الجمعة، 15 يناير 2010

الباسو من جديد





بعد اقل من عامين من زيارتي السابقة ، قمت بزيارة لمدينتي المفضلة (الباسو- تكساس) في زيارة عمل ، ربما تكون الأخيرة نظرا للتغيرات الحاصلة في هذه المدينة ، وقد كانت هذه الزيارة جميله كالعادة على الرغم من المعاناة التي واجهتنا من جراء الأحوال الجوية السيئة، حيث استغرقت الرحلة زمنا طويلا زاد عن(14)ساعة منذ مغادرة نيويورك . حيث كانت الأعاصير والإمطار الغزيرة في وحول مدينة دالاس حائلا دون النزول في المطار ، لأن ذلك المطار الكبير والجميل كان هو مكان النزول لمواصلة الرحلة الى الباسو.


بعد ثلاث ساعات من الطيران حول المطار اضطررنا للنزول في مدينه أوكلاهوما للتزود بالوقود وفيها تم الانتظار لمده ساعة أخرى على الأرض أملا في ان تخف حده الأمطار على دالاس ، ولكن وبعد مغادره أوكلاهوما كان علينا الطيران لمده ساعتين أخريين دون فائدة ليتم النزول في مدينه أوستن تكساس هذه المرة ، وانتظرنا هنالك لمده ساعتين أخريين ثم عدنا أدراجنا الى دالاس التي وصلناها حوالي الثالثة فجرا ، نزلنا في فندق قريب حتى موعد رحله المواصلة الى الباسو في العاشرة صباحا . ولكن بمجرد وصولنا لمدينه الباسو كانت البشاشة والبشر في وجوه المواطنين هنا سببا في إزالة الإرهاق والتعب الذي عانيناه في الرحلة الطويلة.


مرافقي لم يسبق لأحدهم زيارة هذه المدينة فكان واجبا علي ان أعطيهم جولات متعددة على معالم هذه المدينة العزيزة على قلبي ، وكان من أهمها المركز الإسلامي الذي بني حديثا في المدينة على أنقاض احد المساجد القديمة ، وقد لوحظ نشاط دعوي مميز وبرامج تعليمية رائعة .










The Rio Grande river





قمنا بجولة حول نهر الريو قراندي الصغير الذي يعد احد روافده حدا فاصلا بين الباسو والمدينة المكسيكية (خوارس ) المجاورة من الجنوب للباسو ..وقد لوحظ حجم الأسلاك الشائكة والسياج الحديدي الضخم الذي وضع لمنع المتسللين الى أمريكا من هذه المنطقة ، كما انه تم تعزيز ذلك بكاميرات للمراقبة وخط ترابي للدوريات المتحركة ، وقد كانت هذه المنطقة إحدى اهم مناطق عبور المتسللين وتجار المخدرات الى الولايات المتحدة ...كما انه لوحظ ان الجسر الذي يربط بين المدينتين لم يعد كما كان سابقا يعج بالسيارات الذاهبة والقادمة من والى "خوارس" ، وقد ذكر لنا بان الإجراءات الصارمة التي وضعت بعد أحداث سبتمبر حدت كثيرا من الحركة على جانبي الحدود . علما بان هذا الجدار العازل سيكلف ما قيمته (2.6) بليون دولار ..وسيمتد على طول الحدود مع المكسيك التي يبلغ طولها (3169 كم) وبقاؤه بهذا الشكل سيحرم أكثر من (12 مليون) نسمه من كسب بعض الرزق ...








 
السيارات المزدحمة على الجسر الرابط بين الباسو وخوارس






ما وجه الشبه بين هذا الجدار بين الباسو وخوارس والجدار الفاصل في إسرائيل والفلسطينيين





كما قمنا بزيارة مطعم(الكتلمان Cattleman's Steakhouse) ذائع الصيت في هذه المدينة ، وهذا المطعم يبعد حوالي 40 كيلا الى الشرق من المدينه التي يزيد حجمها باتجاه الشرق ، وقد كان ولا يزال مكان لتصوير بعض الافلام السينمائية نظرا لوجوده في منطقه صحراويه مميزه. وفور وصولنا للمطعم لاحظنا بالفعل بعض المعدات (طائرات مروحيه وعربات عسكريه)التي تركت بعد تصوير فلم عن الحرب في العراق .






أيضا فان هذا المطعم يعد مكانا مناسبا جدا لقضاء العائلات وقتا ممتعا ومريحا بين جنبات جدول صغير وحظائر الحيوانات المتعددة ، لان هذا المكان يعد حديقة للحيوانات والثعابين متعددة الأنواع ، وعلى الرغم من كثره الصالات الموجودة في هذا المطعم إلا ان الحجز يعد ضروريا لكثره مرتاديه نظرا لأنه لا يوجد مثيل له في أنواع اللحوم التي يقدمها ، الطريف إن إحدى الطلبات يصل وزنها الى اكثر من كيلوين تم طلبها من بعض الزملاء ولم يتمكن من إكمالها الا شخص واحد كان قد سمع بالمطعم قبل ذلك ، فصام يوما كاملا املأ في كسب التحدي المتعلق بالتهامها جميعها وقد كان له ما أراد ، لقد كانت زياراتنا لهذا المطعم مناسبة رائعة لقضاء وقت ممتع تميز بالكثير من القفشات البريئة،والتعليقات على المكان والعشاء المميز اللذيذ والفريد من نوعه .


هذه المدينة تنمو نحو سريعا لعده أسباب لعل أهمها وجود قاعدة فورت بلس العسكرية التي احتضنت مدرسه الدفاع الجوي التي يلحق بها أعداد كبيره من العسكريين الدوليين.










محمد الجديعي

الرياض



 

ليست هناك تعليقات: