الخميس، 10 فبراير 2011

كل نار تصبح رماد ...وهونها تهون .. ولكن الى متى .؟؟



عدت مؤخرا من مؤتمر عقد في دبي حول أمن بيئة المعلومات والشبكات ، حيث تصاعدت المحاضرات والمداخلات وتم تبادل التجارب والخبرات يوما بعد يوم ، وبينما العالم من حولنا يفكرون في حماية البني التحتية والممتلكات أرى أننا فشلنا فشلاً ذريعاً في حماية البشر ، حيث جال بخاطري ما حدث في جده من دمار وخراب بسبب الأمطار التي عاثت في المدينة تخريباً وتدميراً بما فيها الشبكات وأجهزة الكمبيوتر التابعة لعدة جهات حكومية وفي القطاع الخاص ، وسألت نفسي عن مدي جاهزيتنا لمعالجة أي مخاطري تحدث لبيئة المعلومات والشبكات او لو تعرض المجال الكهرومغناطيسي الخاص بنا على المستوى الوطني الى أي تدمير ، أنا أعرف أنه يوجد لجان وجهات تهتم بهذا الجانب ولكن على استحياء شديد ، فلا يوجد جهود لتوحيد العمل لمنع أي كارثة او التقليل من آثارها ...ثم تذكرت بأنني سرحت بعيدا ... فجده لا تزال تغرق تحت الماء ..

المشكلة إننا تعودنا من الكثير من المسئولين التصريح وبصوت عال بأننا جاهزون لمواجهة المخاطر بأنواعها ، ثم إذا حدثت الكارثة بدأنا نبحث عن أعذار واهية ، ونلصق ما يحدث من مأساة او خسائر فادحة الى القضاء والقدر ، بينما لا يفيد المتضرر تصريحا ولا تحقيقا صوريا في شي ( مسئولي جده مثالاً) ..

العالم الغربي تجاوز بمراحل كبيرة التفكير في مخاطر تحدث لسوء التقصير والتخطيط ، لأن الرقابة والمحاسبة بالمرصاد للمتلاعبين او المستهترين بأرواح الناس ، مع أن الكوارث الطبيعية يصعب السيطرة عليها في حالات كثيرة.

بالأمس تعطل المسافرين في مطار الملك خالد لفترة زمنية ليست قصيرة بسبب عطل طارئ في أجهزة الحاسوب ...تخيلوا فقط كم الآثار النفسية والمادية التي تنتج بسبب ذلك ؟ فمن الذي يعوض المتضررين ؟ وكيف ؟ حيث ان الكثيرين منهم فقدوا فرصة المواصلة على رحلات أخرى في مطارات أخرى ،وتم فقد مئات الغرف في الفنادق وهكذا ...وماذا حدث بالنسبة للأعمال والاجتماعات وخلافه ...

نحن بحاجه الى إعادة التفكير في اداء الأجهزة الحكومية الخدمية ، وتفعيل افضل لأجهزة الرقابة والمحاسبة ، وسقف ارفع لحرية الصحافة لمراقبة الأداء العام ..وطمس لعبارات توارثناها كتلك التي في مقدمة الموضوع ....

محمد بن يحي الجديعي

الرياض ‏الخميس‏، 07‏/ربيع الأول‏/1432



ليست هناك تعليقات: