السبت، 9 يناير 2010

الدنمارك


مقال قديم




الدنمارك بلد صغير يقع في أقصى الشمال الأوربي ، لا يتجاوز عدد سكانها( 5.432.332) نسمه ،وتصل نسبة المسلمين فيها 2% (108.650مسلم تقريبا) والناتج المحلي يعادل( 254.1) بليون دولار ،الدخل الفردي السنوي (33.500) دولار ،وميزانيتها للعام 2005م (148.8) بليون دولار ، تنتج( 188.300) برميل نفط يوميا ، وتمتلك(1.23) بليون برميل نفط ....
بكل المقاييس التي توضح مدى أهمية الدولة وفعاليتها على الساحة الدوليه ، فان الدنمارك دوله صغيره في كل شيء ، بل انها تعد على هامش الاتحاد الأوربي نفسه التي هي عضوه فيه ، ولا يمكن ان نجعل دوله كالمملكة تقف الند للند مع الدنمارك ، نظرا لفارق الاهميه الجغرافية والتاريخية والثقافية والسياسية وعدد السكان والمساحة، والاهميه الكبرى التي تتمتع بها المملكة في دعم الاقتصاد العالمي ، وفي القضايا العالميه ذات الاهتمام ، بعيدا عن ثقلها الكبير في العالمين العربي والإسلامي لاحتوائها على مقومات أخرى ...الشيء الوحيد التي تتساوى فيه الدولتين هو أنهما كانا من ضمن الدول التي أسست الأمم المتحده في سان فرانسيسكو بتاريخ (24 اكتوبر 1945م ) ....
دول كهذه تضع نفسها أحيانا في مواقف قد تكون مخططه ، سعيا لجذب أنظار العالم لها ليتذكر ان هناك دوله تدعى كذا ، ولا شك أنهم عرفوا كيف يطرقون بابا ذا أهميه دينيه كبيره لدى كافه السعوديين (حكومه وشعبا) وكافه الأمة الاسلاميه عند التعرض لرمز وشخص (كرسول الله ..عليه الصلاة والسلام) ، وكانوا في اعتقادي قد قدروا الخسائر التي يمكن ان تقع بهم في مقابل الصيت الإعلامي والاهتمام الدولي ، وهم نجحوا في ذلك ، لأنه بحساب الربح والخسارة يتضح ما يلي :
1. لا توجد أي دوله عربيه او إسلاميه تعد من الدول ذات الاهميه تجاريا مع الدنمارك ( انظر الجدول المرفق).
أهم شركاء الدنمارك التجاريين :








2. يمكن لدول الاتحاد الأوربي احتواء الفائض من المنتجات الدنماركيه بكل سهوله ، ومن أهم مزايا الانضمام لذلك الاتحاد هو دعم الدول التي تتعرض الى أزمات (اقتصاديه سياسيه وغيرها..).
3. المتضرر الحقيقي هي الشركات التي تبيع منتجاتها لدينا وشركائهم في الداخل (وهم لم يرتكبوا ذنبا) ، اما الدولة (الدنمارك) فلن يصيبها شيء ولن تعتذر عن جرم لم ترتكبه.
4. تمكنت الصحيفة (الجاني الحقيقي) من البروز والانتشار بشكل كبير ليس عالميا فقط ، ولكن حتى ضمن العرب والمسلمين ..لدرجة انها وضعت اعتذارا باللغة العربيه على صفحتها الاولى بالانترنت .وزادت أرباحها حتى من بيع تلك الصور لصحف تعد هامشيه في دولها مثل (welt.de الالمانيه , france soir الفرنسية ) ....والغريب ان كثير من الصحف الرزينة في الدول الغربيه لم تولى ذلك الموضوع اهتماما كبيرا .

السؤال المهم ( كيف كان يمكن ان تكون معالجة الموقف ؟ )

الدنمارك لا تمثل شيئا للدول العربية والإسلامية ، وكان الأجدر ان يدعى لاجتماع عاجل للدول الاسلاميه والعربية ، لتبني قرار المقاطعة جماعيا ،وسحب السفراء من الدنمارك وطرد سفراءها ، مع تشكيل لجنه قانونيه وأخرى دبلوماسيه سياسيه ، الأولى تقيم الدعاوى وتطلب المحاكمات لمن قام بهذا العمل بحكم انه إرهابا ثقافيا وتعديا على حقوق الغير وخصوصياتهم الدينية ، اما السياسية فتبين للعالم اجمع والمنظمات الدولية المختلفة ،وللولايات المتحدة (حاملة راية محاربة الإرهاب) ان ما قام به الدنمركيون هو عين الإرهاب ، ولا بد من وضع هذه الدولة الصغيرة في المكان الذي هو مناسبا لها .وحتى يكون ذلك إنذارا شديدا لكل من يحاول القيام بمثل ذلك العمل ، كما يجب ان توضح اطر واضحة ومحدده للحرية الثقافية والاعلاميه .

مع الأسف الشديد لا تزال أعمالنا تجرها وتقودها العامة والغوغاء ، هم من يدفع المؤسسات الرسمية الى التخبط في قراراتها ،لا يوجد عمل منظم يثمر ثمرا يانعا ، لأن ما نراه حاليا سيخبو بعد حين وينساه الناس ، ثم يعودوا لسابق عهدهم دون الحصول على ضمانات كافيه من الدنمارك او من الأمم المتحدة او من أي جهة للمحافظة على خصوصيات الشعوب ودياناتهم .

المقاطعة أسلوب حضاري قد تؤدي الى ما يلي :
1. دفع الشركات المتضررة من المقاطعة الى العمل داخل الدنمارك والضغط على حكومتهم باتخاذ إجراءات واضحة لاحترام خصوصيات الغير ، وعدم الإضرار بمصالحهم هم .
2. انتشار أخبار المقاطعة إعلاميا ، تبين مدى العلاقة القوية التي تربط بين المسلمين ورسول الله محمد بن عبدالله ( صلى الله عليه وسلم ) ، هو دافع الكثيرين من غير المسلمين لقراءة سيرته (عليه الصلاة والسلام) مما قد يؤدي بالكثيرين منهم الى اعتناق الإسلام .

وهذه هي أهم النتائج التي قد يتمخض عنها ما يدور في عالمنا الإسلامي اليوم حول الإساءات غير المبررة لرمز لا ولن نقبل المساس به (عليه الصلاة والسلام) ....


محمد بن يحي الجديعي / الرياض 8 محرم 1427هـ

ليست هناك تعليقات: