السبت، 6 يونيو 2009

زيارة بعض القيادات العسكرية






تعتبر هذه الزيارة من أهم الزيارات التي قمنا بها وقد كانت في التاسع من مارس 2004م، وقد استغرقت الرحلة حوالي 4 ساعات طيران من العاصمة واشنطن دي سي , بدأت بزيارة كلية الطيران في مدينة كلورادوا سيرنج . وتقع هذه الكلية في سفح جبل كبير ولقد لفت انتباهي كبر حجم هذه الأكاديمية التي تحتوي حوالي 4500 طالب . وقد قمنا بزيارة مركز الزوار والمتحف والكنيسة المميزة في بناءها وهي كنيسة لكل الديانات (كنيسة ومعبد ومصلى ) ويعد تصميم المبنى متميزا حيث اعد على شكل أجنحة لطائرات مقاتله ، المؤسف ان المسيحيين واليهود قد أولوا أماكن عبادتهم العناية الكافية من حيث التأثيث وحتى بعض المقتنيات التي احضر بعضها من خارج الولايات المتحدة وهي جميعها من متبرعين من خارج الاكاديميه ، اما المصلى فهو مجرد غرفه يتوسطها سجادة ، إذ أن المسئولين أفادوا بأنهم يولون الجميع نفس المستوى من العناية وهم أيضا لا يمانعون من قبول أي تبرعات ، بعد ذلك تم تناول وجبة العشاء في مطعم الطلاب التي اتضح ان بعضهم قد تخصص في دراسات محددة ومنها اللغوية فقط ، خصص لكل منا طالب يتحدث باللغة الأم للضيف .





في اليوم التالي تمت زيارة قيادة الشمال الأمريكي ومن مهامها تقديم الحماية لأمريكا وكندا من أي اعتداء خارجي ، وكذلك تم وضع مهام أخرى داخلية بعد أحداث 11 سبتمبر ، وتسيطر على قوات وقواعد منتشرة على كامل التراب الأمريكي وتحت إمرة رئيس الدولة ووزير الأمن الوطني ، القوات التي تسيطر عليها من عدة جهات منها (جيش ، برية ، مارينز ، بحرية ، دفاع مدني ، طوارئ ، حرس وطني) وهي قوات نظامية لها قيادة وسيطرة مرتبطة بالرئيس لضمان رد فعل قوي وسريع،وهي قيادة جديدة بمهام كبيرة جدا . ثم زيارة قاعدة شريفر للفضاء ومن هذا المركز يتم التحكم في جميع الأقمار الصناعية العسكرية التي تخدم القوات الأمريكية في جميع أنحاء العالم سواء للاتصالات أو التحكم والتوجيه(24 قمرا ) وستكون 36 قمرا بحلول 2006م . كما أن أجهزة الملاحة في العالم أجمع تستخدم تلك الأجهزة مجانا للتوجيه ولكن بوجود خطأً مقصوداً ، ولمن أراد التخلص تماما من الخطأ المقصود فعليه التوقيع على اتفاقية أمنية مع الجانب الأمريكي على رمز فك الشفرة للأقمار الصناعية .
لقد كانت الزيارة لجبل ( شايون ) العمليات مثيرة جدا حيث تم الدخول في نفق ولمسافة 2 كيلو تقريبا تحت جبل ارتفاعه حوالي 1100متر . ومن ثم الوصول إلى منطقة المركز وهو عبارة عن مدينة صغيرة يقطنها على مدار الساعة حوالي 1000 شخص عسكريين ومدنيين وخبراء ، ولكن قبل الدخول للمركز هناك بوابتين كبيرتين جدا وزن كل منها حوالي 25 ألف رطل يتحركان هيدروليكيا ولا يفتحان مع بعضهما وهما مضادتان للانفجاريات النووية . الأشخاص العاملين لديهم جميع المقومات اللازمة لبقائهم في الداخل مثل مطاعم ومستشفى وخدمات وهم من يتحكم في إنذار الأسلحة الإستراتيجية الأمريكية.
ثم الانتقال بالطائرة إلى مدينة أوماها وزيارة القوات الإستراتيجية الأمريكية التي تتحكم في الترسانة والأسلحة الإستراتيجية النووية وغيرها . يرأس هذه القوة جنرال (4 نجوم ) فريق أول وقد تم إعطاءنا فكرة عن كيفية تسلسل الأوامر ووصول الإنذار .
ثم كانت زيارة مركز معلومات الطقس والأحوال الجوية العسكرية الذي يقوم بدراسة كاملة لجميع المناطق بالعالم وكذلك مناطق تواجد القوات الأمريكية لتقديم معلومات دقيقة على الأحوال الجوية في مناطق عملها .
ثم بعد ذلك تمت زيارة قيادة النقل الأمريكية في مدينة سانت لويس / ميسوري ، وهذه القيادة تقوم بتأمين كافة تنقلات القوات الأمريكية في جميع أنحاء العالم ، وقد تم استعراض كيفية تنفيذ عملية النقل ، والعلاقة مع قادة القوات الأمريكية المنتشرين في العالم والوسائل الآلية المستخدمة لتطبيق ومتابعة الطلبات المتقدمة وقد تمت مشاهدة مركز التحكم في طائرات النقل المتواجدة في العالم .
كما تمت زيارة شركة بوينج وبالأخص مصنع طائرة إف 18 الشهيرة ومنطقة التجميع الأخيرة لهذه الطائرة الفعالة ، ومن ثم تم تقديم إيجاز عن الشركة التي تبيع سنويا ما يزيد قليلا عن 50 بليون دولار في مختلف الصناعات العسكرية والمدنية ، وكذلك عن حركة البيع والخدمة في الشركة .
تم الانتقال بعد ذالك الى مدينة سانت لويس الرائعة ، حيث تمت زيارة المعلم الشهير للمدينة القوس (الأرش) وهو معلم بني عام 1965م ، ويدر دخلا كبيرا من أعداد السياح الذين يرتادون هذا المكان .



وقد كان هذا اليوم مهرجانا أمريكيا سنويا بأحد الابطال الأيرلنديين يدعى (Saint Patrick )، وكانت الاحتفالات غاية في الدقة والروعة ومناسبة يفرح فيها جميع أفراد العائلة يشاركون أما في الحفلات أو في المسيرات أو في المشاهدة ولبس الملابس الخاصة بهذه المناسبة .




الجمعة، 5 يونيو 2009

الرحلة الى سان فرانسيسكو


عندما يأتي ذكر مدينه سان فرانسيسكو يتبادر إلى الذهن مقر الامم المتحده سابقا ، او الزلزال الشهير الي وقع في العام 1906 م ، او أنها المدينة الأكثر تحررا من التقاليد الأمريكية والعادات ، وأنها مدينة البوابة الذهبية ، ذلك الجسر العملاق الذي يمتد على مسافة 2,2 كيلومتر وقد بني في العام 1936م . لكن في زيارتي لهذه المدينة التي كانت في الثامن من رمضان لعام 1424هـ وحتى الرابع عشر منه . كان لي الفرصة الكبيرة في مشاهدة كثير من المعالم والأنشطة التي تجعل من هذه الزيارة ذكرى لا تنسى . حيث بدأت زيارتي لها بجولة على هذه المدينة من إحدى المرشدات وقد كانت الزيارة تعليمية وثقافية لأقصى مدى ممكن . من مشاهداتي ما يلي :
1. بوابة الجسر الذهبي ... كنت أتوقع قبل زيارة هذه المدينة أن جسر البوابة الذهبية هو الأكبر ولكن هو نال شهرته من تاريخ بناءه فقط ، حيث يوجد جسر الخليج (Bay bridge) وطوله ممتد إلى حوالي 8 كيلومتر ، ويتكون من طابقين . كذلك الجسر الأخر الذي يمتد شرقا باتجاه مدينه السيلكون فالى وممتد حوالي 20 كيلو متر . كما أنه يلفت الانتباه كثرة الجسور في هذه المدينة وقد يكون السبب أن المياه تحيط بها من ثلاث جهات .
2. هدوء المدينة ... نلاحظ كذلك عدم وجود زحام كبير للسيارات وقد يكون الفضل للشبكه الرائعة من الحافلات التي تعمل بالكهرباء حيث تغطي المدينة شبكة كبيرة من الأسلاك الكهربائية لهذا الغرض ، وكذلك شبكة أخرى من المقطورات التي تمشي على قضبان حديدية ، وهي ليست قطارات وليست حافلات هي خليط من هذا وذاك ، وعلى الرغم من أن المدينة مليئة بالتلال العالية جدا والمرتفعات والمنخفضات إلا أن السائقين لديهم من الحذر والحرص الكثير حيث لم أشاهد حادثا مروريا واحدا .
3. طبيعة البشر ...الناس هنا أكثر لطفا ورقه فالابتسامة لا تفارق وجوههم وحبهم لمساعدة الآخرين كبير ، وعلى الرغم من أنه يوجد متحف خاص بالمثليين إلا أنه لا يلاحظ أي نشاط في هذه المجموعات بشكل واضح والوضع مماثل لأي مدينه أخرى . المدينة هذه تعتبر من المدن قليلة الحوادث والجرائم على الرغم من كبرها وكبر مساحتها وعدد سكانها .
4. السيلكون فالي ... قمنا بعد ذلك بزيارة مدينة وادي السيلكون فالي التي تبعد تقريبا مسافة ساعة بالسيارة هذه المدينة هي رائدة تكنولوجيا الكمبيوتر فيها تصنع رقائق التخزين وقد كانت الشركة العملاقة ( سيلكون فالي ) مثال كبير على دقة هذه الصناعة وقدرتها الكبيرة ، والملاحظة الجديرة الاهتمام هو أن الأجهزة التي تستخدمها هذه الشركة مصنعه أما في أمريكا أو في إسرائيل .هذه الشركة تسيطر على رقائق أجهزة الحاسب في العالم وهي مسيطر عليها إسرائيل من خلال التقنية التي تبيعها لها .
5. شركة تسجيل ودعم الاختراعات .. هناك شركة أخرى مهمتها الرئيسية هي أخذ الفكرة من صاحبها ثم تحويلها إلى مشروع تجاري ضخم . وهي مجرد وسيط ومحافظ على الحقوق الفكرية والملكية لأصحابها . وقد كان كثير من الشركات مثل E-bay , Yahoo , Fedex وغيرها كانوا من الأفكار التي استطاعت هذه الشركة تحويلها إلى شركات عملاقه.
6. جامعة ستانفورد ... الزيارة لجامعة ستانفورد (Stanford University) العريقة كانت تجربه أخرى رائعة حيث إنها قريبة من السيلكون فالي وقد بنيت عام 1876م والملاحظ أنها بنيت بطريقه المعمار الأسباني القديمة الإسلامية الأصل وهي جامعه خاصة وتحوي على معهد (هوفر) ذائع الصيت لدراسة الحرب والسلام ، وقد صليت الجمعة مع الجالية الإسلامية الكبيرة من الطلاب والذين يزيد عددهم على 250 شخص . كما أني حضرت مباراة دورية لكرة القدم الأمريكية بين الجامعات الأمريكية وكانت مع جامعة أريزونا ، من الغريب تسمية هذه اللعبة بهذا الاسم حيث أن القدم لا تستخدم إلا نادرا أثناء اللعب ، وهي لعبة أشبه بالمصارعة ولكن بين 22 لاعب من كل فريق ، والمهم هو طرح اللاعب حامل الكرة من الفريق المقابل أرضا . كما أن الكرة ليست كروية ولكنها أشبه بالبيضة . المباراة أقيمت في إستاد كبير يتسع إلى 70 ألف مشاهد ومنذ الساعة العاشرة صباحا تواجد الجماهير في المنطقة المحيطة بالإستاد والذي تحول إلى شبه مهرجان أكل ولعب وممارسة بعض الأنشطة يتخللها استعراض لاعبي الفريقين (كل فريق ينزل ب100 لاعب للمباراة ) ، ثم يأتي استعراض فرقه موسيقية من حوالي 200 عازف وعازفه ومعهم المهرجين والراقصين الذين يشكلون دوائر كبيرة للرقص مع المشاهدين . وعلى الرغم من التذاكر غالية جدا (25-45 دولار) لدوري الجامعات اما دوري المحترفين فقد تزيد على ( 85 دولار ) إلا أن الملاعب تمتلئ عن بكرة أبيها . وكان من بين النقاط الملاحظة هو كيفية التشجيع حيث تتم بطريقة منظمة وغاية في الروعة في تشكيلاتها الفنية .و بين الأشواط تقوم الفرق الموسيقية بعروض جميلة جدا .
7. شركه تكنولوجية رائدة ...قمت بزيارة لشركة تسمى(SQI) متخصصة في تكنولوجية المعلومات وهي شركة تصنع المنتجات العسكرية والإلكترونية وأجهزة التحكم وقد تنفذ طلبات الزبون من الرسوم الإلكترونية وخلافه ، وكانت زيارة ممتعة ، أخذنا في جولة على عدد من المدن الأمريكية ورحله في الفضاء جميلة ، ونحن لم نغادر المكان المتواجدين به . من الجدير بالذكر هنا أن إسرائيل أيضا تعد مشارك رئيسي في هذه الشركة التي تخدم بعض الجهات الهامة مثل المساحة العسكرية الأمريكية والقوات الجوية الامريكية وبعض القطاعات العسكرية الأخرى ، والشركات الدفاعية الكبرى مثل ريثيون ولوكهيد مارتن وبوينج وغيرها ، وازدادت قناعتي على الأقل في أهمية وجود مراكز الأبحاث العلمية والدراسات . وإسرائيل أكبر دليل وأنجح مثال لأنها تصرف على معهد واحد فقط ما يزيد على (10) بليون دولار . واستطاعت التحكم في شركات تحكم العالم .
8. سان فرانسيسكو الزراعية ...بالإضافة إلى مدينه السيلكون فالى والتكنولوجيا إلا أن هذه المدينة زراعية على نطاق واسع حيث مزارع العنب تغطي مساحات شاسعة جدا وكما أن الينوى ولاية القمح فإن هذه المدينة في ولاية العنب والتمر والذي يكفي لاحتياج العالم بأسرة من هذه المنتجات ، كما أنه تمت زيارة منتزه الأشجار الكبيرة الذي يسمى منتزة الأخشاب الحمراء (The Redwood National and State Park) وفيه أشجار عملاقة يصل ارتفاع الواحدة إلى 125 مترا في المعدل ويصل محيط جذعها الى 8 أمتار ، وعندها يزول الاستغراب من عدم القدرة على السيطرة على أي حريق يشب في مثل هذه الغابات حيث تستمر الحرائق شهور ما لم يهطل المطر ليخمدها .
9. زيارة مصنع الشوكولاته ...يعتقد الأمريكيون وعلى نطاق واسع بأن المصنع الذي قمت بزيارته والمتخصص بصنع الشوكولاته الأفضل على مستوى العالم ، ولو أن السويسريين والبلجيكيين لهم رأي آخر، ولكن هذه الشوكولاته تعد من أجود أنواع الشوكولاته فعلا . كما أن المطاعم في هذه المدينة مميزة جدا في ترتيبها ومواقعها المختارة جيدا ونوع الأكل الجيد جدا ، ويعد السمك والمأكولات البحرية الأكثر تميزا بحكم أن المدينة على محيط الباسفيك . أيضا فإن الفنادق هنا كثيرة جدا وقد يتخيل للشخص بان الساكن الفنادق حتى تخرج قليلا من المدينة ، حيث توجد الأحياء الراقية الممتدة على التلال وتشكل لوحات فنية رائعة .

كلمة اوباما ...كثر الكلام والتحليلات حولها ...لكن لي ملاحظات مختلفة

حقيقة الرجل هذا لديه قدرات غير عادية ، الكل شاهده يتكلم ارتجالا ...عرف كيف يستخدم بعض المواقف والنصوص الدينية الاسلامية وغيرها في الاماكن المناسبة ...كان الخطاب طويلا (5995 ) كلمه ، تخللها 37 تصفيقا ...ومقاطعة واحده تثني على الرئيس اوباما ، لديه كاريزما غير عادية.
المهم انه اعترف كأول رئيس امريكي بحق الفلسطينيين في دولتهم المستقلة ، طالب بايقاف المستوطنات لدعم مسيرة السلام ، لديه احترام كبير للاسلام والمسلمين ...كان صريحا جدا وبالاخص عندما اعلن بان العلاقات الامريكية الاسرائيلية راسخه ولن تتزعزع ، وهو ما يعني ان العمل سويا (مع الدول العربية والاسلامية) ممكن ولكن لنا(امريكا) مصالحنا ايضا لن نفرط فيها ، كما انها اشاره واضحه الى عمق التحالف الاستراتيجي بين الدولتين (اسرائيل وامريكا) هناك من اعتقد خطأ انه سيعلن تخليه عن اسرائيل ..لكنها سياسة واقعية بالنسبة له ومصلحة امريكية لن تغيرها رغبة رئيس ...الرجل كان واعيا وفاهما ومنفتحا ...وتغلب على من كان يحاول التشويش على خطابه ....الخطاب كان مرتبا منسقا بشكل كبير ....تطرق فيه للعراق ، الارهاب ، افغانستان ، حقوق الاقليات ، مشكلة الشرق الاوسط ، العلاقة بين الاسلام والغرب عموما وامريكا خصوصا .....هل حفظه قبل ان يأتي الى هنا ؟

الخميس، 4 يونيو 2009

الرحلة الى تكساس .

(14-19) يناير 2004م

عندما بدأ الطلب منا الإدلاء برغبتنا للدراسة الميدانية في ولاية تكساس في نهاية شهر سبتمبر 2003م ، كنت قد قررت عدم الذهاب إلى هناك لأني سبق لي أن زرت ولاية تكساس عام 1995م ، بل وقضيت بها ما يزيد عن ثمانية أشهر . ولكن لما شاهدت برنامج الدراسة وما يحتويه من مواقع هامة قررت الالتحاق بها وبعد رحلة دامت 4 ساعات من واشنطن دي سي إلى مدينة هيوستن الشهيرة لفت انتباهي قبل لحظات الهبوط أنني في مدينة مصافي البترول مما جعلني أسرح بعيدا إلى بلدنا الغالي والمنشآت النفطية في رأس تنوره والجبيل . وبعد أن وصلنا إلى الهيلتون تأكد لي أن المدينة صناعية حيث الحياة الليلية المعتادة في المدن الكبيرة غير موجودة على الأقل في المنطقة التي نحن بها .( بالمناسبة يوجد 4 مطارات حول هذه المدينة ) وحيث أنني كنت متعبا جدا من آثار وعكة صحية لا تزال بقاياها . ومن طول السفر بالطائرة فقد قررت أن لا أغادر غرفتي حتى للعشاء. ولم أكن أعرف أنني في الصباح سأواجه يوما مليئا بالعلم والإثارة والاندهاش والإثارة .
1. زيارة ناسا . ( وكالة الفضاء الأمريكية )
هذه الوكالة المدهشة تضع حسابا كبيرا لأي عمل مهما كان درجة أهميته , وقد يستغرب البعض مثل هذا الكلام والأمريكيون لا يزالون يذكرون المأساة الكبيرة لمركبة كولومبيا التي تفجرت أثناء دخولها للغلاف المحيط بالأرض . والذي سبب صدمة للأمريكيين ولكل البشر . المهم أننا كضيوف على المدير العام للوكالة كان استقبالنا في الفندق الذي نزلنا فيه ، حيث اصطحبنا عدد (4) نساء من الشئون العامة للوكالة وبدئوا بنا رحلة الإثارة في الوكالة التي تحتل مكانا كبيرا في منطقة قريبة من هيوستن وهو مجمع ( مركز جونسون ) الذب يعمل به (3000) عامل ، علماء ومهندسين وإداريين ومختصين في كل الحقول ، كما أن الوكالة تتعامل مع (120) شركة مختلفة للتعاقد معها في حقول معينة . وكثير من هذه الشركات لها مواقع داخل المجمع الكبير وبالأخص الشركات الكبيرة مثل بوينج ولوكهيد مارتن وريثيون .
اطلعنا على مراكز التحكم والسيطرة قديمها والجديد منها وهذه المراكز تعمل (24/7/365) بأطقم كاملة في كافة التخصصات . بالمناسبة الشركة لها مواقع في ( موسكو , فلوردا, مركز كنيدي ) وفي ميدان الرمال البيضاء ( وايت ساند ) في ولاية نيو مكسيكو . وكذلك مواقع الإطلاق والهبوط في غرب وشرق الولايات المتحدة وبعض الجزر في المحيط الهادي والأطلسي والأطلنطي ، مراكز التحكم لها عدة مهام في الوقت الحالي بعد أن أوقف برنامج الرحلات إلى أن أعلن الرئيس الأمريكي إعادة البرنامج لإعادة اكتشاف أو الهبوط على القمر وكذلك زحل , ومن المهام ( التدريب ) مراقبة المركبات الفضائية العابرة في الفضاء حاليا . ومراقبة المحطة الدولية الموجودة في الفضاء.
انتقلنا بعدها إلى مركز مسبارات الفضاء ، وقد تم تمكيننا كضيوف مميزين في اليوم للوكالة من الدخول فعليا إلى داخل المكوك الفضائي والجلوس على مقاعد قائد المكوك ومساعدة وكذلك مشاهدة منطقة الخروج من المركبة للسباحة في الفضاء الخارجي . كما شاهدنا أماكن النوم ومستودعات تخزين الغذاء وكذلك دورة المياه والتي تعتبر فريدة من حيث عملها وشكلها . وكما تم مشاهدة مركبة فضاء (كبسولة) روسية متواجدة بالموقع وعلى الرغم من النشاط الكبير لغور أسبار الفضاء من الاتحاد السوفييتي السابق إلا أن هناك فرق كبير في الإمكانيات وفي طريق الأداء والمساحات للرواد ولكنها جميعها تؤدي الغرض المطلوب منها .
انتقلنا بعدها إلى نموذج مطابق تماما للمحطة الدولية التي تشارك بها (14) دوله إلى الآن ، ويمكن تجهيزها بمعامل صغيره تحوي كل ما تحتاجه من أدوات أجهزه واتصال وتحليل وحتى الانترنت متوفرة بها كوسيلة اتصال ، وكذلك أماكن نوم وراحة الساكنين بالمحطة الدولية وجميع الأقسام مرتبطة ببعضها ببوابات صغيره للتنقل بين الأماكن التابعة للدول ، تبقى أن اذكر نقطه تتعلق بإمداد هذه المحطة بالكهرباء حيث تم تهيئه ألواح للطاقة الشمسية لو جمعت لغطت ملعب كره قدم .
ثم انتقلنا إلى مبنى التدريب على السباحة في الفضاء سواء داخل المركبة أو خارجها ، ويتم ذلك من خلال عمل بحيرة داخل مبنى كبير مليئة بأجهزة ومعدات ولوازم كاملة تماما كما يوجد في الفضاء الخارجي ومن حسن الحظ أنه كان يوجد شخص سويدي يتدرب ، وفي غرفة السيطرة يوجد علماء ناسا لمتابعة التدريب ودراسة كل التفاصيل وتحديد المطلوب من الشخص القيام به .
بالمناسبة ناسا قررت بعد حادثة تشالنجر المشئومة في (1986م) أن يكون برنامج تدريب رواد الفضاء على أقل تقدير 7 سنوات وقد يمتد إلى 10 سنوات بحيث يكون رائد الفضاء عالما وقائدا ، وأصبحوا جميعها يحملون درجات الدكتوراه في حقول معينة ، لكن الهدف الرئيسي من الرحلة يحدد من يكون بالمركبة ؟ أثناء انطلاقها بالفضاء.

ثم كانت الرحلة بالحافلة إلى مدينة تبعد حوالي (110 دقائق ) وتسمى محطة الكلية ( كولج ستيشن ) وتمت زيارة متحف ومكتبة الرئيس بوش الأب وكانت زيارة مثيرة . وبالأخص أنه وبالصدفة او قد تكون مخططه وحسب جدول المكتبة حضرنا محاضرة لدكتور ألماني عمل لفترة طويلة في الحقل الدبلوماسي وأخيرا ممثلا لبلده في الأمم المتحدة وكان موضوعة عن أسباب عدم دعم فرنسا وألمانيا للولايات المتحدة في حربها ضد العراق . حيث كان له مفهوم خاطئ لموضوع الإرهاب وعلاقته بالدول العربية الإسلامية ، وكانت المداخلات معه من قبل الطلاب المسلمين (الضيوف) محل ترحيب الأمريكيين الموجودين .
في اليوم التالي تمت زيارة جامعة تكساس (ايه أند ام) او ( الهندسة والزراعة ) و ( مدرسة الرئيس بوش ) للعلوم السياسية والعلاقات الدوليه ، الجامعة تعتبر من الجامعات العريقة في الولايات المتحدة مثلها مثل جامعة تكساس وستانفور والينوي وهارفار . وقد بنيت وبدأت الدراسة بها عام (1876م) وتحتل أكبر مساحة لأي جامعة في أمريكا (5200) هكتار. يدرس بها سنويا ما بين (45000_50000 ) طالب يتواجد بها (3853) طالب من(120) دولة ، ولها فروع في عدة دول فتح أخرها في دولة قطر عام 2003 م ، بها عشر كليات تدرس أكثر من (160) حقل متخصص تصرف سنويا ما يزيد عن (400) مليون دولار للأبحاث والدراسات ولها حاليا أكثر من (600) بحث أو دراسة في أكثر من (80) دولة تعتبر مدرسة (جورج بوش الأب ) فرع من الجامعة وهي مدرسة متخصصة لمنح درجتي الماجستير والدكتوراه في عدة حقول منها الإستراتيجيات وقضايا الأمن القومي , العلاقات الدولية الإرهاب وخلافة الغريب أن 25% من الدارسين هم في الأساس من الحاصلين على درجة الماجستير و 50% من حملة شهادة الدكتوراه ولكن الأسلوب والبيئة تدفع الكثيرين لطلب الالتحاق بها .
2. زيارة قوات الاحتياط الوطنية :
في مدينة فورت وورث القريبة من دالاس . تمت زيارة قاعدة تدريب الاحتياط الوطنية وحيث أن سبق أن قدم لنا تعريف عن هذه القوات إلا انه بمشاهدة كيف تعمل تلك القوات التي يتم تجمعها من مختلف القوات المسلحة ولها مهمتين في السلم والحرب إلا أن الملفت للانتباه وهو كيفية تسلسل أوامر السيطرة لها . فهي ترتبط من جهة بحاكم الولاية المتواجدة فيها القوات ( منتشرة قواعدها في أكثر من ولاية ) لتقديم بعض المهام ودعم الجهات الحكومية الأخرى في الولاية . كما أنها ترتبط بقيادة تلك القوات في البنتاجون لكثير من المهام على المستوى القومي ومنها دعم القوات الرئيسية في ميادين المعارك ، وكذلك دعم القواعد الأخرى في الولايات الأخرى ضد الكوارث وما شابة . كل قوة من القوات تدعم القوة الاحتياطية بالمال والمعدات وقد تطلب منها القيام ببعض المهام , وتختص مهمة قائد القاعدة في تنسيق جهود ومتابعة التدريب لمسئولي القاعدة .
3. مشاهدة مهرجان الروديو :
سبق لي أن شاهدت برنامج الروديو عام 1995م في ولاية نيو مكسيكو ، وكذلك تابعت أكثر من مرة هذه المسابقات في التلفزيون ولكن كانت هذه المرة تختلف تماما عن سابقاتها . حيث أن المسابقة هنا تعتبر مهرجانا ومناسبة لإمتاع العائلة أطفالا وكبارا . وكذلك فرصة لبيع أو شراء كثير من المنتجات الزراعية بالأخص الحيوانية من أبقار وخيول وأغنام ومنتجاتها والصناعات الداخلة في إنتاجها أو تربيتها أو أي استخدامات أخرى لها . تم وضع مدن وملاهي ترفيهية كبيرة جدا في منطقة العرض أولاها لأطفال وأكبر فيها للكبار وحتى يمكن فقط مشاهدتها دون المشاركة فيها يحتاج الشخص إلى أن يتردد على هذا المكان من يومين إلى ثلاثة أيام بمعدل (2_3) ساعات فقط حتى يتمكن من مشاهدة كافة المعروضات .
أما بالنسبة عرض المسابقات فقد بني مبنى كبير تماما مثل الملاعب الرياضية ( كرة القدم , وكرة السلة) وهو مغطى ووضعت حواجز كحماية الجماهير . ويتسع إلى (1200) شخص . وقد بدء العرض بدخول حوالي ( 20) فارسة على خيولهم بسرعة وعرض مدهشين ، دخلن وهن يحملن أعلام أمريكا وتكساس وقد كانت فقراتهم في بداية ونهاية الحفل غاية في الإمتاع والفروسية الحقة . لقد كان تجاوب الحصان للفارسة وتنفيذ المطلوب منه مثار إعجاب الجميع . ثم بدأت الفرق المشاركة بالدخول فقط لتعريف الجماهير بهم وكل فريق له ألوانا خاصة وطريقة رائعة للدخول لأرض الميدان ثم بدأت فقرات المسابقة التي يحكمها ما بين (5_10) محكمين حسب طبيعة اللعب . استمرت المسابقة لحوالي 3 ساعات كانت جميعها مشوقة بأفكار أساسها بسيط للغاية ( كحلب البقرة أو فرز القطعان عن بعضها أو تعليم وكوي البقرة وهكذا ) ولكنها ( المسابقة ) تتم بطريقة رعاة البقر ( كاو بوي ) التي تتسم بالرجولة والشجاعة وقوة التحمل واللباقة البدنية العالية وقوة الشكيمة والبأس ) ويتضح أن هذه الرياضة الجميلة محبوبة جدا خاصة هنا في تكساس لأن قيمة التذكرة عالية نسبيا ولكن كان الملعب مليئا على الآخر . لقد كانت قيمة التذكرة ( 18دولار ) للشخص الواحد ما يزيد طبعا على 68 ريلا سعودي .
أخيرا ستظل زيارة تكساس عالقة بالذهن خاصة أنها كانت في شهر يناير حيث كان الجو فيها ممتعا للغاية بعد أن وصلت درجات البرودة في واشنطن إلى مستويات منخفضة جدا .

الرحلة الى الصدع العظيم (Grand Canion) اريزونا .


استغرقت الرحلة بالباص من سانت أفي / نيو ميكسكو إلى القراند كانيون (Grand Canyon)حوالي(7) ساعات مررنا خلالها على مدن جالوب /(يوجد بها جالية فلسطينية كبيره ، وفيها مهرجانات للهنود الحمر ممتعة وتستاهل الزيارة) في نيوميكسكو وفلاج استاف / اريزونا (هذه المدينة يحتضنها جبل كبير وهي من اجمل المدن الامريكية ), وحيث أنه سبق لي زيارة هذا المكان من قبل فلم يكن جديدا علي, ولكنه لوحظ تغير كثير من الخدمات وطالته يد التطوير من قبل المسئولين في أريزونا ، ولقد أستغل هذا المكان الطبيعي بشكل عملي اقتصادي فعال ، وهيئ له كل السبل التي تمكن السائح من غبر أسرار هذا المعلم الكبير , وحيث أن الأذواق دائما تختلف وكذلك القدرات المادية والبدنية فإنه يوجد عدد كبير من الخيارات للقادمين من كل أنحاء الولايات المتحدة ومن خارجها . فهناك من يستطيع النزول إلى أعماق الوادي الكبير مجري نهر كلورادوا في رحلة على الأقدام أو باستخدام البغال قد تستمر 4 ساعات نزولا . حيث ان المسافة تصل إلى 12كم ولكن العودة قد تستغرق 6_8 ساعات حسب القدرة . ويمكن بالتأكد العودة من أي نقطة يرى فيها ذلك الرحال عدم قدرته على الاستمرار في النزول . أما لمن يرغب في البقاء والتخييم ليلة واحدة في الوادي ، فلا بد من الحصول تصريح مكتوب من السلطات المعنية .
أما الخيار الثاني فهو السير على حافة ذلك الجبل في طريق تم وضعه لمن يحب أخذ الصور أو المشاهدة والمسافة قد تصل إلى 15 كم مترا . يتخللها محطات لنقل المتعبين إلى النقاط التي جاءوا منها بحافلات مجانية خصصت لهذا الهدف . وقد تمكنت من سير 12 كم والتقطت مجموعة من الصور بالكاميرا الخاصة بي .
إن هذه الوسيلة في رأيي هي الأفضل لما فيها من قدرة كبيرة على تركيز التأمل والمشاهدة .إن عمل كهذا يعد دافعا كبيرا على تأمل قدرة وإعجاز الخالق جل وعلا فسبحانه الخالق البارئ . ولكن لمن أراد أن يستفيد بالسير على الطريق المحدد الانتباه لمخاطر الوقوع , حيث أن من تزل قدمه قد يهوي مسافة 500_ 1000 م قبل الوصول إلى الأرض ولن يصل له إلى الحيوانات المفترسة والنسور المتوفرة بكثرة في هذه المنطقة. وأخيرا فإن لمن لدية القدرة المادية فبإمكانه استجار طائرة مروحية في رحلة قد تستغرق 45 دقيقة لمشاهدة هذا المعلم من الأعلى وهي رحلة ممتعه جدا ، ولكنها تتم على ارتفاع معين مما يفقد المشاهد بعض المواقع الهامة , كما أن عملية التمعن غير ممكنة أيضا .
ولكن الجميع يمكنه التمتع بمشاهدة الشمس في طلوعها وغروبها وتغير الألوان الرائعة من أماكن متعددة , وقد تم اختيار مواقع مطلة على الجبل والنهر أنشئ عليها مطاعم واستراحات فيها ما لذ وطاب ورخص ثمنه مقرونا بمتابعة جميلة لهذا الصدع العظيم .

رحلة لوس أنجلوس .



تمت هذه الرحلة خلال الفترة من 11-16 فبراير 2004م ، وكان الهدف الرئيسي من هذه الرحلة هو الاطلاع على مجال آخر من مجالات الاستثمار الصناعي الناجح ، وكما هو معروف فان هذه المدينة هي مدينة صناعة السينما العالمية الأولى .وكذلك موطن الترفيه العائلي الأكبر في العالم . كانت مدينة السينما في الشمال الأمريكي وبالتحديد في مدينة فيلادلفيا ( نيويورك ) ولظروف الطقس الذي لم يكن يسمح بالتصوير إلا في أوقات معينة من العام تم الانتقال الى هذه الضاحية . أما المكان الجديد (هوليود) القريب من لوس أنجلوس فهو يسمح التصوير فيه على مدار العام . وقد تقسمت الزيارة إلى ما يلي :
1. زيارة شركت (وارنر برذر )الأخوين وارنر . وهي اكبر الشركات المصنعة للأفلام . ويتم تصوير 25 فلما سنويا كحد أدنى . وقد قامت الشركة بإنشاء مدينة للتصوير خاصة بها (مباني، شوارع ، أسواق ، مستشفى ، وهكذا ) . يدخل هذه المدينه حوالي 000 20 شخص للعمل أو تامين متطلبات التصوير والدعم المادي والتقني للإنتاج . لقد تم شرح كيف بدأت الفكرة الى ان اشتهرت وإلى أين أصبحت كما هي الآن معلما كبيرا من معالم السينما وشرح لنا رئيس مجلس إدارة الشركة الكثير من الصعوبات ولكنه ذكر من أهم عوامل النجاح والتطوير هو المنافسة وحرية العمل البعيدة عن أعين السلطات .
2. زيارة محطة التلفزيون (ktlas)وهي محطة تلفزيون محلية إحدى الشركات التابعة للتربيون الإعلامية المعروفة .وفيها أيضا يتم تصوير كثير من البرامج التلفزيونية الشهيرة في الولايات المتحدة الأمريكية وهي تقع في المقر الأساسي القديم لشركة (وارنر برذر ) .رغم الدخول إلى الاستوديوهات المتعددة و استوديو البث و استوديوهات البرامج الحية وقد تم إيضاح إن الإنتاج الجيد الجذاب للمشاهدين و من ثم الإعلان هذا أهم المحفزات الرئيسية لاستمرار المحطة, كما تحدث كبير مذيعي المحطة أن الإعلام يتحكم في أمور متعددة تهم حياة الأمريكيين وتهم أيضا جميع دول العالم ، وضرب مثال في قدرة الإعلام على تسليط الضوء على شخصية ما ، مما يمكنها السيطرة على أصوات الباحثين ومن ثم الوصول الى اعلى هرم السلطة في أحيان كثيرة.
3. زيارة شارع النجوم المعروف في وسط لوس أنجلوس وهو شارع تم وضع نجوم على أرصفته يتم وضع أسماء بعض الممثلين المشهورين لتخليد أسماءهم . مع أنها كفكرة غير مقبولة في كثير من المجتمعات لأنها تداس بالأرجل وبشكل غير منقطع لكثرة الحركة في ذلك الشارع إلا أنها تعتبر لدى ألوف الأمريكيين تكريما كبيرا لذلك الفنان .
4. تحويل رأس المال من الزراعة إلى التجارة : كان محاضرنا رجل من أكبر أثرياء المدينة وقد يكون من أثرياء العالم ، حيث استطاع تحويل الأراضي الزراعية التي ورثها إلى سلسلة كبيرة جدا من الأسواق المركزية , والفنادق العالمية المشهورة , وكان يركز على عوامل متعددة للنجاح منها :
أ. توفير الجو المناسب لاستثمار .
ب. عدم التردد في اتخاذ القرارات الصعبة .
ثم تم الانتقال على إلى شركة عقارية عالميه يتراوح عدد الموظفين في المقر الرئيسي للشركة حوالي 1800 عامل وقد بدأت الشركة مع أنها تدار فعليا من قبل ابنة .
5. شركة رجستر . شركة إعلامية ذات نهج لبيرال (صرف) وتدعوا إلى كثير من الحريات وتقليل سلطات القوانين الحكومية . ولها مواقف كبيرة ومعروفة من عدة قضايا تهم المواطن الأمريكي ومنها موقف ضمن الحرب في العراق وآخر ضد مشروع الوطنية الأمريكية والذي حدت كثير من قوانينه من الحريات الأساسية للفرد الأمريكي الذي كفلها الدستور .هذه الشركة لا تدعوا إلى حرية مطلقة وبالأخص ما يتعلق بحياة الأمريكيون والمحافظة على بعض القيم التي تهتم بها العائلة الأمريكية .
6. زيارة مدينة ديزني المشهورة : تم الإفطار في النادي الخاص جدا بالشركه المعروف بالرقم 33 وهذا النادي مخصص للإدارة العليا للمدينة , وقد تحدث إلينا رئيس قسم الهندسة في المدينة ، حيث بدأت الشركة عام 1955 بفكرة بسيطة من والت ديزني ولكنها طموحة . يعمل فيها يوميا 155 ألف عامل وذلك في كل المدن التابعة لهذه الشركة ومنها (يورو ديزني , يابان ديزني ) إن من أهم النقاط هو أن الاعتماد الرئيسي للشركة هو على السياحة الداخلية وأن التأثير بسيط جدا من قلة السياح الأجانب وبالأخص بعد أحداث 11 سبتمبر . ديزني كليفورنيا بالأخص لا يمكن طمسها من الذاكرة لما فيها من تخيل وإبداع من التنفيذ وسلامة ومغامرة .

الرحلة الى تينسي



بدأت الرحلة بتاريخ 28 يوليو 2003م واستمرت لمدة 5 ليالي وكان أول معلم تمت زيارته هو مستشفى (سان جود) في مدينة ممفيس عاصمة الولاية ، وهو مستشفى ومركز أبحاث أمراض سرطان الأطفال هذا المستشفى الخيري بني من قبل مهاجر عربي من سوريا وللمستشفى شهرة عالمية للقدرات العالية للأطباء ولأنه يقوم بالعلاج وإسكان المرافقين مجانا لفترات تصل إلى سنتين لطول فترة علاج بعض الحالات.

وكان من أهم ملاحظاتي أن أعلام الدول التي يتعامل معها المستشفى ترفرف في المستشفى ، ورأيت علم بلدنا يرفرف هناك, كذلك فإني لاحظت في مركز المستشفى كتابات بالعربية وآيات قرآنية على الرغم من أن باني المستشفى لم يكن مسلما.

ثم قمنا بزيارة المتحف الوطني للحقوق المدنية الذي هو في الأساس فندق وقد تم اغتيال داعية الحقوق المدنية المعروف( د. ما رثن لوثر كبنج) الذي قاد الحركة الوطنية للحقوق المدنية للسود على وجه الخصوص.
ولم يبقى من الفندق إلا الغرفة التي اغتيل فيها الدكتور كينج وقد ابقيت بكامل تجهيزاتها. المتحف يعطي فكرة كاملة عن المعاملة السيئة التي كان البيض يعاملون بها السود في أمريكا ومنها طرق التفريق ووسائل الفصل في الأماكن العامة مثل الباصات والمطاعم والمدارس وغيرها.

لقد نزلنا بفندق تاريخي بني في العام 1869م ثم جدد في عام 1925م ويتكون من (14)طابق ويدعى (بيدي) ويعد من أغلى وأضخم الفنادق ويتميز بوجود عرض يومي صباحي ومسائي لطائر البط حيث يقوم برحلة على الفرش الأحمر بقيادة قائد مخصص لهذه المهمة ، حيث يلبس لبس خاص ويحضر هذه الحفلة اليومية أعداد كبيرة من نزلاء الفندق ومن السياح الآخرين.
تتميز مدينة ممفيس بأمنها وأخلاق أهلها وهي مدينة وادعه آمنة ومميزة في مطاعمها وأنشطتها الليلية وينتشر في شوارعها فرق موسيقية استعراضية وبكثافة ، خصوصا أن هذه المدينة هي مدينة الموسيقار والمطرب المشهور (الفيس بروسلي) الذي اعد له متحف كبير يزوره يوميا ما لا يقل عن(15) ألف زائر ، وهذا المتحف هو المنزل الذي كان يقطنه هذا المطرب وتم إحضار الطائرات الخاصة به إلى داخل المتحف وفتحت للزوار ثم قمنا بزيارة متحف نهر المسيسبي الذي يستعرض تاريخ النهر منذ نشأته وهي تجربة رائعة.
ثم قمنا بزيارة مقر الشركة العالمية المعروفة (فيدرال اكسبريس) وتمتلك الشركة أكثر من 1600 طائرة شحنة كبيرة ولها مطارها الخاص ، وتعد ممفيس المقر الرئيسي للشركة ، وتصل إليه جميع الخطابات والإرساليات من داخل الولايات المتحدة ثم يعاد شحنها بطريقة أوتوماتيكية رائعة ، يعمل في منطقة الخدمات عدد(85000) عامل في كل وردية عمل للتحويل والتنزيل فقط.
ثم غادرنا بالباص إلى مدينة (ريبلي) الصغيرة التي تقع على الضفة الشرقية لنهر المسيسبي وهي مشهورة بإنتاجها الزراعي الوفير للحبوب والخضروات والطماطم على وجه الخصوص, كما أنه يوجد بها مصنع النوافذ و الأبواب ذو الشهرة العالمية (مار فن وندور). وقد تم إطلاعنا على الإجراءات القانونية التي يتم بها محاكمة و سجن المجرمين في احدى المحاكم ، ويوجد بها أحد أكبر السجون وأكثرها حراسة في الولايات المتحدة.

ثم تعرفنا على شبكة كهر بائيه تزود عدد كبير من الولايات الامريكية بالطاقة الكهربائية من خلال نظام توصيل غاية في الدهشة. وقد كان نزولنا في منازل أشخاص من أهل ريبلي الذين كانوا غاية في اللطف والكرم ولقد أمضيت ليلتين في منزل أحد أثرياء المدينة وكان رجل ذا خبرة وحكمة ودراسة واسعة بالوضع الدولي والأحداث العالمية وهو ديمقراطي أصيل وصديق حميم لنائب الرئيس الأمريكي السابق بل كلينتون ( السيد الجور) وكعادة الديمقراطيين فقد كان معاديا حقيقيا لسياسات الرئيس بوش ولكنة محبا كبيرا لبلده داعما لسياساتها المختلفة وبالأخص في حرب أمريكا على الإرهاب بصرف النظر عن الإدارة القائمة في البيت الأبيض.
وقد كانت تجربة صيد السمك (jug fishing ) التي قمنا بها ولم نتمكن من صيد أي سمكة ررائعة ومثيره للغاية ، مكثنا أربع ساعات في النهر الكبير ( المسيسبي ) وهي من الأوقات الممتعة و التجارب والمناسبات التي لا تنسى وكانت عبارة عن رمي علبة مفرغة من الهواء وبطرفها خيط نايلون معلق به صنارة لصيد السمك , وهذه العلبة تظل طافية على ظهر الماء وبمجرد صيد السمك تصعد وتهبط هذه العلبة كمؤشر على نجاح القبض على السمكة.

الثلاثاء، 2 يونيو 2009

هل نحن اكثر انشغالا من الرئيس الامريكي ؟



قام الرئيس الأمريكي باراك اوباما وزوجته ميشيل اوباما بزيارة خاطفه إلى نيويورك لتناول وجبة العشاء في مطعم شعبي معروف هناك (Blue Hill) ثم حضور عرضا في البرودواي (Joe Turner's Come and Gone)، الجميع يعرف مدى انشغال رئيس اكبر دولة وتعدد مهامه ، لكنه يجعل لعائلته وقتاً خاصاً بهم يجلس معهم ، ويأخذ زوجته لتناول طعام العشاء وقضاء بعض الوقت معها .
قبل شهر تقريباً قام هو وزوجته أيضاً بتناول طعام العشاء في أحد المطاعم في واشنطن ، كاسراً كل البروتوكولات والإحترازات الأمنية ومتحملا مضايقات العامة والصحفيين المتربصين .
نحن نحتاج إلى أن نقوم بتخصيص أوقات لزوجاتنا والجلوس معهن في مطعم أو حديقة أو أي مكان ، بعيداً عن البيت والأولاد ، هن يقمن بإدوار كبيرة في حياة كل منا ، وذلك لتحقيق الهدوء والسكينه والطمئانينة ، وأدوار كبيرة قي متابعة الأبناء وإدارة شئون البيت ، إلا يجب تخصيص وقت خاص لهن ؟
الكثير منا يخصص وقت للزملاء والأصدقاء والجلوس معهم في المقاهي والاستراحات ، بل أن البعض يقوم ذلك بصفة شبة يومية ، ولو سألته عن المطاعم والأماكن الصالحة لوجبة أو جلسة هادئة مع الزوجة لما أجابك !! .
والمشكلة الأكبر انه يوجد أزواج يتحرجون من الخروج مع زوجاتهم ، وتركوا مهام يمكن أن يؤدوها مع زوجاتهم مثل ( التسوق ) للسائقين والخدم ، فزاد الجفاء والغربة بين الزوجين .
لماذا لا يكون لدينا يوماً خاصاً بالخروج مع الزوجة والجلوس معها بمفردها ، وخاصة أن لدينا أياماً لأمور تافهة ولا تشغل لنا بالاً ، أو أنها لا تصل في أهميتها الى مستوى ترسيخ العلاقة الزوجية وتمتين عراها ، وفي الوقت نفسه تزداد حالات الطلاق حيث بلغت في العام 1428هـ الى ( 25697 حالة طلاق ) وذلك حسب التقرير الصادر من وزارة العدل .

الاثنين، 1 يونيو 2009

قراءة في كتاب (مدينة على جبل)

مدينة على جبل
عن الدين والسياسة في أمريكا
لطارق متري

· يقع الكتاب في ( 183) صفحة من القطع المتوسط ، وهو يتحدث عن علاقة الاجهزه الحكومية الامريكيه بالدين ، وتأثير ذلك على السياسات الخارجية لأمريكا .
· في بداية القرن التاسع عشر وعندما زار الفرنسي (الكسي دوكفيل ) الولايات المتحدة لاحظ أن للدين حيوية كبيره هناك ، وان هناك ارتياد كبير لدور العبادة ، مع وجود تعدد كبير للمذاهب والديانات .
· هناك فصل تام بين الدين والدولة في أمريكا ، ولكن ذلك لم يلغي البعد الديني للسياسة ، حيث أن الانتماء الديني يلعب دورا حاسما في كثير من القضايا السياسية ، كما أن الرئيس دائما ما يلقي القسم الرئاسي "أمام الشعب وأمام الله ".مع أنه لم يتم تحديد نوع الدين ولم يرد اسم المسيح ولا يسمح بذلك ، على الرغم أن المسحية هي الديانة الأكبر في أمريكا .
· نشر عام 1988م في موسوعة الأديان الامريكيه أنه يوجد (1586) جماعه دينيه مختلفة منها (700) سمتها الموسوعة الأديان غير التقليدية ، أي أنه يتعذر تصنيفها بمذهب او دين معروف .
· في دراسة نشرة عام 2000م ذكر أن (140) مليون أمريكي ينتمون إلى جماعات دينية معروفة ، منهم (66)مليون نسمة (مسيحيين بروتستانت) ، (62)مليون(مسيحيين كاثوليك) ،(6)ملايين يهود ، (4) ملايين مورمون (1.6) مسلمين (200)ألف ديانات شرقية مختلفة مثل (السيخ, بوذية, هندوس, وغيرهم) .

يلاحظ من هذه الدراسة نقطتين هامتين وهما:
* أعداد الديانات الأخرى قليلة كالمسلمين ، حيث أن هناك إحصاءات تذكر أن عددهم أكثر من (6) ملايين نسمة ، وذكر التقرير أن ذلك يتم عنوة ، حيث يتم تضخيم بعض الديانات لأهداف انتخابية بحتة.
* أعداد اليهود (6) ملايين ، ولكن التقرير يذكر أنهم ليسوا باليهود المتمسكين بديانتهم وعاداتهم ، وذكر التقرير بأنه في أواخر القرن التاسع عشر ، هاجر عدد من اليهود ألمانيا إلى أمريكا ، وقاموا بإدخال تعديلات جوهرية على عاداتهم وتقاليدهم الدينية لتتلاءم مع المجتمع الأمريكي الجديد بالنسبة لهم ، وهم لا يعيرون اهتماما بأرض الميعاد ، بل أن المحافظين الإنجيليين أكثر إيمانا بأرض الميعاد منهم.

· المسلمين وحسب بعض الإحصاءات تصل أعدادهم إلى (6,5)مليون نسمة ، نصفهم من المسلمين الأمريكيين السود , (15%) من أصول عربية ، (35%) من أصول أسيوية.
· تأسست ((امة الإسلام)) في ثلاثيات القرن العشرين على يد (ولاس فرد) ، ثم أعلن تلميذه ((اليجا مجمد)) انه نبي وقائد جماعة فاضلة ، انضم إليها(مالكوم اكس) الذي دعا إلى مواجهة العنصرية ضد السود ، ولكنة اختار طريقا عنيفا عكس(د. لوثر كينج) داعية الحقوق المعروف الذي قتل في فندق بممفيس (تينسي) ، وما لبث (السيد الكس) أن حج وخرج بعدها من جماعة امة الإسلام ، والتزم مذهب أهل السنة والجماعة حتى تم اغتياله عام1965م .
· ذكر (30%) من الأمريكيين في استطلاع لمحطة (ABC NEWS) في عام 2002م أن المسلمين لا يحترمون المعتقدات والديانات الأخرى. ويعتقد(23%) من الأمريكيين أن الإسلام يحض منسوبيه على العنف.
· تعريف الحرب العادلة يحضي بجدلية كبيرة بين أطياف المجتمع الأمريكي ودياناته المختلفة ، وظهر ذلك جليا بعد قرار الحكومة غزو العراق ، ولكن المصلحة الوطنية العليا للدولة كانت هي الأساس بعيدا عن كل العبارات الأخرى ، وذلك على الرغم من الرسالة التي وجهها (48) من رؤساء الكنائس المسيحية للرئيس (بوش الابن) ، تحذره فيها من القيام بأي عمل عسكري ضد العراق لعدة أسباب ذكرت في الرسالة ..أهمها انها حرب غير عادلة .
· كان الحقاني المسيحي الأمريكي (وليام بلاكستون) أكثر حماسة من اليهود أنفسهم لعودة اليهود إلى فلسطين ، وقد زار المستوطنات اليهودية عام 1880م ، ثم عاد إلى شيكاغو وهو أكثر تصميما للمساعدة في تعزيز الاستيطان ، ونظم عام 1890م أول مؤتمر يهودي لهذا الغرض.
· كان الحقانيين الأمريكيين أكثر فرحا من نتائج حرب عام 1967م ، لان خريطة إسرائيل بدأت أقرب لتلك الدولة التي يرسمها كتابهم المقدس ، ولأول مرة منذ عام 72م تقع القدس بالكامل تحت السيطرة اليهودية.
· ((قليل من العدوان للسامية مفيد لليهود)) هذا ما يقوله اليهود الأمريكيين للضغط على حكومتهم ، وتمرير بعض السياسات بل وتبنيها من قبل الحكومة الأمريكية ، وحتى ينالوا كامل حقوقهم في ميادين الحياة المختلفة في امريكا.
· في عام1951م كان الرقص غير مقبول أخلاقيا في أمريكا ، وفي عام 1982م لم يعترض احد على الرقص ، وفي عام1951م أعتبر شرب الخمر خطيئة من قبل 98% من المستطلع رأيهم ، وانخفضت النسبة إلى 17% عام 1982م ، وفي عام 1951م ذكر50% أن مشاهدة الأفلام العادية من إنتاج هوليود غير مقبول أخلاقيا ، ولم يقل ذلك أي شخص في استطلاع 1982م ، على الرغم من أن لم يتغير شيء بالنسبة للنصوص الدينية ، مما يدل على تأثير المدنية في حياة البشر، وتغير الآراء حول نفس القضايا مع تغير الزمن .
أخيرا فان الكتاب يحتوي على عدد كبير من المواضيع الجدلية التي لا ينهي الحديث عنها ، و لن ينتهي....وهو جدير بالقراءة .