السبت، 9 يناير 2010

زرت أمريكا مؤخرا...ولكن



مقال قديم


في الرابع و العشرين من نوفمبر 2007م كنت على متن الطائرة المتوجهة نحو الولايات المتحدة الأمريكية, و قد كان من أول مشاهداتي قلة الركاب في الطائرة التي تبدوا خالية على عكس الوضع السابق, ولكن زالت دهشتي بعد الوقوف أمام رجال الجوازات في مطار "كندي" بنيويورك ، حيث أن الموظفين يختلفون عن أولائك الأمريكيين المحبوبين الودودين للأجانب حيث ان وجوههم ابرد من الطقس الذي كان باردا في مثل هذه الفترة من العام ، كما أن نظراتهم لكل شخص توحي بالشك و الريبة لكل قادم لبلدهم .... نسوا أن الكثيرين ممن يقفون أمامهم ، هم من المحببين لبلدانهم اولا ....ثم أنهم ربما قدموا لتعزيز التعاون و الأمن و السلام لبلادهم بالتعاون مع الدول الصديقة ومنها ومن أهمها الولايات المتحدة , و قد شاهدت رجال الجوازات الأمريكيين يأخذون الكثيرين إلى غرف الاستجواب لمعرفة أسباب قدومهم لأمريكا.


أما من لم تنتهي رحلته في نيويورك بعد .... فإن عليه استقلال طائرة أمريكية ، ولعل أكثرها تشددا شركة الطيران المعروفة (أمريكان ايرلاينز AA) ...." بالنسبة لي لن استقل طائرة لهذه الشركة الا مضطراً ..." ، المهم ان السفر الداخلي في أمريكا يعد تجربة أخرى ، ومن المواقف التي لا يحسد عليها أي شخص . إذ أن شركة الطيران الأمريكية و بناء على الجنسية او الاسم في حركه استفزازية واقل ما يقال عنها [ عنصرية حديثة ابتدعتها خطوط الطيران الأمريكية] ....تقوم تلك الشركات بوضع رموزا خاصة على بطاقة صعود الطائرة ، مما يعني زيادة في التدقيق الشخصي . (انظر الصورة المرفقة)












وبالرغم أن الأمريكيين أنفسهم في مكان شبهه بالنسبة لشركات الطيران الأمريكية ، ويتعرضون للمهانة والذل من رجال امن المطار ، إلا أن التفتيش المركز للأجانب قد يصل إلى إخراج الشخص من ملابسه ، بل ان ذلك الشخص الذي يقوم بعملية التفتيش يتعرض شخصيا للإهانه من قبل المسافرين ، لأنه قد يضطر للنهر والزجر والتوبيخ وخصوصا اذا حاول تحسس بعض المناطق الحساسة من جسد بعض المسافرين.


إنه وبمجرد دخول المطار واجتياز نقطة التفتيش تعود بك الذاكرة سريعاً إلى أمريكا الرائعة والأمريكيين العاديين ، أولئك الشعب الطيب البشوش المحب للأجانب ، الشعب الواعي المثقف الذي يتعامل بكل لطف مع من ليس أمريكيا, تشاهد بلدا جميلا منظما يتمتع مواطنيه وضيوفه بإمكانياته الهائلة المريحة فالمواصلات والاتصالات والتقنيات والفنادق والأسواق والمطاعم والمستشفيات وأماكن الترفيه وغيرها هي الأفضل منها في أي دولة أخرى ...........ولكن.


لماذا لا يتم تطبيق العرف الدبلوماسي المعروف(( المعاملة بالمثل)) مع المسئولين الأمريكيين الذين يزورون المملكة؟؟


لقد تعرض مسئولا كبيرا كنا نرافقه لموقف اقل ما يقال عنه انه ((سخيف !!!)) حيث انه يحمل جوازا دبلوماسيا ومسئولياته اكبر من انه يتعرض لتفتيش دقيق مثله مثل بقية المسافرين.


أن أي مسئول أمريكي اقل منه بمراحل كبيرة ... يقابل بالاستقبال الجيد والمعاملة الراقية من قبل المسئولين لدينا في مطاراتنا وموانئنا . وهذا جيد ويعكس مدى حبنا واحترامنا للغير ورقي واحترافية الموظفين في الجوازات والجمارك السعودية ، ولكن الأمريكيين والدبلوماسيين منهم تحديدا ... يجب ان يقابلوا بنفس الطريقة التي يقابل بها مسئولينا في بلدهم . وطالما أنهم لا يطبقون الأعراف الدبلوماسية فليس لهم الحق في المطالبة بها. لقد تعرض احد مسئولي السفارة السعودية وهو يحمل جواز دبلوماسي والفيزا من نوع (A1) ..تعرض إلى التفتيش والاهانه بشكل فج من قبل المسئولين في مطار ((كندي)) ....ومن غير الممكن اعتبار مثل ذلك من قبيل الأخطاء الشخصية ....لسبب بسيط ...هو أن المعاملة الحسنه وحسب الأعراف الدبلوماسية هي الاستثناء في المداخل الأمريكية .


أنا اعرف ان المشكلة أمريكية داخلية تتعلق بعدم قدرة أي جهة تمرير أي قانون او إجراء على جهة أخرى وذلك حسب دستورهم , ولكن تعرض الدبلوماسيين الأمريكيين لإجراءات مماثلة سيدفعهم الى مطالبة حكومتهم بإجراء التغيير الداخلي لديهم .


ليس ذلك فحسب ولكن عدم الحرص من قبل العلاقات العامة (المراسم) في السفارة السعودية في واشنطن على إيضاح المشكلة وإيجاد الوسائل اللازمة لتسهيل الإجراءات للمسئولين السعوديين ، تبين ضرورة إعادة النظر في هؤلاء المسئولين ، بحيث يجب ان تكون الجدارة والعمل لصالح البلد ومسؤولية هو الأساس الذي من اجله يتم اختيار هؤلاء الأشخاص .


لقد كان احد المسئولين في مراسم السفاره متواجدا بحكم سفره ، وكان يشاهد بأم عينه ما يتعرض له المسئول السعودي الكبير ، بل وكان بجواره احد المسئولين من الأمن الداخلي الأمريكي الذي كان بإمكانه فعل شيئا ما بهذا الخصوص ، ولكنه كان سلبيا بدرجه مخجله وغريبة .


لقد تحدثت بشكل مطول مع مسئول أمريكي بعد عودتي إلى هنا ، ولكن الحديث لن يجدي نفعا وهو مقتنع تماما بعدم صحة ما يتم . والمطلوب هو تطبيق العرف الدبلوماسي آنف الذكر .


في كل دول العالم الجوازات الدبلوماسية تعني الشيء الكثير لحامليها ، إلا في الولايات المتحدة ... لذا لابد ان يقف مسئوليهم في طوابير المسافرين العاديين ، ويفتشوا كما يفتش غيرهم دون النظر إلى نوع جوازه ومنصبه تماما كما يفعلون لنا في مواني الدخول الأمريكية .


أمريكا بلد صديق ..ومصالحنا معهم متعددة ..ويجب ان لا تضع بعض الجهات الارهابيه أسس لممارسات هم يتمنون زيادتها لدق اسفين الخلاف بين البلدين الراسخه علاقتهما الجيدة  ...






ليست هناك تعليقات: