الاثنين، 1 يونيو 2009

قراءة في كتاب (مدينة على جبل)

مدينة على جبل
عن الدين والسياسة في أمريكا
لطارق متري

· يقع الكتاب في ( 183) صفحة من القطع المتوسط ، وهو يتحدث عن علاقة الاجهزه الحكومية الامريكيه بالدين ، وتأثير ذلك على السياسات الخارجية لأمريكا .
· في بداية القرن التاسع عشر وعندما زار الفرنسي (الكسي دوكفيل ) الولايات المتحدة لاحظ أن للدين حيوية كبيره هناك ، وان هناك ارتياد كبير لدور العبادة ، مع وجود تعدد كبير للمذاهب والديانات .
· هناك فصل تام بين الدين والدولة في أمريكا ، ولكن ذلك لم يلغي البعد الديني للسياسة ، حيث أن الانتماء الديني يلعب دورا حاسما في كثير من القضايا السياسية ، كما أن الرئيس دائما ما يلقي القسم الرئاسي "أمام الشعب وأمام الله ".مع أنه لم يتم تحديد نوع الدين ولم يرد اسم المسيح ولا يسمح بذلك ، على الرغم أن المسحية هي الديانة الأكبر في أمريكا .
· نشر عام 1988م في موسوعة الأديان الامريكيه أنه يوجد (1586) جماعه دينيه مختلفة منها (700) سمتها الموسوعة الأديان غير التقليدية ، أي أنه يتعذر تصنيفها بمذهب او دين معروف .
· في دراسة نشرة عام 2000م ذكر أن (140) مليون أمريكي ينتمون إلى جماعات دينية معروفة ، منهم (66)مليون نسمة (مسيحيين بروتستانت) ، (62)مليون(مسيحيين كاثوليك) ،(6)ملايين يهود ، (4) ملايين مورمون (1.6) مسلمين (200)ألف ديانات شرقية مختلفة مثل (السيخ, بوذية, هندوس, وغيرهم) .

يلاحظ من هذه الدراسة نقطتين هامتين وهما:
* أعداد الديانات الأخرى قليلة كالمسلمين ، حيث أن هناك إحصاءات تذكر أن عددهم أكثر من (6) ملايين نسمة ، وذكر التقرير أن ذلك يتم عنوة ، حيث يتم تضخيم بعض الديانات لأهداف انتخابية بحتة.
* أعداد اليهود (6) ملايين ، ولكن التقرير يذكر أنهم ليسوا باليهود المتمسكين بديانتهم وعاداتهم ، وذكر التقرير بأنه في أواخر القرن التاسع عشر ، هاجر عدد من اليهود ألمانيا إلى أمريكا ، وقاموا بإدخال تعديلات جوهرية على عاداتهم وتقاليدهم الدينية لتتلاءم مع المجتمع الأمريكي الجديد بالنسبة لهم ، وهم لا يعيرون اهتماما بأرض الميعاد ، بل أن المحافظين الإنجيليين أكثر إيمانا بأرض الميعاد منهم.

· المسلمين وحسب بعض الإحصاءات تصل أعدادهم إلى (6,5)مليون نسمة ، نصفهم من المسلمين الأمريكيين السود , (15%) من أصول عربية ، (35%) من أصول أسيوية.
· تأسست ((امة الإسلام)) في ثلاثيات القرن العشرين على يد (ولاس فرد) ، ثم أعلن تلميذه ((اليجا مجمد)) انه نبي وقائد جماعة فاضلة ، انضم إليها(مالكوم اكس) الذي دعا إلى مواجهة العنصرية ضد السود ، ولكنة اختار طريقا عنيفا عكس(د. لوثر كينج) داعية الحقوق المعروف الذي قتل في فندق بممفيس (تينسي) ، وما لبث (السيد الكس) أن حج وخرج بعدها من جماعة امة الإسلام ، والتزم مذهب أهل السنة والجماعة حتى تم اغتياله عام1965م .
· ذكر (30%) من الأمريكيين في استطلاع لمحطة (ABC NEWS) في عام 2002م أن المسلمين لا يحترمون المعتقدات والديانات الأخرى. ويعتقد(23%) من الأمريكيين أن الإسلام يحض منسوبيه على العنف.
· تعريف الحرب العادلة يحضي بجدلية كبيرة بين أطياف المجتمع الأمريكي ودياناته المختلفة ، وظهر ذلك جليا بعد قرار الحكومة غزو العراق ، ولكن المصلحة الوطنية العليا للدولة كانت هي الأساس بعيدا عن كل العبارات الأخرى ، وذلك على الرغم من الرسالة التي وجهها (48) من رؤساء الكنائس المسيحية للرئيس (بوش الابن) ، تحذره فيها من القيام بأي عمل عسكري ضد العراق لعدة أسباب ذكرت في الرسالة ..أهمها انها حرب غير عادلة .
· كان الحقاني المسيحي الأمريكي (وليام بلاكستون) أكثر حماسة من اليهود أنفسهم لعودة اليهود إلى فلسطين ، وقد زار المستوطنات اليهودية عام 1880م ، ثم عاد إلى شيكاغو وهو أكثر تصميما للمساعدة في تعزيز الاستيطان ، ونظم عام 1890م أول مؤتمر يهودي لهذا الغرض.
· كان الحقانيين الأمريكيين أكثر فرحا من نتائج حرب عام 1967م ، لان خريطة إسرائيل بدأت أقرب لتلك الدولة التي يرسمها كتابهم المقدس ، ولأول مرة منذ عام 72م تقع القدس بالكامل تحت السيطرة اليهودية.
· ((قليل من العدوان للسامية مفيد لليهود)) هذا ما يقوله اليهود الأمريكيين للضغط على حكومتهم ، وتمرير بعض السياسات بل وتبنيها من قبل الحكومة الأمريكية ، وحتى ينالوا كامل حقوقهم في ميادين الحياة المختلفة في امريكا.
· في عام1951م كان الرقص غير مقبول أخلاقيا في أمريكا ، وفي عام 1982م لم يعترض احد على الرقص ، وفي عام1951م أعتبر شرب الخمر خطيئة من قبل 98% من المستطلع رأيهم ، وانخفضت النسبة إلى 17% عام 1982م ، وفي عام 1951م ذكر50% أن مشاهدة الأفلام العادية من إنتاج هوليود غير مقبول أخلاقيا ، ولم يقل ذلك أي شخص في استطلاع 1982م ، على الرغم من أن لم يتغير شيء بالنسبة للنصوص الدينية ، مما يدل على تأثير المدنية في حياة البشر، وتغير الآراء حول نفس القضايا مع تغير الزمن .
أخيرا فان الكتاب يحتوي على عدد كبير من المواضيع الجدلية التي لا ينهي الحديث عنها ، و لن ينتهي....وهو جدير بالقراءة .


ليست هناك تعليقات: