الاثنين، 14 فبراير 2011

إعادة رسم منطقة الشرق الأوسط



(ترجمة بتصرف ...لمقال نشر على الموقع الالكتروني {الأبحاث العالمية Global Research} بتاريخ 18 نوفمبر 2006م ، للكاتب مهدي داريوس ) ....

(هذا المقال والأفكار المطروحة فيه يعرض على طلاب كليات الحرب والدفاع الوطني في بعض الدول ..لمعرفة ردود فعل المنظرين والطلاب ...ولخطورة الموضوع وأهميته بالنسبة لنا ولمنطقتنا ومستقبلها كان هذا الجهد )

قدم مصطلح الشرق الأوسط في شهر يونيو 2006م ، في تل أبيب بواسطة وزيرة الخارجية الأمريكية (كونداليزا رايس) وذلك كبديل لمصطلح (الشرق الأوسط الكبير) ، هذا التحول في السياسة الخارجية الامريكيه تزامن مع افتتاح خط أنابيب (باكو_تبليسي _جيهان) ، ومع فترة الحصار الإسرائيلي للبنان , حيث اعتبر ذلك بداية لتنفيذ مشروع كانت قد بدأت مراحل التخطيط له منذ سنوات ، وذلك لوجود حزام من عدم الاستقرار والفوضى والعنف يمتد من لبنان وفلسطين والعراق وسوريا والخليج وإيران وحدود الناتو المتواجدة في أفغانستان ، وكانت الحرب الدائرة هي الأمل أن تكون نقطة التحول والضغط لإعادة ترتيب منطقة الشرق الأوسط ، ولكن مبدأ "الفوضى البناءة" والعنف والحرب في المنطقة هي الفرصة السانحة للولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل لإعادة رسم خريطة المنطقة وفقا للاحتياجات البيئية لاستراتيجياتهم وأهدافهم.



وذكرت الوزيرة {رايس} في المؤتمر الصحفي أن"ما نراه الآن...الأمريكيين ..." وذلك بالنسبة لتدمير لبنان... هو عبارة عن ولادة جديدة للشرق الأوسط الجديد "وأننا يجب أن لا ننظر للوراء" وهو ما تسبب في نقد شديد من داخل لبنان ومن أطراف عالميه أخرى ،لما لذلك التعبير من عدم مبالاة لمعاناة امة بأكملها تتعرض للقصف العشوائي الإسرائيلي.



الشرق الأوسط حسب المخطط الأمريكي



كان خطاب الوزيرة الأمريكية قد مهد الطريق لزيادة الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان ، وهو الذي قد كان حظي بتأييد الولايات المتحدة وبريطانيا قبل بدؤه ، ورسخ من فكرة وجود أهداف إستراتجية عالمية للولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل ، وحسب البروفسور الامريكي(مارك ليفن) المنظر الإستراتيجي الليبرالي " أن الدمار هو الوسيلة التي يمكن من خلالها خلق تنظيم جديد للعالم " أما فيلسوف المحافظين الجديد ومستشار الرئيس بوش (مايكل ليدين ) فيسميها " ثورة القوة الهائلة ....التدمير الخلاق ".



الاحتلال الأمريكي للعراق وكردستان تحديدا هو الأرضية الصالحة الانطلاق إلى التقسيم ، وذلك من خلال الإطار التشريعي العراقي((وبلقنة)) العراق باستخدام البرلمان العراقي لتقسيم العراق إلى ثلاث أجزاء من خلال الفيدرالية.



كما أن تلك الخطة تعطي الفرصة بشكل اكبر للولايات المتحدة للدخول في منافسة على آسيا الوسطى من خلال الشرق الأوسط ، حيث أن الشرق الأوسط وباكستان وأفغانستان تعد معبرا لتوسيع نفوذها في الجمهوريات المستقلة عن الاتحاد السوفييتي.



كثير من الروس والمنظرين الاستراتيجيين والعسكريين ومستشاري الأمن القومي في منطقة آسيا الوسطى يرون أن منطقة الحدود في جنوب آسيا هي المنطقة الأضعف ((المنطقة التي تحت البطن)) لروسيا الاتحادية.



كاتب((رقعة الشطرنج الكبرى)) برونسكي كان مستشاراً للأمن القومي الأمريكي ، كان قد المح في كتابة عن الشرق الأوسط الحديث ، بأنه منطقة نفوذ يجب زيادة مساحة السيطرة عليها ، كما تحدث عن ((بلقان الاوراسي )) و يقصد من ذلك دول ((جورجيا- أذربيجان- أرمينيا)) ، أما آسيا الوسطى فيقصد بها ((كازاخستان أوزبكستان قيرقستان طاجاكستان تركمانستان أفغانستان) و إلى حد ما ((إيران- تركيا)).









خريطة الشرق الأوسط ووسط أسيا(حسب المخطط الأمريكي البريطاني)



هذه الخريطة نشرة في مجلة القوات المسلحة الأمريكية في 2006م للعقيد المتقاعد ( رالف بيترز) ، و قد ذكر أنها لا تعكس وجهة النظر الرسمية للبنتاغون ، لكنها استخدمت في " كلية الحرب الوطنية" (NDU/NWC) ودوائر التخطيط العسكري ، و قد استندت الى عدة خرائط يرجع بعضها لعهد الرئيس ويلسون قبل الحرب العالمية الأولى ، و لكن هذه التصميم اخذ كأساس لحل المشاكل المعاصرة للشرق الأوسط ، حيث بنيت على أساس :



 أنها "إنسانية" وترتيب يعود على الناس بالنفع سواء في المنطقة نفسها أو في المناطق المجاورة.



 الحدود الدولية تاريخياً لم تكن أبدا ثابتة ، ولكن درجة الظلم تعتمد على القوات المتقابلة على الحدود ، وهي تبين الفرق الهائل بين الحرية و القمع ، التسامح و العمل الوحشي ، سيادة القانون والإرهاب ، وأحيانا الحرب و السلام.



 الحدود الأكثر تعسفا و تشويها هي في إفريقيا والشرق الأوسط ، وقد رسمت بناءً على مصالح ذاتيه للدول الأوربية ، حيث رسمت بناء على رغباتهم هم ، وبسبب تلك الحدود في إفريقيا مات الملايين من الناس والسكان المحليين ، أما حدود الشرق الاوسط التي رسمت من قبل حكومة تشرشل فادت إلى المزيد من الاضطرابات التي كان بالإمكان احتوائها محليا .



لكن الشرق الأوسط لدية مشاكل اكبر بكثير من الحدود, حيث تعاني من ركود ثقافي ، وذلك من خلال عدم المساواة والتطرف الديني القاتل ، ومن أعظم المحرمات لفهم فشل المنطقة هي الحدود المقدسة و ليس الإسلام كما يعتقد البعض .



بالطبع لا تغيير على الحدود و لكن تعديلات بسيطة قد تجعل بعض الأقليات سعيدة ، وفي بعض الحالات العرقية والدينية تنشا علاقات نسب وتواصل ، والتقسيم بناء على العرق والنسب لم يثبت تماما انه سيسعد تلك الأقليات كما يعتقد مؤيدو الخطة الحالية ، و بالأخص من المجموعات التي خدعت من قبل مثل الأكراد والشيعة العرب (البلوش) ولا تزال تخدع أقليات مثل المسيحيين والبهائيين والإسماعيليين والنقباشاديين وأقليات أخرى ، و الخطأ لا يمكن تصحيحه بتقسيم الأراضي .



كما ان اكبر الإبادات الجماعية للأرمن كانت من الدولة العثمانية ، وحتى الآن لا يوجد تصور حول معالجة الحدود لتلك المشكلة. والحدود الحالية تركت دون تنقيح وربما أننا لن نرى الشرق الأوسط أكثر أمانا... علاوة على ذلك فان إبادة الأرمن ثم تسييسها في أوروبا للاساءه إلى تركيا.



حتى أولئك الذين يمقتون تعديلا على الحدود سيكونون مشاركين في عمليه إيجاد تصور ما عادلا حتى ولو لم يكتمل . ان تعديل الحدود بين " البوسفور و الاندوس" لم يكن مقبولاً وهو "حكم دولي" ولم يطور الأدوات لمنع الحرب .



هناك جهد عقلي لمعرفة الشرق الاوسط سيساعد في فهم الصعوبات التي ستواجه إعادة رسم الحدود ، نحن نواجه صعوبات وضعها الإنسان لتوليد الكراهية والعنف.



الألم الضروري.



إضافة الى الاعتقاد بوجود "ركود ثقافي" في الشرق الاوسط يري "رالف بيترز " أن المقترحات طبيعيه ، ومن الضروري أن تسبب ألما للشعوب في المنطقة ، ولكن الألم والمعاناة ضرورية ، تماما كما اعتقدت الوزيرة "رايس" أن تدمير لبنان على أيدي الجيش الإسرائيلي كان ضروريا مثل الم الولادة ، وذلك لولادة شرق أوسط جديد حسب التصور الامريكي و البريطاني .



تفكيك وإعادة تجميع الدول وضع كحل لحالات العداء في المنطقة ، ولكن ذالك قد يؤدي الى نتيجة خاطئة . ودعاة إعادة رسم الحدود تجنبوا جذور المشاكل والصراعات في الشرق الأوسط ، وحتى الأعلام لا يعرف أن جميع الصراعات الكبرى التي تعاني منها المنطقة هو نتيجة لتعارض المصالح الأمريكية - البريطانية مع مصالح دول المنطقة .



الكثير من المشاكل التي تؤثر على الشرق الأوسط هي نتيجة لتصعيد متعمد لقائمة من التوترات الإقليمية , والتقسيم الطائفي ، والتوتر العرقي ، والعنف الداخلي التي تقوم الولايات المتحدة وبريطانيا باستغلالها في مختلف مناطق العالم "أفريقيا ،أمريكا اللاتينية ،البلقان ،الشرق الاوسط " والعراق هو احد الأمثلة العديدة للإستراتيجية الأمريكية – البريطانية المعروفة "فرق تسد" ومن الأمثلة الأخرى "راوندا يوغسلافيا القوقاز أفغانستان" .



من بين المشاكل في المنطقة عدم وجود ديمقراطيات حقيقية ، والتي تتعمد السياسة الأمريكية البريطانية استغلالها، والطريقة الغربية للديمقراطية هي الشرط الوحيد لدول المنطقة التي لا توافق على مطالب واشنطن السياسية ، وهي دائما ما تشكل الذريعة للمواجهة ( السعودية مصر الأردن ) أمثله لدول غير ديمقراطية لا تسبب لها الولايات المتحدة أي مشاكل ، لأنها تعمل ضمن المدار الأمريكي - البريطاني ، أضافه إلى أن الولايات المتحدة تتعمد عرقله حقيقية للحركات الديمقراطية في الشرق الاوسط ، بدأً من إيران عام 1953م ، عندما رعت انقلابا منظما ضد الديمقراطية ، إلى السعودية ومصر وتركيا والدول العربية والأردن ومشيخات الخليج التي تقيم معها تحالفات عسكريه لتثبيت الدكتاتوريات بشكل أو بآخر . وآخر مثال هو ما حدث في فلسطين .



الاحتجاج التركي في الكلية العسكرية لحلف الناتو في روما.



استناد الى بيانات صحيفة تركية في 15سبتمبر2006م ، فان خارطة العقيد (رالف) أثارت ردود فعل غاضبة في تركيا ، وذلك عندما وزعت على طلاب الكلية العسكرية في روما ، حيث أبدى الطلاب الأتراك غضبا من الخريطة التي تقسم تركيا ، حيث أنها حصلت على موافقة ضمنية من كلية "الحرب الوطنية الأمريكية" (NDU/NWC) قبل أن يماط اللثام عنها في الكلية العسكرية في روما. وقد قام رئيس الأركان التركي بالاتصال برئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكي وأحتج على الخريطة وعلى إعادة رسم المنطقة ، لكن البنتاغون أكدت على ان الخريطة لا تمثل سياسة الولايات المتحدة أو أهدافها في المنطقة ، ولكن ذلك التأكيد يتعارض مع الإجراءات الأمريكية - البريطانية في الشرق الأوسط وأفغانستان.



هل هناك علاقة بين (بلقان اوراسيا) برونسكي والشرق الأوسط الجديد؟



يبدوا أن تقسيم العراق هو أفضل وسيلة لإعادة تشكيل وصياغة الشرق الأوسط ، وذلك من خلال سياسة الفوضى الخلاقة أو التدمير الخلاق ، لمواصلة الأنشطة الأمريكية- البريطانية في الشرق الأوسط ووسط أسيا .



في أوربا كلمة( بلقان ) مرتبطة بالصراعات العراقية في أذهان الأوربيين ،والمنافسات الإقليمية ، وتنافس القوى العظمى في أوربا ، ولكن ( البلقان الإوراسي) عبارة عن أعراق وأقليات دينية أكثر ، وتعني مستطيل أكبر جغرافيا مع عدم توفر الاستقرار ، وتشمل مناطق شرق أوربا واسيا الوسطى وأجزاء من جنوب أسيا والباكستان وكشمير والهند الغربية ومنطقة الخليج والشرق الأوسط .



هذه المناطق يوجد بها فراغ في السلطة ،وعلى الرغم من وجود كيانات سياسية لكنها غير مستقرة ، والتواجد الأمريكي في المنطقة يحد من وجود قوى من داخل المنطقة للهيمنة على بعضها البعض.



هناك أهمية سياسية وتاريخية واقتصادية للمنطقة مما حدا ببعض القوى من زيادة الاهتمام بها مثل روسيا وتركيا وإيران والصين ، خصوصا أنها تحتوي على شبكات طرق لنقل الغاز والمعادن إلى خارج المنطقة ، خصوصا مع زيادة الاستهلاك العالمي للطاقة ، حيث من المتوقع أن يزداد الطلب العالمي إلى(50%) بحلول العام 2015م ، مع أن زخم التنمية الصناعية في أسيا يزيد من الحاجة إلى البحث عن مصادر للطاقة, علما بان منطقة أسيا الوسطى وحوض بحر قزوين تتضمن احتياطات من الغاز الطبيعي والنفط تتجاوز تلك التي في الكويت وخليج المكسيك وبحر الشمال مجتمعة.



إعادة رسم الشرق الأوسط :



تم رسم منطقة الشرق الأوسط في أعقاب الحرب العالمية الأولى مثل البلقان ووسط وشرقا أوروبا. وقد شهدت المنطقة فترات من الاضطراب والعنف وذلك نتيجة لتضارب المصالح الاقتصادية الأجنبية والتدخل في شئون المنطقة.



كان للعوامل الاقتصادية اثر كبير في قيام الحرب العالمية الأولى ، ليس بسبب اغتيال ولي عهد النمسا في سراييفو فقط ، بل أن العامل الاقتصادي هو الدافع الحقيقي لقيام الحرب عام 1914م.



نورمان وود هو مصرفي في وول ستريت ومحقق للكونغرس الأمريكي أكد في مقابلة أفرج عنها عام 1982م أن افردا أقوياء اقتصاديا كانوا قد عملوا من وراء الكواليس لتوريط الولايات المتحدة للدخول في الحرب العالمية الأولى مما يسمح لهم بترسيخ قبضتهم على السلطة.



رسم منطقة الشرق الأوسط وشرق البحر الأبيض إلى الأناضول ودول الخليج وإيران يتم على نطاق اقتصادي استراتيجي عسكري لأهداف ((أمريكية - بريطانية)) وإسرائيلية.



والشرق الأوسط كان دائما رهنا لقوى أجنبية ، وهي منطقة شبيهه ببرميل بارود قابل لانفجار عند طرق الزناد ، ويمكن بدء الخطة بشن غارات(أمريكية - بريطانيا) أو إسرائيلية على إيران وسوريا مما يسهل توسيع نطاق الحرب في المنطقة وبالتالي إعادة رسم حدودها.



وجود قوات الناتو في أفغانستان وانبثاق العداء في بلاد الشام من خلال الحرب الأهلية الفلسطينية والوضع المتفجر في لبنان ، وبقاء إيران وسوريا في الإعلام الغربي ضمن دول محور الشر. كلها أمور في الاتجاه الصحيح لإعادة رسم المنطقة , وذلك أضافه الى الحرب الدائرة في العراق ، وزيادة الصراعات والنزعات الداخلية بين السنة والشيعة والأكراد.



أن المحاولات المتعمدة لخلق الكراهية بين مختلف الجماعات الثقافية والدينية في الشرق الأوسط ، هي في الحقيقة تشكل جزء من عمل الاستخبارات السرية التي تخدم هذا الغرض . الأكثر شؤما أن بعض الحكومات في المنطقة مثل ((السعودية)) تساعد في إثارة الانقسامات بين سكان المنطقة . والهدف الأساسي هو إضعاف حركات المقاومة ضد الاحتلال الأجنبي من خلال إستراتيجية (فرق_تسد) التي يستخدمها البريطانيين والأمريكيين على نطاق واسع في المنطقة.


نظرتي للموضوع



الشرق الأوسط بين كبير وجديد
محمد بن يحي الجديعي
الرياض 2 ذو الحجه 1427هـ





ظهر مشروع الشرق الأوسط الكبير في يونيو2004م (انظر المرفق)، وكانت الأهداف المعلنة للمشروع الامريكي إجراء إصلاحات سياسية واقتصادية وتعليمية في دول المنطقة. وقد كان تقرير التنمية البشرية العربية عام(2003م) هو الأساس الذي اعتمد عليه المخططون للمشروع ، لطرح أفكاره ومن أهم أهدافه ما يلي:

1. تشجيع الديمقراطية وإجراء إصلاحات سياسية وزيادة مستوى الحريات وإعطاء المرأة بعض من الحقوق.

2. بناء المجتمع المعرفي والعلمي ، وردم الفجوة المعرفية مع دول العالم الأخرى ، مع منع نزيف هجرة الأدمغة العربية ، وإصلاح مؤسسات التعليم ودعم ترجمة الكتب الأجنبية.

3. توسيع الفرص الاقتصادية ، وجذب رؤوس الأموال ، وإقامة مناطق إقليمية لتشجيع التعاون وتسويق المنتجات.

وقد تصدت عدة دول في المنطقة لهذا المشروع ، على أساس أن الإصلاحات في الدول يجب أن تتم من داخل الدول نفسها ، وليس بناء على املاءات خارجية لا تراعي الجوانب الدينية والعادات والتقاليد للدول المعنية ، كما انه تم طرح المشروع دون استشارة الدول المعنية ، مما يعني إلغاء فكرة وجود دول وشعوب لها الحق في تقرير مصيرها ، وكان من بين تلك الدول مصر, السعودية, تركيا, سوريا, لبنان , الكويت , الباكستان.



الشرق الأوسط أثناء حكم الدولة العثمانية

يلاحظ من الخريطة ان الدولة العثمانية لم تكن تتواجد في جميع مناطق الشرق الأوسط ، مما يدعم فكرة ان العامل الاقتصادي كان هو المحرك الرئيسي لتواجد الدولة العثمانية في بعض المناطق . فلم تتواجد في منطقة نجد الصحراوية او منطقة الصحراء الكبرى في أفريقيا .



خارطة تبين دول الشرق الأوسط

لماذا مشروع الشرق الاوسط الجديد ؟

الاعتقاد الراسخ بعدم تقبل مشروع الشرق الاوسط الكبير ، ومقاومات التغيير التي بدت على تصريحات كبار المسئولين فيها ، ومنهم على سبيل المثال الرئيس المصري (محمد حسني مبارك ) ووزير الخارجية السعودي (الأمير سعود الفيصل ) وذلك في أكثر من مناسبة ، كذلك بطئ حركة التغيير التي تبنتها الدول داخليا علما انه قد بدأت حركه إصلاحات في مصر وتعديل لبعض فقرات الدستور المصري وأهمها المادة (76) ، كما تمت إصلاحات دستوريه وبرلمانيه في البحرين وقطر والجزائر وسوريا وليبيا والسعودية .

كان لمتابعة تغيير الحدود على مدى التاريخ من قبل المخططين والمنظرين الاستراتيجيين الأمريكيين ، دورا في التفكير لتغيير حدود دول الشرق الأوسط بناء على المبررات التي تم إيضاحها . حيث أن الدول المسيطرة والتي لها الهيمنة عالميا او إقليميا كانت دائما تقوم بتعديلات على حدودها او حدود الدول المجاورة لها. كما أن هيمنة المستعمرين على دول بعيدة عنها جغرافيا تنوي مغادرتها ، حيث لا تغادرها قبل أن تقوم بتغييرات كبيرة على الحدود لإيجاد المبررات والمسوغات التي تمكنها من فرض نفوذها حتى بعد فترة زمنيه . وفي العصر الحديث تغيرت الحدود في أكثر من مكان على الكرة الأرضية ، فقد تغيرت حدود ألمانيا بعد ضم الجزئيين مع بعضها ، وكذلك الحال بعد تفكك الاتحاد السوفييتي والاتحاد اليوغسلافي او انفصال بعض المناطق وتشكيل دولا أخرى كما حدث في اندونيسيا او التشيك والسلوفاك وغيرها.

ولعل ما حدث في يوغسلافيا هو المحفز والمثال الأخير الذي يرى المنظرين الأمريكيين إمكانية إعادة تجربته في منطقة الشرق الأوسط. حيث كانت يوغسلافيا كما يظهر في الخريطة المرفقة تضم أقليات وأعراق مختلفة وهو ما أدى في نهاية الأمر إلى مذابح عرقية رهيبة لم تتوقف الا بعد تم تفكيك الاتحاد اليوغسلافي إلى عدة دول .


خريطة يوغسلافيا قبل تقسيمها وتظهر مناطق التجمعات العرقيه والدينيه


بعض الدول التي نشأت على اساس عرقي او ديني


 
ما هو الحل لتفادي تقسيم المنطقة؟

1- الاهتمام بالمشاركات في الندوات وورش العمل التي تقام في مراكز الدراسات الإستراتيجية في الدول الكبرى. لمعرفة ما يدور في تلك المراكز من أفكار و خطط تتعلق بالمنطقة مع الاختيار الدقيق للمشاركين.

2- إيجاد ندوات ودراسات للدول المعينة في المنطقة لمناقشة كل القضايا التي تتعلق بها مع إيجاد آليات تنفيذ للتوصيات التي يتم التوصل لها.

3- احتواء الجماعات العرقية و المذهبية و الدينية بشكل يضمن عدم الأضرار بالأمن الوطني للدول المتواجدة فيها تلك الجماعات ، وعدم إعطاء أصوات التعصب الفرصة للنمو.

4- الحاجة إلى إيجاد فرص وظيفية لتحسين الأوضاع الاقتصادية للمواطنين ، وتحسين أحوال المعيشة في الدول المعنية مع تبادل البضائع و الأيدي العاملة بين تلك الدول.

5- الحاجة الى تحسين أداء الجامعات و المدارس, و إيجاد مراكز دراسات و ترجمة و قنوات حوارية جادة و الاهتمام بالفنون و الثقافة.

6- إيجاد قنوات حوارية بين الجماعات العرقية و المذهبية المختلفة داخل الدول و بين الدول نفسها.

7- ضرورة الانتباه لبعض الأحداث التي تجري في المنطقة و عدم الانجرار وراء رغبات بعض الجهات المؤدلجة أو العامة من الناس ، لمنع الانزلاق في فوضى مطلوبة للمنطقة ، وذلك لانتهاز الفرصة لتنفيذ مشروع إعادة الترسيم من قوى اكبر يهمها ذلك. و من تلك الأحداث ( القتل الطائفي في العراق – مشكلة لبنان- مشكلة فلسطين- مشكلة الصومال- مشكلة دارفور- قضية إعدام صدام- و غيرها) .



ليست هناك تعليقات: