الثلاثاء، 16 فبراير 2010

واحترق كرت الحوثيين !!





منطقتنا مبتلاة بجماعات يعشش الغباء السياسي في أذهان مسيريها ، وعيونهم وعقولهم مغلقه عن قراءة التاريخ والاستفادة منه ، أو على الأقل تحليل الأحداث الجارية كما يجب لحقن دماء مناصريهم ، فكما يعرف الجميع ان إيران تحرك أطرافا أوهمتهم بأنها تساندهم وتدعمهم ، وهي في الواقع تستخدمهم لتغطية مشاكلها الداخلية المتفاقمة او كورقة تفاوضيه في حوارها الطويل مع المجتمع الدولي ، تماما كما حدث في حرب 2006م عندما حركت حزب الله مما أوقع دمار كبير للبنى التحتية في جنوب لبنان ، وكانت النتيجة في النهاية تكبيل ذلك الحزب بقرارات الأمم المتحدة التي حرمته من الوصول الى بعض المناطق داخل لبنان ، ثم كانت حرب 2009م في غزه التي بعثرت الفلسطينيين وزادت المعاناة للشعب الفلسطيني في غزة لولا المساعدات الدولية ، وفي النهاية تركتهم إيران وشأنهم مما جعلهم يعودون للبحث عن الحلول العربية لعل وعسى .

ثم جاء دور الحوثيين ، الذين عاثوا في بلادهم تقتيلا وتخريبا وتدميرا في بادئ الأمر ، ثم اتجهوا شمالا الى حدود المملكة بإيعاز من طهران ودعم إعلامي أثناء الاشتباكات ، وكان قد سبقه دعم مادي كثيف قبل بدء تنفيذ التوجيهات الإيرانية .

الآلة الإعلامية الإيرانية جعلت من الحوثيين دوله عظمى تحارب ثلاث دول في وقت واحد (اليمن السعودية أمريكا) بل وتتفوق عليهم في مواطن كثيرة ، وبعد ان حلت الاجتماعات الدولية بشأن برامجها النووية ، احترق كرت الحوثيين لدى إيران ونسيتهم بشكل كامل ، مما دعاهم الى إطلاق المبادرات المتعددة لوقف القتال بعد ان قُطعت عنهم الإمدادات وزادت خسائرهم في الأرواح .

وصول نجاد للسلطة سبب الكثير من المتاعب لإيران للمنطقة بأسرها، وهو الحاصل على درجة الدكتوراه في الهندسة المدنية وتخطيط النقل المروري ، كان يعتقد ان الخوض في دهاليز السياسة لا يختلف كثيرا عن رئاسة بلدية طهران ، فبدأ يتحرك في فضاءات معقده قادته وبلده الى الحال التي هي عليه الآن ، فالوضع الداخلي مضطرب الى ابعد حد ، والوضع الاقتصادي في أسوء حالاته ، ومعيشة المواطنين تحتل المرتبة (85) عالميا في بلد من أغنى بلدان العالم ، حيث أنها ثاني بلد في الإنتاج في العام 2009 ، وثالث بلد في تصدير النفط الخام مع أنها تستورد 40% من الوقود الذي تستخدمه ، وذلك نتيجة لضعف إنتاج مصافي التكرير السبعة المتوفرة لديها ، والتي تعاني من عدم توفر قطع الغيار لها .

المنطقة حاليا تغلي بسبب إمكانية قصف إيران او فرض عقوبات اقتصادية عليها ، لكن الإيرانيين نجحوا في السابق في تحريك أطراف تصدق ادعاءاتهم في محاولاتها الجادة لخلط الأوراق ، فهل تستطيع ان تحرك أطرافاً أخرى في الأوقات التي يتم تحديدها في طهران ....؟؟ ومن هي تلك الأطراف ؟ ومتى سيتم ذلك ..؟؟

أم انه تم استيعاب الدرس والاستفادة من مآسي الضحايا الإيرانية (حزب الله ، حماس ، الحوثيين) الذين أحرقتهم الرغبات الإيرانية لدعم استراتيجياتها ...؟؟



محمد بن يحي الجديعي
( الرياض 28 صفر 1431هـ )



ليست هناك تعليقات: