دولتنا تعزنا وخطوطنا تذلنا

الحديث عن ممارسه الخطوط السعودية لا ينتهي ، وكم هو محزن إن تحمل خطوطنا الوطنية هذا المسمى العزيز علينا جميعا ، فالسعودية كبلد بذلت ولا تزال تبذل الجهد الكبير من اجل رفعه ورفاه مواطنيها ، وخادم الحرمين أصدر عدد من الأوامر الملكية الكريمة التي توضح كم هو المواطن غال وعزيز لدى القيادة ، وكانت كرامة المواطن ورفعته هي الهدف الأسمى والاهم له حفظه الله ، ولا يسير عكس هذا النهج المميز الا الخطوط السعودية التي تمارس الإذلال والإهانة لمواطنين هم سبب وجودها ، ولو جلس أي منا مع أي عدد من المواطنين لسمع منهم قصصا وحكايات مرة ومخزيه وأحيانا مخجله بدرجه كبيره ، والسبب ان ما يواجهونه من تصرفات وأوامر غير نظاميه لا تحمل في ثناياها الا الذل والاستهانة بالمواطنين ، ولعل الأوامر التعسفية التي أصدرتها السعودية مؤخرا ضد كبار موظفي الدولة الذين يستحقون نظاما إركابا حكوميا على الدرجة الأولى ، وذلك بحرمانهم من هذا الحق وفرض إركابهم على درجه اقل دون تعويض او تحويل الركاب على خطوط أخرى ، وأصبحت تشرط على أي موظف يحضر إركابا على الدرجة الأولى بان يوقع على تعهدا بان لا يطالب بفارق السعر بين الدرجة التي يستحقه والدرجة التي تفرضها السعودية عليه ، وبهذا تتمتع السعودية بفارق السعر دون وجه حق .

عندما تدخل الى مقصورة الطائرة ستعرف لماذا يسألك دائما موظف الحجز عن طريقه دفع التذكرة (حكومي او كاش ) ؟ لان راكب الاركاب الحكومي هو في ذيل قائمه الاهتمام في الخطوط السعودية ، خصوصا ان 60% من مقاعد الدرجة الاولى في الرحلات الدولية تحجز لموظفي السعودية وملاحيها ، وما يحدث على الطائرة هو استمرار لما يحدث في صالات السفر ، حيث يتعاملون مع الراكب الحكومي بفوقية كبيره ، وكأنه يسافر مجانا ، مع انه لا يتم إصدار أي تذكره حكوميه الا اذا كان البند الخاص بالاركابات يغطي كافه المصاريف المضاعفة ، ومضاعفة السعر هذه لا تتم لأي ناقل وطني الا لدينا ، حيث دأبت الحكومة على دعم الخطوط السعودية بمضاعفه السعر الذي يصل الى الضعف مرات .

لعقود طويلة استمتعت الخطوط السعودية بامتيازات كبيره ، ولم يواكب ذلك الدلال الذي تحضى به أي تطور في الخدمات ، او رقي في السلوك والتعامل ، والحل لإيقاف ممارسات هذه الخطوط هو استمرار الاركاب للجهات الحكومية عليها للرحلات الداخلية فقط ، اما الاركابات الخارجية فقد حان الوقت ان يستخدم المواطنين السعوديين الذي أكرمته دولته ناقلا يحترمه ويقدره ، وبلدنا مفتوح على جميع الدول والحمد لله ، لعل تلك الخطوة تدفع مسئولي الخطوط السعودية لمراجعة أنظمتها وتهذيب تصرفات موظفيها ..

محمد بن يحيى الجديعي

الرياض 21 ربيع الاخر 1432هـ