة أو متطابقة ولكن الاختلاف يبدأ في قراءة كامل الخبر بتأن والتدقيق في الكلمات والعبارات التي يحاول الكاتب أخذ القاري إلى المكان الذي يرغبه هو ، وليس للمكان كما يجب أن يكون فيه .

ما هو الحل إذا ؟ هناك عدد من الخطوات يجب إتباعها للوصول إلى الحقيقة ومنها ما يلي :

أولاً : لا تصدق كل ما تقرأه على الانترنت . إن وجود مصدر آخر للأخبار كالانترنت جانب إيجابيي ولكن توجهات تلك المواقع ومصداقيتها أيضاً يجب إخضاعها لمعايير فحص للمصداقية ، بل أن أهم المواقع الإخبارية والتي يصرف عليها كثيراً ، هي من يتطلب التدقيق في أخبارها إذا أنها تتأثر بشدة بمصدر دعمها وتمويلها غير المعروفة للقارىْ البسيط .

ثانياً : التعليم والتجارب الشخصية : يجب على أي شخص عدم قبول أي شيء يسمعه أو يراه في الأخبار على أنه حقيقة مطلقة ،قبل أن يقوم بمقارنته وعرضه على ما يعرفه مسبقاً من حقائق ثابتة . لأنه كلما زادت معارف الشخص وقراءاته وخبراته كلما زادت الصعوبة في إقناعه بالكثير من الأخبار أو الأفكار.

وبصرف النظر عن الخلفية الثقافية للأشخاص فإن أحسن طريقة للتفكير الفعال هو البدء في قراءة اختلاف وجهات النظر حول مختلف المواضيع ، وبالأخص عندما يظهر تباين كبير في وجهات النظر أو تضاد .
الخبرات الشخصية في الحياة قد تكون آلة تحليل جيدة لكل شخص ، فإذا كانت المعرفة والخبرة الخاصة ترى موضوعاً بطريقة تخالف تلك التي يسمعها أو يشاهدها أو يعلن عنها في منظومة معينة ، فإنها تعطي على الأقل مؤشراً عن كيفية عمل تلك المنظمة او كذبها وضرورة اتخاذ موقف تمحيصي ضدها وما يصدر عنها .
ثالثا : استخدام المنطق . لا يكفي أن يستوعب الشخص الحقائق المطلقة ، ولكن عليه تعلم كيفية تمحيص تلك الحقائق والمعلومات لتعكس النظرة العالمية للموضوع ، كثير من الناس يستنتج استنتاجات صحيحة مبنية على أساس منطقي بمجرد تحليل بسيط لمعلومات أولية، مع أنه في عالم اليوم المليء بالتعقيدات المختلفة والتضليل والخداع وأحياناً الكذب المتعمد ، قد يصعب التحليل السريع للأحداث وقد تكون عدم القدرة للوصول إلى مصادر معلومات وحقائق أحد أهم العوائق التي تمنع الوصول إلى استنتاجات منطقية .

ما هي النظرة الصحيحة للعالم ؟

لا يوجد منظار موحد ينظر من خلاله للعالم ، ولا أحد يعرف تماماً كيف تدار الأمور في عالمنا اليوم ، أو كيف يعمل هذا العالم في جميع المجالات (الاقتصادية ، السياسية ، البيئية ،العلمية ، القانونية ،وخلافه) ومن الذي له اليد الطولي في التحكم في مقاليد الأمور ، هل هم أصحاب الأموال والقوة ؟
أم أنهم من يجلس على أعلى الهرم في الدول ويملكون القوى العسكرية والأساطيل التي تجوب المحيطات والبحار ؟
أم أنه تصادم قوى تمتلك ترسانات نووية يمكنها نسف الكرة الأرضية برمتها ؟
الحقيقة أن العالم يحتاج إلى بعضه البعض في جوانب متعددة ويبحث الكل عن مصالحة الخاصة ، والإعلام إحدى الوسائل التي من خلالها تستطيع الدول تحقيق رغباتها .وهي من القوى الوطنية السهلة (SOFT POWER) .
الخطأ الذي يقع فيه الكثير أنهم يعتقدون أنهم وحدهم مشاعل الهدى .وأنهم الأكثر معرفة بطريق الحقيقة ، وأنهم الأكثر ذكاءً بين شعوب الأرض ، وان لهم كل الحق في لي ذراع الحقيقة ،أو حجب الشمس بغربال .
لكن يجب أن يكون الإعلام وسيلة لمعرفة الآخر ، بخيره وشره ، صدقه وكذبه ، باطنه وظاهره ، وأن تكون الاستفادة من الإعلام لخير ومصلحة المجتمعات المختلفة في خلفياتها الثقافية والدينية والعقائدية والاجتماعية ، وأن يكون التحليل منطقياً واقعياً بعيداً عن الآمال والأماني . وأن نعي أنه كما كانت الصورة للأحداث واضحة كلما زادت القدرة والاستعداد لمواجهة أسوء الاحتمالات .

الأحد، 18 مايو 2008

مشاهدات من موسكو

مشاهدات من موسكو



لم تكن الزيارة الحالية للعاصمة الروسية الأولى لي ، فقد زرتها على عجالة قبل عدة أشهر، وكان وصولنا على الطيران السنغافوري عن طريق دبي ، وقد تأكد لي أن الحظ لم يكن في جانبنا باختيارنا هذه الشركة ، فلم يكن المضيفين على مستوى راق ، ولا الوجبات المقدمة و ظهر لي إن الحرفية العالية المتوفرة لخطوط الإمارات ناقلنا في الرحلة السابقة غير متوفرة لهذه الخطوط ، التي كنا قد عانينا من توفر المقاعد على الدرجة الأولى وحتى كتابة هذه السطور لم تتوفر لنا المقاعد لرحلة العودة.
استقبلنا في مطار (دموديدوف) ممثلي المنظمة العملاقة (روسوبورون) ، ولكن الإجراءات الروسية البطيئة أخرت خروجنا من المطار حوالي ساعتين . ثم إستقلينا العربات المخصصة لنا باتجاه فندق(ناشيونال)الذي يتم تشغيله بواسطة شركة (مريديان) العالمية ، ويقع هذا الفندق الذي شيد قبل ((104)) من السنين في الجهة الغربية المقابلة للكرملين ، ولا يفصل بينه وبين الساحة الحمراء سوى شارع موسكو وسوق بني تحت الأرض مما يعني عدم وجود فاصل حقيقي لرؤية الكرملين من داخل حجرات الفندق الشرقية. ويمكن ملاحظة الطراز المعماري القديم الراقي الذي يعكس الحرفية الهندسية والفنية لتلك الحقبة من الزمن . وجميع غرف الفندق أنيقة هادئة في محتوياتها ومريحة للسكن. وقد أمضينا هذا اليوم للتعرف على الفندق والمناطق المحيطة به. وكذلك في صالة الرياضة الصغيرة الموجودة بالفندق.






فندق المريديان


موسكو مدينة عريقة وشوارعها فسيحة وتمتاز بأرصفة واسعة ومقاه متعددة وهي مدينة آمنة تكثر فيها ممرات المشاة ، وتعج شوارعها وممرراتها وأرصفتها بالمشاة. ومما يمكن ملاحظته عدم وجود البدانة بين الروسيين ربما نتيجة للمسافات الشاسعة التي يقطعونها يوميا ذهابا وإيابا. ولكن الاستخدام المكثف للتدخين والسجائر يلقى بأعمال إضافية على بلدية المدينة لتنظيف شوارعها من المخلفات التي تلقى على قارعة الطريق . كما يلاحظ البشاشة والمرح والبهجة تملئ الوجوه على الرغم من شظف العيش وقساوه الحياة والأجواء الباردة جدا في مثل هذا الوقت من السنة((شهر مارس)).
في يوم الأحد الثامن عشر من شهر مارس كان يوم البرنامج الثقافي المعد لنا من قبل الشركة المستضيفة ، وهي زيارة متحف الفنون الجميلة للفنانين العالمية ، ويزور المتحف يوميا بين (10.000 و15.000) زائراً ، ويوجد بالمتحف لوحات متعددة للفنان الهولندي رامبرانت ، كما يوجد أعداد كبيره من اللوحات لمشاهير الرسامين الفرنسيين والايطاليين بعضها من القرن السابع عشر .

في الأوقات المفتوحة تمكنا من زيارة الكرملين ، وهو المكان إلي يحتوي على المكاتب الرئيسة للرئيس الروسي والأجهزة الحكومية المرتبطة به.وحيث أن الزيارة لم تكن الأولى لي ، فإنني اعرف بعض محتويات القلعة الشهيرة المبنيه في القرن الخامس عشر.
وكما قد يعرف الجميع فإن الجدران الخارجية والأبراج العشرين التي تحيط بالكرملين من الطوب الأحمر,أما المباني الحكومية فهي مطلية باللون الأصفر، وكان مرورنا على المبانى المخصصة لأجهزة الحماية وحراس الكرملين ، التي أحيط بها عدد قليل من سبطانات المدافع المستولى عليها من المعارك مع القائد الفرنسي المشهور نابليون.
ثم مررنا على مسافة 20 مترا من المدخل الرئيسي لمكتب الرئيس في طريقنا إلى اكبر مدفع بالعالم ، حيث يزن حوالي 40 طن وهو من عيار 900 ملم ، وقد وضع إمامه الدانات العملاقة التي تزن كل واحده منها 1000 كم , وقد تم التقاط الصور التذكارية مع ذلك المدفع العملاق ، ثم شاهدنا أبو الأجراس الذي يزن 200 طن المصنوع عام 1836 م .




ابو المدافع


شاهدنا بعد ذلك الكنائس السبع الموجودة داخل الكرملين والتي بناها القياصرة في أوقات مختلفة . حيث كانت قلعة الكرملين رمزا للسلطة السياسية والدينية للمذهب الأرثوذوكسي . دخلنا إلى الكنيسة الأولى التي بنيت في القرن الخامس عشر ، وتحتوي على عدد ((19)) تابوتا للرؤساء الدينيين في فترات سابقة ، وحيث أن المذهب الأرثوذوكسي لا يسمح للعامة بالجلوس أثناء تأديتهم لشعائرهم الدينية ، فأنه بني عرشين خاصة بالقياصرة زخرفت بطرق فنية جميلة جدا احداها بني عام 1551م. ومما يلفت الانتباه داخل هذه الكنيسة هو الرسومات والزخارف القديمة والثريات القديمة جدا المصنوعة من الفضية وتزن الواحدة منها 300 كجم وعددها (12) ثريا ، أما الكنيسة الأخرى فهي تحتوي توابيت للقياصرة الروس.
وفي تمام الساعة الثانية عشر فتحت أبواب المتحف الحربي الذي يتكون من طابقين بني لهذا الغرض ويحتوي ((في أولي قاعاته)) على ملابس قديمة لبست أثناء تتويج بعض القياصرة الروس ، ومنها ملابس صنعت في القرن الثاني عشر لأول إمبراطور روسي ، كما تحتوي القاعة الثانية على كراسي العروش المصنعة من العاج أو من الذهب ومزينة بالأحجار الكريمة ، ومنها عرش اهدي من شاة إيران يحوي على (900) حجر كريم.

يلي ذلك التيجانات والصولجانات التي كانت تمثل رموز السلطة الإمبراطورية القيصرية وهي جميعها مرصعه بالجواهر والألماس والأحجار الكريمة.
وفي قاعة أخرى رصت العربات التي كانت تجرها الخيول لتقل القياصرة صيفا وشتاءا والملفت للانتباه هو البذخ الشديد في تجميل تلك العربات.
دخلنا بعد ذلك في القاعة المخصصة للهدايا المقدمة من الملوك ورؤساء الدول الأجنبية ، ومن ضمنها هدية ملك بريطانيا عام 1603 م وهدايا أخرى من ألمانيا وفرنسا وهولندا وغيرها من الدول ، وتشمل أواني وأطقم سفرة لا تقدر بثمن ، وبجوار تلك القاعدة صالة خصصت لتجهيزات الأحصنة والسرج التي زينت بالجواهر والأحجار الكريمة ، وبعض أنواع الأقمشة والسجاد الفاخرة جدا. وقد كان من ضمنها هدية من السلطان التركي قدمت عام1767م ، وهي مرصعة بحوالي 1500قطعة الماس كبيرة ، وهدية أخرى من شاة إيران قدمت عام1633م.
تلي ذلك ملابس رجال الدين وسجاد وملابس قياصرة منهم كاترين الثانية (
إمبراطورة روسيا الثانية عشر من 28 يونيو 1762 حتى وفاتها في ١٧ نوفمبر ١٧٩٦م وهي المانية الاصل استطاعت ان تحكم روسيا بجداره وداهاء ،وقد قيل انها فوجئت بزوجها الذي تزوجته حسب الاعراف القيصرية لكنها وجدته دميما ، عليلا ، غبيا ، وعندما استلم الحكم قرر الزواج عليها فقررت التخلص منه وهكذا فعلت ، ويقال إنها تجسد حقبة الطاغية المستنير) ...المهم اننا دخلنا بعد ذلك لصالة تحوي رسومات وأدوات للمناسبات الدينية بعضها من الذهب الخالص ، ولكن لفت الانتباه ساعة كبيرة هي تحفه فنية رائعة يوجد بداخلها آلة موسيقية لغرف 13 لحنا مختلفا صنعت عام 1806م. وقد كان هناك قاعة خصصت للدروع والأسلحة والخناجر والبنادق من عصور مختلفة ومنها غنائم معركة دارت ضد السويد عام1709م.

زيارة متحف الماس في الكرملين ... في يوم الأحد 25 مارس عدنا إلى الكرملين مرة أخرى ، ولكن لزيارة متحف الماس وكما هو معروف فان روسيا من أكثر الدول المنتجة لمعدن الألماس لكثرة المناجم بها. وقد لوحظ أن الإجراءات الأمنية غاية في التعقيد, والمتحف أنشئ عام 1967م ، بعد أن أحضرت محتويات هذا المتحف من مدينة سان بطريسبيرج. والمتحف مفتوح للجميع بناءً على رسوم تدفع قبل الدخول ، وقد قسم المتحف إلى قاعتين رئيسيتين الأولى تحتوي على معادن الذهب والبلاتين الخام ، والأخرى مخصصة للألماس قسم الذهب والبلاتين يوجد به معادن لم تخضع لعمليات تصنيعية من أي نوع ، فقد أحضر الكثير منها الى المتحف بشكلها الذي وجدت عليه ، وبوجد قطعة هي الأكبر على مستوى العالم وتزن(36) كم وقد وجدت في العام1842م في منجم في منطقة جبال الاورال وقدر ثمنتها تلك الفترة بمبلغ(28100) روبل ، أما اليوم فهي لا تقدر بثمن.
كما أن المتحف يحتوي على مجموعات من المجوهرات تخلب الألباب من القرن الثاني عشر ، وكذلك يوجد تاج الإمبراطور الذي يحتوي على(5000)قطعة من الماس تزن حوالي(3000) قيراط وكان للإمبراطورة كاترين الثانية ، وقد صنع عام 1762م . كانت زيارة المتحف تجربة فريدة من نوعها وكنت أتمنى أن يسمح لي بتصوير تلك المجموعات الرائعة ، ولكن لا يسمح بدخول أي نوع من أنواع الأجهزة.

متحف الفنون الجميلة

المتحف أنشئ عام 1892م من قبل السيد "تريفياكوف" وهو احد التجار الذي كان يهوى جمع اللوحات الفنية في منزلة ، إلى أن قام بتحويله إلى متحف ثم أهداه إلى بلدية موسكو. وقد كان بجوار المتحف كنيسة تم ضمها في وقت لاحق للمتحف الذي يحتوي حاليا على أكثر من( 100.000) قطعة فنية مختلفة ، في صالات تجاوز عددها((115)) صالة مختلفة الأحجام ، ولعل اللوحة الخاصة بمريم العذراء التي رسمت في القرن الحادي عشر هي أقدم لوحة في هذا المعرض. وتلك اللوحة قد تم نزعها من الإطار الرئيسي الموجودة في الكنيسة الرئيسية في الكرملين وأحضرت إلى هذا المكان .
والمعرض يحتوي على صور ولوحات فنية وتماثيل ونحت لنبلاء روس وفنانين وسياسيين. وقد رسمت بعض اللوحات من قبل بعض الفنانين الروس المعروفين ، والبعض الآخر رسمت من قبل منسوبي أكاديمية الفنون الجميلة.
وقد لفت الانتباه لوحة كبيرة (7م × 3م) استغرق رسمها حوالي 20سنة وهي تحكي قصة عن السيد المسيح في نهر الأردن. المتحف يحوي كذلك على لوحات ترسم الحياة العامة في روسيا في فترات مختلفة, فمنها ما يصور الزواج والمعارك والمزارع والأنشطة الأخرى. كما انه يوجد قاعات كبيرة للوحات من القرن الثاني عشر و الخامس عشر الميلادي. وتلاحظ الحالة الجيدة لتلك اللوحات على الرغم من أن زوار المتحف يصل عددهم يوميا ما بين( 3- 5) آلاف نسمه .

جولة حول الكرملين

من زار موسكو وجال داخل الكرملين ، فلا بد له أن يجول حول هذه القلعة المملوءة بالأسرار والآثار ، فإذا كان الخروج من البوابة الغربية ، فإن المنطقة المحيطة عبارة عن حديقة كبيرة يرتادها الآلاف من المتنزهين بشكل دائم ، وفي الجهة المقابلة للبوابة توجد قاعة كبيرة لإقامة المعارض والمهرجانات ، والى الشمال من تلك القلعة بني سوقا كبيرا تحت الأرض ويرتاده الآلاف للتسوق وارتياد المطاعم الكثيرة الموجودة به. والى الجهة الشرقية يوجد نصب الجندي المجهول الذي يتم تتغير الحراسات عليه في عرض يتكرر كل ساعة ويتحلق الآلاف لأخذ الصور التذكارية مع فرقة تغيير الجنود ، ويلاحظ الاختيار الدقيق للحراس من حيث الشكل العام أو من حيث التنفيذ الدقيق للحركات العسكرية أو عملية الحراسة نفسها .




وهذه الحديقة تدعى((حديقة بوابة الاسكندر)) ، بعد الخروج من بوابة الحديقة إلى اليمين توجد بوابة الميدان الأحمر التي تمنع فيها الحركة المرورية ولا تستخدم إلا في المناسبات الرسمية العسكرية ، وهي توصل إلى الميدان الأحمر الشهير الذي ينتهي عند الكنيسة الجميلة جدا((كاثدرائية سانت باسل)) ، وألوانها الجميلة تبين الدقة والروعة الفنية التي نفذت بها هذه الكنيسة التي بنيت في الفترة من (1555م -1561 م) وفي الجهة اليمنى من الميدان يوجد ضريح بريجنيف.





ولكن إلى الجهة المقابلة بني سوق تجاري كبير عمره الآن 124سنة ، وقد بني على أنه سوق وهو من أهم الأسواق وأكثرها شهرة.
يتواجد في المنطقة عدد كبير من مطاعم الدرجة الأولى التي تقدم تشكيلة كبيره من أطباق المائدة الروسية اللذيذة التي تبدأ في العادة بالكافيار الروسي الشهير ، وعادة ما تقدم فنون روسية فولكلورية حيه أثناء تناول وجبة روسية قد تكون مكلفة قليلا ولكنها تستحق ذلك ، ويتواجد في العادة سياح تستمتع بالوقت في أجواء عائلية ممتازة .

وتتعدد المقاهي والمحلات ذات البضائع المشهورة.وبالمناسبة فإن موسكو بها أسواق كبيرة جدا ومراكز تجارية تأخذ الألباب في تصميمها وروعتها ، كما أن أهم الأماكن التي يرتادها الناس هو شارع يسمى(اربات) وهو شارع للمشاة فقط ، تتعدد فيه المحال التجارية وأماكن بيع الهدايا والرسامين وعارضي بعض الحيوانات الأليفة وكذلك المطاعم والمقاهي ، وهو من الأماكن المشهورة جدا سواء القديم أو (اربات الجديد)الذي يتواجد به محال للماركات العالمية المشهورة.



أن من أهم المعروضات على الأرصفة هي الكتب حيث يتضح مدى شغف الروس بالقراءة ، ويندر أن تجدر رصيفا يخلو من بائعي الكتب , كما أن زيارتين لي لمكتبات بيع الكتب رسخ لدى هذا الاعتقاد عن الروس ، فقد كانتا تعجان بالمشترين مع أن الكتب الأجنبية ليس لها نصيب كبير في تلك المكتبات على الرغم أن المكتبة الوطنية تحوي على كتب من كل اللغات.
يندر أن تشاهد في موسكو المتسولين أو ساكني الأرصفة وهي من المشاهدات الهامة هنا, كما انه على الرغم من الاستخدام المفرط للكحول إلا انك لا تجد السكارى الثملين يتجولون على الأرصفة .
من أهم الأماكن التي تستحق الزيارة هو (تل الطيور) وهي منطقة مرتفعة يمكن مشاهدة جميع أرجاء موسكو منها ، ويمكن مشاهدة المباني السبعة المتشابهة التي بنيت في العهد الشيوعي وتعد من اهم معالم موسكو وتوجد وزارة الخارجية في احداها والثاني يحوي جامعة موسكو، وقد خصص لهذا الغرض وهيئ له الوسائل اللازمة للسياح مثل المطاعم والمقاهي وبايعي الهدايا التذكارية. وكذلك فان الحديقة الكبيرة والجميلة التي شيدت بمناسبة مرور خمسين عاما على انتهاء الحرب العالمية الثانية وسميت "حديقة النصر" جديرة بالزيارة وقضاء وقت ماتع بالتجول في أرجائها .

في النهاية على الرغم من إن موسكو من أفضل المدن التي زرتها من حيث الإمكانات والمناطق والأماكن السياحية ، إلا أن هناك بعض المنغصات التي يمكن التغلب عليها مع مرور الوقت ، ومنها صعوبة التحدث في الشارع ، حيث أن كبار السن لا يتكلمون غبر الروسية ، أما صغار السن فقد يساعدون على حل بعض إشكاليات التواصل مع الآخرين. كما إن المدينة يوجد بها بعض النصابين الذين قد يدعون فقد أغراضهم ثم يتهمون الآخرين بالحصول عليها في سعي للاستيلاء على بعض النقود ، ولكنهم قليلين ويخافون تماما من الطلب للذهاب الى البوليس. كذلك فإن موسكو غالية الحياة فيها حيث أن الأكل والمقاهي وبالأخص في وسط موسكو غالية مقارنة بمثيلاتها في الأطراف .
روسيا بلد جميل جدا ، وتاريخها عريق وقديم ومثير للغاية ، الناس فيها ودودين ومحبين للغير ، وهي تتطور في صناعة السياحة باستمرار ، فبعد أن كان الذهاب الى هناك ممنوعا ، اصبحت السياحة تأخذ حيزا في الاقتصاد الروسي ، حيث يصل الرقم حاليا الى حوالي 7 مليون سائح سنويا ، فيها مدن لها تاريخ تستحق الزيارة منها سان بطسبيرج وفولقاقراد ( لينين قراد وستالين قراد) وهناك عدد كبير من المصايف التي تضاهي مثيلاتها على البحر الأسود ....دعوه مني لزيارة هذا البلد الجميل ....



بن جديع
الرياض ص.ب.89027
الاثنين 13/ربيع الأول 1428هـ

السبت، 17 مايو 2008

لماذا استراتيجيات ؟؟


مواقع للدراسات الاستراتيجية في عالمنا العربي شحيحه ، ويمكن ملاحظة ذلك من خلال التجول في مواقع الانترنت التي طرقت كل الاتجاهات إلا الاستراتيجيا، وقد يكون لقلة المختصين في هذا المجال دور كبير وسببا في عدم وجود مواقع متخصصة في العلوم السياسية والاستراتيجية، ولا يعرف سبب واضح لقلة مراكز الدراسات الاستراتيجية في الوطن العربي، وذلك على الرغم من انه يوجد عدد من مراكز الدراسات مثل :


United Arab Emirates Emirates Center for Strategic Studies and Research (ECSSR) / Abu Dhabi, United Arab Emirates


بنظره سريعة للمراكز المبينة أعلاه، يتبين ندرة المراكز المتخصصة في الدراسات الاستراتيجية، وحتى المراكز الموجودة فان دراساتها ليست كما يجب لها أن تكون، وقد يكون لها الحق لعدة أسباب ومنها:
أ‌. عدم اعتماد الجهات المعنية في الحكومات على إنتاج مراكز البحث أثناء تنفيذ سياساتها.
ب‌. قلة القراء في العالم العربي، وعدم ثقتهم في أي نوع من أنواع الدراسات.
ج‌. المستوى الثقافي والتعليمي المتدني للسواد الأعظم من القراء لا يساعدهم في فهم الدراسات.
[1]
د‌. ضعف بعض الدراسات في الطرح والاستنتاج.
هـ. المحاذير الامنيه والسياسية التي يتطلب الخوض فيها للوصول إلى دراسات واقعية.

أما في منطقة الشرق الأوسط (حسب مصطلح ما هان) فانه يوجد عدة مراكز بحث للدراسات الاستراتيجية ومنها ما يلي
:[2]


بينما تهتم كثير من البلدان بمراكز البحث والدراسات ، ويمكن ملاحظة ذلك من التالي :


ألمانيا 13
المملكة المتحدة 20
اليابان 24
الولايات المتحدة 76