الأربعاء، 20 أبريل 2011

بالأمس قابلت شاعر العرضة ...بن حوقان



كنت معزوما ليلة أمس عند احد الأصدقاء ، وقد حاولت ان ادفع مضيفي الى الاختصار الشديد في التكاليف بعد ان باءت محاولاتي بالفشل لثنيه عن العزيمة نفسها ، لذا طلبت منه ان تكون العزيمة في مكان عام ، لكن المفاجأة انه فقط نقل المكان ولم يلتزم ببقية الشروط ، فله ولإخوانه مني جزيل الشكر والثناء ، فقد كان المكان بمثابة نادي ادبي لما احتوى المكان من أدباء وشعراء من أصحاب إلهامه الرفيعة في صناعة الكلمة بطريقة تميز كل منهم وتطبعه بشكل خاص به ...

كان احد الحاضرين الشاعر المعروف في العرضات الجنوبية (محمد بن حوقان المالكي) ...وقد كان الحديث معه وتفسيره لبعض المواقف والقضايا رائعا ، ومن أهم الملاحظات التي خرجت بها عن ذلك اللقاء ما يلي :

العمق الثقافي للشاعر بن حوقان ، وقد ذكرني بالزميل الشاعر (صالح العمري) المعروف تماما للشاعر بن حوقان ، حيث ان استذكار مواقف تاريخية لبعض الشعراء وسرد الأبيات التي قيلت في بعض المواقف يعد سمة مشتركة بينها ...وربما ان ذلك طابع لكل الشعراء لأن التاريخ والمواقف الأدبية تعطي الشاعر عمقا معرفيا ورؤية تختلف عن غيره من الناس ، ومن هنا بداية الإبداع ، حيث المعاني تزداد والتخيل يصبح واسعا والمعجم اللغوي أكثر ثراءً ...

الهدوء في الطرح والانتقاء الجيد للألفاظ ...لاحظت ذلك بعد ان حاولت حثه على الإجابة على أكثر من سؤال طرحته عليه ، ولكنه كان مثالا جيدا للتحضير والتفكير وعدم العجلة ، وهي صفه تبدو متناقضة مع القدر الشعرية المميزة للشاعر وزملاءه الشعراء سريعي حفظ ما يبدأه شاعر مشارك ، سريعي الرد بنفس القافية ولكن بمعنى ربما يكون مختلفا ، وقد يكون بمعنى لا يفهمه الا شاعر آخر مثله ...

تقديره لزملائه من الشعراء ...كان نوع العلاقة بين الشعراء قبل وأثناء وبعد الحوار في مناسبة ما مثاراً للنقاش ، وقد عرفت الى أي مدى العلاقة جيده وعميقة بين الشعراء مهما كان نوع الصراع في الحفلات ، والشعراء أنفسهم يعرفون التصنيفات الخاصة بهم ، فهم يقدرون هذا الجانب بشكل كبير ، مع ان صغار الشعراء قد يحاولون استثارة الأكبر منهم مقاما ...لكن التعامل مع تلك المواقف يتم بحذر شديد .

المهم إنني أرى ان هؤلاء النخب من الشعراء المثقفين ذوي الإطلاع الواسع ، لديهم القدرة الكبيرة على قيادة المجتمع فكريا وأدبيا الى رحب أوسع في قضايا الأمن الوطني ، والفكر الاستراتيجي ، والتحركات السياسية ، وأيضا في كل ما يتعلق بالشأن الداخلي والهم الوطني ...وخصوصا ما يتعلق بالفساد والسرقات والمحسوبية وغيرها من الأمور التي أعاقت تقدم بلدنا العزيز ...

كيف يتم ذلك ؟ لاشك ان الألوف من الذين يحضرون مناسبة ما سيصغون جيدا لما يقوله هذا الشاعر او ذاك ..وربما إنهم أكثر إصغاءً وحفظاً لما يقولونه ..فلماذا لا يكون هناك هدفا او جرعة ثقافية يتم توصيلها من خلال حواراتهم الممتعة للجمهور ؟؟ ..خصوصا انهم من حملة الشهادات العليا وذوي الاختصاص ...

نعم ان مجتمعنا الغريب ربما يكون بطيئاً في تشرب مثل تلك المواضيع ، ولكن لما لا يحاول هؤلاء الشعراء أصحاب الكلمة الرائعة سهلت الوصول ، والمملوءة قلوبهم حبا وهياما بوطنهم ومواطنيهم ، سيكون هناك صدى دون ادنى شك ....شكرا ابا خالد ...فقد كنت رائعا ً .



محمد بن يحي الجديعي

جده (الجمعة, 11 جمادى الأولى 1432 هـ)

هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

تحياتي لك

فيك شبه كبير من محمد عبده كنت اتوقع انك محمد عبده مدونتك رائعه بكل معنى الكلمه تقبل مررووري



امل

محمد بن يحي الجديعي mohammed algedaiai يقول...

الاخت الفاضله ..أمل ..اشكرك جزيل على مرورك على مدونتي المتواضعه ، وثنائك وامثالك من القراء هم اساس من اسس استمراري في مجتمع لا يقرأ ، عودي اي وقت ومرحبا بك دوما ، بالنسبة للشبه ..هذا صحيح ، وسبق ان تعرضت لمواقف كثيره بسبب ذلك الشبه ، حتى محمد عبده قابلته احدى المرات سعد جدا وقال اول مره اشاهد واحد يشابهني الى حد بعيد ...اكرر شكري لحضرتك ..مع اجمل تحية .

غير معرف يقول...

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

شكرا على الدعوه ولكنني بعيد عن الرياض ولن ازورها قريبا.مع اني اتوجس منها خيفه ربما تكون افكاري متطرفه او ارهابيه حسب تعبيركم العلماني .عائلتك معروفه تجاريا اكثر ولكنك موسوعه في كل شي وحبكتك جدا رائعه انت غير معروف اعلاميا لمادا لاتستغل اسم عائلتك .بالنسبه للشبه من الفاسق لا اظن




فواز
تحياتي لك