الاثنين، 19 ديسمبر 2011

الدعم الروسي للنظام السوري مستمر



الدعم الروسي لسوريا يتواصل ، وهو دعم مبرر لكل المختصين الاستراتيجيين ، لأن روسيا لم تفق من الصدمة الكبيرة التي أصابتها بسبب الحرب في ليبيا وتغيير النظام هناك ، حيث تحولت الأنظار الليبية الى الغرب الذين ساعدوا الثوار بمباركة روسية ، وليبيا كانت ولفترة طويلة من الزمن مجالا حيويا لروسيا ، ولكن قطف الثمار الليبية في نهاية الحرب كان من نصيب فرنسا ثم الولايات المتحدة ، وخرجت روسيا خالية الوفاض ...

مؤخرا قامت روسيا (16 ديسمبر) بتسليم سوريا (72) صاروخ متطور من نوع (ياخونت) الذي يطلق من الشاطئ على الأهداف البحرية ويصل مداه 300 كم ، وذلك تحسبا لأي هجوم بحري قد تتعرض له سوريا من قبل تركيا او الدول الغربية ، كما أرسلت روسيا (3 ملايين) من الأقنعة والكمامات الواقية لسوريا تحسبا لاستخدام أي اسلحة كيميائية او جرثومية ضدها..

وكانت روسيا في فتره سابقة قد أرسلت حاملة طائرات وعدد من السفن الهجومية الى ميناء طرطوس السوري ، كما أعلنت ان القصر الجمهوري في سوريا يعد خطا احمر يمنع المساس به ...والحقيقة ان روسيا قد استغلت الازمة السورية بطريقة تخدم مصالحها الوطنية بشكل جيد ، وسارعوا في اتخاذ إجراءات عاجلة تحسبا لأي قرار سوري قد يقلب الأمور لغير صالح روسيا ، وذلك بعد لاحظ الروس ليناً في اللهجه السورية باتجاه الرضوخ لرغبات الجامعة العربية التي ألمحت الى إمكانية تدويل الأزمة ان لم توقع على البرتوكول الخاص بحل الازمة ... مع ان الكثير من المراقبين يرون تعامل سوريا مع الجامعة ليس الا لكسب مزيداً من الوقت لتمكين آلة القتل من انهاء حياة المزيد من المواطنين ...

الغريب في هذه الازمه هو ان المسئولين العراقيين أصبحوا مراسلين للإيرانيين ، فهم يعرضون افكار ايران لسوريا ويقدمون مقترحات لحل الأزمة ، ولا اعرف سببا لذلك (الا اذا كان بحثا عن دور ما للعراق ) ، فعلاقات ايران وسوريا لا تحتاج لتلك المساعي ، بل ان ايران تستطيع فرض ما ترغبه على النظام السوري ..لكن الواقع يقول بان العراق أصبح يمثل الحديقة الخلفية لإيران ..

محمد بن يحي الجديعي

الرياض 19 ديسمبر 2011م





ليست هناك تعليقات: