في الثالث من شهر رجب عام 1429هـ حضرت مع غيري من الزملاء حفل زواج زميل عزيز، كان هذا الزواج هو الثالث له ، لأنه كان من أكثر المنادين بالتعدد ، ودائما كان يتجول في مقر عمله ويصرح بأهمية الزواج المتعدد ، ويعرض على الآخرين مزايا التعدد ، وكيف أن ذلك عامل هام للجميع ؟ بصرف النظر عن وجود إحتياج فعلي لإستغلال الرخصة الشرعية بالتعدد .
هو مؤمن تماماً بأن العدل المنصوص عليه في الآية الثالثة الكريمة من سورة النساء " فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة " ليس كما يفهمه الكثير منا ، ولكن العدل في مفهومه هو أن تمكن كل واحدة من الزوجات أن تعيش في نفس المستوى الذي قدمت منه ، فإذا كانت إحدى الزوجات قادمة من أسرية ثرية وكانت تلبس أفخر الثياب ، فإن عليك كزوج أن تؤمن لها ذلك المستوى ، وأن تؤمن للزوجة الأخرى التي كانت في بيئة أقل ثراءً من المستوى الذي جاءت منه ، فالأولى تأخذ لها فستاناً بـ(2000) ريالاً مثلا لأنها متعودة على شراء الملابس الثمينة ، وفي نفس الوقت الذي تأخذ للأخرى لنفس المناسبة وفي نفس الوقت فستاناً بـ(300) ريال .. هذا هو العدل في رأيه .
على كل حال .. لقد تغيرت مفاهيم الزميل العزيز بشكل جذري فيما يتعلق بالتعدد ، وهو حالياً يقوم بنفس الدور السابق بالدوران في مكان عمله والمناداة بين الزملاء بأهمية الإلتزام بزوجة واحدة وعدم التعدد ، وأن لا يكون التعدد إلا في أضيق الحدود والأسباب الدافعة له واضحة وجلية . والشكر يعود لله أولاً ثم إلي زواجه الثالث الذي أعاد ترتيب أفكاره ، بعد أن ظلت تلك الأفكار ردحاً من الزمن تهيم في كل الاتجاهات لأثبات أهمية التعدد بسبب وبدون سبب .
بالمناسبة لقد تغيرت النغمة المتفائلة التي كانت تصدر من هاتفه الجوال قبل الزواج إلي نبرة تشائمية تعكس قتامه قاسية ، حيث تبدأ بالدعاء الي الله بطلب تفريج هم المهمومين ، وتنفسي كرب المكروبين ، وآمل أن يتقبل الله دعائه الصادر من قلب مخلص محتاج للعون وبإلحاح شديد ....فدعاءه ذلك يفطر القلب ...
ان من أهم المتابعات لهذه الزميل هو ملاحظة النقص الشديد في وزنه , والحقيقة أني لا اعرف هل ذلك النقص نتيجة إلى تحسين وضعيه المعيشي وتغير غذائه الى نوع صحي جديد ؟ أم انه يوجد وراء الأكمه شي آخر ؟ أتمنى ان يكون السبب الأول هو الذي أدى إلى ان يكون جسمه رياضيا متناسقاً .
أعزائي ... لازلت على موقفي السابق والذي أعلنته ليلة زواج زميلنا العزيز ، وهو ان التعدد فسحه شرعيه يجب ان تستخدم بالشكل الصحيح ، فمن كان لديه أسباب واقعية وليست افتراضية , وكان لديه القدرة المادية والبدنية ، فالطريق سالك ولله الحمد وديننا يسمح بذلك لا شك .
اخيرا ادعوا الله ان يعين اخانا العزيز على زوجاته الثلاث , ويمده بالصحة البدنية ، والرجاحة العقلية لينقل لنا جميعنا من أفكاره الجديدة التي بدأت تأخذ بعداً آخر . فهو الآن خبير بالنساء وكيفية التعامل معهن ...وتجاربه لا شك ستكون مفيدة لكل من كان له نوايا توسعيه ...
محمد يحيى الجديعي
الرياض 19شوال 1429هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق