الأربعاء، 9 مارس 2011

في كثير من البلدان ..لا مراجعات لأنهاء الخدمات...هاواي مثلا .....




ذهب صديقي هذا الأسبوع الى ادارة المتابعة في وزارة المالية لأمر يرغب في انجازه ، وبعد ان عاد شرح لي الموقف الذي تعرض له في تلك الإدارة ، حيث انه وصل الى المكان واذا به يجد عدد من المواطنين كانوا قد سبقوه ، ولكن الموظف لم يكن موجودا ، وما كان عليهم سوى الانتظار ، وبعد مضي فتره زمنية تزيد قليلا عن نصف ساعة زادت خلالها اعداد المراجعين من المواطنين ، دخل عليهم موظف آخر ابلغهم بان الموظف موجود ولكنه يشرب قهوته الصباحية مع مديره ، فذهب المراجعون جميعهم الى مكتب المدير حيث ابلغهم مدير مكتب المدير بعدم امكانية الدخول عليه ، وانه سينقل رغبتهم لذلك الموظف الموجود بالفعل في مكتب المدير ، ولما عاد ابلغهم بانه سيأتي وما عليكم الا الانتظار في مكتبه ، عادوا بعدها الى مكتب ذلك الموظف الذي جاء بعد مرور نصف ساعة أخرى وهو في قمة الغضب والانزعاج ، وبكل صلف وتعال على مواطنين هم سبب وجوده في ذلك المكتب الأنيق ، قرر معاقبتهم بتأجيل البت في مواضيعهم المختلفة ...وان عليهم العودة بعد أسبوع كامل من تلك اللحظة ....وحيث انهم عرفوا ان مقابلة أي شخص للشكوى لن يفيد في ايجاد حل لهم ...فما عليهم سوى الانصياع لأوامره ورغباته ومغادرة المكان ، لكن تبادر الى ذهني عدد من الأسئلة جراء موقف ذلك الموظف ...ومنها ما يلي :

هل توجد لدينا جهات يمكن العوده لها في مثل تلك المواقف ؟

من يحاسب الموظف اذا كان مديره المباشر يرى انه يرتكب اخطاء نظامية ولا يحرك ساكنا ؟

لماذا التعالي من موظف على مواطنين أرغمتهم البيروقراطية وأساليب العمل القديمه العقيمة على الوقوف على أبواب أمثال ذلك الموظف ..وربما انهم ارفع مقاما واحتراما وأدبا منه ؟؟

هل نرى تحسنا في أداء الوزارات والمؤسسات الحكومية بعد صدور الأوامر الملكية الأخيرة ، التي منها اعتماد 1200 وظيفة رقابية ؟

في ولاية هاواي بالولايات المتحدة لا يوجد مواقف لسيارات المراجعين ، والسبب انه لا يوجد أي سبب لأي مواطن يضطره الى الذهاب الى أي مصلحة او إدارة ، فجميع الإجراءات والطلبات تتم الكترونيا من المنازل وترسل الاوراق بواسطة البريد قبل او بعد الخدمه ....فهل يتحقق لنا ذلك في يوم ما ؟؟

نأمل ان تتغير أساليب الأداء في الوزارات والإدارات بطريقة تحافظ على أوقات وكرامة المواطنين ...فهل من امل ان تتغير وتزال البيروقراطية الراسخة في أذهان موظفين أكل عليهم الزمن وشرب وهم لا يزالون على كراسيهم ؟؟


محمد بن يحي الجديعي ....الرياض 04 ربيع الآخر 1432هـ

ليست هناك تعليقات: