الخميس، 4 يونيو 2009

الرحلة الى تينسي



بدأت الرحلة بتاريخ 28 يوليو 2003م واستمرت لمدة 5 ليالي وكان أول معلم تمت زيارته هو مستشفى (سان جود) في مدينة ممفيس عاصمة الولاية ، وهو مستشفى ومركز أبحاث أمراض سرطان الأطفال هذا المستشفى الخيري بني من قبل مهاجر عربي من سوريا وللمستشفى شهرة عالمية للقدرات العالية للأطباء ولأنه يقوم بالعلاج وإسكان المرافقين مجانا لفترات تصل إلى سنتين لطول فترة علاج بعض الحالات.

وكان من أهم ملاحظاتي أن أعلام الدول التي يتعامل معها المستشفى ترفرف في المستشفى ، ورأيت علم بلدنا يرفرف هناك, كذلك فإني لاحظت في مركز المستشفى كتابات بالعربية وآيات قرآنية على الرغم من أن باني المستشفى لم يكن مسلما.

ثم قمنا بزيارة المتحف الوطني للحقوق المدنية الذي هو في الأساس فندق وقد تم اغتيال داعية الحقوق المدنية المعروف( د. ما رثن لوثر كبنج) الذي قاد الحركة الوطنية للحقوق المدنية للسود على وجه الخصوص.
ولم يبقى من الفندق إلا الغرفة التي اغتيل فيها الدكتور كينج وقد ابقيت بكامل تجهيزاتها. المتحف يعطي فكرة كاملة عن المعاملة السيئة التي كان البيض يعاملون بها السود في أمريكا ومنها طرق التفريق ووسائل الفصل في الأماكن العامة مثل الباصات والمطاعم والمدارس وغيرها.

لقد نزلنا بفندق تاريخي بني في العام 1869م ثم جدد في عام 1925م ويتكون من (14)طابق ويدعى (بيدي) ويعد من أغلى وأضخم الفنادق ويتميز بوجود عرض يومي صباحي ومسائي لطائر البط حيث يقوم برحلة على الفرش الأحمر بقيادة قائد مخصص لهذه المهمة ، حيث يلبس لبس خاص ويحضر هذه الحفلة اليومية أعداد كبيرة من نزلاء الفندق ومن السياح الآخرين.
تتميز مدينة ممفيس بأمنها وأخلاق أهلها وهي مدينة وادعه آمنة ومميزة في مطاعمها وأنشطتها الليلية وينتشر في شوارعها فرق موسيقية استعراضية وبكثافة ، خصوصا أن هذه المدينة هي مدينة الموسيقار والمطرب المشهور (الفيس بروسلي) الذي اعد له متحف كبير يزوره يوميا ما لا يقل عن(15) ألف زائر ، وهذا المتحف هو المنزل الذي كان يقطنه هذا المطرب وتم إحضار الطائرات الخاصة به إلى داخل المتحف وفتحت للزوار ثم قمنا بزيارة متحف نهر المسيسبي الذي يستعرض تاريخ النهر منذ نشأته وهي تجربة رائعة.
ثم قمنا بزيارة مقر الشركة العالمية المعروفة (فيدرال اكسبريس) وتمتلك الشركة أكثر من 1600 طائرة شحنة كبيرة ولها مطارها الخاص ، وتعد ممفيس المقر الرئيسي للشركة ، وتصل إليه جميع الخطابات والإرساليات من داخل الولايات المتحدة ثم يعاد شحنها بطريقة أوتوماتيكية رائعة ، يعمل في منطقة الخدمات عدد(85000) عامل في كل وردية عمل للتحويل والتنزيل فقط.
ثم غادرنا بالباص إلى مدينة (ريبلي) الصغيرة التي تقع على الضفة الشرقية لنهر المسيسبي وهي مشهورة بإنتاجها الزراعي الوفير للحبوب والخضروات والطماطم على وجه الخصوص, كما أنه يوجد بها مصنع النوافذ و الأبواب ذو الشهرة العالمية (مار فن وندور). وقد تم إطلاعنا على الإجراءات القانونية التي يتم بها محاكمة و سجن المجرمين في احدى المحاكم ، ويوجد بها أحد أكبر السجون وأكثرها حراسة في الولايات المتحدة.

ثم تعرفنا على شبكة كهر بائيه تزود عدد كبير من الولايات الامريكية بالطاقة الكهربائية من خلال نظام توصيل غاية في الدهشة. وقد كان نزولنا في منازل أشخاص من أهل ريبلي الذين كانوا غاية في اللطف والكرم ولقد أمضيت ليلتين في منزل أحد أثرياء المدينة وكان رجل ذا خبرة وحكمة ودراسة واسعة بالوضع الدولي والأحداث العالمية وهو ديمقراطي أصيل وصديق حميم لنائب الرئيس الأمريكي السابق بل كلينتون ( السيد الجور) وكعادة الديمقراطيين فقد كان معاديا حقيقيا لسياسات الرئيس بوش ولكنة محبا كبيرا لبلده داعما لسياساتها المختلفة وبالأخص في حرب أمريكا على الإرهاب بصرف النظر عن الإدارة القائمة في البيت الأبيض.
وقد كانت تجربة صيد السمك (jug fishing ) التي قمنا بها ولم نتمكن من صيد أي سمكة ررائعة ومثيره للغاية ، مكثنا أربع ساعات في النهر الكبير ( المسيسبي ) وهي من الأوقات الممتعة و التجارب والمناسبات التي لا تنسى وكانت عبارة عن رمي علبة مفرغة من الهواء وبطرفها خيط نايلون معلق به صنارة لصيد السمك , وهذه العلبة تظل طافية على ظهر الماء وبمجرد صيد السمك تصعد وتهبط هذه العلبة كمؤشر على نجاح القبض على السمكة.

ليست هناك تعليقات: