الخميس، 26 مايو 2011

بن جديع في قصر فرساي للمرة الثانية





قصر فرساي له شهره واسعة وبالأخص فيها يتعلق بالاتفاق الذي وقعه بسمارك عام 1871 م في هذا القصر ، وهي التي كانت مهينه بدرجه كبيره للفرنسيين بعد هزيمة عسكرية مريرة ، وكذلك لأن بسمارك أعلن عن قيام الإمبراطورية الألمانية من داخل صالة المرايا في فرساي ، كما عقد فيه اتفاقية فرساي للدول المنتصرة في الحرب العالمية الأولى وذلك عام 1919م ، وكذلك فانه كان مكانا عزل فيه الملوك الفرنسيين أنفسهم عن بقية الشعب الفرنسي ، وقصة زوجة الملك لويس السادس عشر (الملكة ماري انطوانيت) التي قالت جملتها الشهيرة (فليأكلوا البسكويت) عندما شاهدة المتظاهرين الجياع الذين يطلبون رغيف خبز ولا يجدوه ..



صورة للقصر من الحديقة الخلفية للقصر



لكن لبناء هذا القصر قصه غريبة ، قبل بناءه كان الملك لويس الرابع عشر يقضي وقته في القصر الذي أصبح فيما بعد متحف اللوفر ولا يخرج لفرساي الضاحية التي تبعد عن باريس حوالي 25 كم الى الغرب الا للصيد ، المهم انه في يوم ما عزمه وزير المالية السياسي الفرنسي الكبير آنذاك (فوكيت) وهو الذي يوجد باسمه مقهي في جادة الشانزليزية هو الأشهر من نوعه (Le Fouquets) ، المهم ان قصر فوكيت الذي عُزم به الملك كان رائعا وحدائقه منسقه بطريقه رائعة وهو حاليا متحف ايضا ، لكن ذلك القصر اثار غيرة الملك بإيعاز من بعض خصوم فوكيت فأقاله وسجنه بتهم الاختلاس ، المهم ان الملك عاد وطلب المهندسين الكبيرين في البناء وفي عمل الحدائق "هارودان موسا" للقصر و"ليوتر" لتنسيق الحدائق وأمرهما بالشروع في بناء قصر فرساي ، الذي يزوره حاليا ما لا يقل عند 30 الف شخص يوميا ، وذلك للاستمتاع بحدائقه ونوافيره وبحيراته الرائعة ، وقد بدء البناء في العام 1661م ، ويقع على مساحه 100 هكتار، وتم تدشين الحديقة الملحقة بالقصر في عام 1682م ، اما القصر فقد دشن عام 1690م ، وكان يعمل بالقصر 20 ألف عامل منهم 3000 بصفه دائمة ، وقد أنشئت مدينه صغيره خارج القصر لهؤلاء العمال ومروضي الخيل التي كان يستخدمها الملك وبيت إسطبلاتها خارج القصر وكان عددها 2500 رأس ..

بعد الثوره الفرنسية عام 1789م تم الاستيلاء على القصر واصبح مزار للسياح الذين يأتون إليه من كل أنحاء العالم لما فيه من جمال ورسومات ، كما ان تعدد الأحداث التي تمت فيه أثرت في مجريات الأحداث العالمية جعل منه قصرا ذات شهره واسعة ...





جانب من حديقة القصر الجميلة

الخلاصة ...

 قصر فرساي تحفة فنية رائعة تحكي تاريخا حافلا بالبذخ لملوك فرنسا قبل الثورة ، وتمت في قاعاته أحداث أثرت في مسارات الأحداث في العالم .

 ملحق بالقصر استراحة فاخرة وكبيره للملك ، وكان يسكن بها مربية أطفال الملك وكانت في نفس الوقت عشيقته ، وتلك تحكي جانبا آخر من الفساد الأخلاقي ...

 أهمية المحافظة على المنجزات التي بنتها الأجيال السابقة ، والتي تصبح مزارا للسياح يدر الملايين على الأجيال اللاحقة .

محمد بن يحي الجديعي
الرياض 26 مايو 2011م



ليست هناك تعليقات: