الاثنين، 18 مارس 2013

ازدواج شخصيتنا ..الواقع مرير...



في صباح يوم الخميس (2/7/2009م) نزلت كعادتي الى المطعم الذي يجمع بين كل نزلاء الفندق لتناول طعام الافطار في العاصمه الاندونيسية (جاكرتا) ، وبينما كنت ادور بين الطاولات التي تحمل اصناف متعدده من الطعام والشراب ، لاحظت أن بجانبي عائلة سعودية مكونه من الزوجين وابنتهما الصغيره التي لا يزيد عمرها عن 4 سنوات ، وكانت المرأه غاية في الاحتشام والوقار ، حيث كانت ترتدي عبائتها وتغطي وجهها بشكل كامل عدى عينيها ، وكانت تتحرك بأدب وتهمس لزوجها همساً ، وعلى الرغم من ان الكثيرين ركزوا انظارهم عليها ، الا انها وزوجها لم يكترثان بتلك النظرات..مع انهما صغيرين في سنهما حيث لا يتجاوزان (في رأيي ) الثامنه والعشرين من العمر لكل منهما ، كما ان لبس الرجل كان محترما وانيقا دون تكلف .....

في نفس اللحظه سمعت شخصا آخر وهو يتأسف لأنه نسي نظارته الشمسية (الجو كان غائما) ، وهو كبير في السن (ربما) تجاوز الخمسين قليلا ، وعرفت من لهجته انه (سعودي) ولم اكن لأعرف ذلك لو انه لم يتحدث ، اذا انه كان يلبس شورتا قصيرا جدا ، لا يحق لأمثاله القيام بذلك وفي مكان عام ، وكانت الفانلة التي يرتديها ملطخة برسومات مزعجه وغير مفهومه ، اما زوجته فقد لبست بنطالا قصيرا (تحت الركبة بقليل) وفانيله بيضاء قصيره (بدى من تحتها خطا دائريا من جسمها يفصل بين اسفل الفانلة واعلى البنطلون) ...كما انها نفشت شعرها بطريقة غريبه ...ويسمع كلامهما من مكان بعيد ودون خجل . هما لم يلفتا نظر الكثيرين هنا لأن الوضع ربما غير ذلك ...ولكن بالنسبة لي كان واضحا تماما الفرق الشاسع بين عائلتين سعوديتين اختلفت طريقتهما في ممارسة حياتهما ، بعد ان غادرتا حدود مملكتنا الحبيبة ......

أي منها يعكس واقعنا الحقيقي ؟ هل الالتزام التام بكل المبادئ والقيم والعادات والتقاليد اهم في ظل امكانية لفت الانظار وتركيزها بشكل مزعج ؟ ام انه يجب الانفلات من كل ما سبق ومواكبة المجتمع المتواجدين به ولو كان بشكل مقزز ؟....ام انه يوجد حالة وسط بين هذا وذاك ؟ وما هي تلك الحالة ؟

لماذا يقوم البعض بمجرد مغادرة الحدود بأعمال تتنافى مع الدين والاخلاق والقيم ؟ ويظهر البعض بشخصية مغايرة لما كان عليه الوضع قبل الخروج ... بل ان البعض يتخلى عن اسمه وجنسيته تماما ...

تواجدت في معلماً هاما في مدينه تبعد مسافة (50) دقيقة بالطائره عن جاكرتا وتدعى جوقجاكرتا يدعى قصر السلطان ، ويبعد عن هذا المكان بمسافة ساعة بالسياره المعلم العالمي المشهور بوربادور (Borobudur) ، يزر ذلك القصر عشرات الالاف من الزائرين يوميا ، لأهميته التاريخية والسياسية في هذا البلد لأنه كان مقرا لأحد السلاطين ، لكن المرشد ذكر لي بأنها المرة الاولى التي يلتقي فيها بسعودي في هذا المكان الذي يعمل به منذو اكثر من 20 سنه !!!! وسألني ما السبب في رأيك ؟؟ ولا تعليق لدي على ما ذكره ....مع انه ليس بالضرورة ان يرى ذلك المرشد كل من زار هذا المكان ...

والله انني لا استطيع ان اقول لكم ما قال لي سائق التاكسي اثناء نقلي من المطار الى الفندق  ...وما هي العروض التي قدمها لي؟ ولكن اكتفي بالقول بانها من النوع الذي يندى لها الجبين ...ويعف اللسان عن ذكرها ...وعندما شكرته على عرضه غير المحترم ....سألني فلماذا جئت اذا ؟ ولكنه اردف قائلا اعذرني هي تلك رغباتكم وطلباتكم ....ايها السعوديين في هذه البلد !!!   ....ولا تعليق أيضا.

من المسؤول عن ازدواج الشخصية لدينا ؟ هل ركزت مدارسنا ومساجدنا على العبادات وتركت الاخلاق والمعاملات ؟ ام انه يوجد تقصير في جوانب أخرى ؟

الى متى ونحن على هذه الحالة ....؟؟؟ تساؤلات لا أجد لها الاجابات ...ولكن الامل أن يستشعر كل منا ونحن على أبواب الاجازات ...كيف يمكن نقل صوره حسنة عنا  ؟؟...بل كيف نلغي الصور السيئة التي عرفتنا بعض المجتمعات بها ...وانها من صنعنا ....؟؟ 

اجازة سعيدة وممتعة للجميع ....

ليست هناك تعليقات: