السبت، 22 سبتمبر 2012


دفئ احضان ايران يغير مفاهيم العربان

 

بعيدا عن المفاهيم الايديولوجية ، هناك قيم وانتماءات وطنية وعرقية يتم تجاوزها في عالم السياسة ، والأسباب متعددة ولكن اهمها الدعم المالي والسياسي ، فبالمال تشترى ذمم وتتغير سياسات وتهان كرامات ، وتنتهك اوطان ، ثم تتغير الصورة ومعها الالفاظ والمعاني ، هناك اقنعه شفافة لا ترى يلبسها البعض بمجرد ان يحتضنهم الايرانيين ...لذا يصبح الوطني خائن والانتهازي مقاوم وهكذا ..

لقد شاهدنا في عصرنا الحديث كيف انقلب البعض على بلدانهم بعد ان احتضنهم الايرانيون ، فالحوثيون انقلبوا على اهلهم وبلدهم وطعنوا اليمن في خاصرته ،وحزب الله هو صاحب الريادة العربية في خيانة الوطن واستخدام السلاح للسيطرة على مكونات الدولة وكذلك في قلب المفاهيم وتغيير العبارات ،وفي فلسطين كانت احضان ايران السحر الذي جذب حماس ومسئوليها الى الانقلاب على رفاق النضال وحاصروا انفسهم ومواطنيهم بحفنة اكاذيب ايرانية ، اما في العراق فالمشكلة اكبر وأعمق ولكن الاتلاف العراقي الموحد بزعامة المالكي جعل من العراق ساحة خلفية لإيران ،ورهن القرار الوطني والسياسي لبلد الرافدين ليصبح بيد ايران ، وهذا الاتلاف يتكون من عدة احزاب ومنها (المجلس الإسلامي الأعلى بزعامة الحكيم ، وحزب الدعوة بزعامة المالكي وكان يتزعمه الجعفري ،والتيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر،وغيرها الكثير ) ...

الصور ادناه ربما تعكس الى أي مدى تتدخل ايران لإبقاء النظام السوري الذي يرتبط بإيران بروابط قوية وقديمة ، والحال يقول اذا كانت تلك الاحضان جاذبه للغير فما البديل الذي يمكن اعتماد السوريين عليه؟  

 



 
 
 

 

مشكلة ايران انها تعتقد ان تدخلاتها في شؤون الدول العربية مبررا ،ولعل تهديدها الاخير للكويت بعد فشلها في تحريك بعض القوى فيها لدليل صارخ على المحاولات الايرانية لإقامة الحزام الشيعي الذي كان يحلم الخميني بإقامته ... ففي مقابلة للسيد أبو الحسن بني صدر في قناة الجزيرة وكان أول رئيس لإيران بعد الثورة الخمينيه حيث كشف فيها عن حقيقة المشروع الحلم الذي كان يراود الخميني قائد الثورة قائلا (كان يريد إقامة حزام شيعي للسيطرة على ضفتي العالم الإسلامي يتألف من إيران والعراق وسوريا ولبنان، وعندما يصبح سيدًا لهذا الحزام يستخدم النفط وموقع الخليج " الفارسي " للسيطرة على بقية العالم الإسلامي)
..وارى ان ذلك لن يتم الا بارتماء البعض في الاحضان الايرانية الدافئة ...

 

محمد بن يحي الجديعي....خبير استراتيجي .الرياض 06 ذوالقعده 1433هـ