الخميس، 25 فبراير 2010

ما الحل اذا كان الوضع كذلك ؟



يصادف كل منا في حياته العملية أصناف متعددة من القيادات او المدراء الذين وصلوا لما هم عليه كنتيجة لعدة أسباب ، أهمها إرادة الله سبحانه وتعالى ، ثم عوامل تتعلق بالتأهيل او الأقدمية السنية او الوظيفية ، وفي أحيانا كثيرة أسباب اجتماعية (كالوساطات ، او رغبة القيادات الأعلى في التفرغ لأعمال أخرى فيتم اختيار أصناف محدده من البشر تتصف بمواصفات خاصة ) ، وهنا تكمن كثير من المشاكل حيث يتم عادة تجاوز الكفاءة والأعراف الإدارية الصرفة لاختيار الأنسب للمناصب ...

قيادة المنظمات الإدارية الكبرى يلزمها أشخاص تم صقل قدراتهم القيادية بالتأهيل والتدريب عالي المستوى ، او أنهم يتحلون بالحكمة والتأني والصبر وعدم العجلة في إصدار القرارات ، ولديهم القدرة على استخدام الكفاءات المتوفرة في تلك المنظمة كل حسب تخصصه بالطريقة الصحيحة ، مع ضرورة إعطائهم كامل الحرية والثقة في أفكارهم و طروحاتهم ، او ان يمتلك ذلك القائد او المدير كاريزما خاصة بأمثاله تسمى (كاريزما القيادة) ، وكلمة كاريزما هي كلمة إغريقية قديمة تعني «موهبة ربانية أو منحة إلهية» ..وهي موهبة ربانية تشير إلى الجاذبية الكبيرة والحضور الطاغي الذي يتمتع به بعض الأشخاص . ففي حين يمكن لكل إنسان اكتساب «شعبية» خاصة من خلال تنمية بعض القدرات والتغلب على بعض العيوب ، يصعب على معظم الناس اكتساب «كاريزما» تضمن ولاء الجماهير او المرؤوسين - للوصول في نهاية الأمر الى الأداء الراقي والمكتمل للمنظمة التي يسيرونها .

أفضل القيادات الإدارية او المدراء من يستطيع استخدام الكاريزما القيادية بطريقة تمكنه من مزج ما حصل عليه من تأهيل وتدريب للوصول بالمنظمة الى بر الأمان ، بحيث تؤدي دورها كما يجب من خلال موظفين محبين لعملهم وقادتهم وزملائهم ، و الأسوأ ان لا يتمكن ذلك الشخص من تحسس مواطن الضعف لديه بهدف التغلب عليها ، مع ان الأصدقاء والخلص قد يسدون له بالنصيحة حول بعض نواحي القصور ، وسيستفيد من تلك النصائح بشرط ان لا يكون أحمقاً فظاً مكابراً....

المشكلة الكبرى ان يصل شخص ما الى منصب قيادي او إداري كبير لظروف ما خدمته بطريقة دراماتيكية ، وهو في الحقيقة لا يملك كاريزما ولا حكمه إدارية ولا تأهيل عالي ولا حسن خلق ولين جانب ، وتزداد المشكلة تعقيدا إذا وصل به الغرور الى الاعتقاد الجازم بان لديه من القدرات الكبيرة ما أوصله الى ذلك المنصب ، فهو يهمش الكفاءات ويسفه الآخرين ، ويستخدم سلطاته بطريقه تعسفية...

الفكر الإداري بالتأكيد لديه الحلول ، كما ان تحليل الشخصية ودراسة الحالة النفسية للأشخاص قد توجد حلولٌ أخرى ، كذلك فان الخبرة الاداريه وتعدد الأصناف الاداريه وتنوعها قد يوجد حلولٌ مختلفة ...أفيدونا كيف يمكن التعامل مع تلك الحالة ؟



محمد بن يحي الجديعي

الرياض ‏25‏/02‏/2010

ليست هناك تعليقات: