الخميس، 28 يوليو 2011



كل عام وانتم بخير ...كل رمضان وبلد الخير بخير ، كل عام وحكومتنا وشعبنا بخير وعز وامن وأمان ...رمضان يأتي سريعاً ويذهب أسرع ..وأيامنا تنصرم بشكل غريب ..ربي متعنا برمضان وأعنا على صيام نهاره الحار جداً ، وقيام ليله القصير جداً ، في صيف استثنائي ..

كما توقعت في مقال لي العام الماضي ... عالمنا العربي يغلي تحت وفوق صفيح الثورات ، بعد فشل مخطط الشرق الأوسط الكبير والشرق الأوسط الجديد ها هي الفوضى الخلاقة تسير كما خطط لها ، السودان أصبح اثنان ، ليبيا في الطريق الى التقسيم ، حلف ايران سوريا حزب الله يتقوض ببطء شديد ، تونس تسير بهدوء في طريق بناء مؤسسات الدولة بفكر ورؤى جديدة ، مصر لا زال الشارع وميدان التحرير هما سيدا الموقف ،وايران تحاول استغلال الموقف ، ويتم طمس تاريخ بلد عريق بطريقة غريبة ، اليمن كما ذكرنا من قبل دولة تتفكك وتضرب الفوضى أطنابها في كل البلد ...البحرين تحسن الوضع كثيرا وضاعت الفرصة على ايران ...الأردن والمغرب تسيران في الطريق الصحيح ، لبنان مشتت ضائع مهلهل ..العراق يؤسس ديمقراطية مكلفة ماديا وبشريا ولكنها في الطريق الصحيح ، تركيا تزداد سياساتها غموضا فلا هي ذهبت شرقاً ولا سمح لها بالذهاب غرباً ...الصومال اختلط الجوع بالارهاب والفوضي ، لا تنسوا قراءة وثائق ويكيليكس ...فبعض الأحداث على علاقة وطيدة بها ...

حماك الله يا بلادنا العزيزة ...حفظ الله جميع بلداننا العربية والإسلامية ....

 
محمد بن يحي الجديعي
الرياض 27 يوليو 2011م

الثلاثاء، 26 يوليو 2011

الأسبوع الماضي كنت أشاهد بطولة ألعاب القوى التي أقيمت في إمارة موناكو بفرنسا (Diamond League)، وفي سباق 5000م فاز به البريطاني المسلم محمد فرح  ، وبعد ان تجاوز خط النهاية سجد لله شكراً ورفع يديه بالدعاء حمداً في لقطه شاهدها كل الذين احتشدوا في ذلك الملعب الكبير وعلى رأسهم العريس الجديد أمير موناكو وعروسته ، كما شاهد تلك اللقطة الملايين ممن يشاهدون النقل التلفزيوني الحي لفعاليات تلك البطولة ...يا لها من رساله جميلة .....!!!
في نفس الوقت تتناول الوكالات العالمية تصريح لشخص مجهول يدعي كذبا وبهتانا بان من قام بالاعتداءات الإرهابية في النرويج هي جهة تدعم الجهاد الإسلامي العالمي ، ثم ما لبثت ان أظهرت التحقيقات كذب ذلك المصدر ....
فرق كبير بين من يعطي رسالة جميلة رائعة تقدم خدمه للإسلام بهدوء شديد كما فعل محمد فرح ....وبين آخرين يسلكون مسالك خاطئة يعتقدون انهم بها يخدمون الإسلام ...

أشكرك أيها العداء البريطاني المخلص لدينك ....بهذه الأساليب الذكيه تكون الخدمة لديننا العظيم ...

محمد بن يحي الجديعي
الرياض 26 يوليو 2011م

الجمعة، 22 يوليو 2011

الحلف الروسي الفرنسي ...هل انتهى قبل ان يبدأ ؟؟



منذ مده زمنيه ليست بالقصيرة ، يوجد حوار سياسي على أعلى مستوى بين روسيا وفرنسا ....لكن بدون ضجة إعلامية ، بهدف إنشاء حلف عسكري بصيغة مختلفة عن حلف الناتو ، الذي تعد فرنسا إحدى أعضاءه الفاعلين بعد ان عادت للحلف بعد أربعة عقود من الخروج منه ، حيث اعاد الرئيس سركوزي فرنسا للحلف في مارس 2009 بعد ان كان الرئيس ديجول أخرجها من الحلف عام 1966م ، مع ان سياساتها لا تتوافق دائما مع سياسات الحلف ..

كما لان روسيا لا تزال ترى الناتو حلفاً معادياً على الرغم من التطمينات المتعددة التي تحاول دول الحلف اقناع روسيا بها ، ولأن حلف وارسو لم يعد قائما بعد تفكك الاتحاد السوفيتي ، حيث اعلن عن حل الحلف في يوليو 1991 ، فقد يكون هناك املاً في إعادة التحالف الفرنسي الروسي القديم الذي عقد سنة 1892 م . ..هل سيعيد التاريخ نفسه ؟؟

الرغبة الفرنسية لا تزال قائمة لإيجاد حلف تكون هي وروسيا اهم أعضاءه ، وقد كان شراء السفن الفرنسية المعروفة (الميسترال) من قبل روسيا بداية للتقارب الاستراتيجي الهام بينها ، وقد قال احد المسئولين الفرنسيين في لقاء خاص ان الهم الروسي كان أكثر حضورا من متابعه ما يحدث من تغييرات في الشرق الاوسط مؤخرا ، وفي تونس تحديدا الذي فوجئت فرنسا بما حدث هناك .

لكن اختلاف سياسة البلدين فيما يحدث حاليا في ليبيا كبير ، ففرنسا تتزعم دول الناتو التي تشن غازات جوية مركزه على القوات الليبية ، بينما روسيا لا ترحب باي تغيير للنظام الليبي ، ومؤخراً اتهمت حلف الناتو بتجاوز التصريح المحدود من مجلس الأمن ، بالأخص حول إمداد الثوار بالسلاح ، وترى روسيا ان ما قامت به فرنسا من تزويد للثوار بالعتاد العسكري يعد خرقا واضحا لذلك التصريح ، كما ان الموقف المتباين بين البلدين حول ما يدور في سوريا قد يفاقم المشكلة ويباعد الرؤية بينهما حول مختلف القضايا العالمية ، بل ان الحديث عن الحلف المشترك بينهما بدأ في الخفوت ....

محاولات بعض الدول في الناتو إنشاء مضله للدفاع ضد الصواريخ البالستيه ، قوبل بالرافض التام من قبل روسيا على اعتبار انه يهدد أمنها القومي ، وان المشروع يستهدفها هي في المقام الاول ، ولم تنجح محاولات إشراكها في الدرع ، مع ان فرنسا تسعى جاهده لإيجاد صيغه مختلفة لإنشاء درع صاروخي جماعي في أوروبا ، غير ذلك الدرع الذي تتصدى لإنشائه الولايات المتحدة ...

هل استقرار الأوضاع الأمنية في منطقة الشرق الأوسط سيعيد المحادثات حول إنشاء ذلك الحلف ؟

والاهم من هو العدو المفترض لذلك الحلف لو تم إنشاؤه ؟

إنشاء الحلف والدرع الصاروخي تطبخ على نار هادئة ، والملاحظ ان فرنسا هي العامل المشترك ، وزعيمة حلف الناتو لضرب القوات الليبية ، لكن الأيام ستوضح لنا ماذا يدور خلف الكواليس ؟؟



محمد بن يحي الجديعي

الجمعة 21 شعبان 1432هـ

تغيرات ملحوظة في مجتمعنا





كنت شاهدا على حوار فكري قصير حدث بين زميلين عزيزين يوم الأربعاء 19 شعبان 1432هـ ، وقد كان الحوار عفويا ودون سابق ترتيب لذا تعددت المحاور وجال الزملاء في جوانب مختلفة ، وعلى الرغم من انه دائم لا منتصر ولا خاسر في حوارات العقلاء الذين كانوا متفقين على انه لا ضرر من الاختلاف وان كلا منهما لا يهدف على تغيير أفكار ورؤى الطرف الأخر .
الا أنني كنت جدا سعيد بما دار من حوار لان تلك الحوارات لم تكن تحدث سابقا ، نظرا لان ثقافة مجتمعنا عودتنا على السمع فقط ، والاحتفاظ بالآراء في دواخلنا ، كما ان تصنيف الأشخاص كان يتم بمجرد تصريحه بما يعتقده او يراه ، ويصبح ذلك التصنيف سمه بارزه لذلك الشخص ، كنا في السابق لا نحب الحديث في اي موضوع حتى لا تحور أقوالنا وحتى لا يساء فهمها ، أما حاليا فلم يعد ذلك موجودا لان الأفكار تغيرت ، والمعرفة زادت والمشارب اختلفت ، وأصبح الوضع عاديا للغاية ..

تطور المجتمعات لا يقاس بكثرة البنايات ، او تعدد الشوارع والمقاهي في المدن ، ولا بتغير بعض العادات في المأكل والملبس ، اهم التغييرات المطلوبة هي في الأفكار والمفاهيم وبناء الشخصيات الواعية المستقلة.

مجتمعنا يتغير بشكل سريع وثوره المعلومات غيرت الكثير من المفاهيم ، والحمد لله على ان شهدنا تلك التغيرات الايجابية في بلدنا الحبيب ...


محمد بن يحي الجديعي
الخميس 20 شعبان 1432هـ

الثلاثاء، 19 يوليو 2011

تقسيم السودان ..درس هام في الاستراتيجيا .




ظل السودان اكبر بلد عربي من حيث المساحة منذ نال استقلاله من مصر والحكم الانجليزي معا عام 1956م ، وبدأت إرهاصات تفتيته من لحظة دخوله حربا أهليه طاحنه دامت 10 سنوات من العام 1972-1982 م ، ثم حربا أخرى في الجنوب مع حركة الدكتور جون قرنق (الحركة الشعبية لتحرير السودان) منذ 1985 م إلى أن تم الاتفاق في العام 2005م على وضع نهاية لهذه الحرب التي قتلت الكثير ، وأضرت بالاقتصاد السوداني ضررا كبيرا .



خلال فترة الاقتتال مع حركة د. جون قرنق في الجنوب ، فقدت الحكومة أجزاء كبيره من جنوب البلاد لصالح الحركة ، وقتل ما يقارب (2) مليون شخص ، وأعيق إعاقات مختلفة حوالي (4) مليون شخص ،وشرد حوالي ( 628) الف شخص ، وقدمت مساعدات إغاثية كبيره من الأمم المتحدة وبعض الدول ، فمثلا الولايات المتحدة قدمت ما يزيد على (2) مليار دولار ..، ولم يكن هدف حركة قرنق الانفصال ، بل التقسيم العادل للثروة والسلطة ، فقد كان أهل الجنوب يعتقدون ان الحكومة لا تولي منطقتهم الاهتمام اللازم كبقية الأقاليم وبالأخص في الشمال .

 
ثم ماذا حدث ؟؟

تم توقيع اتفاق إطاري يسمي "بروتوكول ماشاكوس" في يوليو من عام 2005 والذي أعطى للجنوب حكم ذاتي لفترة انتقالية مدتها 6 سنوات ، وإجراء استفتاء حق تقرير المصير للجنوبيين في العام 2011م ، كذلك أعطى الفرصة لبناء مؤسسات الحكم الانتقالي . وفي 9 يناير 2005 وقعت الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان اتفاقية السلام الشامل في نيفاشا ...
 

ثم أنفصل جنوب السودان عن باقي السودان في استفتاء شعبي أعلنت نتائجه النهائية في فبراير 2011م ، وتم الإعلان عن استقلال كامل للدولة الوليدة في 9 يوليو من نفس العام والجميع شاهد الاحتفالات الكبيرة التي أقيمت بهذه المناسبة والتي دعي لها الكثيرين من السياسيين في العالم ...وكان الرئيس البشير حاضرا ، ودون التاريخ أسماء البشير و سـَلڤا كير مَيارديت (خليفة د.قرنق الداهية العسكري والمفكر السياسي العنيد) كشهود على تقسيم ذلك البلد ...



في أحيان كثيرة تكون المساحة الكبيرة للدولة مشكلة كبيره تهدد أمنها ووحدتها الوطنية ، خصوصا اذا تعددت الدول المجاورة ،واختلفت التركيبة السكانية عرقيا ودينيا ومذهبيا ، وكانت الدولة المركزية ضعيفة بما يكفي ما يسمح بدخولها في صراعات داخلية وخارجية متعددة ...

 
كما ان دور المنظمات غير الحكومية كان واضحا في التأثير على الوضع السياسي والاستراتيجي داخل الدولة ، وكانت اللامبالاة لما تقوم به تلك المنظمات من المخاطر الكبيرة التي أثرت في نهاية المطاف في تغيير الحدود في السودان التي بقيت ردحا من الزمن دون تغيير.



كذلك فان تعرض مصالح الدول العظمى للخطر قد يؤدي الى ان تقوم تلك الدول بادوار خطيرة في تأجيج الخلافات الداخلية ، وتأليب الحكومات والمجتمع الدول وربما تمويل القوى المعارضة ، وقد كانت خسارة الشركات النفطية الغربية لامتيازات التنقيب في السودان امام الشركات الصينية لأسباب سياسية وليست تجارية بداية المتاعب للحكومة المركزية في السودان مع الدول الغربية ..



هل استوعب السودان الدرس ؟ ليمنع فصل إقليم دارفور ....

وهل استوعبت الدول العربية بشكل عام درس تفتيت العراق والسودان ... وهل وعي جميع القادة اي خسائر وطنية يمكن ان تصل بهم بعض مواقفهم السياسية؟

وهل وجود دول جديدة في المنطقة سيساهم في الاستقرار واستتباب الأمن ويحسن من المستوى المعيشي ، ويدعم حقوق الأفراد والأقليات ؟

 
هناك تساؤلات كثيرة حول ما حدث في السودان وعلاقته بالحراك العربي الحالي ...والايام لا تزال حبلى بالكثير من الأسرار ....وربما ان الدور في التقسيم حاليا هو على ليبيا ..البلد الكبير في مساحته القليل عدد سكانه ...الغني ببتروله ...والغريب في سياساته ... 



محمد بن يحي الجديعي

الرياض 18 شعبان 1432هـ



السبت، 16 يوليو 2011

ماذا يحدث في سوريا ؟


هذا المقال كتبته قبل 6 سنوات ....وما يحدث في سوريا اليوم لا يبعد كثيرا عما كنت توقعته في تلك الفتره ....مع الاسف انه خلال الفتره زاد التدخل الايراني في سوريا ...مما صب الزيت على النار التي كانت تشتعل ببطئ ...واليوم يحاول الايرانيين دعم الاقتصاد السوري ب 5.8 مليار دولار ، وهو الذي بدأ يتهاوى ومن وراءه النظام ....محنة سوريا مؤلمه ، ونامل ان تزول الفتنه ويعود الامن والاستقرار في هذا البلد العزيز ...

 
منذ فتره ليست بالقصيرة كنت كغيري أراقب ما يدور على الساحة السورية ،وتشابكات المصالح الوطنية مع الدول المجاورة لها ، وقد كتبت عن هذا الموضوع في إحدى المرات ،وكان لي وجهة نظر لا تزال قائمه ،ويتم تأكيدها كلما مر وقت ، وتلك النظرة ليست نابعة من عاطفة او رغبه خاصة او مبنية على معلومات إعلاميه ، هي في الواقع مبنية على كثير من المعلومات المتوفرة لدي من عدة مصادر وتتلخص فيما يلي :


1. حزب البعث والاستخبارات السورية يقومان بأعمال مضره بالأمن الوطني السوري ويجرون البلد إلى مصير مجهول ، وما الأعمال التي تتم بعيدا عن أعين ورغبة القيادة السورية في أكثر من موقف الا دليلا قاطعا على قصر نظر المسئولين عن تلك الجهات ، العالم تغير والمعلومات تغيرت وتطورت مصادرها وهم لا يزالون يعملون بطرق أكل الدهر عليها وشرب ، وما كان يتم في فتره زمنيه تعد (ذهبيه) بالنسبة لهما لا يمكن ان يستمر الان .وما التهديدات التي تطلق ضد سوريا وإمكانية قصف بعض المواقع داخل سوريا الا دليل آخر على ما يجرون بلدهم اليه دون وعي او نظره استراتيجيه ، فقد سمحوا لأنفسهم بإنشاء مواقع تدريب ،وانشاء فرق اغتيالات ،وتنفيذ اعمالا تتنافى مع بعض الأعراف الدوليه والمحليه .

لقد استطاع حزب البعث استخدام الاستخبارات لتنفيذ سياساته التي قد لا توافق عليها القيادة السياسية للبلد ، وقد قام الرئيس الاسد بإعفاء مدير الاستخبارات من منصبه مباشره بعد اغتيال الرئيس الحريري . مما اعطى الفرصه لكثير من المحللين ربط ذلك الاعفاء بعملية الاغتيال . ثم ان الحزب لا يستثني احد من خططه وتصفياته حتى ولو كان الهدف احد أعضاءه ، والإشاعات التي تدور حول تصفية وزير الداخليه تصب في ذلك الاتجاه ، واذا ما استمر الوضع كذلك فان مصير سوريا سيلحق بالعراق .


2. القيادة السياسية السوريه لديها من الامكانات ما يؤهلها الى اتخاذ قرارات صعبه ومؤلمه احيانا ، ولكن عليها العمل بحزم وإخراج بعض الرموز البعثيه التي تضر بمصلحة البلد وأمنه من دائرة صنع القرار، كما ان التشاور مع القيادات العربية المخلصة والحكيمة يعد امرا مهما ، ولعل تجربته السابقه في التشاور مع القيادات المصرية والسعودية والاردنيه حول الخروج من لبنان ادى ثماره وجنب بلده مزيدا من الضغوط الدوليه ، ولكن الاستمرار في اتخاذ قرارات هامه هو المطلوب ، ومنها التعاون مع المحقق الدولي ، والبعد قليلا عن الاحداث في العراق من خلال ضبط الحدود ،واغلاق مراكز التدريب (ان وجدت) ، لأن البعثيين وعلى الرغم العداوه الكبيره بينهم وبين البعثيين في العراق يحبذون التعاون بينهم تحت شعارات متعدده ، لذا يجب الانتباه .

كذلك يجب منع بعض الرموز العراقيه السابقه المتواجده على الأراضي السوريه من ممارسة بعض الانشطه السياسيه ، او حتى تقديم الدعم لبعض الأطراف داخل العراق ، حتى ولو كانت قوى مقاومه وطنيه للاحتلال في العراق ، لأن المحتل لا يفرق بين مقاومه لها الحق في المقاومه وقتال المحتل وذلك بناءً على الأعراف الدوليه المعروفه ، ولا بين الجهات التي ترتكب اعمالا لا يقرها أحد ، المتمثله في قتل أبرياء وتدمير منشآت وزعزعه الأمن .


3. لعل الكثيرين سمعوا الرئيس بوش في خطابه الاخير بمناسبة احداث سبتمبر ، حيث قال ما معناه (ان السياسه الامريكيه تعتبر قوى المعارضه الخارجيه لأي نظام هي العمود الفقري لانشاء نظام ديموقراطي في بلده ، لأن أولئك المعارضين عانوا من الاستبداد والظلم والقهر فاذا ما دعموا وقدمت لهم مسانده فإنهم سيكونون أصدقاء ديموقراطييين ) ان الربط بين هذا الكلام والذي يعد "استراتيجيه" يلزم تطبيقها من قبل المنفذين ، برغبة المعارضه السوريه بالخارج وبالأخص البعثي السابق والعارف ببواطن الامور في دمشق (الدكتور رفعت الاسد ) شقيق الرئيس الراحل (حافظ الاسد) والذي كان قائدا بارزا برتبة لواء ،و يتواجد بالمنفى خارج البلد وينتظر الفرصه المناسبه للانقضاض على الحكم في سوريا ، كل ذلك يفتح المجالات الى احتمالات قابله للتنفيذ ، لأنه يوجد بالداخل الكثيرين غير الراغبين في الحكم البعثي السوري .


4. الحسابات الخاطئه : قد يعتقد الكثيرين من صناع القرار في سوريا ان ما حدث لوزير الداخليه قد يدفن معه اسرار خطيره عن مقتل الرئيس (الحريري) ،وبهذا يتم اسدال الستار عن مطالب قد تكون مؤلمه من المجتمع الدولي وعلى السوريين تنفيذها ، والصحيح ان الوزير الراحل ليس شخصا عاديا قد يكون تصرف بصفته الشخصيه ، فقد كان المسئول الأول عن الاستخبارات السوريه في لبنان لمدة عشرين سنه ، واجمع كثير من المطلعين على ثنايا التحقيق في عمليه اغتيال الرئيس الحريري بان ما تم يعد عملا منظما مؤسسياً مما يعني ان الحكومه السوريه هي المسئوله ، ولا يمكنها التنصل من تلك المسؤوليه بحجه مقتل الوزير .

كما انه صدر اول التصريحات من الخارجيه الامريكيه والذي يؤكد ان وفاة الوزير شيئ مؤسف ، ولكن المسؤوليه في تلك القضيه يجب ان تحدد ويعاقب المسئول عنها ، لذا فان الخوف على سوريا من التخبط في اتخاذ القرارات الصحيحه ، وبالتالي السير في نفس المسار الذي ارتكبه قبلهم البعثيين في العراق مما يعني زوال ذلك النظام ، وذلك بدعم المعارضه والجهات الأخرى .

امريكا قواتها قريبه وقادرة ولها مصالحها ومساعيها في تنفيذ مشروعها حول الشرق الاوسط ، ومشروع السلام ،ونشر الديموقراطيه، وحقوق الانسان ،ودعم الارهاب (محور الشر) ومواضيع اخرى.


الموقف السوري صعب ومعقد ، والضغوط تزداد ومعها تتخذ قرارات يمكن ان تندرج تحت مسمى (الغباء السياسي والاستراتيجي) ، والرئيس (بشار) ظهر في ( السي ان ان ) مرتبكا غير واثقا مما يقول ، وكأنه يخشى شيئاً ، كما ان تصريح وزير الخارجيه (الشرع) لم يكن حازما وظهر عليه الترقب من المجهول ، ولا ارى حلا في هذه المرحله الا باقاله رؤوس حزب البعث الذين اوصلوا الدوله الى موقف صعب ، وقيادات الاجهزه الاستخباريه اليد القويه للحزب ولكنها غير حكيمه ، ومد يد التصالح مع المعارضه داخليا (مثل الاكراد الذي يرفض اكثر من (200.000) كردي الجنسيه السوريه بسبب سوء علاقتهم مع النظام ، وكذلك بعض الجماعات الاسلاميه ) وخارجيا مثل (التجمع القومي الديموقراطي الموحد ) ، ثم طلب النصيحة من الحكام العرب ذوي الرؤيه السديده وكذلك من الجامعه العربيه ، كما يلزم أخذ أي تصريح للقوى العظمى مأخذ الجد ، وعدم الاعتماد على بعض القوى التي قد تنسحب عن السوريين في أي وقت ، وقد بدأت الضغوط من اقرب حلفاء سوريا حيث أعلنت روسيا اليوم اعادة النظر في تزويد سوريا بالصواريخ البالستيه (القصيره ) الكساندر ،والتي سبق الاتفاق على تزويد سوريا بها في وقت سابق هذا العام .

ارجوا ان يكون كل ما ذكرته مجرد تشاؤم فمنطقتنا يكفيها ما فيها من بلاوي .


10 رمضان /1426هـ