الجمعة، 25 يونيو 2010

كما كان متوقعا ..عادت سفن ايران أدراجها






كنت كتبت يوم الخامس من هذا الشهر (رجب 1431هـ) عن نية ايران إرسال سفينة مساعدات الى غزه كما أعلنت هي بهدف فك الحصار ، بل انها قررت إرسال سفن عسكرية لحماية تلك السفينة من أي اعتداء إسرائيلي ، وكنت توقعت ان تعود السفن الإيرانية أدراجها نظرا لأن ايران تلعب بالقضية الفلسطينية لمصلحتها ليس الا ، ولكن ان تصل الامور الى مواجهة مباشرة مع إسرائيل فهو ما لا يمكن ان تجازف به ايران ، ويمكن مراجعة ما كتبت على الرابط ...

(http://mohammedalgedaiai.blogspot.com/)

إسرائيل كانت واضحة وحازمة تماما عندما أعلنت ان ما تقوم به تلك السفن بالإضافة لسفينة اخرى انطلقت من لبنان تهدد أمنها الوطني ، وان مهمتها تختلف تماما عن مهمة سفن الحرية التي تعاملت معها إسرائيل بكل عنف ، إعلانها ذلك يعني ان إغراق السفن الإيرانية قد يكون هو الإجراء الذي يشفي غليل الإسرائيليين ردا على التهديدات الإيرانية المتكررة ...

اليوم أعلنت ايران عن تراجعها عن ما كانت قررت عمله ، والحقيقة ان ذلك كان متوقعا بدرجه كبيره ، فالإيرانيون لن يجازفوا بعمل لن يحقق لهم مصلحة ، لكن من يسمع قنوات ايران او عماد الشعيبي وعطوان وغيرهم الكثير من العاطفيين العرب ، يعتقد جازما بان إسرائيل آيله للسقوط ، ولكن بعد يتحرك البعض كإيران (حاملة لواء الدفاع عن القضيه الفلسطينية !!!)، لذا فان حركة كتلك قد تكون جس نبض ،وفحص لإستراتيجية ما ، قبل الانقضاض على اسرائيل لرميها في البحر .

طرح على ايران ان أفضل السبل لها لتحضى بالاحترام العربي هو دعم القضية الفلسطينية ، وليس دعم فئة بعينها (حماس) على حساب القضية نفسها ...ولكن لأن ذلك الطرح لا يخدم مصالحها ، فهي ترفض ذلك الطرح ، وتستخدم القضيه برمتها كورقه لتحقيق مصالحها .

ايران تتصرف وكأنها دولة عظمى في المنطقة ، وتهدد حاليا بتفتيش السفن في الخليج وبحر العرب كرد على قرار مجلس الامن 1929 ، وانا ارى ان تلك التهديدات لا تعدوا ان تكون كلامية ، لأنه لا يوجد لايران إمكانيات لتنفيذ اهدافها التي تعلنها ...فهي تعلن عن رغبها في تحقيق اهداف اكبر من قدراتها ، ولكن ماذا نستخلص من هذه الاحداث ؟؟

1. تنافس ايران وتركيا على منطقة الشرق الاوسط ...وهو ما يؤسف له ...لأنهم يطرقون عواطف الشعوب العربيه التي لا تدرس وضعها ومصالحها بعقلانيه .

2. استمرار ايران في ممارساتها الرامية الى خلق الفوضى في المنطقة من خلال خلاياها وإعلامها وأبواقها العربية .

3. استمرار بعض الدول (كسوريا) في سيرها خلف الأفكار الإيرانية ...الغريب ان بعض السوريين لا يجيبون عن أسباب عدم الرد على الاستفزازات الاسرائيليه ، طالما انهم يجزمون بضعف القدرات العسكرية الاسرائيليه .

4. متى يعود سياسيي حماس الى رشدهم ؟ بعد ان أثبتت الايام ان ايران تستخدمهم لتحقيق مصالحها ...وفي نفس الوقت تضرب بهم وحدة الصف العربي ....



محمد بن يحي الجديعي

الرياض (13 رجب 1431هـ)


ليست هناك تعليقات: